كورونا

وباء فيروس كورونا (القسم الطبي) .. السيد ناظم الصافي الموسوي

يجب الالتزام شرعاً بتوجيهات التخصصات الطبية واعتماد إستراتيجية الرعاية الصحية الأولية في الوقاية من وباء فيروس كورونا. / المرض يكسر حدة الكبر والعجب على الخلق، فالإنسان قد يخطئ بالتكبر على خلق الله والعجب بنفسه وبقوته، لذلك فإن المرض ينافي كل هذا ويقضي على هذا العجب و التكبر بشعور الإنسان بالفقر والاحتياج والتذلل لله عز وجل لكي يرفع البلاء عنه.

الاجتهاد: قال تعالى : (وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ)(1)، وزعموا أن معناه التوكل من دون العمل! كلا وألف كلا، فاللازم أن ينظروا الناس أيضاً إلى قوله سبحانه وتعالى:( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ)(2)، وقوله تعالى: (ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا)(3).

فالتوكل من لوازمه العمل بالأسباب الكونية التي جعلها الله سبحانه وتعالى وكذلك اتباع وقصد الاسباب، ومنها اتباع الطرق العلمية والاستعداد من أجل الحصول على كل مرتبة علمية تقربنا إلى معالجة تلك الامراض،

نعم في التوكل وقصد الاسباب التي اراد الله تعالى منها رد البلاء من دفع الصدقة وغيرها من المكملت والمحصلات المثمرة القطعية علينا اعتباعها أيضا لأنها صدرت من صادق الوعد، وكذلك لا نستبعد الكرامات والمعجزات فهي حالات استثنائة، لقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بالتداوي وفسر ذلك بأن الذي (خلق الدواء خلق الدواء) (4) .

قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليها السلام)): (أبى اللّه أن يجري الأشياء إلاّ بأسبابها ، فجعل لكلّ شيء سبباً …)(5)، فقانون العلّيّة هو الذي يحكم العالم ، ويسيّر الأمور، بل لان الله عزوجل جعل الدنيا دار وسائل واسباب وأبى الله ان يجري الامور الابأسبابها فافهم.

ومع ذلك علينا اتباع الاتي:

1- يجب الالتزام شرعاً بتوجيهات التخصصات الطبية واعتماد إستراتيجية الرعاية الصحية الأولية في الوقاية من وباء فيروس كورونا.

2- يحرم الاستماع إلى الشائعات الكاذبة والمغرضة والأقاويل والأخبار الكاذبة والمعلومات التي تثبط العزائم وتقلب الاخبار في ما يخص وباء فيروس كورونا.

3- اعرف دينك ونظر إلى عقلك جيداً تعرف حقائق الدجالين والمشعوذين الروحانيين فالحذر كل الحذر من هولاء لا تصدقوهم ولا تروجوا لهم.

4- يجب على أهل الاختصاص من العلماء بذل جميع الجهود والسباق مع الوقت للوصول إلى لقاح لفيروس كورونا وكذلك التصدي لسد حجات البلد من النواقص الواضحة في مجال الطب والصحة.

5- يجب توجيه الناس من قبل المختصين وأهل الخبرة والتجبرة من ارشاد الناس للطرق الوقائية ومنها الطرق الغدائية التي تبعد الناس عن الاصابة أو الشفاء.

قد يكون المرض عافية للمريض من العديد من الأشياء، ففي نظر الإسلام فإن المرض ابتلاء من الله سبحانه وتعالى، صحيح أننا مأمورون بالأخذ بجميع الأسباب التي تقضي على هذا الإبتلاء و المرض، ولكن العديد من الأمور الشرعية يجب ان يعرفها المريض عند الإصابة في مرضه وهي:

1- أن المرض قد يكون سبباً في قرب المريض من الله عز وجل، وذلك من خلال الصبر عليه والدعاء والالحاح فيه لكي ينتهي هذا المرض سريعاً، فالصبر جزاءه الجنة، وقد يعطي الله المرض للناس لكي يصبروا فيكون هذا سبباً في دخول الجنة برحمته وفضله.

2- المرض يكسر حدة الكبر والعجب على الخلق، فالإنسان قد يخطئ بالتكبر على خلق الله والعجب بنفسه وبقوته، لذلك فإن المرض ينافي كل هذا ويقضي على هذا العجب و التكبر بشعور الإنسان بالفقر والاحتياج والتذلل لله عز وجل لكي يرفع البلاء عنه.

3- المرض تنقية للعباد من الذنوب والخطايا التي يرتكبونها في حق أنفسهم، فإن كل ألم يصاب به الإنسان هو رفع للدرجات وحطّ عن الخطايا و الذنوب وتكفير عنها.

4- لن ندرك قيمة الصحة والقوة والعافية بدون الإصابة بالمرض، فكثير منا ينسى هذه النعم الربّانية التي نعيش فيها ليلاً ونهاراً دون أن ندرك قيمتها، لكن عند المرض ندرك هذه القيمة ونحافظ على صحتنا بعد العافية من المرض الذي ألم بنا.

واخيرا لا ننسى هناك الكثير من أبواب التوسل بالله تعالى ومن التوصيات الصحية في الشرع لها الدور في الوقاية من الامراض نسأل الله سبحانه وتعالى الصحة والعافية.

الهوامش:

(1)ـ سورة الطلاق: 3.

(2) ـ سورة الأنفال: 60.

(3) ـ سورة الكهف: 89- 92.

(4) – مسند أحمد: ج3، ص 156.

(5)- الكافي: الشيخ الكليني، ج1، ح7، ص183 .

(6)مقالات: السيد ناظم الصافي الموسوي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky