آية الله مكارم الشيرازي

مكونات “العقلانية” في الحركة الحسينية من وجهة نظر آية الله مكارم الشيرازي

أنّ حادثة كربلاء وعلى مدار التاريخ تحوّلت إلى أُنموذجًا ومثالًا كبيرًا، وأصبح الإمام الحسين “عليه السلام” مثالًا للمقاومة من أجل الحرية وبالأخص بالنسبة للمسلمين، وفي نفس الوقت فإن انتفاضة عاشوراء انتفاضة كبيرة وواسعة وعميقة ومتعددة الأوجه وتحتاج إلى تحليل.

خاص الاجتهاد: على الرغم من أنّ الكثير من الكتب كُتبت حول النهضة الحسينية والثورة العاشورائية الدامية على مدار التاريخ، لكن عمق هذه الحادثة أكبر من أن نستطيع تصوره، كما أنّ أبعاد هذه الثورة تُعطينى دروساً جديدة في كل الأزمنة، ولهذا السبب فإنّ الثورة الحسينية ستبقى دائمًا مجالاً للبحث والتحقيق من وجهات نظر جديدة والاستفادة منها دائمًا واستخلاص الدروس منها.

كما أنّ حادثة كربلاء وعلى مدار التاريخ تحوّلت إلى أُنموذجًا ومثالًا كبيرًا، وأصبح الإمام الحسين عليه السلام مثالًا للمقاومة من أجل الحرية وبالأخص بالنسبة للمسلمين، وفي نفس الوقت فإن انتفاضة عاشوراء انتفاضة كبيرة وواسعة وعميقة ومتعددة الأوجه وتحتاج إلى تحليل.

وحول مكوّنات العقلانية في حركة الإمام الحسين الثورية يُشير المرجع آية الله ناصر مكارم الشيرازي إلى أهمها وهي:

الإمام الحسين (عليه السلام) مأمور بالعلم الظاهري وليس الغيبي

في المقام الأول، يجب التأكيد على أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة المعصوصمين (عليهم السلام) كانوا مأمورين بظواهر الأمور، وبناءً على هذه القاعدة، فإن الإمام الحسين (عليه الصلاة والسلام) يبدو أيضًا في أمور الحياة يسير على هذا المنهج والطريق.

الإمام الحسين عليه السلام وتكتيك التقيّة الحكيم في مكة

تصبح “التقيّة” ذات مغزى عندما يتعلق الأمر بحقيقة أن حياة الإنسان وماله وعرضه في خطر من قبل عدّوٍ متعصب، وعلى أيِّ حال يمكن التوصل إلى نتيجة مفادها أنّه لا ينبغي تهدید حياة الناس عبثا وتفقدهم قواتهم، بل يجب الاحتفاظ بها لوقت الحاجة.

صنع السلام في ظل الكرامة.. والابتعاد عن الذل

الإسلام هو مصدر السلام والصداقة، والجهاد هو درع دفاعي ضد الأعداء، وليس لفرض المعتقدات، ولأن الحروب لا تُخلف سوى الفساد في الأرض وتدمير البلاد والعباد، لذلك فإنه ومن وجهة النظر الإسلامية فإنّ الحرب مكروهة، حتى لا تكون هناك حرب؛ لا يجب أن تذهب باتجاهها؛ وبعبارة أخرى “السلام مبدأ والحرب استثناء”.

دور إرشاد الإمام الحسين (ع) المبني على العقل

إن السفراء الإلهيين ورسل الوحي الالهي، الذين يتحملون بموجبه أعظم المسؤوليات في عالم الإنسانية، هم المسؤولون عن قيادة البشر من خلال تعزيز عقول الناس وأفكارهم.
كان الإمام الحسين (عليه السلام) ووالده العظيم أمير المؤمنين (عليه السلام) وأخوه المحبوب الإمام الحسن (عليه السلام) كان لهما وجودٌ بنّاء في توجيه المسلمين والدفاع عن المظلومين.

يجب الحفاظ على عقلانية حدث عاشوراء

وفي الختام يؤكد آية الله مكارم الشيرازي على أنّ عقلانية وحكمة وبصيرة الإمام الحسين (عليه السلام) في عاشوراء هي من امتيازات هذه الملحمة العظيمة، التي كان لها القدرة على التأثير على الرأي العام للمسلمين، وعلى الأحرار في العالم عبر التاريخ، بحيث يكون من الممكن القول إنّ انتفاضة عاشوراء لا مثيل لها على مر التاريخ.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky