الاجتهاد: أكّد سماحة آية الله الشيخ محمد اليعقوبي على أهمية تحصين المجتمع (وخاصة شريحة الشباب) ببناء العقيدة الصحيحة والثقافة الإسلامية السليمة وبرؤية معاصرة وبأساليب حديثة شكلاً ومضموناً تتناسب مع أنماط التحديات الفكرية والأخلاقية التي تهاجم مجتمعاتنا المسلمة باستمرار وموجات الغزو الثقافي.
كما أكّد سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي على ان التمهيد الحقيقي لظهور بقية الله الأعظم (عجل الله تعالى فرجه) منوط بالقيام بنهضة واسعة وبإشغال ساحات العمل وسد مواطن الاحتياج المعرفي الذي يعاني منه أبناء الإسلام في كل بقاع المعمورة , وتحويل الأهداف الى برامج عمل لتنفيذها بأسرع وقت ممكن، خلال أحاديثه وكلماته مع مجاميع من الزوار من مختلف دول العالم في أيام عديدة في مكتبه في النجف الاشرف.
وأشار سماحتُهُ الى ضرورة توثيق عرى الترابط الايماني وتقوية الأواصر الأخويّة وتفهّم الاختلاف في وجهات النظر بين العاملين في هذه الميادين والابتعاد عن التقاطع والتباغض والتنازع قبل المبادرة الى العمل،فإننا اذا كنّا نرجو وندعو لتقريب الظهور الميمون للأمام (عليه السلام) فإن التمهيد يرتكز على تهيئة الأجواء لاستقبال الدولة المباركة وبناء الانسان على أسس دينية صحيحة ليفهم الإسلام ويعيش في ظل مبادئه وأهدافه ويتمثلها في حياته حينئذٍ يكون كمن عاش الفرج والظهور الحقيقيين لانهما ينبعان من داخل نفس الانسان فيتحقق الغرض والنتيجة المرجوّة.
وبيّن سماحتُهُ ان المعاني الواردة في الأحاديث الشريفة تشير بوضوح الى معوقات اقتراب الفرج او مُبعّدات الفرج وأحدها هو ما تمت الإشارة اليه من التنازع والتقاطع والصراعات والتنافسات بين الموالين والتي مرجعها الى حب الدنيا،مؤكداً على أهمية تحصين المجتمع (وخاصة شريحة الشباب) ببناء العقيدة الصحيحة والثقافة الإسلامية السليمة وبرؤية معاصرة وبأساليب حديثة شكلاً ومضموناً تتناسب مع أنماط التحديات الفكرية والأخلاقية التي تهاجم مجتمعاتنا المسلمة باستمرار وموجات الغزو الثقافي.
ودعا سماحتُهُ الحوزات العلمية والجامعات الاكاديمية والمراكز والمؤسسات العلمية والفكرية والثقافية الى القيام بمسؤولياتها واستنفار الجهود وحشد الطاقات والامكانيات ووضع الخطط والبرامج العملية وفقاً للرؤية المعاصرة والمتغيرات الإقليمية والدولية المتسارعة وتحديد المنطلقات ورسم مسارات العمل لتغطية كل مواطن الاحتياج الديني والفكري والعقائدي والثقافي والاهتمام بالتبليغ والإرشاد في داخل البلاد الاسلامية وخارجها فلازال شبابنا متعطشين ينتظرون منا الالتفات لهم والنظر في مشاكلهم وتقديم الحلول لهم كل بحسبه… وهذه الخطوة هي التي فيها نصرة حقيقية للإمام (عليه السلام) وفيها تعجيل لظهوره المبارك، وتسائل سماحتُهُ مستغرباً.. من أولى من المرجعيات الدينية والحوزات العلمية بالاستجابة لهذه المناشدات وسد هذا الفراغ؟.
وشدّد سماحتُهُ على ضرورة تضافر الجهود لأجل عكس اتجاه المواجهة مع العدو ، فلا ننتظر ما يُصدِّرون إلينا من موجات الانحراف والتحلّل والثقافات الدخيلة علينا، والا.. سوف ننهزم ونخسر الكثير، ولابد من وضع برامج _ كما تقدم _ وفق رؤية تلبّي الحاجة وتكون بمستوى الطموح لكي نحمي عقائد أبنائنا، وأخذ زمام المبادرة بأيدينا ومهاجمة العدو وضرب معاقله الفكرية وتهديد البنى التحتية لبنائه الاخلاقي المتداعي، وكَشف زيف الشعارات واللافتات المخادعة التي يُسوّقونها , وان لا نستسلم للغزو ،ونكون بموقف المدافع، مشيراً الى ان المقصود بالغزو لا يختصّ بغزو القتال بل يشمل الغزو الفكري والأخلاقي والاقتصادي! وكل أنواع الغزو، مستشهدا بقول الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) (فَوَ اللَّهِ مَا غُزِيَ قَوْمٌ قَطُّ فِي عُقْرِ دَارِهِمْ إِلَّا ذَلُّوا) .