الشيخ-حسين-الحلي

محطات من حياة آية الله الشيخ حسين الحلي “ره”

الاجتهاد: «المرحوم آية الله الشيخ حسين الحلي كان عالماً مجتهداً وطالباً جيداً من طلاب المرحوم الميرزا النائيني، بالأخذ بالحسبان أنّه كان بالمستوى العلمي نفسه لآية الله السيد الحكيم، وآية الله السيد الشاهرودي، لكنه كان زاهداً في كل الشؤون الحوزويّة ما خلا الدرس والبحث، إذ كان زاهداً يجتنب الظهور.

عندما سألناه (بعد وفاة الميرزا عبد الهادي الشيرازي) أهو أعلم أم السيد الحكيم؟

أجاب: يوجد مثل في اللغة الفارسية – المرحوم كان عربياً ويتكلم الفارسية بصعوبة بالغة-أنثى الصرصر عندما ترى صغارها تتسلق أعلى الحائط تقول: أفدي أرجلكم وأيديكم بنفسي!
وأن يفهمنا أنّ حبّ الذات في الإنسان يمنع من أن يقول الشخص بأن الآخر أفضل منه».

📙 (آية الله السيد رضي الشيرازي في مقابلة مع مجلة الحوزة العدد ٥٠و٥١، اصدار خرداد وتير/مرداد وشهريور ١٣٧١ هـ ش، ص: ٢٧)

✳️ «كان يعيش معيشة غاية في البساطة، وكانت معيشته أكثر بساطة من معيشة طالب علم عادي.
إنّ آية الله العظمى السيد الحكيم قد اشترى للمرحوم الحلي منزلاً جيداً جداً لكنه لم يسكن فيه، بل أعطاه صهره الذي يعيش معه وعائلته في منزله الصغير… ولم يكتب رسالة عملية مع العلم أنّه باعتقاد الكثير من كبار الفضلاء كان الأعلم.

 … بعد وفاة السيد الحكيم طلب منه الكثير من أهل العراق – بإلحاح وإصرار – أن يكتب رسالة عملية؛ وذلك باعتبار أنّ معظم وكلاء السيد الحكيم في المحافظات كانوا من طلاب الشيخ الحلي، وقد أصروا كثيراً عليه بالتصدي لكن المرحوم الحلي لم يقبل أبداً».

📔 (السيد محمد موسى البجنوردي؛ في مقابلة مع هفته‌نامهٔ حریم امام، السنة الخامسة، الرقم ۲۱۷، الخميس ۲۳ / ۲ / ١٣٩٥ ه‍ ش، ص٤). ترجمة: السيد علي السيد محمود الحكيم.

❇️ قال الشيخ عباس الشيخ علي بن الميرزا النائيني (ره):
كان المرحوم الشيخ علي الحلي من مقلدي الميرزا النائيني -جدي- ويروج لمرجعيته وفتاواه.

جاء ذات مرة إلى جدي وطلب منه أن يهتم بتربية ابنه، ولم يكن المرحوم النائيني يقبل أن يساعده أحد ويكون من ملازميه، ولكنه قبل ذلك لكون الشيخ علي إنسانًا مقدسًا ومحترمًا وقال له: فليأت ابنك إلى منزلي. ثم ذهب الشيخ حسين الحلي إلى براني جدي بعد أن يفرغ من  دروسه، وقد كان مشتغلًا بطلب العلم تحت إشراف جدي وتوجيهه.

على سبيل المثال كان المرحوم الحلي يجمع استفتاءات العرب وبالخصوص أهالي مدينته، ويكتبها، أو يسأل عنها جدي ليجيب عنها. وكان يحتفظ بنسخة من الإجابات قبل أن يعطيها المستفتين.

لم يكن مستعداً للتدريس باللغة العربية، وحضرت عنده في درسي الفقه والأصوال اللذين كان يلقيها بالفارسية، وحيث إنني من إيران فقد كنت أرغب في أن يكون درسه باللغة العربية كي نتعلم اللغة العربية بنحو أفضل، لكنه كان يقول إن الذين يحضرون درسي هم الإيرانيون، وهم أهل تحصيل واشتغال.

كنت أزوره في منزله أحياناً لأطمئن عليه وغالبا ما كنت أجده مشغولًا بقراءة كتب القدماء كالشيخ المفيد وغيره ثم يقول: انظر، قبل مئات السنين في هذا الكتاب ذكر المطلب الفلاني الذي يعتبر من مهمات تحقيقات أستاذي.

كان الشيخ الحلي يكتب درسه وفي كل يوم يحضر معه إلى الدرس ملفا فيه كتابة مطالبه مع أنه كان يلقيها علينا اعتمادا على ذاكرته، لكن دأبه كان على إحضار كتاباته معه.

لقد ربى اثنين من أولاد السيد علي بحر العلوم؛ لذا كان يتردد في أوقات معينة على براني السيد علي بحر العلوم، وكان يتردد في بعض ساعات اليوم على منزل والدي.

كان منزله متواضعا جدا وساحته ضيقة وحائطه عالياً بحيث لا تكاد تصله أشعة الشمس، ولا أدري كيف كان يعيش فيه.
بعد وفاة زوجته أقام مجلساً في بيته وذهب إليه وساءت أحوالي لشد ضيقه وعدم وصول الشمس له.. في هذه الظروف كان من أهل المطالعة والتحقيق ومربياً لتلامذته.

المصدر: (الشيخ عباس النائيني، في لقاء مع هفته نامه حريم امام، نفس المصدر).

❇️ قال الشيخ عباس الشيخ علي بن الميرزا النائيني (ره):
علاوة على درسه الخارج الذي كان لا يتردد في تدريس أبناء الشخصيات العلمية فيما إذا طلبوا منه درسًا.
كنت أرغب في أن يكون درسه عربيًا لأتقن العربية بشكل أفضل.
في فترة ما قرر أن يباحث الاجتهاد والتقليد ببحث يخص به عددا من طلبته.
السيد محمد حسين الحكيم المدفون في قم عند السيدة المعصومة كان من تلامذته الملازمين له، وأخوه السيد محمد تقي صاحب كتاب الفقه المقارن كان يحضر فترة وينقطع أخرى لارتباطه بجامعة بغداد.

لم يكن السيد محمد تقي يجيد الفارسية مما يضطر الشيخ الحلي للحديث بالعربية، وكانت المرة الأولى التي يدرّس فيها باللغة العربية.

كانت علاقة الشيخ حسين الحلي بالسيد الحكيم قديمة تعود لأيام تحصيلهما وشبابهما، وكان الشيخ الحلي تابعًا للسيد الحكيم ومخلصا له، بل كانا معًا، فلو شارك السيد الحكيم في تشييع فقد كان يأتي معه الشيخ الحلي.

كان الشيخ الحلي يشير إلى آراء السيد الحكيم أحيانًا ويشكل عليها، فكنا نتعجب كيف أن إشكاله وارد وكلام السيد الحكيم لا يخلو عن اشتباه، فكان يعقّب: لا تظنوا أن السيد الحكيم رجل عادي، فهو أول من شرح العروة بكاملها، وهذا عمل شخص واحد، وهذا فنه -أظنه يقصد إبداعه- وليس حاله كحالنا حيث نتابع كلامه ونفكر فيه ونشكل عليه.

كان يهتم بالعلم ونشره، وكان يبادر إلى شراء كل كتاب مهم يراه في السوق

(المصدر نفسه).ترجمة السيد ياسر السيد محمود الحكيم.

 

المصدر: قناة الأستاذ المحقق أحمد علي الحلي على التلجرام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky