الاجتهاد: التبليغ الديني ليس نقلاً للمعلومات فقط، وإنّما هو آلية ومنهج لزيادة المعرفة الدينية العامّة، وزيادة الانبعاث الديني وقيامة الروح الدينية في المجتمع.
أولويّات في التبليغ الديني المعاصر” بعناوينها المهمة الأربعة (المقدّمة،التبليغ ومشكلة القنوط من رحمة الله، التلبيغ الديني والأمن من مكر الله،المرجعيّة القرآنية في الخطاب الديني) عنوان محاضرة ألقيت في قاعة المحاضرات في جامعة آل البيت العالميّة في مدينة قم بتاريخ: 27 / 4 / 2016م.
محاور المحاضرة:
المحور الأوّل: المقدّمة
1 ـ الشروع بعرض صحيحة الحلبي، عن الإمام جعفر الصادق، عن الإمام علي بن أبي طالب: ألا أخبركم بالفقيه حقّ الفقيه؟ من لم يُقنط الناس من رحمة الله، ولم يؤمنهم من عذاب الله، ولم يرخّص لهم في معاصي الله، ولم يترك القرآن رغبةً عنه إلى غيره..
2 ـ مقدّمة في أنّ التبليغ الديني ليس نقلاً للمعلومات فقط، وإنّما هو آلية ومنهج لزيادة المعرفة الدينية العامّة، وزيادة الانبعاث الديني وقيامة الروح الدينية في المجتمع.
3 ـ التبليغ منهج له أهداف، وعليه فيمكن اختباره من خلال رصد مديات تحقّق أهدافه.
4 ـ عرض معنى الفقيه في النصوص الدينية القديمة، وأنّه يحتمل أن المراد منه هنا في الرواية الفاهمُ الواعي الخبير، وليس فقط العالم بالدين.
المحور الثاني: التبليغ ومشكلة القنوط من رحمة الله
1 ـ إنّ شعور الناس بالقنوط يدفع نحو العبثية والعدميّة، وعدم الاستجابة للخطاب الديني، الأمر الذي يعيق أهداف التبليغ الديني نفسه.
2 ـ لماذا يقع المبلّغون الدينيون في أزمة جعل الناس آيسين من رحمة الله في الدنيا أو الآخرة؟ الأمر ليس عبثاً أو صدفة. ومن أسباب ذلك:
السبب الأول: الرغبة الجامحة عند الداعية الديني لشدّ الناس بقوّة إلى الدين عبر استخدام أسلوب الدهشة والتخويف أكثر من الترغيب، الأمر الذي يدفع لهيمنة خطاب الخوف والنار والصعوبة أمام الناس.
السبب الثاني: القراءة المجتزءة عن الله سبحانه، فلا يُعرف إلا من خلال مفهوم القوّة والبطش، لا الرحمة والمحبّة.
السبب الثالث: الحرص الزائد على الدين يؤدّي الى تكثيف ضغط المبلغ الديني على الناس بالتكاليف بدل التدرّج عليهم والتماس الرخص الممكنة لهم، وبالتالي سيادة مفهوم أرجحيّة الاحتياط في كلّ شيء، وترجيح سدّ الذرائع، ومبدأ دفع المفسدة المحتملة أولى من جلب المصلحة المحتملة، الأمر الذي يؤدّي في النهاية إلى زيادة منسوب التكاليف على كاهل الناس، فيُشعرها باليأس من إمكانية الامتثال للدين.
المحور الثالث: التلبيغ الديني والأمن من مكر الله
1 ـ وقوع بعض المبلّغين الدينيّين في مشكلة تأمين الناس من مكر الله، وبالتالي الذهاب خلف ثقافة الرخص، وتسييد روح باردة تجاه القضايا الدينية، الأمر الذي يؤدّي إلى ثقافة الأمن من مكر الله وعدم الشعور بالمسؤولية العامة تجاه الأحكام الدينية، كونها ستصبح دائماً قابلة للفرار منها بالتماس الرخص الاجتهاديّة.
2 ـ هيمنة المفاهيم التي تؤدّي إلى تقديم الانتماء على العمل يفضي بدوره إلى الأمن النسبي من مكر الله، مثل بعض التفسيرات المغلوطة للشفاعة، والانتماء المذهبي، وعدم وعي مراتب العمل نفسها.
المحور الرابع: المرجعيّة القرآنية في الخطاب الديني
ضرورة عودة المبلغ إلى المرجعيّة القرآنية في خطابه الديني، واستحضار النصّ القرآني دوماً، وعدم الرغبة عن القرآن إلى غيره، ولا تطويع القرآن بغيره.
لتحميل الملف الصوتي للمحاضرة أنقر هنا