الاجتهاد: أساليب الدراسة في الحوزات العلمية مقالة من محمد علي رضائي التي انتشرت في مجلة فقه أهل البيت 1425 والتي سلّط الكاتب الضوء في هذا المقال على أساليب البحث والتدريس لدى السلف الصالح من علمائنا واستعراض نقاط القوة والضعف فيها.
تعتبر الحوزة العلمية أكثر الجامعات الاسلامية رصيدا في العالم الإسلامي غنى وسابقة. فهي بالرغم من انتقالها جغرافيا من المدينة إلى النجف وسامراء وقم وأصفهان وخراسان وغيرها من الحواضر الإسلامية ، إلاّ أنها حافظت على نشاطها ورقيّها العلمي طوال هذه الفترة .
ومن الجدير بنا رصد عوامل الرقي هذه لكي نضمن المستقبل . . لابد من البحث عن كيفية الدراسة في الحوزات العلمية في العراق التي استطاعت أن تنجب أمثال المحقق الخراساني قدس سره، والمناهج الدراسية في مدرسة الميرزا الشيرازي قدس سره في حوزة سامراء والتي خرّجت ثلّة من المجتهدين البارعين، أو تتبع أساليب الدراسة لدى الأعاظم من علمائنا الذين بلغوا مراتب سامية في فترات قصيرة ، أمثال الشيخ الأعظم الأنصاري والعلاّمة الطباطبائي حيث خلّفوا تراثا علميا زاخرا .
وسوف نسلّط الضوء في هذا المقال على أساليب الدراسة في الحوزات العلمية لدى السلف الصالح من علمائنا واستعراض نقاط القوة والضعف فيها .
مراحل الدراسة في الحوزات العلمية:
يجتاز طالب العلم في الحوزة العلمية ثلاث مراحل رئيسية :
الاُولى: مرحله المقدمات .
وتشمل هذه المرحلة ـ بحسب النظام الدراسي في حوزة قم ـ المقاطع الثلاثة الاُولى ، حيث يدرّس فيها علوم الأدب العربي ( الصرف والنحو والمعاني والبيان وغيرها )، وكذلك الدروس التأسيسية الاُولى كالمنطق (وتدرس عادة من كتاب جامع المقدمات ) .
الثانية : المرحلة المتوسطة ( مرحلة السطح ) .
وتشمل بحسب النظام الفعلي في حوزة قم المقطع الرابع إلى العاشر . وتهدف الدراسة في هذه المرحلة إلى تحقيق الأهداف التالية :
1 ـ رفع مستوى فهم النصوص الفقهية والاُصولية .
2 ـ التعرّف على أساليب الاستنباط من الآيات والروايات .
3 ـ دراسة دورة كاملة في الفقه والاُصول .
4 ـ تعميق العقائد وتوسيع المعلومات العامة لدى الطالب من خلال الدروس العامة .
ويدرّس في هذه الدورة في علم الاُصول عادة : معالم الاُصول أو اُصول الاستنباط ، واُصول الفقه والرسائل وكفاية الاُصول .
ويدرّس في علم الفقه : الروضة في شرح اللمعة والمكاسب .
وتستغرق هذه المرحلة فترة تتراوح بين أربعة إلى سبعة أعوام بحسب قابلية الطالب .
الثالثة : مرحلة الدراسات العليا ( الخارج ) .
وهي أعلى دورة دراسية في الحوزة تهيأ الطالب إلى مرحلة الاجتهاد من خلال دراسة فرعي الفقه والاُصول والتدريب على عملية الاستنباط من المصادر الأربعة ( الكتاب والسنة والعقل والإجماع ) ، والمعروف أنّ هذه المرحلة لا تعتمد كتابا دراسيا خاصا [ ولذا تسمّى بالخارج ؛ لأنّ الدراسة فيها خارج الكتاب ] ولكن من أجل ترتيب بحوث هذه المرحلة فإنّه يعتمد في علم الاُصول كتاب « الكفاية » وفي الفقه « جواهر الكلام » أو « العروة » أو « تحرير الوسيلة » .
وقد استحدث في الفترة اللاحقة بعض الفروع التخصصية في التفسير والكلام والتبليغ إلى جانب الدراسة في الفقه والاُصول ، وذلك لتخريج المختصين في هذه المعارف والعلوم في مدة تستغرق ستة أعوام ، فيما تختلف مدة حضور ( البحث الخارج ) الذي يؤهل الطالب للاجتهاد باختلاف المؤهلات والقابليات .
خطوات البحث والتدريس لمرحلتي المقدمات والسطوح :
تستغرق عملية التدريس في هاتين المرحلتين لدى أغلب الأساتذة ست مراحل هي كالتالي :
1 ـ مراجعة البحث قبل إلقاء الدرس ، وذلك بالرجوع إلى الكتب والشروح والتعليقات .
2 ـ قراءة مقطع من الكتاب مع رعاية القواعد العربية ، وقد يقوم بذلك أحد الطلاّب .
3 ـ شرح الدرس وبيانه وتوضيحه ، ويسمى « خارج الدرس » .
4 ـ عملية تطبيق الشرح على نصّ عبارة الكتاب .
5 ـ بيان المطالب خارج الكتاب ( من الشروح أو الحواشي أو الاُستاذ ) .
6 ـ الإجابة على أسئلة الطلاب ، وذلك :
أ ـ قبل الدرس . ب ـ أثناء الدرس . ج ـ بعد الدرس .
نظرة تقويمية:
ثمّة ملاحظات عديدة فيما يخص عملية التدريس في هاتين المرحلتين نشير إلى بعضها :
أ ـ نقاط القوّة :
1 ـ إعداد كادر تدريسي كفوء لهاتين المرحلتين في الحوزة .
2 ـ الاهتمام بالبحوث الأخلاقية إلى جانب الدروس الحوزوية .
3 ـ رفع مستوى الطالب في فهم وتفسير العبارات والمتون .
4 ـ توحيد المناهج الدراسية .
ب ـ نقاط الضعف :
1 ـ عدم الإفادة من نصوص الأدب العربي المعاصر .
2 ـ عدم الاهتمام بدراسة تأريخ علمي الفقه والاُصول ممّا يؤثر سلبا على معرفة الطالب بأساليب ومناهج البحث الاُصولي والفقهي .
3 ـ فقدان الأمثلة والشواهد المناسبة .
4 ـ طول مدة الدراسة في مرحلة ( السطح ) .
5 ـ قلّة الدروس في علوم القرآن والتفسير .
خطوات الدراسة في مرحلتي المقدمات والسطوح :
تستلزم عملية الدراسة والتلقّي لدى الطالب في الحوزة المراحل الآتية :
1 ـ المراجعة المسبقة للدرس قبل الحضور فيه . وهذه العملية ترفع بلا شك المستوى الذهني وتهيأ الطالب نفسيا للدرس .
2 ـ الحضور في الدرس . وللحضور المباشر ثمراته العلمية والمعنوية التي لا يمكن تعويضها باستماع الدرس عبر الشريط .
3 ـ مراجعة الشروح والتعليقات على الكتاب بعد انتهاء الدرس ممّا يعمّق فكرة الدرس في ذهن الطالب .
4 ـ المباحثة ، وهي مناقشة الدرس بشكل جماعي مع عدد من الطلاب ورفع ابهاماته وإشكالاته وتعميق أفكاره . وتعتبر المباحثة من الميزات الخاصة بـ الحوزات العلمية من بين المراكز العلمية الاُخرى .
5 ـ تلخيص الدرس أو شرحه : يقوم بعض الطلبة المجدّين بتلخيص المطالب المفصّلة ترسيخا للفكرة أو شرحها وبيانها بشكل تحريري . وقد يطوي بعض الطلاب قسما من هذه المراحل ، الأمر الذي يوجب ضعفهم في الدراسة .
نظرة تقويمية لطريقة الدراسة:
أ ـ نقاط القوّة :
1 ـ حرية الطالب في اختيار الدرس والاُستاذ .
2 ـ المباحثة .
3 ـ دراسة الأدب العربي بشكل معمّق واستدلالي .
5 ـ التركيز على التزكية والأخلاق .
7 ـ المناظرة بين الاُستاذ والطالب مع حفظ حرمة الاُستاذ .
8 ـ معرفة الطالب بكيفية طرق الاستدلال لدى السلف .
ب ـ نقاط الضعف :
1 ـ ضعف حافظة الطالب نتيجة التركيز على القدرة في الفهم دون الحفظ .
2 ـ ضعف القدرة على الكتابة لعدم إلزام الطالب بذلك ( ولكن تمت معالجة هذه النقطة إلى حدّ ما في السنوات الأخيرة ) .
3 ـ طول مدة الدراسة في هاتين المرحلتين .
4 ـ كثرة عدد طلاب الصفّ الواحد على الحدّ المتعارف .
مناهج التدريس في البحوث العليا ( الخارج ) في الحوزات العلمية:
يمكن تنويع أساليب تدريس بحوث الخارج إلى عدّة أنواع :
النوع الأوّل ـ من الناحية الشكلية :
أ ـ محورية الطالب ( منهج المدرسة السامرائية ) .
ب ـ محورية الاُستاذ ( المنهج الكلاسيكي ) .
ج ـ الجمع بين المنهجين .
د ـ البحث الجماعي .
النوع الثاني ـ من الناحية المضمونية :
أ ـ تنظيم البحث :
1 ـ منهج القدماء .
2 ـ منهج السيد البروجردي قدسسره .
3 ـ منهج الإمام الخميني قدسسره .
4 ـ منهج يتركب من ثلاث خطوات .
5 ـ منهج يتركب من أربع خطوات .
ب ـ المدارس الفقهية :
1 ـ مدرسة فقه الحديث .
2 ـ مدرسة الفقه الاستدلالي الاُصولي .
3 ـ مدرسة الفقه المقارن .
4 ـ مدرسة الفقه المعاصر المواكب لحركة الزمان والمكان .
ج ـ المدارس الاُصولية :
1 ـ المنهج الفلسفي .
2 ـ المنهج العرفي .
النوع الثالث ـ من ناحية خصائص الدرس :
أ ـ مدة الدرس الخارج :
1 ـ الدورات الطويلة .
2 ـ الدورات القصيرة .
3 ـ فترة الاستنباط .
ب ـ المدّة اللازمة لدورة الفقه الكاملة بشكل تخصصي .
ج ـ المكان والزمان اللازم لكل حصّة دراسية .
د ـ عدد الطلاب في كل درس .
ه ـ عدد الدروس والحصص الدراسية طوال الفصل الدراسي .
النوع الأوّل ـ أساليب التدريس من الناحية الشكلية :
سوف نشير بشكل مختصر إلى خصائص كل اُسلوب ونقاط القوّة أو الضعف فيه .
1 ـ اُسلوب محورية الطالب أو المدرسة السامرائية :
وهذا الاُسلوب هو للميرزا الشيرازي الكبير قدسسره ، حيث كان يطرح الفرع الفقهي طبقا لهذا ويبحث بمعونة طلابه جميع ما يتعلق به من مسائل بشكل جماعي ، ولم يكن يوافق على أي فرضية أو أصل مسبق كأصل موضوعي في البحث ، فكل شيء خاضع للبحث والنقاش والطالب هو المحور في البحث ، فيما يتولى الاُستاذ استخلاص النظريات وعملية الاستنتاج (1) .
إنّ بداية البحث وفقا لهذه الطريقة يمكن أن تكون محددة ومعلومة ، ولكن لا يمكن تحديد نهايته ؛ إذ قد يطول البحث إلى سبع ساعات متواصلة (2) .
2 ـ اُسلوب محورية الاُستاذ ( الاُسلوب الكلاسيكي ) :
وهو الاُسلوب المتداول بين متأخري حوزة النجف وقم ، ويعدّ في الحال الحاضر الاُسلوب الرائج في الثانية .
وفي هذا المنهج يطرح الاُستاذ المسألة الفقهية أو الاُصولية والأقوال فيها والاستدلال عليها ثمّ يطرح رأيه المختار في المسألة .
ويبرز هنا دور الاُستاذ أكثر ، فهو يمارس دوره كالمحاضر الذي يقع عليه الجزء الأكبر ، فيما يكون الطالب أقل نشاطا (3) .
ويمكن تطبيق هذا الاُسلوب بعدّة أشكال :
أ ـ محورية الاُستاذ مع عدم انتظام البحوث وتنسيقها .
ب ـ محورية الاُستاذ مع تكثيف المصطلحات .
ج ـ محورية الاُستاذ مع ترتيب المطالب وسلاسة البيان .
د ـ محورية الاُستاذ مع كتابة الدرس من قبل الاُستاذ وتقديمه للطالب .
3 ـ الجمع بين الاُسلوبين :
يُطرح البحث حسب هذا الاُسلوب في جلستين : في الاُولى يكون البحث بمحورية الاُستاذ ، وتقلّ فرصة السؤال والإشكال للطالب . وفي الجلسة الثانية يكون الطالب هو المحور في البحث ليتسنّى بذلك أيضا للطلاب المتوسطين أو الضعفاء تنمية مواهبهم واستدراك ما فاتهم .
وينقسم هذا الاُسلوب من ناحية تطبيقية بالنسبة إلى الجلسة الثانية إلى أقسام :
أ ـ اُسلوب الآخوند الخراساني قدسسره ، حيث يقوم بعض الطلاب الكفوئين بشرح الدرس للطلاّب الأقل كفاءة لرفع إشكالات الجلسة الاُولى وتوضيح المبهمات فيها بما يعين الطالب الضعيف على الإفادة من الدرس بشكل جيد (4) .
وكان السيد البروجردي قدسسره ممّن يؤكد على هذه الطريقة وعلى ضرورة تثبيتها في حوزة قم ، ولكن ذلك لم يطبق (5) .
ب ـ اُسلوب المرحوم آية اللّه السيد محمّد باقر الدرجئي ، حيث كان يلقي الدرس صباحا في « مسجد نو » بأصفهان في الفقه والاُصول ، ثمّ يكرره في المساء لمن فاته الدرس أو لم يستوعبه جيدا .
ج ـ اُسلوب جلسة السؤال والجواب عقيب الدرس ، حيث يعيّن الاُستاذ ساعة خاصة لطرح إشكالات وأسئلة الطلاب والإجابة عليها .
د ـ اُسلوب الشيخ الاصفهاني ( الكمباني ) ، حيث يقوم الاُستاذ قبل أيّام بكتابة الدرس وتوزيعه بين الطلاب ليتهيأ للطالب مراجعة البحث والاستعداد للحضور فيه ومباحثة الاُستاذ . وفي الحقيقة فإنّ كراسة الدرس تكون بمنزلة الدرس . وأوّل من طبق هذا الاُسلوب هو المحقق الأصفهاني في حوزة النجف (6) ، ويمارسها اليوم بعض أساتذة البحث الخارج في حوزة قم .
ه ـ استماع الدرس على الشريط قبل إلقاء الاُستاذ الدرس ، حيث يقوم الطالب باستماع الدرس على الشريط الذي تمّ تسجيله في الدورة السابقة لدرس الاُستاذ ليستعد في جلسة الدرس لطرح الأسئلة والإشكالات .
4 ـ البحث بشكل جماعي :
وهو عبارة عن اجتماع مجموعة ـ ليس بالضرورة أن يكونوا بصورة الاُستاذ والطالب ـ لمناقشة مسألة فقهية أو اُصولية ثمّ يطرحوا ما تمّ التوصل إليه على الآخرين لملاحظة إشكالاتهم أو توجيه الاشكال إلى مطالب الغير ، ثمّ يختار كل منهم رأيه في المسألة .
وكانت هذه الطريقة هي طريقة العياشي والعلاّمة المجلسي (7) ، وتدار اليوم بعض مجالس الاستفتاء لبعض المراجع بهذا النحو . ومن أجمل حلقات هذا الاُسلوب مجلس قائد الثورة ( دامت بركاته ) ، حيث يتمتع بنظم ورتابة خاصة (8) .
وتطبق الجامعات هذه الطريقة في كتابة رسائل التخرّج بمساعدة الاُستاذ المشرف على البحث .
وسوف نعرض في هذا المقال ـ على اختصاره ـ إلى تقويم هذه المناهج والأساليب إيجابا أو سلبا ، ولكننا سوف نقتصر على ما ذكره الأعلام مراعاة للاختصار تاركين للقارئ عملية التقويم . ولا يخفى أنّ المقصود ليس الإشكال على أحد أو الانتقاص من طريقته ، فجهود جميع الأعلام هي محلّ تقدير واحترام .
أ ـ الايجابيات :
1 ـ مميزات المدرسة السامرائية :
اشتهرت هذه المدرسة بتخريج أكابر المجتهدين أمثال الآخوند الخراساني والميرزا النائيني والشيخ الشهيد فضل اللّه النوري والسيد محمّد الفشاركي وغيرهم قدست أسرارهم (9) .
انّ تفعيل دور الطالب أمر يؤكده علم النفس المعاصر (10) ، وهو من خصائص هذه المدرسة . كما أنّ التركيز والتدقيق في المطالب امتياز آخر لها .
2 ـ اُسلوب محورية الاُستاذ :
من امتيازات هذا الاُسلوب هو ترتيب المطالب وشرحها بشكل منظّم ( في بعض أقسامه الفرعية ) .
كما أنّ حصر موضوع البحث يساعد على الوصول إلى النتيجة بسرعة وعدم الخروج عن موضوع البحث .
3 ـ طريقة الجمع بين الاُسلوبين :
لا شك أنّ تفعيل دور الطالب في الجلسة الثانية للدرس يعين الطالب على هظم المطالب بشكل أفضل ، كما أنّ هذا الاُسلوب يُفرز بنفسه كادرا تدريسيا مؤهلاً للحوزة ، وفي الوقت ذاته فإنّه يحفّز الطالب على الاستعداد للجلسة الثانية .
4 ـ اُسلوب البحث الجماعي :
وهو للطلبة الذين أمضوا بضعة أعوام في درس الخارج ، أو المشتغلين ببعض الأعمال خارج الحوزة ، حيث يحفزهم مثل هذا الاُسلوب النافع على التحضير والمراجعة ، وهو اُسلوب يربي على الاجتهاد ، ولذا يؤكد عليه كبار الأساتذة (11) .
وهذا الاُسلوب لو تمّ تحت إشراف الاُستاذ كان عبارة اُخرى عن طريقة المدرسة السامرائية .
ب ـ السلبيات والنواقص :
ثمّة إشكالات يمكن توجيهها إلى الأساليب المذكورة التي هي بحاجة إلى تأمل وتدقيق أكثر ليمكن الحكم عليها بشكل صحيح :
1 ـ المدرسة السامرائية : من نواقص هذا الاُسلوب عدم القبول بأي أصل موضوعي مسبق في البحث ، وأيضا عدم تحديد وقت لنهاية الدرس ، مما يوجب عدم انتظام الدرس وتعب الطلاب .
2 ـ اُسلوب محورية الاُستاذ : عدم فعّالية الطلاب وعدم وجود فرصة كافية للإشكال والسؤال ، إضافة إلى عدم ترتيب المطالب أو إغلاق العبارة في بعض أقسام هذا الاُسلوب .
3 ـ الجمع بين الاُسلوبين : يستغرق هذا الاُسلوب كثيرا من وقت الاُستاذ والطالب .
إنّ استيعاب الكلام في تقويم هذه المناهج بحاجة إلى فرصة وافية اُخرى للبحث .
النوع الثاني ـ مناهج تدريس بحوث الخارج من حيث المضمون:
أ ـ تنظيم المطالب :
1 ـ طريقة القدماء : جرى المتقدمون على السيد البروجردي قدسسره على بيان « الأصل » في المسألة ثمّ تحريره ببيان الأدلّة (12) .
2 ـ طريقة السيد البروجردي قدسسره : تقوم هذه الطريقة على استعراض المسار التأريخي للمسألة ، ثمّ طرح الأدلّة للمناقشة ، ومع فقدان الأدلّة في المسألة تطرح الأدلّة الفقاهتية ( الاُصول العملية ) (13) .
3 ـ طريقة الإمام الخميني قدسسره : تقوم هذه الطريقة باستعراض الأدلّة أوّلاً ثمّ الأقوال في المسألة . كان قدسسره يقول : لنلاحظ أوّلاً ما نستفيده نحن من الأدلّة ثمّ نلاحظ أقوال الآخرين (14) .
4 ـ الطريقة الرابعة : وتتركب من ثلاثة عناصر ـ كما عليه بعض بحوث الخارج اليوم في حوزة قم ـ :
الأوّل ـ ذكر الأقوال في المسألة لتصويرها بشكل عام .
الثاني ـ بيان الأدلّة الموافقة والمخالفة والمناقشات فيها .
الثالث ـ تلخيص المطالب والاستنتاج .
5 ـ الطريقة الخامسة : وتعتمد في بعض بحوث الخارج في حوزة قم أيضا ، وهي تعتمد أربعة عناصر :
الأوّل ـ ذكر موضوع المسألة وبيان فروضها .
الثاني ـ بيان الأقوال الموافقة والمخالفة .
الثالث ـ ذكر الأدلّة من الكتاب والسنّة والعقل والإجماع ومناقشتها ، مع ذكر الأصل في المسألة إذا تطلّب الأمر .
الرابع ـ استخلاص الأقوال والأدلّة والاستنتاج .
ولكل من هذه الطرق خصائصه وثغراته والتي لا يتسع المجال لذكرها هنا ، إلاّ أنّ أكملها فيما يبدو هو الطريق الرابع ، وإن كان يخلو من بيان المسار التأريخي للمسألة ، وهو نقص في نفسه .
ب ـ منهجية البحث الفقهي :
للفقهاء مناهج عديدة في بحوثهم الفقهية التي يطرحونها في دروس الخارج نشير إليها :
1 ـ منهج فقه الحديث :
وهو منهج السيد البروجردي قدسسره في الفقه . ومن خصائصه عدم اعتماد علم الاُصول كثيرا ، بل يتم استعراض المسار التأريخي للبحث والتركيز على علم الرجال وتصنيف طبقات الرواة ومعالجة ظاهرة تقطيع الحديث ، وعليه فإنّه يتم استفادة الحكم من الروايات في المسألة ، ويرجع إلى علم الاُصول أو الاُصول العملية عند الضرورة والحاجة (15) .
2 ـ المنهج الاُصولي :
يعتمد هذا المنهج أساسا على قواعد علم الاُصول ومحاكمة الأدلّة على ضوئها . ويقلّ الاهتمام والعناية في هذا المنهج بعلم الرجال ، وقد تطرح بعض الفروع الفقهية التي يندر وقوعها في حياة الإنسان . ولذا وقع الاهتمام المفرط بعلم الاُصول مورد اعتراض بعض الأكبار ؛ إذ انّه يؤدي إلى ابتعاد الإنسان عن الفهم العرفي الذي ألقى الشارع أحكامه إليه (16) .
3 ـ منهج الفقه المقارن :
وهو منهج الشيخ الطوسي قدسسره ( 460 ه ) حيث يقارن بين أقوال المدارس الفقهية الاُخرى مع الفقه الامامي ، وأوّل كتاب في هذا المجال هو كتاب الخلاف حيث قارن فيه بين آراء المذاهب .
وقد أحيا هذا المنهج السيد البروجردي قدسسره ، مضافا إلى اهتمامه بشأن نزول الآيات وتتبع تاريخ المسألة وظروف صدور الحديث ، حيث كان يعتبر جميع هذه الاُمور مؤثرة في فهم الحديث (17) .
4 ـ منهج الفقه الحركي ( المواكب للزمان والمكان ) :
اعتنى علماؤنا السلف بهذا المنهج أيضا ، حيث نرى تأثير هذين العنصرين في فتوى الميرزا الشيرازي الكبير قدسسره بحرمة التنباك .
وقد فعّل الإمام الخميني قدسسره هذا المنهج وأحياه ، يقول قدسسره : « الزمان والمكان عنصران مؤثران في عملية الاجتهاد » .
وهناك بحوث عديدة في مدى تأثير الزمان والمكان في مصاديق الأحكام وموضوعاتها ومتعلقاتها وفي صدور الحكم والفتوى (18) .
ج ـ المناهج الاُصولية :
تتناول دروس الخارج في الحوزة مباحث علم الاُصول ضمن منهجين مختلفين :
1 ـ المنهج الفلسفي :
تُعرض المطالب الاُصولية وفقا لهذا المنهج على أساس المصطلحات الفلسفية وإقحام البحوث الفلسفية والقضايا الحقيقية في البحوث الاعتبارية والعرفية . وقد ظهر هذا المنهج في بداياته على عهد الشيخ الأنصاري قدسسره ثمّ تبلور شيئا فشيئا حتى بلغ ذروته في حوزة النجف حتى غدا علم الاُصول من العلوم شبه العقلية ! وقد تجلّى هذا واضحا في تعليقات المحقق الاصفهاني قدسسره (19) .
ومن هنا فقد وقع هذا المنهج موقع الاعتراض من بعض العلماء ؛ لأنّه يخلط بين الاُصول والفلسفة ، ويُخرج علم الاُصول من حالته العرفية ، ويؤدي إلى تضخم مباحثه .
2 ـ المنهج العرفي :
علم الاُصول هو علم آلي يمكّن الفقيه من فهم الكتاب والسنّة ، وقد جاءت ألفاظ القرآن والسنّة على أساس ما يفهمه العرف . فعلم الاُصول في بحوث العام والخاص والمطلق والمقيّد علم يعتمد الارتكازات العرفية .
وقد ظهر هذا المنهج في علم الاُصول منذ عهد الشيخ الطوسي في كتابه « العدة » وحتى عصرنا الحاضر (20) .
أساليب الدراسة في الحوزات العلمية في بحوث الخارج :
لاحظنا أنّ أساليب تدريس البحوث الخارج تختلف فيما بينها ، وهكذا فإنّ أساليب الدراسة والتلقّي تختلف أيضا باختلاف القابليات وأذواق الطلاب . ويمكن تقسيم هذه الأساليب إلى سبعة أقسام :
الأوّل ـ محورية الطالب :
وينطوي هذا القسم على ست خطوات :
1 ـ المطالعة المسبقة : يتم في هذه المرحلة مراجعة المسألة التي يراد بحثها ـ اُصولية كانت أو فقهية ـ في ضوء مصادر السابقين وملاحظة أقوالهم واستدلالاتهم ، ثمّ اختيار أحد الآراء في المسألة قبل حضور الدرس .
2 ـ المباحثة المسبقة : يقوم الطالب بمناقشة ومباحثة مطالب الدرس الآتي قبل حضوره وبيان الإشكالات فيه .
3 ـ الحضور في الدرس بذهنية مستعدة بعد المطالعة والمباحثة السابقتين عليه ، وقد يكتب الطالب أهم مطالب الدرس .
4 ـ طرح الأسئلة والإشكالات في الدرس لرفع مبهماته أو تصحيح ما يطرحه الاُستاذ من آراء .
5 ـ مراجعة ثانية وفحص الأدلّة والأقوال لاختيار الرأي النهائي .
6 ـ تدوين الدرس بشكل كامل ومنقّح مع خلاصة لأهم المطالب للاحتفاظ برأي الاُستاذ والطالب .
الثاني ـ محورية الاُستاذ :
يقوم الطالب في هذا النوع بست خطوات :
1 ـ حضور الدرس والإفادة من شرح الاُستاذ .
2 ـ كتابة الدرس بتمامه أثناء الحضور .
3 ـ مراجعة الدرس وبحوث العلماء الآخرين حوله .
4 ـ اختيار الرأي في المسألة .
5 ـ المباحثة في الدرس مع بعض الطلاب .
الثالث ـ ويحتوي على أربع مراحل :
1 ـ حضور الدرس .
2 ـ كتابة الدرس بتمامه .
3 ـ مراجعة الدرس المكتوب .
4 ـ المباحثة .
الرابع ـ وفيه ثلاث مراحل :
1 ـ حضور الدرس .
2 ـ كتابة الدرس .
3 ـ مراجعة الدرس من دون مباحثة .
الخامس ـ وفيه مرحلتان :
حضور الدرس وكتابته .
السادس ـ وفيه مرحلة واحدة : وهي حضور الدرس فقط .
السابع ـ البحث بشكل جماعي :
وهو اُسلوب خاص لمن سبق له الحضور في درس الخارج ، وهو ينفع لتقوية القدرة على الاستنباط . وقد تقدم شرح ذلك في أساليب التدريس ، وذكرنا أنّ هذا الاُسلوب إذا اقترن بإشراف الاُستاذ عُدّ من أساليب التدريس ، ويقوم الطلاب طبقا لهذا المنهج بالمراحل التالية :
1 ـ مطالعة الدرس مسبقا في أحد الكتب .
2 ـ اختيار الرأي في المسألة .
3 ـ طرح كل واحد من الحضور رأيه واستدلاله للمناقشة والنقد .
4 ـ استخلاص المطالب والاستنتاج منها بواسطة أحد الحاضرين ممن يقع على عاتقه إدارة الجلسة .
5 ـ كتابة خلاصة البحوث .
تقويم عام : لكل من هذه المناهج امتيازاته أو نواقصه الخاصة به ، وسنشير إلى بعضها :
1 ـ فالاُسلوب الأوّل يكرّس لدى الطالب القدرة على الاستنباط والثقة بالنفس ، حيث تعالج المسائل بالدراسة والتدقيق ، وينشط الطالب في هذا الاُسلوب لممارسة دوره العلمي ، إذ يتدرّب على تجميع المطالب وترتيبها ونظمها ، كما أنّه يتعرف على نظريات الآخرين وكيف يتعامل معها باُسلوب منطقي ليطرح بعد ذلك ما يراه في المسألة .
2 ـ الاُسلوب الثاني ( محورية الاُستاذ ) : يؤخر هذا الاُسلوب الطالب عن القدرة في الاستنباط ويسلبه القدرة على السؤال والمناقشة في الدرس ، حيث ينشط دور الاُستاذ فقط فيما يخمل دور الطالب ويكون دوره دور المنفعل ، وقد يضيع عليه موضوع البحث إلى آخر الدرس مما يسبب للطالب مشكلة في فهم المطالب .
3 ـ وأمّا الاُسلوب الثالث والرابع والخامس والسادس فإنّ الإشكال فيه نفس ما في سابقه إضافة إلى إشكال عدم مراجعة المصادر وعدم وجود المباحثة وعدم كتابة الدرس وعدم اختيار الطالب للرأي في المسألة وعدم تنظيم البحث وغيرها .
4 ـ وأمّا الاُسلوب السابع فقد تقدم شرح خصائصه سابقا .
كلام لبعض العلماء :
يقول آية اللّه الشيخ الفاضل ( دامت بركاته ) من أساتذة البحث الخارج ومراجع الدين : « إنّ الشيء المهم لدى طالب العلم إضافة لحفظه مطالب الاُستاذ في الدرس هو مداقّة هذه المطالب وتمحيصها لبيان صحتها من سقمها ، ثمّ استنتاج ما يراه برأيه في نفس جلسة الدرس ، وكتابة هذه الاُمور بعد الدرس لكي تحفظ ولا تنسى » (21) .
ويقول أحد أساتذة الخارج : « كان الإمام الخميني قدسسره يقول لطلاّبه في درسه الذي يلقيه في مسجد سلماسي : لو أنكم تحضرون هذا الدرس عشرين عاما بهذا الشكل فإنّكم لن تصلوا إلى أي نتيجة ، إلاّ إذا طالعتم الدرس مسبقا واخترتم أحد الآراء فيه » (22) .
طرق كتابة الدرس في الحوزات العلمية :
من ميزات نظام الحوزات العلمية منذ القدم كتابة درس الاُستاذ ( التقرير ) . وأوّل من قام بذلك هو السيد العاملي صاحب مفتاح الكرامة عندما قام بكتابة درس اُستاذه السيد بحر العلوم (23) ، ثمّ تابع جهوده السيد البروجردي وسعى لتثبيت ذلك كعادة لدى طلاّب العلوم الدينية (24) .
وكتابة ( التقرير ) يمكن أن تتم بعدّة أشكال :
1 ـ أن يكتب البحث بشكل كامل ، وهو الاُسلوب الشائع ، حيث يحتفظ بالبحث ـ كأرشيف ـ مع إضافة بعض الحواشي البسيطة أحيانا . وغالبا ما يكون تركيب الكلام في هذه التقريرات بصورة الإلقاء لا الكتابة ، كما أنّها تخلو من الترتيب نتيجة السرعة في الكتابة ؛ ولذا فإنّها لا تحظى بقيمة علمية كبيرة ؛ لأنّها لا تعني أكثر من شريط مكتوب ، ومن هنا فإنّ بعض المراجع يعتبر هذه الطريقة من التقرير غير مجدية (25) .
2 ـ كتابة رؤوس المطالب والمهم منها في جلسة الدرس من أجل حفظ ما يذكره الاُستاذ .
3 ـ كتابة تمام الدرس بعد الانتهاء منه .
وينصرف الطالب في هذا النوع من التقرير ـ باعتباره قد قام بالمطالعة والمباحثة المسبقة على البحث ـ إلى استماع الدرس وطرح الأسئلة والإشكالات فقط ، ثمّ يبلور رأيه في المسألة ويقوم بتنظيم البحث بشكل استدلالي مع التعليقات والحواشي عليه واختيار رأيه فيه .
ويؤكد كثير من العلماء على هذه الطريقة ، حيث إنّها كانت سببا في نمو علم الفقه والاُصول وتقدّم الأكابر في دراستهم (26) . يقول قائد الجمهورية الاسلامية ( دامت بركاته ) : « إنّ من عوامل نجاح المرحوم آية اللّه العظمى الخوئي في نشر الفقه والاُصول هو كتابة تقريرات درسه بشكل منظّم وجيد » (27) .
4 ـ كتابة خلاصة الدرس بعد الانتهاء منه، وتستغرق هذه الطريقة وقتا أقل ، ويمكن اجتماعها مع الطريقة الثالثة لكي تتم الاستفادة من خلاصة البحوث عند الحاجة إليها من دون تأخير .
أساليب المباحثة :
تعدّ المباحثة من امتيازات النظام الحوزوي من بين سائر المراكز العلمية والتعليمية في العالم ، فالمباحثة تساعد على ترسيخ المادة ورفع الإبهامات وشحذ الذهن وتحريك الفكر .
وللطلاب طرق وأساليب في المباحثة ، نشير إليها :
1 ـ قراءة التقرير : وهو أن يقوم أحد الطلاب الذين كتبوا الدرس بقراءة ما كتبه ويستمع الآخرون إليه . وقد قمتُ بإحصائية ـ كنموذج ـ في حوزة قم ، فوجدت أنّ نسبة 45 % من الطلاب يتبعون هذه الطريقة في المباحثة .
2 ـ تقرير الدرس : وذلك بأن يقوم أحد الطلاب بتقرير درس الاُستاذ ـ من دون الاستعانة بالمكتوب ـ والإجابة على الأسئلة والإشكالات .
3 ـ طريقة النقد والتدقيق : وهي أن يعمد أحد الطلاب إلى دراسة وتدقيق كلمات الاُستاذ وآراءه بعد نقلها في المباحثة ، ومن ثمّ نقدها والملاحظة عليها والتأمل فيها ، وذلك بالاستعانة بمراجعة المصادر الاُخرى في الموضوع .
4 ـ طريقة البحث الجماعي : وقد تقدم توضيحها في أساليب التدريس والدراسة سابقا .
5 ـ طريقة المباحثة المسبقة : في هذه الطريقة يستعد الطلاب للمباحثة بمطالعة البحث أوّلاً ومراجعة الأقوال والآراء والأدلّة في المسألة ، ثمّ يأخذ أحدهم ببيان الدرس القادم كما لو يبينه الاُستاذ تقريرا وتوضيحا وإجابة على الأسئلة والإشكالات واستنتاجا للمطالب . وقد وجدتُ في إحصائية قمت بها في حوزة قم أن 34 % من الطلاب يعملون بهذه الطريقة .
تقويم عام : لكل واحد من هذه الأساليب مزاياه ونواقصه وما يناسبه مع أحد الأساليب السابقة في التدريس أو الدراسة ، ونحن نشير إلى بعض تلك الخصائص :
1 ـ الاُسلوب الأوّل والثاني ينفعان لفهم كلام الاُستاذ ، ، إلاّ انهما يناسبان مرحلة السطح .
2 ـ الاُسلوب الثالث ينفع في تدريب الطالب على عملية الاستنباط ، وإن كان يُعدّ صعبا على الطلاب المبتدئين في حضور درس الخارج .
3 ـ أفضل اُسلوب للمباحثة هو الاُسلوب الخامس ، حيث يضاعف قدرة الطالب على الاستنباط والاستدلال وشحذ فهمه ، وفي الحقيقة يعتبر رتبة نازلة من التدريس ، ويقوي القدرة على البيان لدى الطالب .
الهوامش
( 1 )ويمكن القول بأنّ المنهج المذكور هو منهج سقراط في البحث ، حيث كان يطرح المسألة للنقاش ثمّ يبلورها برفع الإشكاليات والنواقص عنها . ( انظر : تأريخ فلسفة يونان وروم ، فردريك كابلستون ، ترجمة مجتبوي 1 : 127 .
( 2 )مجلة حوزة ( بالفارسية ) : العدد 51 ، ص 38 ، 87 .
( 3 )انظر : المصدر السابق : العدد 23 ، ص 40 .
( 4 )انظر : المصدر السابق ، ص 89 ـ 90 .
( 5 )المصدر السابق : العدد 43 ـ 44 ، ص 248 .
( 6 )المصدر السابق : العدد 30 ، ص 36 .
( 7 )المصدر السابق : العدد 52 ، ص 10 .
( 8 )انظر : مجلة فقه أهل بيت ( بالفارسية ) : السنة الاُولى ، العدد 2 ، ص 254 ـ 264 .
( 9 )انظر : مجلة حوزة : العدد 51 ، 38 .
( 10 )انظر : روان شناسى تعليم وتربيت ( الدكتور علي شريعتمداري ) بالفارسية : 333 .
( 11 )مجلة نور علم ( بالفارسية ) : العدد 5 ، الدورة 4 ، ص 9 .
( 12 )مجلة حوزة : العدد 47 ، ص 39 .
( 13 )المصدر السابق .
( 14 )المصدر السابق : العدد 45 ، ص 50 .
( 15 )مجلة نور علم ( بالفارسية ) : العدد 12 ، ص 92 . ومجلة حوزة : العدد 40 ص 41 . والعدد 43 ـ 44 : 248 بتصرف وتلخيص .
( 16 )مجلة حوزة : العدد 21 ، ص 48 .
( 17 )مجلة نور علم ( بالفارسية ) : العدد 6 ، ص 16 ـ 17 ، الدورة الثالثة .
( 18 )انظر : مجموعة آثار مؤتمر دراسة المباني الفقهية للإمام الخميني قدسسره ، الجزء الثاني ( الاجتهاد والزمان والمكان ) المقالة السادسة ، ص 145 ـ 227 الآراء والنظريات في تأثير عنصري الزمان والمكان على الاجتهاد ـ للمؤلف .
( 19 )مجلة نور علم : العدد 12 ، ص 91 .
( 20 )مجلة حوزة : العدد 51 ، ص 102 .
( 21 )مجلة نور علم : العدد 8 ، ص 23 ، الدورة 3 .
( 22 )نقله آية اللّه الشيخ المؤمن ( دام عزّه ) للكاتب .
( 23 )مجلة حوزة : العدد 51 ، ص 91 .
( 24 )المصدر السابق : العدد 43 ـ 44 ، 248 .
( 25 )مجلة نور علم : العدد 8 ، ص 23 ، الدورة 3 ، حديث لآية اللّه الشيخ فاضل اللنكراني ( دامت بركاته ) .
( 26 )انظر : مجلة حوزة : العدد 43 ـ 44 ، ص 248 . والعدد 1 ، ص 20 .
( 27 )المصدر السابق : العدد 53 ، ص 27 .