علي-الكوراني

حوار مع العلامة الشيخ علي الكوراني “ره” حول اهتمامه بعلم الحديث

الاجتهاد: الشيخ علي الكوراني: إن كتاب الكافي هو أدق كتاب في علوم الحديث عند الشيعة والسنة. فأنتم تستطيعون مقارنة كتاب الكافي بأي كتاب حديثي عند الشيعة والسنة لتلاحظوا مدى العمق الذي يتمتع به. نحن نلاحظ أن كتابي الكليني والبخاري قد أُلّفا في عصر واحد وأن مؤلفيهما عاشا في عصر واحد، إلا أن أسلوب الكليني ودقته في العمل هي أفضل من كل الكتب التي سبقته والتي عاصرته.

علوم الحديث: نشكركم على إتاحة هذه الفرصة. نرجو تقديم نبذة عن حياتكم ومؤلفاتكم ودراستكم.

الأستاذ الكوراني: بسم الله الرحمن الرحيم. اسمي علي الكوراني، من مواليد 1945م. ولدت في جنوب لبنان (جبل عامل) في قرية قرب صور. كانت قريتنا موقع تبليغ الفقيد السيد عبد الحسين شرف الدين، حيث انخرطت ببركته في سلك طلبة العلوم الدينية وذهبت إلى النجف. فدرست هناك نحواً من عشر سنوات عند آية الله الخوئي والشهيد الصدر.

وخلال شهري رمضان ومحرم كنت أذهب للدعوة والتبليغ في داخل العراق. من بعد ذلك عملت وكيلاً لآية الله الحكيم ومن بعده لآية الله الخوئي في الكويت. بعد ذلك عدت إلى لبنان لممارسة النشاطات الاجتماعية والدعوية وتنظيم ما قمت بتسجيله منذ نحو من ثلاثين سنة، من قبيل: عصر الظهور ومعجم أحاديث الإمام المهدي (ع) وأخيرا لكتابة “تدوين القرآن” للرد على الشبهات المطروحة ضد الشيعة حول القرآن. وقد وجدت في هذا المجال وثائق من مصادر أهل السنة تعتبر المصحف الذي بين أيدينا اليوم هو نسخة مصحف أمير المؤمنين.

وبعد الثورة الإسلامية قدمت إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وكنا نعمل في طهران مع أصدقائنا في مجال الحركات الثورية في العراق ولبنان، ثم جئت إلى قم، ولي الآن نحو من خمس عشرة سنة أمارس نشاطات علمية في قم.

علوم الحديث: متى ولماذا أخذتم تهتمون بالبحوث الحديثية؟

الأستاذ الكوارني: منذ الطفولة ـ بحمد الله ـ كانت لي رغبة في الاطلاع على ما يدور حول الإمام المهدي، وعندما كنت في النجف كنت آخذ مفتاح مكتبة الإمام أمير المؤمنين (ع) التي كانت قد أُسست حديثاً آنذاك وأبقى فيها ليلاً للمطالعة وقد قرأت كل الكتب المتعلقة بالإمام. مسألة الإمام المهدي (عج) وانتظار فرجه هي مسألة عقائدية مشتركة بين الشيعة والسنة.

وفي الكويت كنت صديقاً للمرحوم السيد عباس المهري مؤسس مكتب الإمام أمير المؤمنين (ع). وقد قال عند تأسيسه هذه المؤسسة بأنه يريد إنجاز عمل جيد. فاقترحت العمل على هذا الموضوع ووافق هو على ذلك وجرى العمل حول موضوع الإمام المهدي (عج) في هذه المؤسسة.

وبعد الثورة الإسلامية المباركة في إيران وتمهيدها لحركة الإمام المهدي (عج)، تضاعفت الرغبة في البحث حول هذا الموضوع، ولم يبق ـ بحمد الله ـ كتاب حول الإمام المهدي إلا وقد قرأته.

علوم الحديث: ما هو الأثر الروحي الذي شعرتم به خلال عملكم على الحديث وكتب الحديث؟

الأستاذ الكوراني: سمعت من أستاذي في جبل عامل أنه كان يقول: كلما شعرت بعدم الارتياح فتحت كتب الحديث وقرأتها فتهدأ نفسي.

الأنس بأحاديث أهل البيت (ع) له أثر تكويني خاص في الإنسان.

وفي النجف، عندما كنت أقابل بعض الطلاب الذين يُبدون شيئاً من الضجر كنت أصف لهم بعض الأدوية. وكان أحدها هو أن يفتحوا كتب الحديث ويقرأوا بعض أحاديث الأئمة. الثاني هو أن يفتحوا القرآن ويقرأوا ما تيسر منه. الثالث أن يجلسوا في صحن الإمام أمير المؤمنين (ع) وينظروا إلى قبته ومرقده (ع) حيث كان أساتذة الأخلاق في النجف يذكرون هذه الأمور الثلاثة.

عندما يقرأ المرء أحاديث أهل البيت (ع) يشعر بنور في قلبه.

علوم الحديث: ما هي الأعمال التي تقومون بها حالياً؟

الأستاذ الكوراني: العقائد الشيعية والسنية منبثقة عن الكتاب والسنة ونحن اليوم بحاجة إلى سلسلة عقائدية مقارنة كاملة. جرت العادة على استعراض العقيدة بأسلوب الخطابة أو بأسلوب الكلام والفلسفة. ونحن الآن نعمل على إعداد سلسلة عقائدية كاملة تعتمد في الغالب على الحديث، وقد انتهينا من مجلد واحد منها إلى الآن.

علوم الحديث: ما هو الدافع الأساسي لتناول هذا العمل؟

الأستاذ الكوراني: لأننا اليوم بحاجة إلى العقيدة وأسسها، ولذلك فإني أحبذ كثيراً طريقة المرحوم آية الله البروجردي (قدس) التي تمثل في الحقيقة نظرة تاريخية إلى المسائل. فمثلاً مسألة رؤية الله تعالى من أنه يُرى بالعين أو لا، أين بدأت جذورها؟ التسلسل التاريخي للمسألة من بدايتها إلى هذا العصر، هذه النظرة التاريخية إلى المسائل هي الأسلوب الملفت للسيد البروجردي.

علوم الحديث: نرجو أن تُطلعونا ـ إن أمكن ـ على بعض النقاط والملاحظات الملفتة التي توصلتم إليها من خلال عملكم في مجال الحديث.

الأستاذ الكوراني: ذكرنا السيد البروجردي في مجال العقيدة. وهو صاحب نظرية في الفقه يقول فيها بوجوب تقسيم الفقه إلى قسمين: مُتلقّى وتفريعي. “الفقه المتلقّى” هو الفقه الذي تلقّى الرواة فيه الحديث من الإمام مباشرة. وهذه هي الثروة التي تلقاها الأصحاب عن الأئمة يداً عن يد حتى أوصلوها إلينا. ولكن “الفقه التفريعي” هو المسائل والفروع التي فرّعها الفقهاء طبقاً للحاجة فيما بعد.

هذان الفقهان مهمان، فمثلاً الشهرة في الفقه المتلقّى حجة، ولكنه في الفقه التفريعي ليس كذلك، وهذا أمر مهم جداً وذو أثر عملي أيضاً. كان السيد البروجردي يرى أن الفقه المتلقّى والتفريعي بقيا محفوظين (على حدة) إلى عصر المحقق الحلي، إلا أنهما اختلطا من بعد المحقق الحلي.

هذان المنهجان ـ المتلقّى والتفريعي ـ يمكن تطبيقهما على العقائد أيضاً. ففي هذا المجال لدينا مسألة متلقاة ومسألة تفريعية اجتهادية، ففي الأمور المتلقاة نلاحظ أن أحاديث العقيدة عندنا على درجة من الشفافية والوضوح والصحة الممتازة بحيث لا تتطرق إليها شبهة، فخذ مثلاً في الفقه كم يسرّنا أن يكون هذا السند ممتازاً ونراه أمامنا، مثلاً نرى رواية حسنة الإسناد، مثلاً علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام عن الإمام الصادق (ع) حيث يعتبر سنداً من النوع الممتاز.

وفي العقائد لدينا الكثير جداً من الأحاديث الممتازة. وفي التفسير أيضاً رأيت روايات بسند ممتاز، وعندما يكون لدينا في العقيدة المتلقاة روايات من هذا القبيل لا تكون هناك حاجة من بعدها إلى الكثير من القضايا الفلسفية والتفريعات. حاجتنا إلى التفريع في الفقه هي أكثر من حاجتنا إلى التفريع في العقيدة.

طبعاً إذا قرأنا الكلام والعقيدة بشكل مقارن سيكون ذلك أفضل، كما أنه في الفقه أيضاً كان رأي المرحوم السيد البروجردي هو أن نقرأ الفقه بشكل مقارن، لأن الفقه الشيعي هو حاشية تصحيحية على الفقه السني، لأن الدولة والقضاة والحكم كان بيد السنة وكان الأئمة (ع) يقومون بتصحيح المجريات والأحكام الفقهية.

وفي العقيدة أيضاً نجد أن العديد من الحركات والتيارات العقائدية ظهرت من بعد النبي الأكرم (ص) ووقف الأئمة (ع) بوجهها. حراسة أهل البيت (ع) للتوحيد والعقيدة الإسلامية من أمير المؤمنين (ع) إلى الإمام العسكري (ع) واضحة جداً.

علوم الحديث: كيف تقوّمون أهمية السنة في تبيينها لمعارف الدين؟ وما هي مكانة السنة بالنسبة إلى القرآن؟

الأستاذ الكوراني: طبعاً نحن لسنا من ذلك الطراز الفكري الذي يقول لا حاجة بنا إلى السنة وحسبنا كتاب الله، بل نعتقد أن النبي (ص) قال: “إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي”.

العترة تشمل معنيين: قيادة العترة وبيان العترة، وبيان العترة يعني السنة، ولذلك فإن السنة هي حكم أهل الإسلام، والقرآن لا يكفي وحده، القرآن يحتاج إلى مفسر، ومن هنا فإن للإسلام ركنين: القرآن والسنة.

علوم الحديث: نرجو المزيد من التوضيح حول طبيعة علاقة السنة بالقرآن.

الأستاذ الكوراني: منذ بداية بعث الرسل وإنزال الكتب، عهد الله تعالى بمسؤولية بيان الكتب الإلهية إلى الأنبياء وأوصيائهم، وذلك بدليل أنه تعالى يقول: إن علينا جمعه وبيانه. بمعنى أن الله تعالى هو الذي يحدد المبيّن ولم يجعل ذلك بيد عامة الناس، ومن هنا فإنه في زمان وجود الأنبياء ستكون هذه المسؤولية على عاتقهم ومن بعدهم يتعهد بها أوصياؤهم والأئمة الأطهار (ع). ويمكن التمثيل لذلك بأن القرآن والسنة كالأوكسجين والهيدروجين اللذين لا يتكون من دون أحدهما الماء، فالقرآن وحده ليس حجة، والسنة تعتبر مكملة له.

علوم الحديث: لا يمكن في الواقع فهم القرآن وتفسيره كاملاً من دون أهل البيت (ع) والسنة؟

الأستاذ الكوراني: نعم، في غير المحكمات وكذلك في مجموع المحكمات والمتشابهات، لا يمكن تفسير القرآن بشكل كامل من دون أهل البيت، إلا أنه في المحكمات يمكن ذلك. بعض العلماء ـ قدس الله أنفسهم ـ يقولون لا حجية لظواهر القرآن، إلا أننا لا نقول إن الظواهر لا حجية لها، بل نقول لا يمكن الانتفاع بالقرآن من دون روايات النبي وأئمة أهل البيت (ع) ولا يمكن العمل به.

وإني استغرب من السادة الذين في الحوزة ممن يقوم بعمل تفسيري وقرآني، ولكنهم قلما يطالعون أو يتناولون روايات التفسير، والحال إن روايات التفسير كثيرة ولدينا على الأقل مئة ألف رواية تفسير ولا يُستفاد من هذه المجموعة العظيمة والكنز الثمين. فبعض المفسرين يلاحظون آراء الصوفية، وبعض آخر يرجع إلى روايات أهل السنة ومصادرهم في التفسير، كالفخر الرازي وغيره، أو يلقي نظرة على آراء المفسرين الشيعة، ولكنهم قليلو الاهتمام بالروايات.

علوم الحديث: الروايات التي تتعلق بتفسير القرآن وفضائل السور هي روايات لا يُعنى بها المفسرون بشكل خاص، أليس ذلك بسبب عدم قوة سندها؟

الأستاذ الكوراني: هذا صحيح. لدينا هذا النوع من الروايات، ولكن لدينا أيضاً روايات بسند ممتاز في تفسير القرآن، مثلاً في كتاب تفسير البرهان هناك نحو من صفحتين من الروايات حول قصة يوسف بسند ممتاز.

علوم الحديث: ما هو دليل حجية سنة النبي (ص) والأئمة (ع) من منظار القرآن؟

الأستاذ الكوراني: جاء في القرآن: “ما آتيكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا”، “يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول”، ودلالة هاتين الآيتين بالنسبة إلى المسلمين كافة وهي موضع إجماع كامل أيضاً من أن طاعة الرسول هي بأمر من القرآن.

علوم الحديث: هل أخذ الحديث مكانته اللائقة في الحوزات العلمية في ضوء معلوماتكم وتتبعاتكم؟

الأستاذ الكوراني: بدأت ـ الحمد لله رب العالمين ـ خطوات مهمة وكبيرة من بعد الثورة الإسلامية المباركة, والشيعة منذ البداية كانوا يهتمون بالحديث، والحوزات العلمية في مختلف القرون اهتمت بالحديث، بمضامين الحديث، بدراسة الأحاديث، سواء من مصادر الشيعة أو السنة. ومن بعد الثورة الإسلامية قامت تحركات مهمة في الاهتمام بالحديث.

ويمكن القول إننا في بداية الطريق. اليوم بدأت أنواع الأعمال الحديثية، منها تأسيس دار الحديث بمرافقها المتنوعة أو مجلتكم العلمية هذه في مجال الحديث وغير ذلك من المجالات المتعلقة بالحديث.

علوم الحديث: ماذا تقترحون بصدد انتفاع أفضل من الحديث في الحوزة والمجتمع؟

الأستاذ الكوراني: بالنسبة إلى الحوزة، نحن في الحقيقة بحاجة إلى بنك للأحاديث لكي يمكن الإجابة السريعة عن مختلف الأسئلة الحديثية. الأمر الآخر هو معجم حديثي جامع لفظي وموضوعي، مع الترجمة. فإذا تم هذا العمل فستنتفع به الحوزة والناس كثيراًًً. فهناك الكثير من الناس اليوم يحبون أن يعرفوا هل يوجد حديث في موضوع من الموضوعات أو لا يوجد؟ وإذا كان هناك فما هي ترجمته؟

علوم الحديث: كيف تقوّمون أهمية الكتب الأربعة والصحاح الستة بين الجوامع الشيعية والسنية وما هي الأمور التي تمتاز بها؟

الأستاذ الكوراني: مكانة الكتب الأربعة عند الشيعة والصحاح الستة عند أهل السنة متينة جداً. ولكن الأخوة من أهل السنة ليسوا على استعداد للتعامل بشيء من العلمية مع الصحاح الستة ـ ولا سيما البخاري ـ لأنهم يقولون: البخاري كتاب معصوم من الجلد إلى الجلد ومعنى الصحاح الستة والمصادر المعتمدة هو أنه لا نقاش فيها ولا بد من الأخذ بها حتى لو كان فيها تناقض. وأما الكتب الأربعة، فإنها وإنْ كانت معتمدة عندنا إلا أنها قابلة للبحث والدراسة وبإمكان أي مجتهد أن يقوم بدارستها واستنتاج أن هذا سنده ضعيف وذاك سنده قوي.

من هنا فإن الكتب الأربعة عند الشيعة تحتل موقعاً قوياً ولكنها قابلة للبحث العلمي، والصحاح الستة عند أهل السنة تحتل موقعاً قوياً ولكنها غير قابلة للبحث العلمي.

علوم الحديث: حدثونا ـ إن أمكن ـ عن خصائص الكتب الأربعة والصحاح الستة.

الأستاذ الكوراني: أنا أقول إن كتاب الكافي هو أدق كتاب في علوم الحديث عند الشيعة والسنة. فأنتم تستطيعون مقارنة كتاب الكافي بأي كتاب حديثي عند الشيعة والسنة لتلاحظوا مدى العمق الذي يتمتع به. نحن نلاحظ أن كتابي الكليني والبخاري قد أُلّفا في عصر واحد وأن مؤلفيهما عاشا في عصر واحد، إلا أن أسلوب الكليني ودقته في العمل هي أفضل من كل الكتب التي سبقته والتي عاصرته.

البخاري في الحقيقة كان عبارة عن مسودة وبقي هكذا، ولذلك تجد في كثير من الأحيان عنواناً لباب لا يوجد تحته حديث أو تجد حديثاً يأتي تحت عنوان لا ينطبق عليه وأن موضوع الحديث شيء آخر، وأحاديث كهذه كثيرة.

علوم الحديث: قضية منع كتابة الحديث هي أحد الأحداث المهمة في تاريخ كتابة الحديث، فما هي العوامل التي دعت الخلفاء إلى منع الحديث وكتابته؟

الأستاذ الكوراني: هذا الأمر يتعلق بقضية انتقال السلطة من بعد النبي، فالحقيقة هي أنه كان من الصعب على العرب أن يصبح بنو هاشم حكّاماً مطلقين. فالنبي بُعث من بين بني هاشم، ومن بعد النبي يصبح بنو هاشم حكاماً على كل عشائر قريش، هذا ما ثقل عليهم.

ولذلك جلسوا بعد النبي وقال الخليفة الثاني بأن النبوة تكفي لبني هاشم ولا بد أن تعود الخلافة إلى عشائر قريش. كانت القضية في أصلها هي أنهم شكّلوا حكومة وكان حديث النبي يتعارض مع هذا الفعل، فخافوا إذا تم تدوين حديث النبي فإن ذلك سيخلق لهم مشكلة ويضع خلافتهم في موضع الشك، ولذلك قرروا الاقتصار بدايةً على القرآن، كما هو الحال في مرض رسول الله (ص) عندما أراد أن يوصي حيث قال عمر بأنه حسبنا كتاب الله، حتى أنه ليس من الضروري أن يكون مفسر القرآن هاشمياً، فالخليفة له حق التفسير وهذا حقه كخليفة. وعندما يكون القرآن كافياً وحق تفسيره بيد الخليفة فلا حاجة بعد ذلك إلى السنة، وللخليفة أن يختار ما يناسب من الأحاديث.

عندما يصل السيد رشيد رضا إلى هذا الرأي يقول بأن الصحابة لم يكونوا يريدون جعل السنة النبوية برمتها ديناً، ولذلك كان تدوين الحديث يضعهم أمام مشاكل كثيرة فمنعوا الناس. إلا أن الناس لم يلتزموا بأمر الخليفة هذا، كما أن أئمة أهل البيت (ع) قاموا بوجه ذلك، فكتبوا هم الحديث وأمروا الناس بكتابته.

علوم الحديث: من هم ـ برأيكم ـ أصحاب الدور الأساسي المهم في حفظ الحديث ومكانته عند الشيعة؟

الأستاذ الكوارني: كانت هناك مجموعة عايشت الأئمة (ع) عُرفوا بأهل الإجماع، قال فيهم الإمام الصادق (ع): “لولا هؤلاء لدُرست أحاديثنا أهل البيت”. فأصحاب الإجماع هؤلاء هم الذين حفظوا الحديث. وفي عصر الغيبة الصغرى من بعد حضور أهل البيت (ع) أعتقد أنه الشيخ الكليني بالدرجة الأولى قدس الله نفسه الزكية (ومن عجائب الدهر أن قبر الشيخ الكليني ـ رئيس المحدثين الشيعة ـ هو في بغداد في مسجد السنة، وقبر البخاري في بخارى في مسجد الشيعة، وهذا ما يمكن اعتباره علامة من علامات الوحدة والاتحاد).

إذن كان للشيخ الكليني الدور الأكبر من بعد عصر الأئمة، وليس من البعيد أن يكون عمله هذا كان بتوجيه مباشر من الإمام علي (ع).

علوم الحديث: إذن من المناسب أن تقوم دار الحديث أو المراكز المتمكنة الأخرى بإعمار “كلين”.

الأستاذ الكوراني: من المناسب جداً أن تصبح “كلين” مركزاً للحديث في إيران وتكون كلية الحديث في “كلين” ويُحيى قبر والد الكليني ويُعمّر هناك مسجد ضخم.

علوم الحديث: ما هي المراحل التي مر بها الحديث عند الشيعة والسنة؟

الأستاذ الكوراني: عند العامة كان هناك منع مطلق للحديث في بداية الأمر، من بعدها المرحلة التي أمر بها عمر بن عبد العزيز بكتابة الحديث. (يعتبر الأخوة من أهل السنة هذه المرحلة مهمة وقد جاءت بعد مئة عام تقريباً من وفاة النبي ـ ص ـ )، فالحديث عند أهل السنة مر بمرحلتين: الأولى هي المنع والثانية هي الكتابة. كما كان الأمر بكتابة الحديث يتم تحت إشراف السلطات الحاكمة، إلى جانب أنه كان حديث النبي وعمر يُكتبان معاً.

وأما عند الشيعة وأهل البيت (ع) فلم تكن هناك مرحلة منع كتابة الحديث. يمكن القول بمرحلة تلقي الحديث حيث بدأت هذه بالأصول الأربعمئة. كانت طريقة كتابة هذه الأصول هي أنهم كانوا يسمعون من الإمام (ع) ويسجلون في دفاتر، فالأصول هي تلك الدفاتر المكتوبة عن الإمام (ع)، وأول جمع موسوعي وأكاديمي هو ما قام به الشيخ الكليني قدس سره.

علوم الحديث: ما هو برأيكم أبرز عمل قام به الشيعة والسنة في مجال الحديث؟

الأستاذ الكوراني: هناك أعمال متميزة في العالم الإسلامي وفي المراكز الإسلامية على صعيد الحديث، فمثلاً في حوزة قم، تعتبر دار الحديث مؤسسة ضخمة تقوم بأعمال حديثية على مستويات مختلفة. تعداد ما قامت به هذه المؤسسة الحديثية بالذات يمكن أن يعكس لنا حجم العمل وعمقه.

علوم الحديث: من استطاع تقديم أعمال جديدة وقوية في مجال الحديث ومن كان سبّاقاً، الشيعة أو السنة؟

الأستاذ الكوراني: في حفظ الحديث ونشره وتعليمه للناس، أهل السنة أسبق. فهم يعلّمون أحاديث البخاري للناس والأطفال، ففي الباكستان والهند يقرأون الأحاديث ويحفظونها. إلا أنه في دراسة الأحاديث وتحليلها الشيعة هم الأسبق.

علوم الحديث: ما هي أسباب ودوافع وضع الروايات؟ هل كانت هناك أمور أخرى غير مسألة الحكم؟

الأستاذ الكوراني: هناك العديد من المسائل المحتملة في هذا المجال، إلا أن الدافع الرئيس لوضع الحديث كان سياسياً، وترجع بداية هذه المسألة إلى عصر النبي (ص)، فقد ارتقى (ص) المنبر وقال: “ألا ومن كذب علي فليتبوأ مقعده من النار”، واستمرت هذه الحركة وكانت نتائجها لصالح القبائل التي اصطفت في مقابل بني هاشم.

هذا هو الدافع السياسي. كما كانت هناك دوافع غير سياسية لوضع الروايات والأحاديث، سواء من العالم وغير العالم ومن سواهم. يقول الذهبي جاء شخصان إلى أحد رواة الحديث، فالتفت الراوي إلى أحدهما قائلاً: هب لي شيئاً من المال، قال: لا يوجد عندي، فقال له: ألم تسمع هذا الحديث عن فلان عن فلان عن فلان بأنه (ما مضمونه): “لا يرد أحد أحداً في هبة أو هدية”، فاستأنس الرجل لهذا الحديث الموضوع المرتب المنمق وأعطاه درهماً.

كما ينبغي الشك في الأحاديث التي تمدح قوماً أو تذمهم، كالحديث الذي يقول: “لغة أهل الجنة عربية”، طبعاً أنا لم أقم بدراسة ذلك إلا أنه ينبغي أن نضع احتمالاً للوضع. أو الروايات التي تذم أو تمدح فارس، فأحدها يقول: “حملة العرش يتكلمون بالفارسية”.

وهكذا أحاديث المدن والبلدان، مثلاً هناك الكثير من الحديث الذي رواه اليهود في مدح الشام. بعض وضّاع الحديث صرحوا أنفسهم بأن غرضهم من الوضع هو دفع الناس إلى قراءة القرآن وإبعادهم عن الحديث.

ومن الممكن أن يكون وضع الحديث أحياناً لمجرد القومية والتعصب القومي والطائفي، مثلاً يقول المحدثون في نقد ابن ماجه: إنه يروي هذا الحديث عن النبي في فضل قزوين من أنه: ” … يرابطون في قزوين …” عن تعصب منه لبلدته قزوين. من هنا يمكن القول إن أحد الدوافع الرئيسية في وضع الروايات هو القضايا السياسية، وطبعاً هناك دور لدوافع أخرى كالمال والقومية والوطنية وغيرها.

علوم الحديث: ما مدى الدور الذي يقوم به علم الرجال والدراية وأمثالها في تقويم الحديث؟

الأستاذ الكوراني: لعلم الرجال دور مهم، وهنا يوجد مبدأ يعتبر معياراً لرد وقبول الأحاديث وكونها مقبولة وموثقة وحسنة، والأفضل أن نقول فقه الحديث أو سيرة الحديث، وهذا هو من بركات الفقيد البروجردي الذي كان يجد رواية مقبولة وذات سند صحيح إلا أنه لم يكن يكتفي بذلك. كان يقول يجب التفحّص لنجد عدة أحاديث بمضمون واحد ونطمئن إلى صدور هذا المضمون عن الإمام (ع).

كما ينبغي جمع الروايات من هنا وهناك لكي نستوثق من مجموعها إلى جانب مختلف الأحداث والمجريات من وجود أصل لصدورها، ولذلك فإن فقه رجال الحديث وعلم الدراية في غاية الأهمية، وفي الوقت ذاته لا ينبغي أن نُبعد عن أنظارنا معرفة شؤون الحديث والرواية وكذا غيرها من الشؤون المتعلقة بالحديث.

علوم الحديث: هل وضع الشارع طريقاً معيناً لتقويم الروايات أو أن الطريق هو الأسلوب العقلائي نفسه؟

الأستاذ الكوراني: نعم، المعيار هو القرآن، فالنبي (ص) والأئمة (ع) قالوا بوجوب عرض الحديث على القرآن. ولكن إخواننا من أهل السنة يعتقدون أنه إذا حصل تعارض بين الأخبار فيجب التفكير بحل، وأما نحن فقبل التعارض يجب علينا أن نتفحّص أمرين، هل تتعارض هذه الرواية مع القرآن أو لا.

من أصول الإمامية هو أن نزن أولاً كل أحاديث النبي والأئمة ـ عليهم صلوات الله ـ بميزان القرآن، فإن لم يكن فيها ما يعارضه نتجّه عندها إلى السند لنتفحّصه، وإن كان فيها ما يعارضه فإننا نلقيه جانباً من أول الأمر، سواء أكان سنده صحيحاً أم لم يكن، ولذلك نجد في مسألة رؤية الله بالعين المجردة عندما جاء “أبو قراء” إلى الإمام الرضا (ع) وسأله عن رؤية الله، قال له الإمام (ع): فمن قال للناس: “لا تدركه الأبصار” غير النبي وبوحي من الله، إذن كيف ترضى للنبي أن يقول تارة أُوحي إلي أنه “لا تدركه الأبصار” ويقول تارة أخرى “تدركه الأبصار”، فهل يسوغ لعاقل قبول ذلك ونسبته إلى النبي؟! فالزنادقة عجزوا عن إثبات تناقض في أقوال النبي (ص)، فهل تريد إثباته عن هذا الطريق؟!

فقال هو للإمام هل تكذّب هذه الأحاديث الواردة عن النبي؟ فقال الإمام: نعم إذا كانت تعارض القرآن. إذن أهم معيار هو عرض الروايات على كتاب الله.

علوم الحديث: هل ترون أساليب دراسة الحديث السائدة في الحوزة وافية بالغرض؟

الأستاذ الكوراني: الطرق الشائعة في الحال الحاضر مفيدة جداً وضرورية، ولكنها لا تفي بالغرض، ذلك أنه ينبغي ملاحظة مختلف الظروف، فمثلاً بالنسبة إلى الأحداث المتعلقة بالسيدة الزهراء ـ سلام الله عليها ـ إذا لم نكن نجد رواية محددة في بعض الأحداث فأن الظروف العامة والأمارات ومناسبات الحكم والموضوع تدل على أشياء كثيرة.

فإذا أخذنا بنظر الاعتبار الأسلوب الذي اتخذته السلطات الحاكمة تجاه المعارضين في الجزيرة العربية وطريقة المعارضين في التعامل مع الحكم آنذاك إلى جانب مختلف القرائن، سنستكشف أن هذه الأمور جميعاً يكمل بعضها بعضاً. وعلى هذا يلزم في كل أمر ألا نقتصر على بالحديث، بل يجب دراسة مختلف الأوضاع والظروف والقرائن في ذلك العصر.

علوم الحديث: ما هي العوائق التي تحول دون الانتفاع بالسنة؟

الأستاذ الكوراني: العثور على الحديث ومصادره المختلفة أمر في غاية الأهمية. عمن يُروى الحديث وما هو تاريخه وعلله، فقه ألفاظ الحديث، فقه الألفاظ المشابهة أو ألفاظ الحديث قيد الدراسة وتركيب كلمات الحديث، فعلى سبيل المثال ألفاظ وكلمات النبي لها تركيب خاص. وكنموذج لذلك، هناك رواية تقول عندما رجع النبي من تبوك سمع كلاماً يقال حول بني هاشم فقال: “مالي أراكم إذا ذكر آل محمد كأني يفقع في وجوهكم حب الرمان” بمعنى انقباض وجوههم، فمنه يتضح أن رمان المدينة كان حامضاً وذلك يستفاد من تعبير “يفقع في وجوهكم حب الرمان”.

وكذا مثلاً ما جاء حول رؤية الله بالعين المجردة، حيث ردت أم المؤمنين عائشة هذا الأمر وقالت: “لا تدركه الأبصار” “من قال إن محمداً رأى ربه فقد أعظم الفرية على الله”.

وكلما رأينا هذا التعبير في مواضع أخرى نعلم أنه من النبي. إذن التعبيرات والتركيبات الخاصة للحديث تساعد جداً في فهم معاني ألفاظ الحديث.

علوم الحديث: كيف تقيمون دور الحديث في المسائل الكلامية، ولا سيما في الحالات التي يتعارض فيها الحديث مع الاستنباط العقلي؟

الأستاذ الكوراني: إذا كان الحديث يعارض الإدراك العقلي بصورة قطعية، فلا بد من التوقف في الحديث، وهذا قلما يحدث، وأما إذا كانت التعارض مع المحتملات والمظنونات العقلية، فهنا يتقدم الحديث فيما إذا اجتمعت فيه الشروط المطلوبة.

علوم الحديث: هل يؤثر البحث والاطلاع على أحاديث العامة في فهم أحاديث الشيعة؟

الأستاذ الكوراني: الاطلاع على أحاديث العامة يؤثر بالتأكيد في فهم روايات الخاصة، شريطة أن يكون الدارس في أول الأمر مطلعاً على أحاديث الشيعة بشكل كامل، لأنه قد يحصل أحياناً أن يريد شخص الرؤية بمنظار أهل السنة، فإذن بشكل عام كل من يقف على أحاديث المذاهب المختلفة أكثر تكون قدرته على الفهم أكبر.

علوم الحديث: ما معنى معارضة الحديث للقرآن وموافقته له وما هي حدود ذلك؟

الأستاذ الكوراني: معارضة قطعيات القرآن معناها معارضة الظهورات القطعية للقرآن، فكل ما يتعارض والظهورات القطعية للقرآن لا يمكن قبوله وهو مرفوض.

علوم الحديث: هل تشترك الروايات جميعاً في قواعد فهم موحدة أو تختلف فيما بينها في ذلك؟

الأستاذ الكوراني: في علم الطب تفاصيل ولا يمكن إعطاء وصفة مريض لمريض آخر، ولا يمكن إسراء حكم حالة معينة إلى حالة أخرى، والحقيقة هي أن مسألة الفقه والحديث والعلوم الإسلامية فيها تفاصيل أكثر من الطب، ولذلك لا يمكن تحديد قاعدة عامة واحدة لفهم الحديث.

علوم الحديث: ما هو الدور الذي يلعبه الاطلاع على تاريخ عصر النبي (ص ) والأئمة (ع) في فهم الحديث؟

الأستاذ الكوراني: له تأثير كبير، الوضع السياسي للعالم وللجزيرة العربية وأوضاع القبائل أو الفتوحات الإسلامية لها تأثير كبير في فهم الحديث، بل ومعرفتها ضرورية.

علوم الحديث: هل ترون أن فحص الفقهاء في كتب الحديث المعروفة اليوم يمكن أن يكون أساساً للاجتهاد في عملية استنباط صحيح شامل، وهل يفي ذلك بالغرض؟

الأستاذ الكوراني: هنا سؤالان: الأول هو أنه إذا كان لفقيه من الفقهاء ألف فتوى وجاب العالم مدة سنتين لتتغير عشر فتاوى من فتاواه الألف، فهل يعتبر ذلك علماً إجمالياً منجزاً أو لا؟ والسؤال الثاني هو أنه إذا رأى بنفسه الكتب الأربعة والوسائل وكذلك مختلف كتب الحديث السنية والشيعية، وكذا قرأ كتباً أخرى في معلومات عامة وسياسية واجتماعية، فإنه تتغير من هذه الفتاوى الألف عشر فتاوى على نحو العلم الإجمالي، فهل هذا العلم منجز أو لا؟ فإن كان منجزاً فعليه التوقف عن الفتوى والإفتاء.

وقد طال البحث حول هذا الموضوع عند الشهيد الصدر، ولدي أخيراً رأي مكتوب عنه يقول فيه إن تكليف المجتهد هو في حدود المتعارف من طاقته.

واليوم يمكن القول أيضاً باستعانة المجتهد بالكمبيوتر وغيره ليرى جميع الأحاديث المتعلقة بالموضوع وألا يفتي ما لم يرَ كل الروايات.

علوم الحديث: ما هي الكتب الحديثية التي تقترحون ترجمتها إلى اللغة الفارسية وغيرها؟
الأستاذ الكوراني: من الحسن جداً ترجمة كتاب الكافي إلى مختلف اللغات.

علوم الحديث: ما هي الاختلافات الموجودة بين ترجمة القرآن وترجمة الحديث؟ ألا تلزم الدقة في ترجمة الحديث كما هو الحال في القرآن؟

الأستاذ الكوارني: نعم، من اللازم جداً، ولا سيما أن أغلب أحاديثنا هي لفظ الإمام بعينه، وهذا من امتيازات الحديث عند الشيعة، فأحاديث العامة هي رواية بالمعنى تقريباً، ولذلك فإن بعض العامة يقولون تعريضاً بنا بأن أحاديثنا أجمل مقارنةً بأحاديثكم، غافلين عن أن أغلب روايات الشيعة جاءت بلفظ الإمام نفسه. عندما نريد ترجمة الكافي أو كتاباً آخر غيره فعلينا بذل ما يلزم من الدقة.

علوم الحديث: متى بدأ تحقيق نصوص الحديث؟

الأستاذ الكوراني: كان لنا نظام الإجازات هذا من بداية الأمر تقريباً. كانت البحوث المختلفة في كتب الفقه هي نفسها تدعو إلى إعادة تحقيق الحديث، فالفحص عن الرواية الأصح وتحري الفرق بين الروايات الذي يجري في كتبنا الفقهية من عصر الشيخ الطوسي إلى الحال الحاضر هو كله في الحقيقة تحقيق في الأحاديث. فإذا نظرتم إلى بحوث فقهائنا في نصوص الأحاديث وسلسلة الإجازات فإن ذلك نفسه يعتبر باباً مهماً في تحقيق الأحاديث.

علوم الحديث: ما هي أفضل سبل تحقيق الكتب الحديثية؟

الأستاذ الكوراني: أفضل السبل هو الاقتداء بأسلوب أصول الكافي. فينبغي عند التحقيق جمع مختلف المخطوطات وتسجيل الفرق بين النسخ والرجوع إلى المصادر التي توجد فيها روايات الكافي من كتب الفقه وغيرها، بحيث تجري مقابلة كل المخطوطات، فاليوم ينسبون حديثاً في كتب مختلفة إلى البخاري في الوقت الذي لا وجود له فيه.

علوم الحديث: ما هو مقدار الكتب الحديثية التي لم يجر تحقيقها إلى الآن؟
الأستاذ الكوراني: لعله يمكن القول إن 20% من المخطوطات تم تحقيقه ونشره فقط؟

علوم الحديث: نرجو أن تعريفنا ببعض النصوص القديمة التي تستحق التحقيق؟

الأستاذ الكوراني: للقاضي القضاعي المصري المعاصر تقريباً للشريف الرضي مؤلفات جمع فيها الكثير من خطب وأقوال أمير المؤمنين (ع) بصورة منفردة، بحيث أن الكثير منها محفوظ إلى الآن وهناك مصادر صغيرة أخرى نجدها في طيات نصوص أخرى. وعلى الرغم من أن العلماء الأعلام قد وضعوا مستدركات لنهج البلاغة، إلا أن الكثير من آثار أمير المؤمنين (ع) ظلت في مصادر مختلفة.

 

ملحق الحديث
قائمة بالمؤلفات المطبوعة لحجة الإسلام علي الكوراني:
1 ـ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، طهران، دفتر نشر فرهنگ اسلامى (مكتب نشر الثقافة الإسلامية).
2 ـ ملائكة الغيب قادمون، بيروت، الدار الإسلامية.
3 ـ عصر الظهور، مكتب الإعلام الإسلامي.
4 ـ تدوين القرآن، قم، دار القرآن الكريم.
5 ـ طريقة حزب اللّه في العمل الإسلامي، قم، مكتب الإعلام الإسلامي؛ بيروت، حزب اللّه في لبنان.
6 ـ فلسفة الصلاة، بيروت، دار الزهراء.
7 ـ به سوى ضيافت خدا (إلى ضيافة الله)، طهران، دفتر نشر فرهنگ اسلامى (مكتب نشر الثقافة الإسلامية).
8 ـ معجم أحاديث الإمام المهدي (ع)، بيروت، مؤسسة المعارف الإسلامية.
9 ـ مع الحبيب المصطفى ـ صلى اللّه عليه وآله وسلم ـ مختارات من أدعية النبي (ص)، الكويت.
10 ـ مكة في ضمير المسلم، بيروت، دار الفكر.
11 ـ الوهابية والتوحيد، قم، دار القرآن الكريم.
12 ـ الممهدون للمهدي (ع)، بيروت.
13 ـ الشباب والدين، الكويت، مسجد التقى.
14 ـ حياة ابن أبي عقيل العماني وفقهه، قم، مركز المعجم الفقهي.

 

 إعداد: محمد هادي خالقي

المصدر: موقع حديث الشيعة التابع لمؤسسه دارالحدیث العلمیه الثقافیه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky