آية-الله-جوادي-الآملي

نظائر الوسط المعرفي بين المفهوم القرآني والمفهوم الفلسفي عند آية الله جوادي الآملي

خاص الاجتهاد: إن انتماء الشيخ جوادي الآملي الى مدرسة الحكمة المتعالية يبرر قدرته على انتزاع المحتويات التي تعود الى منوالها التاريخي او التفسيري وتحويلها الى نمط ابسيتمولجي يعود الى منوال عقلي مباشر فان عملية عقلنة المحتوى تعتبر ارثا صدرائيا مميزا ذلك ان ملا صدرا اوجد نسقا تكامليا بين ماهو وحياني وماهو عقلي وماهو شهودي. بقلم/ الشيخ عدنان الحساني *

 دأب الكثير من اهل العلم والمعرفة ومنذ امد بعيد على البحث عن عناصر انتاج المعرفة من خلال اكتشاف العلاقات المنظومية ومناطق الاشتغال المشتركة بين معظم القنوات المعرفية على مستوى العناصر والمبادئ او على مستوى المناهج والاساليب او على مستوى القواعد والأصول وذلك من اجل حل الاشكاليات التي قد تطغى على ساحة الجدل المعرفي حول المعيار الذي يتناسب مع امكانية تقرير وتقييم اسس العلاقة والتنظيم بين كل تلك القنوات والعناصر

بمعنى هل ان انتاج المعرفة الدينية مثلا قائم على مقولة الفصل بين عناصر التكوين البنيوي لقضايا الدين عن عناصر الاشتغال الوظيفي لقضايا انتاج المعرفة بوصفها الالي والمعياري، أم أنه قائم على مقولة الاتصال والاشتراك وهل هذا الاشتراك على نحو العموم المطلق ام على نحو العموم من وجه ؟

ولعل واحدا من الذين اسهبوا كثيرا في ابحاث المقاربات والمقابلات بين النظم المعرفية ومناطق الاشتغال والفراغ المشتركة والمستقلة فيما بينها وكذلك مجالاتها التدليلية والتعليلية وانزياحاتها الاصطلاحية او المفهومية او المعنوية هو العلامة المحقق اية الله الشيخ عبدالله جوادي الآملي.

يتبع آية الله الشيخ جوادي الآملي في اهم مؤلفاته طريقة الاستنطاق البنيوي او انتزاع المحتوى. بمعنى انه يحاول اعادة فهم النتيجة من خلال ارجاعها الى بنيتها التحليلية سواء كانت هذه البنية تعليلية او تدليلية.

بمعنى انه حينما يريد ان يكتشف عنصرا فاعلا من عناصر فهم الحقيقة فهو يعطيه مجالا خاصا في نطاق المعنى بعد ان يتفصى من مشكلة التشابه او التعاند المصطلحي بين مجاله الخاص والمجالات التقليدية للمعنى. بعد ذلك يبحث عن سياقات اخرى تؤكد صحة عائدية هذا المفهوم لذلك المجال الخاص وهو يخلص بعد ان يجمع عدة سياقات متشابهة الى تبني محتوى جديد ينتمي الى نفس البنية الاصيلة للمضمون المستنطق

أي ان طريقته قد لاتخدش مقدمات البنية الاصيلة الا انها قادرة على انتاج محتوى جديد وحيوي متطابق جدا مع معايير انتاج المعرفة التقليدية..

على سبيل المثال فهو ينتزع محتوى جديد لمصطلح الاخلاص وهو الاسم الثاني لسورة التوحيد المباركة من خلال تتبع سياقات مشابهة ولكن على وفق المعايير التفسيرية المتبعة على النحو التوحيدي للتفسير الموضوعي.

يقول في هذا السياق:(وليست تسمية هذه السورة الشريفة بالاخلاص من جهة الاخلاص العلمي المرتبط بالاعمال التجارية والمسائل العبادية من الحكمة العملية لان جميع ايات هذه السورة الشريفة في باب الحكمة النظرية بل الاخلاص هنا بمعنى اخلاص الوجود لله وهذه المعنى من الاخلاص هو نفس ذلك المعنى الرفيع الذي للخطبة المعروفة لامير المؤمنين ع حين يقول(وكمال الاخلاص له نفي الصفات عنه)ناظرة اليه)

وحينما نتبع منهج الشيخ الآملي نجد عدة نظائر منها:
1- النظائر الصناعية
– الوسط (البرهاني)

حينما نفترض ان ثمة تواطئ بنيوي بين انساق القيم الفوقية وانساق المعايير التحتية بصرف النظر عن ذلك التشكيك المفهومي بين بعض المعاني والمضامين ذات النسق الفلسفي الا ان المحتوى الداخلي الذي تعبر عنه تلك الانساق يتماهى في بنية واحدة ويتشكل في نطاق منظور كوني واحد ومتوحد.

لذلك لايمكننا ان ننساق مع أي قيمة مهما كان شأنها الفوقاني متعاليا مالم تتماهى مع احد المعايير المتشكلة ضمن النموذج المعرفي الموجه توجيها كليا واحدا في نطاق ايدلوجي يعبر عن المعادل الموضوعي المناسب لتلك القيمة.

وحينما نتحدث عن النماذج الموجهة والمعادلات الموضوعية فلايمكننا ان نتجاهل مسالك النص والعقل لانهما يعبران عن صياغة نهائية لاية معادلة معيارية تحدد المقاربات البنيوية السليمة لتبني القيم الفوقية بوصفها حقائق تلامس المنطق وتحاكي الواقع سواء بمستواه المنظور او بمقتضاه الغائب في ما وراء الطبيعة.

ولكي يصل العقل الى حقائق الغيب فهو بحاجة الى مقدمات واوساط في مقام الاثبات أي ان اكتشافه للغيب هو نظري قابل للتصديق في حين ان الوحي يشتغل في منطقة الغيب بشكل عياني مباشر بل حقاني مقامي وعلاقته بالعقل علاقة توفير الوسط السماعي وعليه فهو وسط خبري يقيني الانتاج بالنسبة الى القضايا التي يشتغل عليها العقل للوصول الى حقيقة الغيب..والواسطة التي تربط بين اوساط الغيب والشهادة عن طريق العقل والنقل هي مايسميه اهل التحقيق بالمعلم او العلة الفاعلية يقول الشيخ جوادي الآملي (ان وجود العلة الفاعلية للمعرفة بالاضافة الى الاركان الثلاثة الاخرى أي العالم والعلم والمعلوم ضروري وتذكر باسم المعلم) .

فالمعلم او العلة الفاعلية هو الوسط الذي يحقق صلاحية ارتباط النسق المعرفي بين المدرك ومابه الادراك حتى يتصل بالمدرك (بالفتح) على نحو ارتباط العلة بالمعلول ومن ثم تتحقق الوحدة ومن دون هذا النظام تتشتت المعاني وتتكثر مقتضيات الظنون فالعلة الفاعلية او المعلم هو الكاشف الاتم للنتيجة بوصفها اليقيني او شبه اليقيني..

من جهة اخرى ثمة تداعي في اطار المنظومة المفاهيمية في اهم مؤلفات الاملي بحيث ينقل ذهن القارئ بشكل حر من حقل معرفي إلى آخر، من اطار مفاهيمي وحياني الى اطار مفاهيمي فلسفي وبالعكس, فإن من الواضح أن القاعدة في نشاط العقل عند الشيخ الاملي هي الاتصال المعرفي، وبخاصة على صعيد الفاعلية المدركة والمنتجة للمعرفة، أياً كان محتواها.

ربما أن من الممكن بل وحتى من الضروري في مستوى معين أن نقوم بفصل مواضيع المعرفة عن بعضها، ولكن ذلك لا يجوز أن يسمح لنا بالاستنتاج أنها منفصلة بالفعل في بعدها الوجودي، أو في عملية إنتاجها من قبل الذات البشرية العارفة. وهي مايسميها بالعلاقة بين العلم والعالم والمعلوم وهو نسق فلسفي مؤدلج على شرط مدرسة الحكمة المتعالية.

من هنا فان انتماء الشيخ جوادي الآملي الى هذه المدرسة يبرر قدرته على انتزاع المحتويات التي تعود الى منوالها التاريخي او التفسيري وتحويلها الى نمط ابسيتمولجي يعود الى منوال عقلي مباشر فان عملية عقلنة المحتوى تعتبر ارثا صدرائيا مميزا ذلك ان ملا صدرا اوجد نسقا تكامليا بين ماهو وحياني وماهو عقلي وماهو شهودي

– الوسط المعرفي (نظرية المعرفة) العلم والعالم والمعلوم

ثمة إشكالية مهمة حاول الشيخ جوادي الآملي معالجة مقتضياتها الواقعية وهي جدلية التكامل المعرفي بين العلوم، وذلك كسبيل للمقاربة بين علوم الوحي وبين العلوم الأخرى، فان مشكلة التخصصات المعرفية، وانغلاقها، اوجد مفارقات لاواقعية في مجال العلوم، ومع مرور الوقت وغياب النقد تحولت الأوهام، في اللاشعور، إلى حقائق، وتحول ما هو عقلاني في العلم، إلى ما هو غير عقلاني في الشعور والإدراك؛ لذلك كان الخروج من حالة الصنمية العلمية ضرورة تحولية ملحة ولا يكون ذلك الا من خلال التكامل المعرفي، فان تبني نظرية التكامل المعرفي هو طريقة ومحاولة لترشيد المغالاة في تجزئة المعرفة وتشطيرها الى تخصصات منفصلة في افاق الوعي البشري.

والرؤية التوحيدية هي منطلق مهم لتحقيق التكامل بين دائرتي العلم والإيمان والفلسفة والوحي، فان ثمة فلسفة تكامل معرفي في الرؤية القرآنية خصوصا عند مدرسة العلامة الطباطبائي قدس سره والتي يعد الشيخ جوادي الآملي احد اركانها، وهذا التناسق المعرفي يعد مدخلا لتحقيق وحدة المعرفة، وفهم حركة العلم والحياة الإنسانية.

ولكن، هل يعني تكامل المعرفة في الرؤية التوحيدية: ردم الهوة بين العلوم العقلانية والعلوم الوحيانية؟ أم هو نسج ارتباط طبيعي وتبادل مفهومي بين المعارف الوحيانية والعلوم المعقلنة؟ .

إشكالات واجتهادات كثيرة تثيرها تلك الرؤية، إلا أن هذا التكامل المعرفي لا يقتصر على مجرد إزاحة تلك المسافة بين المعرفة الوحيانية والنزعة العقلانية فقط دون النظر إلى الخلفيات والمنطلقات التي يصدران عنها، فالفلسفة لا تنفصل عن العلم بطبيعته العامة ومدخلاته ومخرجاته، ومن ثم فالتكامل المعرفي ليس توليفا أو تلفيقا أو مُماثلة، ولكن حقيقته هي إعادة بناء المنظومة المعرفية للعلوم بما يتوافق مع بنيتها وطبيعتها وخصائصها، لذا فهو ليس ترفا فكريا، ولكنه ضرورة فلسفية وتاريخية لأن الحدود بين العلوم هي حدود إجرائية، وليست قضبانا تعتقل التفاعل، وتحتجب التكامل.

– الوسط الحكمي..(العصمة العقلية والعصمة القرانية)

حينما نتحدث عن نظرية تفسيرية ونبحث فيها عن مسوغات علمية تؤهلنا لان نمارس عملية التعميم والمطابقة بين مؤدياتها وفق المعايير التي توصلنا اليها والاركان التي نثبت من خلالها مقتضيات الاثبات النظري مع رفع الموانع وتوفير الشروط وكل الصيغ الكفيلة بتصحيح هذه النظرية ومن ثم تحويلها الى حقيقة علمية كل ذلك لايمكن تحقيقه من دون ان نعين المركز والدائرة التي تتمحور حولها هذه الصيغ والشروط.

من الواضح ان الدائرة القرآنية ليست بالمنطقة السهلة للتعامل معها كمركز افتراضي لتأسيس التنظيرات العلمية وتكمن الصعوبة قي هذه الدائرة بالنظر الى التفصي من عدة اشكاليات منها:
1- اشكالية التفسير بالرأي
2- اشكالية نسخ الشرائع والاحكام وتبدل مقتضيات الوقائع
3- اشكالية الاغراض والاساليب الادبية القرآنية..

هذه الاشكاليات بالاضافة الى مشاكل اخرى تتعلق بالابعاد اللغوية والظهور والبطون وفوائض المعنى والتأويل ..ووالخ. بمجموعها تشكل تحديات بحثية جادة امام أي باحث او مفسر يريد ان يؤسس لنظرية او فرضية علمية في اعماق مناطق الدلالات القرآنية .

الامر الذي يستدعي من الباحث ان يستعين بمناطق اخرى توفر له صغريات وكبريات الحدود البرهانية فيما تشكل الدائرة القرآنية الحد الاوسط في اثبات القيمة العلمية لهذه الفرضية او تلك ومن ثم ينحى الى تجميع الفرضيات والاحتمالات وبالتالي ممارسة عملية الحساب الاستقصائي من خلال عمليتي تسقيط الاحتمالات او ترميمها والوصول الى النتيجة التي تسوغ له تعميم النظرية وتطبيقها..

ولعل المنطقة المشروعة التي لايمكن تخطيها من اجل تكوين بنية مماثلة للفهم القرآني هي منطقة السنّة (حديث النبي والعترة صلوات الله عليهم اجمعين).

فمن خلال التجوال في هذه المنطقة يمكن ان نعين ترجمة ضمنية لمساحات واسعة من الدلالات القرآنية فهم ترجمان القرآن والنظير المماثل والمعادل والثقل النوعي للكتاب الكريم..بل انهم يشكلون دائما معادلا نوعيا لكل السنن والنواميس والقيم والوقائع المثلى التي ذكرها الكتاب الكريم وهذه حقيقة قرآنية يمكن استكشافها بطرائق متعددة وهي مذكورة اما تفسيرا او تأويلا في روايات اهل البيت عليهم السلام..وحينما نعود الى تلك الروايات الشريفة نجد انها تعيدنا الى نفس الوسط الموجه الذي يشكل جزءا رئيسيا من اجزاء العلة الفاعلية للانتاج المعرفي واقصد به الوسط العقلي …

من هنا يمكن ان يكتسب الحكم في أي قضية صلاحية الانتاج استنادا الى شروط محددة وفق ماهو المتبع منطقيا وهذه الشروط يمكن ان تكون تكاملية او تصادقية اذا دار الكلام حول حقيقة العلاقة بين العقل والوحي هذا من جانب الانتاج اما من جانب الشكل والصورة فان العلاقة بينهما تتحدد وفق الذائقة او الحس الذي يمتلكه الباحث في تقديم أي شكل من اشكال المعرفة الوحيانية بالاطار العقلي المناسب والعكس بالعكس ولعل الحس المعرفي عند الشيخ الجوادي كان لائقا الى الحد الذي يمكنه من توزيع المحتويات الوحيانية في نطاق قوالب عقلانية تتناسب شكلا ومضمونا مع شروط الانتاج من جهة وحسن الذائقة من جهة اخرى….

فلو قرأنا احدى صلاته في كتابه (الوحي والنبوة) لوجدنا ثمة نسق تكاملي شكلا ومضمونا يؤدي الى نتيجة غاية في التطابق من حيث المحتوى المتداخل بين ماهو ضرورة عقلية وبين ماهو سياق نصي مثقل بالفوائض التعليلية والتدليلية فهو يبدأ في الصلة الرابعة المعنونة بـ(سبب ضرورة النبوة من الله الى الناس) ببيان المقدمات المناسبة فيقول( الانسان موجود متفكر مختار فقوامه بالعلم الصائب وحياته بالعمل الصالح فلابد من تدبير الله اياه بالعلم النافع والعمل الزكي الفالح)

فهو وضع مقدمة هي كون حيثية الانسان مفكرا معللة بالعلم النافع وكون حيثيته مختارا مقيدة بالعمل الصالح وجعل من التدبير الالهي علة مطلقة لإيجاد هاتين الحيثيتين…

من جانب اخر نجد ان الشيخ جوادي الآملي اتبع في منهجه التفسيري فهما اتصاليا يحتوي على مفارقة خاصة وامتياز منفرد حيث فرق الشيخ بين التفسير المنكشف بالعقل والتفسير الموجه بالعقل فجعل الاول من جملة التفسير بالمأثور وليس للعقل فيه سوى التوجيه

يقول في كتابه التسنيم:(التفسير العقلي ايضا اما ان يتم بالتفات العقل الى الشواهد الداخلية والخارجية أي ان العقل يدرك معنى الاية من خلال الجمع بين الايات والروايات وفي هذا القسم فان للعقل دور المصباح فقط ومثل هذا التفسير العقلي الاجتهادي لما كان مستنبطا من المصادر النقلية فهو يعد من اقسام التفسير بالماثور وليس من اقسام التفسير العقلي واما ان يتم التفسير العقلي باستنباط بعض المبادئ التصورية والتصديقية من المصدر الذاتي للعقل البرهاني والعلوم المتداولة وفي هذا القسم يكون للعقل دور المصدر وليس هو عندئذ مجرد مصباح وبالنتيجة فان التفسير العقلي يختص بالمورد الذي تستنبط فيه بعض المبادئ التصديقية والمباني المستورة والمطوية للبرهان على موضوع ما بواسطة العقل بحيث تحمل الاية في مورد البحث على خصوص تلك المعاني المستنبطة) .

اذن فمنهجه التفسير عند الشيخ جوادي الآملي قائم على تبني ثلاثة مصادر اساسية للتفسير هي القران والسنة والعقل

يقول في هذا الصدد:( ان اهم مصدر هو القران نفسه حيث انه مبين وشاهد ومفسر لنفسه وضرورة تفسير القران بالقران ودوره الكبير في بلوغ المعارف القرانية امر مبرهن ومستدل عليه وقد خصص له فصل في هذه المقدمة والمصدر الاخر لعلم التفسير هو سنة المعصومين فحسب حديث الثقلين المتواتر فان العترة الطاهرين ع يعدون عدلا للقران والتمسك باحدهما دون الاخر يعد تركا لكليهما والاعتصام بائهما لايكون الا بالتمسك بالآخر…

والمصدر الثالث هو العقل البرهاني المصون من افة مغالطة الوهم ومن ضرر التخيل والمراد من العقل البرهاني هو ذلك الذي يثبت بعلومه المتعارفة اصل وجود الله وضرورة صفاته سبحانه من الوحدة والحياة الابدية والازلية والقدرة والعلم والارادة والسمع والبصر..الخ)

الشيخ عدنان الحساني
الشيخ عدنان الحساني: باحث وكاتب متخصص في الفكر الاسلامي والمعاصر …رئيس تحرير مجلة (المنهج) له عشرات المقالات في المواضيع الفكرية و العلمية والثقافية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky