الاجتهاد: كتاب “قبور أئمة البقيع قبل تهديمها” هو ترجمة لمؤلف كتاب {الرحلة المكية} المخطوط ومشاهدته للقبور والآثار والقباب التي كانت موجودة فيه وقت زيارته له. كما ورد فيه وصف آخر لشاهد عيان آخر كان قد زار البقيع في السنة التي تم فيها تهدیم القبور والقباب التي كانت فيه ويصف ما شاهده من أنقاض ورکام و كتل كبيرة من الحجر والآجر وقضبان الحديد ..
ويقول عنها: إنه وجدها كأنها مدينة أصابها زلزال فدمّرها عن آخرها. ويأتي ذكر هذا الوصف كاملا في الصفحة المخصصة له في هذا الكتاب تحت عنوان « وصف من شاهد عيان للبقيع في سنة تهدیم قبوره ».
يقول المؤلف الكتاب السيد عبد الحسين السيد حبيب الحيدري الموسوي: وصف العالم الفاضل والحاكم العادل السيد علي السيد عبد الله السيد علي خان الموسوي المشعشي الحيدري في كتابه ” الرحلة المكّية” قبور أئمة البقيع التي زارها قبل ثلاثمائة عام.
كنت خلال فترة تحضيري لكتابي المسمى {عشائر الحيادر والحيدرية وآل حيدر العربية } الذي طُبع مؤخراً، وقد استمرت فترة التهيئة والإستعداد والتحضير للكتاب خمسين عاماً، فكنت خلال هذه الفترة التي قضيتها من العمر مشغولاً في البحث والتنقيب و التدقيق والمثابرة المستمرة وبذل الجهود المتواصلة ومطالعة المصادر ومراجعة المكتبات العامة والخاصة، وكان الدافع لي وراء كل هذا هو الحصول على المعلومات الدقيقة والموثوقة التي سيضمها الكتاب بين طياته.
في تلك الفترة التي كنت أبحث فيها عن المصادر، عثرت على كتاب مخطوط اسمه [الرحلة المكّية) لمؤلفه العالم الفاضل والحاكم العادل السيد علي السيد عبد الله السيد علي خان الموسوي المشعشعي الحيدري، وهو من الحكام المشعشعين الذين امتد حكمهم وانتشر على مناطق كثيرة حتى شمال البصرة والإحساء والقطيف والحلة، ووصلت جيوشهم إلى حدود سور بغداد من جهاته الأربع، وقد استمر حكمهم خمسة قرون.
جاء في هذا الكتاب المخطوط ذكر أسماء الذين حكموا من ذرية السيد محمد مهدي المشعشع، ومؤلف الكتاب أحد الحكام الذين حكموا من المشعشعين كما ذكرت آنفاً، وفي الكتاب وصف للمدن التي زارها أثناء رحلته – سيأتي ذكرها في ترجمة المؤلف لاحقاً – وفيه وصف لقبور أئمة البقيع الأربعة (عليهم السلام) و القبور التي كانت آثارها موجودة في البقيع في ذلك الوقت.
بعد قراءتي الكتاب المخطوط حصلت عندي رغبة شديدة بأن أقوم بتأليف كتاب يتضمن ما وصفه مؤلف الكتاب عن قبور أئمة البقيع وعن القبور الأخرى التي شاهدها المؤلف، فتوكلت على الله وشرعت بالتهيئة والتحضير لتأليف الكتاب، وقد أسميته (قبور أئمة البقيع قبل تهدیمها).
وددت أن أستهل الكتاب بما ورد في القرآن الكريم في فضل أهل البيت، وما جاء في الأحاديث النبوية الشريفة في فضل أهل البيت عن طريق إخواننا أهل السنة الكرام، لأن الكتاب يحمل اسم قبور أئمة البقيع الذين هم من أهل البيت الطيبين الطاهرين وقد تم بعون الله وفضله تصدير الصفحات الأول من الكتاب بما ورد في القرآن المجيد والأحاديث النبوية الشريفة في فضل أهل البيت (سلام الله عليهم).
أوردت في الكتاب ما ذكر عن البقيع في اللغة و الموقع والتأريخ، فذكرت ما قاله العلامة اللغوي اين منظور صاحب کتاب (لسان العرب ] في مادة « بقع » عن معنى البقيع، وما ذكره الامام اللغوي محب الدين الحنفي صاحب كتاب {تاج العروس} في مادة « بقع » عن المعنى نفسه، وأما موقعه فقد جاء له عنوان في الكتاب، مذكور فيه مكانه ومساحته وقربه من المسجد النبوي الشريف من جهته الجنوبية الشرقية و يحيط به صور من جهاته الأربع.
أما ما جاء عن البقيع في التاريخ فقد ذكرت نبذة في الكتاب عن تأريخ البقيع القديم، وكيف أنه كان إسمه موجودا في {التوراة}، وقد ورد ذكره في الشعر الجاهلي وكان يطلق عليه اسم جنة البقيع.
احتوى الكتاب على نماذج من الشعر القديم الذي جاء فيه ذكر البقيع في الجاهلية وفي صدر الاسلام و في العصور المتأخرة، بعد مأساة تهدیم القبور الذي أثار الحزن والأسى في قلوب المسلمين وحرك عواطفهم وأشجانهم وحزّ في نفوسهم، فنظم فيه شعراؤهم الشعر العاطفي الجيّاش.
وجاء في الكتاب فضل زيارة البقيع وما ورد فيه من أخبار مروية كثيرة عن الرسول (صلی الله عليه وآله وسلم) عن الأئمة المعصومين الأطهار، وعن طريق أهل السنة سيأتي ذكر فضل زيارة البقيع في الصفحة المخصصة له من هذا الكتاب تحت عنوان « ما ورد في فضل زيارة البقيع »
وورد في الكتاب ذكر إسم أول من دفن في البقيع من المسلمين وأول من بنى قبّة فيه، ووردت ترجمة مختصرة في الكتاب لبعض من دفن في البقيع من المسلمين مثل:
أبناء الرسول و بناته (صلی الله عليه و آله وسلم) وعمّه وعمّاته وزوجاته، وأبناء الأئمة المعصومين وذريتهم الطيبين الطاهرين، وجمع غفير من المسلمين.
وجاءت فيه ترجمة لمؤلف كتاب {الرحلة المكية} المخطوط ومشاهدته للقبور والآثار والقباب التي كانت موجودة فيه وقت زيارته له. كما ورد فيه وصف آخر لشاهد عيان آخر كان قد زار البقيع في السنة التي تم فيها تهدیم القبور والقباب التي كانت فيه ويصف ما شاهده من أنقاض ورکام و كتل كبيرة من الحجر والآجر وقضبان الحديد والسّمنت والمواد الإنشائية المقلوعة من مكانها المبعثرة هنا وهناك، ويقول عنها: إنه وجدها كأنها مدينة أصابها زلزال فدمّرها عن آخرها.
وسيأتي ذكر هذا الوصف كاملا في الصفحة المخصصة له في هذا الكتاب تحت عنوان « وصف من شاهد عيان للبقيع في سنة تهدیم قبوره ».
وكان مسك الختام انتهاء الكتاب بذكر لمحات عن حياة سيدنا و مولانا الإمام أبي محمد الحسن المجتبى بن الامام علي بن أبي طالب (عليهما السلام)، ولمحات عن حياة سيدنا ومولانا الإمام أبي محمد زين العابدين علي بن الامام الحسين (عليهما السلام)، ولمحات عن حياة سيدنا و مولانا الإمام أبي جعفر محمد الباقر بن الامام علي زين العابدین (عليهما السلام)، ولمحات عن حياة سيدنا ومولانا الإمام أبي عبد الله جعفر الصادق بن الامام محمد الباقر (عليهما السلام)، ولمحات عن حياة سيدتنا ومولاتنا الصديقة فاطمة الزهراء بناء على قول من يرى أنها (سلام الله عليها) مدفونة في البقيع.
لقد بذلت هذا الجهد المتواضع في تأليف وإصدار الكتاب وتقديمه بين يدي القراء، رغبة مني لإظهار ما كانت عليه قبور الأئمة الأطهار (عليهم السلام) في البقيع من روعة وقدسية قبل تهدمها، راجيا منه سبحانه وتعالى أن يتقبل مني هذا الجهد بأحسن القبول، إنه هو السميع المحيب. السيد عبد الحسين حبيب الحيدري الموسوي (1419هـ – 1998م)
تحميل الكتاب