مسألة ثبوت الهلال

وجه اختلاف مباني الفقهاء في مسألة ثبوت الهلال / الأستاذ السيد علي الحكيم

الاجتهاد: ملخّصٌ مختصرٌ مفيدٌ لمنشأ اختلاف مباني فقهائنا (أعلى الله كلمتهم) في مسألة ثبوت الهلال التي تأخذ -في كلّ شهر هجريّ خصوصاً الشهر الفضيل- مساحةً من النزاع والنقاش بين الناس.
بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على سيّد الأنام محمّد (صلى الله عليه وآله وسلّم)، وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين «صلوات الله عليهم أجمعين) واللّعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.

مسألة الاختلاف في بداية الأشهر القمرية تأخذ دائماً حيّزاً من الجدل عند عموم الناس، خصوصاً في بداية شهر رمضان، وكذلك في العيد.

ويصرّ بعضهم على أنه لماذا لا يتمّ توحيد ثبوت الهلال بين المراجع العظام، فأحببتُ أن أسلّط الضوء على وجه الاختلاف الحاصل بين الأعلام في ثبوت بداية الأشهر القمرية بشيء مبسط، لأنّ مسألة ثبوت الهلال تعتمد على مبانی فقهيّة من حيثيات متعددة، ولا يمكن التراجع عنها لتماميّة أدلتها عند متبنّيها.

الحيثية الأولى : الرؤية.

يرى بعض الفقهاء لزوم الرؤية بالعين المجرّدة فقط .
بينما يكتفي آخرون بالرؤية ولو بالعين المسلحة، ويقصدون بها مثل الدوربين وما شابهه من الأجهزة المكبّرة دون المقرّبة.

وآخرون يكتفون برؤيته حتى بالأجهزة المقرّبة ، كالتلسكوب.

وآخرون يكتفون بوجوده في الأفق فلكيّاً وإن لم يرَ حتّى بالتلسكوب، فيكتفون بقول الفلكيّين بتولده قبل الغروب.

الحيثية الثانية : الرائي للهلال.

يكتفي بعضهم بشاهدين.

وآخرون يشترطون أن يكون هناك عدد يراه مع الشاهدين، ولا يكتفي بشهادة الشاهدين فقط.

الحيثية الثالثة : بلد الرؤية.

يكتفي بعضهم برؤيته في بلد بثبوته في غيره من البلدان ممن يشترك معه في الليل، وإن كان أوّله في بلد الرؤية وآخره في ذلك البلد أو بالعکس.

وآخر يكتفي برؤيته في أي بلد من بلدان العالم القديم بثبوته في جميع دول العالم القديم الموجودة في عصر التشريع، أي القارّات الموجودة في عصور الأئمة (عليه السلام) وهي آسيا وأفريقيا وأوربا، وأستراليا أيضا، لوحدة أفقها مع آسيا دون الأمريكيتين وكندا.

وآخر يكتفي بثبوته في بلد الرؤية وما حوله بمسافة يعتبر فيها الأفق واحداً عرفاً، وقد تقدّر بألف کیلو متر تقريباً عن بلد الرؤية.

الحيثية الرابعة: الهلال نفسه.

 فيثبت أنّه ذو ليلتين عند البعض إذا رؤي مطوّقاً، أي له خط نوراني يكمل دائرته.

بينما يُعتبر ذو ليلة واحدة عند آخرين وإن كان مطوّقاً.

وقد يكون هناك آراء أخرى لم أذكرها، لكن هذه هي الآراء المشهورة فعلاً التي توجب الاختلاف في ثبوت الهلال في وقتنا الحاضر .

السيد علي السيد محمد حسين الحكيم.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky