الِاجتهاد: ویلفت المؤلف فی مقدمة كتابه (الاجتهاد عند المذاهب الإسلامية) إلي أن عنوان البحث من العناوین الجدیدة التی لم یُصنّف حوله تألیف وتصنیف بشكل مستقل وإن أمكن اصطیاد جذوره من مطاوی الكتب المدونّة المرتبطة بالفقه وأصوله، لا سیّما التألیفات المختصّة بالاجتهاد وأطواره وتاریخه’.
ویشیر إلي أن ‘العارف بكیفیة التحصیل فی الحوزات العلمیة ومراتبها ودرجاتها یعلم أنّ الغرض الأقصي لطالب العلوم الدینیة هو نیل درجة الاجتهاد،
وسوف یواجه هذا الطالب خلال دراسته بحراً مترامی الأطراف من الآراء والفتاوي المشتتة، وذلك یجعل تعرّفه علي المناهج والمدارس المختلفة فی ساحة الاجتهاد عند السنّة والشیعة ضروریاً، لیتمكن من تحدید موقعه فی بحر الفقه الواسع، وموقع كلّ رأی یسمعه من جغرافیا الدراسات الفقهیّة لیتمكن من المقارنة بین تلك الآراء، فإن مثل العارف بالمدارس والمناهج مثل القائم علي قمة الجبل ینظر إلي الأطراف ویشرف علي جمیع النواحی’.
ویضیف المؤلف: ‘هذه الحقیقة ساریة وجاریة فی جمیع المجالات والعلوم وبالأخصّ فی الفقه الذی یعدّ من أدقّ العلوم وأهمّها للإنسان، لأجل ارتباطه بتكالیفه تجاه ربّه الكریم’.
ویشیر المؤلف إلي أن هذه الدراسة تهدف إلي التعرّف علي المناهج والمدارس، والإطلاع علي خصائص كلّ مدرسة، ومعرفة نقاط القوة والضعف فیها، والتقریب بین المذاهب وإزالة أسباب سوء الفهم وغیر ذلك من الأثار والثمرات المترتبة على هذا البحث التي تظهر في خلال الدراسة إن شاء الله.
ویقع كتاب الاجتهاد عند المذاهب الإسلامية الذي صدر عن ‘مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي’ في بيروت والذي هو دراسة تحليلية حول مدارس الاجتهاد ومناهجه وأدواره وعالج فيه المؤلف المدارس الاجتهادية في الفقه الإسلامي في دراسة تجمع بين المقارنة والعرض دون إقرار انتصار مدرسة علي أخري، في 360 صفحة من القطع الوسط، وهو ینقسم إلي قسمین:
یتناول أولهما مدارس الاجتهاد ومناهجه وأدواره عند أهل السنة، فی عشرة فصول، تتضمن تعریفات بكل من الاجتهاد، المنهج، المدارس والمذاهب، المناهج الاجتهادیة، نشأة المدارس والمناهج الاجتهادیة وأسباب الخلاف بینها.
كما یعرض هذا القسم من الكتاب لأهم المدارس والمذاهب الاجتهادیة عند السنة وخصائصها، ومنها: مدرسة الحدیث ومنهجها فی الاجتهاد، مدرسة الرأی ومنهجها، ظهور المدارس الفقهیة فی ظل مدرستی الحدیث والرأی، ثم یعرض لأهم ما اشتهر من هذه المدارس الفقهیة: مدرسة أبی حنیفة ومنهجه فی الاجتهاد، مدرسة مالك ومنهجه، مدرسة الشافعی ومنهجه، ومدرسة أحمد بن حنبل ومنهجه، المدرسة الظاهریة ومنهجها الاجتهادی.
كما تضمن هذا القسم تفصیلاً لمنهج الاجتهاد لكل من هذه المدارس ومناهجها الاجتهادیة، وانسداد باب الاجتهاد عند أهل السنة، وأسبابه، وتبعات هذا الانسداد حتي العصر الحاضر.
ویشرح المؤلف فی الباب الثانی من كتابه أدوار الاجتهاد ومناهجه فی مدرسة أهل البیت (ع): المفاهیم والكلیات، ما یرتبط بكلمة الاجتهاد، الأدوار ومنهجیة البحث، ضرورة البحث وسابقته، النظرة الإجمالیة إلي مصادر الاستنباط فی فقه أهل البیت (ع)، الاجتهاد فی عصر التشریع، حركة الاجتهاد فی عصر الغیبة.
ویختم المؤلف كتابه بعرض لمصادر الاستنباط فی فقه أهل البیت (ع) مع شرح للمراحل التی مرت بها حركة اجتهاد الإمامیة علي أیدی الفقهاء إلي الأدوار التالیة: دور التأسیس، دور الانطلاق، دور التكامل، دور الإفراط فی الاتجاه العقلی للاستنباط، دور الإفراط فی الاتجاه العقلی، دور التصحیح والاعتدال، دور النضج والإبداع، وصولاً إلي دور تأسیس الدولة وفقاً لنظریة الحكم فی الإسلام، وهو الدور الذی بدأ بجهاد المرجعیة العلیا وعلي رأسها الإمام الخمینی (رض) ضد الحكم البهلوی، حیث استطاع أن یخلص الأمة ویعبئ طاقاتها حتي سقوط هذا الحكم وإقامة حكم إسلامی یعتمد النظریة الفقهیة طبقاً لمذهب أهل البیت (ع) فی الحكم.
محتويات الكتاب
تحمیل کتاب الاجتهاد عند المذاهب الإسلامية