الوهابية في إندونيسيا

الوهابية في إندونيسيا .. سعد الشريف

الاجتهاد: قد ضاعفت السعودية من جهود نشر الوهابية في إندونيسيا منذ عام 1980، وربط الجمعيات الدينية السلفية بجامعة الامام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، التي كانت تبعث بالمحاضرين والدعاة الى إندونيسيا، وهم في الغالب من السعوديين، وكانت السعودية تحرص على جلب الطلاب الواعدين من المعاهد السلفية الخاصة والجامعات الإندونيسية الأخرى إلى الجامعات السعودية.

نتوقف هنا عند التجربة السلفية في أندونيسيا، والتي تعود الى مطلع القرن العشرين، وتحديداً في العقد الثاني منه، إذ لعب عدد من رجال الدين المتأثرين بالسلفية الوهابية دوراً في نشر الأخيرة من بينهم:

– الشيخ أحمد دحلان، مؤسس (الجمعية المحمدية) سنة 1912، إبان الاستعمار الهولندي. وقد تأثر دحلان بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب والشيخ محمد رشيد رضا. بيد أن الوهابية لم تنجح في اختراق الجمعية إيديولوجياً وتنظيمياً، فقد ألقت موجة التحديث الإسلامي بظلالها على الجمعية، حيث تسنّم موقع القيادة في الجمعية عدد من الاكاديميين من خريجي الجامعات الحديثة في الغرب، ورسموا لها خطاً معتدلاً ينسجم مع الواقع الاندونيسي المتسامح والمتعدد.

وقد صوّت أعضاء الجمعية في البرلمان الإندونيسي ضد مشروع تقدّم به نواب إسلاميون للمطالبة بتطبيق الشريعة. وتعد الجمعية الوهابية بدعة، وعملت مع جمعيات إسلامية أخرى على التحذير من انتشارها في إندونيسيا والتأثير على مسار الإسلام المعتدل هناك(17).

ـ الشيخ أحمد محمد سوركتي، من أصول سودانية، مؤسس (جمعية الإصلاح والإرشاد)، وقد جاء الى إندونيسيا سنة 1911، وقد عاش ما يقرب من خمس عشرة سنة في الحجاز بين المدينة ومكة ودرس على علمائها من المذهب المالكي، وتمّ التعاقد معه للعمل في مدارس جمعية خير بتافيا (جاكرتا)، بصحبة رفيقيه محمد الطيب المغربي ومحمد عبد الحميد السوداني، وكانوا بضيافة السادة العلويين، وفور وصولهم تم تعيّين سوركتي مديراً لمدرسة باكوجان ومفتشاً للتعليم.

وقد خاضت جمعية الإرشاد صراعاً مع العلويين يعود في الأصل الى إصرار فريق وازن في العلويين على إبقاء التراتبية التقليدية السائدة، خشية خسارة النفوذ أو تقاسمه مع آخرين. ولكن وجود فريق من الشباب الذين تأثروا بأفكار السوركتي وفرض نفسه على الجمعية وبدأت تتمدد الى مناطق أخرى، وقد استعان السوركتي بمشايخ آخرين من السودان من المتأثرين بمدرسة الشيخ محمد عبده الأزهرية.

وكان السوركتي على وشك العودة الى مكة المكرمة على إثر خلاف مع العلويين حول زواج العلوية من غير علوي والذي أجازه، ما عدّوه نقيصة بحقهم، فقرّر مغادرة إندونيسيا، ولكن وجوه الحضارمة القاطنين هناك استبقوه فقرّر إنشاء جمعية الإصلاح والإرشاد، وتظافرت عوامل أخرى لتميل بالجمعية نحو السلفية الوهابية بعد مشاركة نقيب العرب عمر بن منقوش، وصالح عبيد عبدات، وسعيد بن سالم المشعبي، وقد أوضح عمر بن سليمان ناجي في تعريفه للجمعية مبادءها العامة بقوله:

«الإرشاد حركة تحررية تقدمية ظهرت بين مغتربي العرب بإندونيسيا، تهدف إلى تغيير الوضع الاجتماعي الفاسد والعقائدي، ثم نشر العلم ومحاربة الأمية، وإطلاق الفكر من قيود التقليد ومحاربة الامتيازات العنصرية، ثم البدع والخرافات التي دخلت على الدين، ثم تمكين عقيد التوحيد ليكون الإنسان عبدا لله وحده، ولتكوين مجتمع إسلامي اشتراكي تعاوني تسوده العدالة والمساواة».

وكما يظهر، فإن الصراع بين الحضارمة والعلويين عكس نفسه في توجّه الجمعية، واستراتيجية عملها، وقد كتب السوركتي محدّدات الجمعية ومنها:

ـ توحيد الله توحيداً خالصاً بعيداً عن مظان الشرك الظاهر والخفي في الاعتقاد والأفعال والأقوال.

ـ إحياء السنة الصحيحة وترك البدع وعدم المشايعة لها.

وقد افتتحت الجمعية فروعاً لها في الأقاليم الإندونيسية، ثم لحقها بافتتاح مدارس بمراحل متفاوتة، وعلق الشيخ رشيد رضا على نشاط الجمعية بقوله: «غرضها إنشاء المدارس ونشر التعليم الديني والمدني الذي تقتضيه حالة العصر من الاستقلال، وإحياء هدى الكتاب والسنة، ومقاومة الخرافات الفاشية من طرق الابتداع في الدين». ثم قامت بإنشاء عدد من المراكز الصحية. وساهم بعض قادة جمعية الإرشاد في تأسيس حزب شورى مسلمي إندونيسيا (ماشومي) بزعامة محمد ناصر، وقام الرئيس أحمد سوكرنو بحلّه عام 1959م.

وبسبب صراع قادة جمعية الإصلاح والإرشاد مع السادة العلويين أو (جمعية خير) الناطقة باسمهم، أصبحت جمعية الإرشاد مأخوذة بخلافها معهم وكرّست بعض نشاطها لمحاربة معتقدات العلويين بما في ذلك محاربة التوسل، والشفاعة، وزيارة القبور، وتطوّر الخلاف لاحقاً وازداد ضراوة عقب إعادة السوركتي نشر فتواه بجواز زواج العلوية بغير العلوي.

وتدخل الشيخ رشيد رضا وشكيب أرسلان وعبد العزيز الرشيد وغيرهم في الخلاف، وفي الانتصار للإرشاديين. ومن آثار الخلاف بين الحضارمة الارشاديين والعلويين أن بدأت حركة صحافية عربية فانتشر عدد من الصحف العربية والتي بلغت نحو خمسين صحيفة، صدر معظمها في الفترة ما بين الحربين الكونيتين (1914 ـ 1945)، واختفى أكثرها مثل «الاقبال»، و»الرابطة»، و»الإرشاد» و»الدهناء»، و»حضرموت»، وغيرها.

وفي أجواء الخلاف وجدت الوهابية فرصة اختراق المجتمع الاندونيسي، حيث اندمجت معتقدات الوهابية في البناء العقدي لجمعية الإصلاح والإرشاد عبر الدعوة الى التوحيد الخالص، ونبذ التوسل والشفاعة وما يعتقدونها بدعاً وخرافات.. ومن الآثار وقوع انقسام حاد في المجتمع الاندونيسي، والنفور من العرب. وكانت هناك محاولات لرأب الصدع، وإعادة تفعيل الدور العربي في الحياة السياسية الاندونيسية، ولاسيما داخل مجلس العموم.

كل محاولات الوساطة بين العلويين والارشاديين فشلت، وحتى عندما ذهب السوركتي الى الحج سنة 1928، سعى إلى طلب وساطة الملك عبد العزيز وأعضاء الرابطة الشرقية في القاهرة، وقد فوضت الأخيرة إبراهيم بن عمر السقاف الى جانب السوركتي لتسوية الخلاف ولكن ما لبث أن فشلت على خلفية مشادات صحفية بين الخصماء، الذي أسهم في فساد مبادرة الرابطة الشرقية.

وفي يوليو 1933 بعث الملك عبد العزيز كتاباً الى الفريقين بوساطة إبراهيم السقاف الذي دعا إلى هدنة لمدة عامين، يتم خلالها التوصل إلى صلح نهائي بين الطرفين. ولكن قادة الإرشاد رفضوا المبادرة، وانتقدوا السقاف لعدم جديته، لغياب مبادرة واضحة الشروط ومتوازنة. وقيل أن السقاف سخر من خطاب سكرتير جمعية الإصلاح والإرشاد، بدر بن سالم بن تبيع، في هذا الشأن، ثم قرّر سحب نفسه من مبادرة الوساطة بين الارشاديين والعلويين.

على أية حال، فإن موت الشيخ السوركتي أضعف الميول السلفية لدى الجمعية، وأصبح التوجه الديني المعتدل سمة عامة لنشاطات الجمعية.

– الشيخ محمد ناصر، مؤسس (حزب ماشومي) إثر استقلال إندونيسيا عام 1945، وهدفه المعلن كان ضمان الحقوق السياسية للمسلمين في ظل موجة التنصير المتنامية التي اجتاحت إندونيسيا، فكان يرسل الدعاة الى المناطق لمواجهة التبشير المسيحي. وفي عام 1959 أعاد رئيس أندونيسيا أحمد سوكرنو، وأول رئيس بعد الاستقلال، تشكيل السلطة على أساس «الديمقراطية الموجّهة»، وقرر حل الأحزاب السياسية سوى ثلاثة منها. وأسس الشيخ محمد ناصر (المجلس الأعلى للدعوة الإسلامية)، ولا يزال قائماً حتى الآن. وكان الشيخ محمد عضواً في المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة.

ـ الشيخ أحمد حسن، مؤسس (جمعية الاتحاد الإسلامي) سنة 1920، بهدف محاربة ما يعتقده بدعاً وشركيات. وللجمعية مئات المدارس والمعاهد في جاوة، ولها أتباع من التيارين السلفي والإخواني.

وبصورة إجمالية، يعود نشاط السلفية الوهابية في إندونيسيا الى مطلع ثمانينيات القرن الماضي، عبر:

ـ بعثات الدراسة الدينية في الجامعات السعودية، ولا سيما الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، وجامعة أم القرى، وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. وكثير منهم تتلمذ على كبار علماء الوهابية مثل المفتي السابق عبد العزيز بن باز، ومحمد بن صالح العثيمين.

ـ معهد العلوم العربية والإسلامية في جاكرتا، التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الذي ضخ في المجتمع الإندونيسي آلافاً من الخريجين الذين تتلمذوا على مراجع السلفية الأصلية.

ـ المؤسسات والجمعيات الخيرية السعودية التي وجدت في إندونيسيا أرضاً خصبة لنشر الوهابية، من خلال بناء المساجد، والمدارس، والمعاهد الدينية، وتنظيم الدورات الدينية (الشرعية)، ونشر الكتب، وتقديم المنح الدراسية لطلاب إندونيسيين للدراسة في الجامعات الدينية السعودية.

ـ المبادرات الفردية من تجار ورجال أعمال سعوديين أو أفراد عاديين يأتون الى إندونيسيا بغرض السياحة، أو التجارة، فيقدمون تبرعات لبناء مساجد أو مدارس أو مراكز صحية، أو دعم نشاطات دعوية وخيرية.

كانت قنوات الدعم السعودية مخصصة للمشاريع الدينية، على الرغم من أنه بحلول عام 1978 كان هناك قلق بشأن تأثير المملكة والذي أدى إلى اشتراط أن جميع المساعدات الخارجية تأتي من خلال حكومة جاكرتا. وشمل الداعمون السعوديون: الحكومة، والأفراد، والمؤسسات الدينية والجمعيات الخيرية. وأحد الأمثلة الرئيسية على الفئة الأخيرة هو جمعية الحرمين، التي أغلقت في عام 2004 على خلفية اتهامها بكونها قناة للجماعات الإسلامية المسلّحة، على الرغم من أنها استمرت في العمل لبعض الوقت بعد ذلك. وكانت الجمعية تقدّم أموالاً بهدف تطوير المدارس الدينية، والمنح الدراسية للطلاب الذين يسعون إلى دخول المؤسسات التعليمية في المملكة السعودية، والكتب الدينية وغيرها من المواد المطبوعة، وبناء وتجديد المساجد، والمساعدات المالية للأفراد والمنظمات متنوعة مثل:

ـ الجمعية المحمدية: (تأسست سنة 1912)، بدأت نبتة طبيعية للإسلام الاندونيسي المعتدل في تكوينه، وما لبثت أن خضعت تحت تأثير الوهابية. ولدى الجمعية شبكة واسعة من المدارس تبدأ من رياض الأطفال مروراً بالمدارس الإعدادية، والمتوسطة، والثانوية، والمعاهد على أنواعها العلمية والتقنية، والجامعات، ودور الأيتام، ومدارس تحفيظ القرآن وبنوك، ومستشفيات، وشركات تجارية، ووكالات سياحية، وبلغ أعضاء ومؤيدي الجمعية أكثر من 40 مليون.

ـ جمعية نهضة العلماء: وهي الأكبر شعبية وتأسست سنة 1926 بعضوية تصل الى 70 مليون عضواً من سكان إندونيسيا وغيرها من الدول المحيطة، وهي ذات توجّهات إسلامية معتدلة، وفي التصنيف المذهبي هي سنيّة أشعرية شافعية وتتبنى شعارات التوسط، والتسامح، والتوازن.

وبرغم من أن المعونات السعودية لهذه الجمعيات لم تكن مرتبطة بأهداف وهابية أو سلفية محدّدة، وخصّصت من وجهة نظر هذه الجمعيات من أجل تعزيز الإسلام داخل البلد. ولكن بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر، تبيّن طبيعة الدعم الذي تقدّمه السعودية للكتابات السلفية التي وصفت الإسلام بالإرهاب، ولم يوقف العنف ضد المسلمين الاندونيسيين الذي يرتكبه السلفيون.

تبقى الإشارة الى أن الجمعيتين «المحمدية» و»نهضة العلماء» متمسّكتان بخيار الدولة المدنية في أندونيسيا، ولديهما تمثيل فيها كبير، وإن كانت محاولات التنظيمات السلفية الجهادية لن تكف عن اختراق القواعد الشعبية لهاتين الحركتين، عن طريق استغلال الفقر والبطالة والخدمات..

مهما يكن، لم يخل الإسلام الدونيسي من اختراقات على مستوى التنظيمات الدينية المتطرّفة. ففي الفترة ما بين 1950 ـ 1966 تبنّت حركة «دار الإسلام» في آتشيه (بجزيرة سومطرة) خيار العنف المسلّح بهدف إقامة دولة إسلامية. نشير الى مشاركة نحو 3000 إندونيسي في القتال في أفغانستان ضمن مشروع الجهاد الافغاني ضد الاحتلال السوفييتي في عام 1979 وما بعد. وكان يتلقى هؤلاء المقاتلون مكافآت شهرية من الاستخبارات المركزية الأميركية عن طريق أسامة بن لادن.

المنظمات الأكثر شهرة التي تشكل قنوات رئيسية للتمويل السعودي في أندونيسيا هي Dewan Dakwah Islamiyah Indonesia أي (الجمعية الإندونيسية لنشر الإسلام) وLembaga Ilmu Pengetahuan Islam dan Arab أي (معهد الدراسات الإسلامية والعربية).

وقد تأسس المعهد في عام 1967 من قبل محمد ناصر، الزعيم السابق لحزب ماشومي. وقد تطوّر ليصبح منظمة محافظة مع آراء قوية معادية للشيعة، والمسيحية، والمناهضة لجمعية الأحمدية.

وهذا يتناسب تماماً مع الأجندة السعودية التي سعت إلى مواجهة الشيعة، خاصة بعد الثورة الإيرانية. في ذلك الوقت، قدّمت إيران منح دراسية للمؤسسات الإيرانية، ودعمت النشر الواسع للكتاب الشيعي، ولا سيما كتب المفكر الايراني علي شريعتي، الذي أكد نجاحات التجربة الإسلامية الإيرانية وثورة 1978. ولذلك ليس من المستغرب أن المساعدات السعودية للجميعة الاندونيسية لنشر الإسلام زادت بشكل كبير خلال الثمانينات.

وقد ضاعفت السعودية من جهود نشر الوهابية في إندونيسيا منذ عام 1980، وربط الجمعيات الدينية السلفية بجامعة الامام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، التي كانت تبعث بالمحاضرين والدعاة الى إندونيسيا، وهم في الغالب من السعوديين، وكانت السعودية تحرص على جلب الطلاب الواعدين من المعاهد السلفية الخاصة والجامعات الإندونيسية الأخرى إلى الجامعات السعودية.

ويلعب الخريجون العائدون من الجامعات الدينية السعودية دوراً حيوياً في توسيع أفق التفسير الوهابي للإسلام في إندونيسيا. ويميل الخريجون غالباً نحو المساجد في المناطق الحضرية وفي المدن مع الجامعات، مثل يوجياكارتا وسيمارانج، حيث صدى أفكارهم مع الأتباع الأصغر سناً.

وبرغم من أن هؤلاء العائدين لم يطوّروا خطاباً عنفياً أو يكونوا من دعاة الإسلام المليشياوي، ولكن العقائد الايمانية التي يتشربوها خلال سنوات الدراسة الجامعية في السعودية تسهّل مهمة المقاتلين السلفيين الذين كانوا يتواصلون معهم في مرحلة لاحقة، إذ تبدأ عملية التفاعل مع الجماعات الراديكالية الأخرى أو الأفراد.

يضاف إلى ذلك، على الرغم من أن هناك اتهامات متكرّرة بأن مدارس دينية معينة تدرّس الإسلام الراديكالي، وتحذّر السلطات من زيادة منسوب التشدّد، إلا أن نسبة صغيرة من حوالي 13 ألف مدرسة إسلامية داخلية في إندونيسيا تنشر نسخة عنفية من الإسلام(18).

بطبيعة الحال، لا يمكن لقنوات الدعم السعودي أن تحقق أغراضها دون تسهيلات من جانب الحكومة الاندونيسية. وإن وجود شبكة واسعة من المدارس، والمساجد، والنشاطات الدعوية في الارخبيل الأندونيسي ساعد التنظيمات السلفية الجهادية في الدخول على الشبكة وتوظيفها، جزئياً على الأقل، لصالح نشاطاتها الجهادية.

للوقوف على الثغرة الواسعة التي تسمح للأفكار المتشدّدة والمتشدّدين بالنفوذ الى إندونيسيا عبر المدارس، لابد من الإنطلاق من حقيقة أن المدارس العامة في أجزاء كثيرة من الأرخبيل الإندونيسي مكلفة جداً، حيث أن المعلّمين غالباً ما يطلبون من الأسر التبرع للحفاظ على المدارس قيد التشغيل. على العكس من ذلك، فإن المدارس الدينية الممولة من الخارج هي أقرب لأن تكون مجانيّة، وتلعب دوراً كبيراً في المجتمع الاندونيسي.

يقول سيدني جونز، الخبير في التطرف في جنوب شرق آسيا ويرأس معهد أبحاث تحليل النزاعات في جاكرتا، أن المدارس الدينية الممولة من الخارج لعبت دوراً محورياً في عام 2000 في تطرّف الشباب في بوسو وحولها على جزيرة سولاويسي. ولفت جونز إلى أن بوسو أصبحت مركزاً لشبكات المتطرفين، والعديد من هذه الشبكات تتجمّع حول مجموعة من المدارس المتطرفة.

 

المصدر: مجلة الحجاز، مقتبس من مقال بعنوان : الوهابية تتناسل.. سلالات التكفير. هل أنجب «داعش» وحشه المُطوَّر؟ العائدون من ميادين الموصل والرقّة

القسم الرابع. سعدالشريف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky