السيد محمد علي العلي

أعلام هجر من الماضين والمعاصرين.. يروي سيرة المرحوم السيد محمد علي العلي

خاص الاجتهاد: من مؤلفات المرحوم السيد محمد علي العلي التسعة عشر: “في طريق الإستنباط” و”رسالة في الإستصحاب” / حضر عند السيد الخوئي دورة أصولية كاملة هي أول دورة أصولية للسيد الخوئي ابتدئها في (جامع الجواهري) وأتمَّها في (مسجد الخضراء)

ولد المرحوم السيد محمد علي العلي والذي يعرف ب” السيد محمد علي بن السيد هاشم العلي” وكان جده من كبار العلماء وأجلائهم، سنة 1355هـ.

بدأ دراسته الحوزوية في الحادية عشر من عمره عام 1366 هـ في الأحساء بعد أن أنهى تعلم القراءة والكتابة وقراءة القرآن الكريم.

وفي شهر رجب سنة 1367هـ هاجر إلى النجف الأشرف برفق والده السيد هاشم

العلامة السيد محمد علي العلي الأحسائي

وبعد إكمال دروس المقدمات والسطوح هناك، حضر أبحاث الخارج في الفقه والأصول لدى عدد من كبار العلماء هم:

١- السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي المتوفى سنة 1413هـ، حضر عنده في الفقه، كما حضر عنده دورة أصولية كاملة هي أول دورة أصولية للسيد الخوئي ابتدئها في (جامع الجواهري) وأتمَّها في (مسجد الخضراء).

٢- الإمام الشهيد السيد محمد باقر الصدر المستشهد بتاريخ (۲۲ جمادى الأول سنة 1400هـ)، حضر عنده خارج الفقه والأصول.
وكان هو والشيخ علي بن الشيخ عباس الدَّندَن أوّل مَن حضر بحث الشهيد الصدر من الأحسائيين، كما كان من أوائل طلاب الشهيد الصدر في البحث الخارج.

٣- الشيخ محمد بن الشيخ عبدالله آل الشيخ راضي النجفي، حضر عليه خارج (الكفاية).

4 – السيد نصر الله بن السيد رضي الدين بن السيد أحمد الموسوي (المستنبط) – المتوفي سنة 1406هـ ، حضر عنده خارج المكاسب فترة قصيرة.

وبقي في النجف الأشرف مشغولا بالدرس والتدريس – ومترددة على (الأحساء) أحياناً – حتى سنة 1396 هـ حيث عاد إلى وطنه (المُبَرَّز) مستقراً بها للقيام بواجبه الديني وهداية الناس وإرشادهم.

السيد محمد علي السيد هاشم العلي

علمه وفضله:

يُعدّ السيد محمد علي اليوم من أبرز علماء الأحساء وأجلّهم، وله في المنطقة كلها شهرة واسعة ومكانة متميزة لما يَتحلّى به من علم وفضل وخُلق، ولتواضعه وطيب خلقه نال شعبية واسعة في أوساط الشباب المؤمن وكافة أبناء المجتمع.

أضف إلى ذلك أنه من المدرسين البارزين في الحوزة العلمية بالأحساء منذ تأسيسها قبل أكثر من ثلاثين عاما، وقد تخرج عليه فيها، في كل من (الكفاية) و(الرسائل) و(المكاسب) و(حلقات الشهيد الصدر) عدد من رجال العلم والفضل.

وهو أول من بدأ تدريس (الكفاية) و(المكاسب) في هذه الحوزة بـ (الأحساء)، كما حدثنا هو بذلك.
وقبل مدة بدأ يدرس (بحث الخارج) في الفقه على العروة الوثقی متخذا من “مستمسك” (السيد الحكيم) منطلقا لتدريسه.

بقي أن نشير إلى أنه كان يشغل منصب الوكيل الشرعي في الشؤون الحسبية عن المرجع الديني الراحل السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي حتى وفاة السيد الخوئي ( بعد ظهر يوم السبت ۹ صفر ۱4۱۳هـ)، ثم عن المرجع السيد محمد رضا الموسوي الكلبايكاني، وهو اليوم أحد وكلاء المرجع الديني الكبير السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله).

نشاطه الديني:

كان في بدأ عودته من (النجف الأشرف) سنة 1396هـ يكاد ينحو منحى العلماء التقليدين وهو أقرب إلى العزلة منه إلى الحركة والإنفتاح، لكن بعد فترة غير طويلة بَدَأ المترجم له ينفتح على المجتمع ويتَّجه تدريجاً نحو العمل والنشاط الديني والثقافي خصوصا بعد انطلاق الصحوة الإسلامية بقوة في معظم البلاد الإسلامية وفي أوساط المسلمين عموما – ببركات الثورة الإسلامية في إيران بقيادة الإمام الخميني”رحمه الله”، وبَرَزَ بين الناس كعالم نشيط متحرك له طموحات كبيرة ونشاطات جيدة ملموسة.

وبدأ نشاطه الديني المتميز من خلال إشرافه على مواكب ومجالس العزاء الحسيني في حي (الشِّعَبَة) بمدينة (المُبَرَّز) وكذا الإحتفالات والمهرجانات الدينية، حيث أعطاها اهتماما كبيراً، ودَعَمها معنوياً بقوة، ونظَّمها وهذَّبها حتى أصبحت تُقصد من أماكن متعددة ويلهج بها الكثيرون، وهو – بالاضافة إلى رعايته لها واهتمامه بها _ كان يمدُّها بشكل دائم بقصائد رائعة من أشعاره الجميلة.

وبعد انتقال مسكنه إلى (حي النُّزهة) بمدينة (المبرز) أصبح منزله بمثابة الحسينية العامرة بالنشاطات الدينية باستمرار، ففيه تقام مجالس التعزية كل يوم عصراً وليلاً على مدار السنة، وفي أيام الخميس والجمعة وأيام المناسبات الدينية تقام مجالس ذکر أهل البيت (عليهم السلام) في الأوقات الثلاثة، هذا بالإضافة إلى الإحتفالات في مناسبات الفرح، ويَغصُّ منزله بالحضور رجالاً ونساءً من مختلف الطبقات، ويُقدم للناس الموائد والخيرات على شرف النبي وأهل بيته الطاهرين “عليهم السلام”

السيد محمد علي والشعائر الحسينية:

يتميَّز سيدنا المترجم له – من بين الكثير من أقرانه من أهل العلم والفضل في مجتمعنا الأحسائي – باهتمامه الكبير بإحياء الشعائر الدينية المرتبطة بأهل بيت العصمة والطهارة “عليهم السلام”، والتأكيد عليها والعناية بها.

يتجلى ذلك في سيرته وحياته من خلال النشاطات التالية:
١- حضوره الشخصي في مأتم العزاء الكبير: الذي يقام في (الجامع الكبير) – في (حي الشِّعَبَة) بمدينة (المبرّز) – أيام عشرة المحرم، وفي ذكريات أهل البيت أيام محرم وصفر ومشاركته شخصياً مع اللَّطَّامين والمعزين داخل المسجد مما يبعث في الشباب روح الحماس ويشجعهم أكثر على الاهتمام والمشاركة

۲- إنشاء القصائد الكثيرة في شأن النبي وأهل بيته الطاهرین “عليهم السلام” بالفصحى والدارجة، لِيَمُدَّ بها مواكب اللَّطم والعزاء في (الجامع الكبير) وغيره، حتى طبع له من شعره في أهل البيت عدة دواوين، أشرت إليها عند ذكر مؤلفاته هذا بالإضافة إلى أشعاره الأخرى في المديح ومناسبات الفرح.

۳- رعاية الخاصة لاحتفال مولد الزهراء الكبير السنوي الذي تقيمه (الحوزة العلمية) بالأحساء وإشرافه عليه ودعمه له ماديا ومعنويا.

4- إقامته المأتم الحسينية في منزله في كل يوم عصرا وليلا على مدار السنة: وفي يومي
الخميس والجمعة صباحا وعصرا وليلا، وكذا في جميع مناسبات المعصومين صباحاً وعصراً وليلا، كما أشرت إلى ذلك عند الحديث عن سيرته.

وهنا تجدر الإشارة إلى أن “الأحساء” عموما عرفت منذ القدم بخلوص المحبة والولاء لآل بيت النبي الأعظم والعناية الخاصة باحياء شعائرهم وذكرياتهم، بالرغم من طابع التقيّة المفرط الذي يغلب على أهلها أحياناً

أولاده

له من الأولاد إثنا عشر ولدا ثمانية ذكور وأربع إناث.

مؤلفاته الفقهية :

1- في طريق الإستنباط: فقهي استدلالي، في شرح (العروة الوثقی)، طبع منه أربعة أجزاء إلى أواخر مباحث الوضوء من كتاب (الطهارة).
وهو عبارة عن دروس أبحاث الخارج التي كان يلقيها على طلابه في الحوزة.

۲- رسالة في الإستصحاب: تنتهي إلى التنبيه الثاني من تنبيهات الإستصحاب، لايزال مخطوطة.

إضافة إلى سبعة عشر مؤلفا دينياً وأدبياً و..

 

 

الكتاب:
أعلام هجر من الماضين والمعاصرين المجلد الخامس ( محمد / معتوق )

تأليف: هاشم السيد محمد الشخص

مؤسسة الكوثر للمعارف الإسلامية
الطبعة الأولى سنة 1435ه

فهرس الكتاب:

السيد محمد علي السيد هاشم
مولده ونشأته
تحصيله العلمي
علمه وفضله
نشاطه الديني
مع الحوزة العلمية في الأحساء
تلامذته
سيرته
السيد محمد علي والشعائر الحسينية
أبنائه
مؤلفاته
شعره

تحميل الكتاب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky