الاجتهاد: عمدت الشريعة الإسلامية إلى ثلاث مراحل استطاعت من خلالها أن تُنشئ نظاماً خاصاً للتعامل مع الرق، وكان ذلك النظام أكثر عدلاً للرِّقيق من أي نظام آخر، وتلك المَراحل هي:تحسين حال الرّقيق معنويّاً وعمليّاً – تضييق مصادر الاسترقاق – تحرير الرّقيق.
وافقت الأمم المتحدة بتاريخ الـ2 من كانون الأول/ ديسمبر عام 1949، على مسودة قرار يتضمن القضاء على نماذج جديدة من العبودية، مثل: تجارة البشر، والاستغلال الجنسي، وتشغيل الأطفال، والإجبار على الزواج. ووفقًا لذلك، تحتفل الأمم المتحدة في الثاني من كانون الأول/ ديسمبر من كل عام، باليوم العالمي لإلغاء الرق والعبودية حول العالم.
محتويات البحث
١ الرق
٢ تعريف الرق
٣ الإسلام والرِّق
٤ كيف عالج الإسلام قضية الرق
٤.١ تحسين حال الرّقيق معنويّاً وعمليّاً
٤.٢ تضييق مصادر الاسترقاق
٤.٣ تحرير الرّقيق
٥ الرِّق بين الإسلام والدّيانات الأخرى
٦ المراجع
الرق
دعا الإسلام إلى العدل والمساواة بين النّاس جميعاً، فلا تفاضل بين الناس إلا على أساس تقوى الله والخوف منه، ولا يكون التفاضل أبداً على أساس العرق أو اللون أو الجنس، فقد روي عن النبي -عليه الصّلاة والسّلام- أنه قال: (يا أيها الناس، ألا إن ربكم عز وجل واحد، ألا وأن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على عجمي، ألا لا فضل لأسود على أحمر إلا بالتقوى، ألا قد بلغت؟ قالوا: نعم، قال: ليبلغ الشاهد الغائب)،[١]
كانت العبوديّة منتشرةً وسائدةً قبل مجيء الإسلام، وكانت الدول في المعارك والحروب تستعبد الأسرى وتسترقّهم، ولم يكن سائغاً حينها أن يحرِّم الإسلام الرق والاستعباد، بل جاء بمنظومة من الأفعال إذا قامت بها الدولة الإسلاميّة بشكلٍ منظّم، وقام بها أتباع الدولة الإسلاميّة أيضاً فإن ظاهرة الرق ستتلاشى وهو ما حدث بالفعل، فقد شرع الله -سبحانه وتعالى- الكفّارات وجعل منها تحرير العبيد للتكفير عن الذنوب، وشرع من الوسائل الأخرى ما يضمن القضاء على ظاهرة الرق.
تعريف الرق
تحتمل لفظة الرِقّ في اللغةً مجموعة من المعاني يرجع أصلها إلى مصدر كلمة الرق وهو رقّ يرقّ، ومن تلك المعاني ما يلي:[٢]
رقّ بمعنى ضرب، فيقال: رقَّ يرقُّ أي: ضرب، فهو رقيق.
رقّ بمعنى قتل، يقال: رققته أرقه أي قتلته، وأرققته، فهو مرقوق ومرقّ. وأَمَة مرقوقة ومرقة.
الرِّق بمعنى المُلك، وهو العبوديّة.
الرِّق بمعنى اللين، ويأتي الرِقّ أيضاً: إذا قصد به الشيء الرّقيق بمعنى اللين، فيُقال للأرض اللّينة: رق أي رقيقة أو لينة.
الرَّق ما يُكتب عليه، والرَقّ بالفتح: هو ما يُكْتَبُ فيه، ويُطلق على الجلد رقيق.
الإسلام و الرقّ
عندما كانت النظرة السائدة للرق والاسترقاق أنّه أمر رفاهيّ لازمٌ لأسياد وكبراء القوم، جاء الإسلام ليصحح تلك النظرة؛ فاعتبر ظاهرة الرق نتيجةً سلبية للصّراع المتجدد بين الدول والجماعات في شَتّى العصور، واعتبر أنّ تلك الظاهرة التي استفحل وجودها في المجتمعات منذ قرون هي ظاهرةٌ تعرب عن تخلف ورجعية تلك الجماعات، وأنه لا بد من إنهاء تلك الظاهرة بأي شكلٍ من الأشكال، ولهذا وضعت الشريعة الإسلامية السمحة خُطّة متكاملة الأركان لا تتجاهل الواقع، بل تنطلق منه لحل تلك الظاهرة، فلم يُحرِّم الإسلام الرق ابتداءً؛ بل ترك تلك المسألة على حالها، ولكنه لم يُقرَّها على النّحو الذي كان يجري تداولها فيه من حيث هضم حقوق الرقيق وتعذيبهم وإذلالهم.
عمدت الشريعة الإسلامية إلى ثلاث مراحل استطاعت من خلالها أن تُنشئ نظاماً خاصاً للتعامل مع الرِقّ، وكان ذلك النظام أكثر عدلاً للرِّقيق من أي نظام آخر، وتلك المَراحل هي:[٣]