علي نقي النقوي

سيرة العلّامة السيّد علي نقي النقوي اللكهنوي

خاص الاجتهاد: ينحدر العلّامة السيّد علي نقي النقوي اللكهنوي إلى أسرة آل النقوي من الأسر العلمية العريقة المعروفة التي بزغ منها فجر العلم والمعرفة على يد كوكبة من الشموس الطالعة التي أنارت ظلمات الجهل في سماء بلاد الهند. وجده الثالث هو المجتهد الكبير السيد دلدار علي النقوي ونسبه ينتهي بثماني وعشرين واسطة إلى الإمام علي النقي الهادي سلام الله عليه.

ففي (الأعيان) وفي ترجمة السيد دلدار علي، ذكر السيد محسن الأمين العاملي نقلا عن السيد النقي النقوي في كتاب أرسله إليه في بيان نسبه وأصل آبائه: أن أصل آباء السيد دلدار علي من مدينة سبزوار في محافظة خراسان التي تسمى (بيهق).

ولد يوم السادس والعشرين من شهر رجب الحرام سنة ١٣٢٣ هـ في بلدة لكهنو عاصمة العلم والتشيع في بلاد الهند.
ولما كان ابن ثلاث سنين وأشهر سافر به والده إلى النجف الأشرف سنة ١٣٢٧.

رجع إلى الهند، في صفر الخير سنة ١٣٣٢هـ فدخل الجامعة السلطانية المشتهرة بـ(سلطان المدارس) في لكهنو، وحضر على أكبر أساتيذها العلامة حجة الإسلام السيد محمد باقر الكشميري المتوّفى سنة ١٣٤٦هـ ثم دخل الجامعة الناظمية المسماة ب(مشارع الشرا ئع)،

لما أنهى الدروس السطحية إلى(الرسائل) و(المكاسب) في تلك البلاد وأدى الامتحانات، ساعده التوفيق الإلهي على المهاجرة إلى النجف الأشرف في شعبان سنة ١٣٤٥ هـ، فبقي في النجف الأشرف. وفي شهر رمضان أّلف رسالته (كشف النقاب عن عقائد ابن عبد الوهاب) التي طبعت في النجف الأشرف في المطبعة الحيدرية سنة ١٣٤٥ هـ،

قرأ السيد على نخبة من العلماء الأعلام وجهابذة العلم منهم:

أساتذته في السطوح والبحث الخارج

قرأ السيد “ره” على نخبة من العلماء الأعلام وجهابذة العلم منهم :

1- والده العلامة السيد أبو الحسن النقوي المتوفى سنة 1355 هـ .

۲ – الشيخ محمد جواد البلاغي المتوفى سنة ۱۳۵۲هـ استفاد منه في العقائد والتفسير

٣- الميرزا محمد حسين النائيني المتوفى سنة 1355هـ حضر بحثه في خارج الأصول، ومن حسن الاتفاق أن صادف أول حضوره عنده شروع دورته في مباحث الألفاظ، فقد أدرك دورته الأصولية هذه من أولها ولم ينقطع عنها إلا نادرة في بعض الليالي إذا صادفه مانع سفر ونحوه.

4 – العلامة الميرزا أبو الحسن المشكيني النجفي المتوفى سنة 1358 هـ صاحب الحاشية على الكفاية)، قرأ عليه الدروس السطحية من (الرسائل)، و(المكاسب)، و(الكفاية)، وحضر عنده أيضا في خارج بحثه في كتاب الصلاة (۲)

5- المفتي السيد محمد علی ابن المفتي السيد محمد عباس رحمهما الله المتوفی سنة ۱۳6۰هـ

6- الشيخ ضياء الدين العراقي المتوفى سنة ۱۳۶۱هـ فقد حضر عليه قليلا من بحثه في الفقه والأصول.(4)

۷- السيد أبو الحسن الإصفهاني المتوفى سنة ۱۳6۵ هـ حضر عنده في مباحث الألفاظ، وشطرة من الأدلة العقلية، ونبذة من كتاب الطهارة. .. و غیرهم.

تصديه للتدريس

أخذ السيد في التدريس منذ مبادئ أمره، ومن لطف الله سبحانه عليه أن جعل قلوب الطلاب تهوي إليه، حتى إنه من بعد إتمام الدروس المرسومة في الهند واختصاصه بالتدريس مدة سنة أو أكثر، لربما باحث في يوم واحد أكثر من خمسة عشر درسا من فنون متباينة، كذ المنطق، والفقه،والأصول، والأدب. حتى إن والده خاف عليه من كثرة الاشتغال.

وقد مارس خلال التدريس في النجف الأشرف عند هجرته إليها بنبوغ وعلمية فائقة، مما حدا الكثير من طلبة العلوم الالتفاف حول درسه والانتهال من علمه، وقد شهد له بذلك – بحسب وثائق عثرنا عليه- أعلام الحوزة العلمية آنذاك كالشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء والعلامة الشيخ هادي آل كاشف الغطاء والعلامة السيد هبة الدين الشهرستاني و الشيخ محمد رضا آل ياسين و…

ذوقه الشعري
ذكر السيد محمود المرعشي: «اتصل السيد صاحب الترجمة فور هبوطه النجف الأشرف بالأدباء الذين كان لهم في ميادين الأدب والشعر سوابق و آثار معروفة، و كان أكثر صلاته بالشاعرين العالمين الشيخ محمد علي الأوردبادي والسيد محمد صادق بحر العلوم، فكان لهما اليد في توجيهه الأدبي ورعايته في التحلي بصناعة النظم، و كانت حصيلتها قصائد عربية كثيرة قيلت في مناسبات دينية، واجتماعية، وإخوانية»

اقوال العلماء فيه

قال فيه الشيخ الأوردبادي : “وقد حاز في عهد الصبا فضيلة الشيوخ، فلا بدع لو قلت إنه أحد نوابغ الهند وله في الفضل والأدب أياد مشكورة”.

وقال فيه السيد محمد صادق آل بحر العلوم ” عالم فاضل، محقق، مددق معاصر، شريكنا في الدرس، فهو أيده الله تعالی علی حداثة سنه آية في التحقيق والتدقيق، کامل، ادیب، شاعر، له يد في جملة من العلوم، ذو فهم وقّاد، وسليقة جيدة.

والسيد أحمد الأشكوري، قال: كان فاضلاً أدبيا، وباحثاً كاتباً، خطيباً متمكناً، يكتب ويتكلم وينظم الشعر بالعربية، والفارسية، والأردوية، كتب الكتابة في المجلات العربية أيام كان بالنجف، و في المجلات الهندية بعد عودته إلى الهند.

إجازات الرواية والأجهاد له

وقد ورد في نصوص إجازات الرواية والأجهاد التي مُنحت للسيد المؤلف من علماء عصره الوصف الرائق، والمدح الفائق له، مما لا يكون الا لمن حاز السبق، والعلم الأوفي، والمكانة العليا من بين أقرانه من العلماء في استحصال العلوم المختلفة وتدريسها.

القسم الأوّل: إجازات الرواية، فقد أجازه كلٌّ من:

1. السيّد حسن الصدر الدين الكاظميّ.
2. السيّد نجم الحسن اللكهنويّ.
3. السيّد محسن الأمين العامليّ.
4. الميرزا محمّد حسين النائينيّ النجفيّ.
5. الشيخ آقا بزرگ الطهرانيّ.
6. الميرزا محمّد بن رجب علي العسكريّ الطهرانيّ.
7. الشيخ علي بن محمّد رضا آل كاشف الغطاء.
8. الميرزا محمّد علي الأوردباديّ رحمه الله.
9. السيّد أبي الحسن النقويّ اللكهنويّ رحمه الله (والد المؤلّف).
10. السيّد هبة الدين محمّد علي الشهرستانيّ رحمه الله.
11. الشيخ عبّاس بن محمّد رضا القميّ رحمه الله.
12. الشيخ محمّد باقر البيرجنديّ رحمه الله.
13. الشيخ الميرزا أبي الحسن المشكينيّ رحمه الله.
14. الشيخ محمّد كاظم الشيرازيّ رحمه الله.
15. السيّد الميرزا علي آقا ابن السيّد محمّد حسن الشيرازيّ رحمه الله.
16. الشيخ فدا حسين القرشيّ الهنديّ رحمه الله.
17. السيّد محمّد الموسويّ الخوانساريّ الإصفهانيّ رحمه الله.
18. الشيخ علي القميّ النجفيّ رحمه الله.
19. السيّد كلب مهدي الجائسيّ الحائريّ رحمه الله.
20. الشيخ أسد الله الزنجانيّ رحمه الله .
21. الشيخ هادي آل كاشف الغطاء رحمه الله.
22. الشيخ مرتضى آل كاشف الغطاء رحمه الله.
23. الشيخ عبد الله المامقانيّ النجفيّ رحمه الله.
24. الشيخ أبي المجد آقا رضا الإصفهانيّ رحمه الله.
25. السيّد الميرزا هادي الخراسانيّ الحائريّ رحمه الله.
26. السيّد إبراهيم القزوينيّ الحائريّ رحمه الله.
27. السيّد محمّد بن محسن بن عبد الله البحرانيّ رحمه الله.
28. السيّد عبد الحسين شرف الدين الموسويّ رحمه الله.
29. السيّد رضا الهنديّ النجفيّ رحمه الله.
30. الشيخ علي أكبر النهاونديّ رحمه الله.
31. السيّدميرزا ؤ الإصطهباناتيّ الشيرازيّ رحمه الله.
32. الشيخ عبد الكريم اليزديّ الحائريّ رحمه الله.
33. السيّد علم الهدى بن شمس الدين الكابليّ البصير رحمه الله.
34. الشيخ عبد الحسين البغداديّ رحمه الله.
35. الشيخ ضياء الدين العراقيّ رحمه الله.
36. الشيخ محمّد حسين الإصفهانيّ الكمپانيّ رحمه الله.
37. السيّد سبط حسين النقويّ اللكهنويّ رحمه الله.
38. السيّد ناصر حسين الموسويّ الكنتوريّ رحمه الله.

القسم الثاني: إجازات الاجتهاد والرواية:

1. الشيخ محمّد حسين الطهرانيّ رحمه الله.
2. الشيخ علي بن عبد الحسين الإيروانيّ رحمه الله.
3. الشيخ هادي آل كاشف الغطاء رحمه الله (إجازة ثانية).
4. الميرزا الشيخ محمّد حسين النائينيّ رحمه الله (إجازة ثانية).
5. السيّد أبي الحسن النقويّ رحمه الله والد المؤلّف (إجازة ثانية).

القسم الثالث: شهادات بعض الأعلام في حقّ السيّد النقويّ رحمه الله:

1. شهادة العلّامة الشيخ محمّد الحسين آل كاشف الغطاء رحمه الله.
2. شهادة العلّامة الشيخ محمّد جواد البلاغيّ رحمه الله.
3. شهادة العلّامة الشيخ جواد الشبيبيّ رحمه الله .
4. شهادة العلّامة السيّد هبة الدين الشهرستانيّ رحمه الله.
5. شهادة العلّامة الشيخ راضي آل ياسين الكاظميّ رحمه الله.
6. شهادة العلّامة الشيخ مرتضى آل ياسين رحمه الله.
7. شهادة العلّامة السيّد محمّد عليّ شرف الدين الموسويّ العامليّ رحمه الله.
8 . شهادة العلّامة عبدالحسين الحويزيّ رحمه الله.
9. شهادة الشيخ مشكور ابن الشيخ محمّد جواد رحمه الله.
10. شهادة الشيخ محمّد حسن ابن الشيخ محمّد المظفّر رحمه الله.
11. شهادة أحد الأفاضل رحمه الله .
12. شهادة العلّامة الشيخ هادي آل كاشف الغطاء رحمه الله.
13. شهادة العلّامة الشيخ أبو الحسن المشكينيّ رحمه الله.
14. شهادة ثانية للشيخ محمّد الحسين آل كاشف الغطاء رحمه الله .
15. شهادة ثانية للسيّد هبة الدين الشهرستانيّ رحمه الله.
16. شهادة الشيخ العلّامة محمّد رضا آل ياسين رحمه الله.
17. شهادة الشيخ محمّد حسين النجفيّ الإصفهانيّ رحمه الله.
18. شهادة عبدالمنعم شرارة العامليّ رحمه الله.

إجازاته للآخرين:

1- إجازته للشيخ الميرزا محمد علي الأوردبادي المتوفي سنة ۱۳۸۰ هـ.
۲- إجازته للسيد محمد صادق آل بحر العلوم المتوفى سنة ۱۳۹۹هـ أيام اشتغاله في النجف الأشرف وهي إجازة كبيرة ومطولة، فرغ من تسویدها سنة ۱۳۵۰هـ في النجف الأشرف، ومن تبييضها سنة ۱۳۵۸هـ في بلده أكبر آباد في الهند، وهي تتضمن تراجم شيوخ إجازات مؤلفنا مفصلاً وتراجم شيوخهم وشيوخ شيوخهم إلى أن ينتهي إلى أحد الأئمة وقد سماها بـ (أقرب المجازات إلى مشايخ الإجازات)، وهي موجودة عند حفيد المجاز السيّد حيدر ابن السيد مهدي ابن السيد محمد صادق آل بحر العلوم، وقد ذكرها السيد الصادق في كتابه المخطوط المسمّى بـ (إجازاتي)، وهي الآن قيد التحقيق من قبل العلامة السيد محمد رضا الجلالي.

وفاته ومدفنه

توفي رحمه الله بعد مرض طويل ألمّ به في لكهنو يوم الأربعاء 1الأول من شهر شوال سنة 1408 هـ و دُفن بها.

آثاره

إن الثروة العلمية التي كانت تمتلكها أسرة المؤلف رحمه الله كان لها الأثر الأكبر في بناء شخصيته من الناحية العلمية والأدبية، مما جعلته مولعاً بالكتب وجمعها، و مطالعتها، واستنساخها، فكان على أثر ذلك أن جاد قلمه بمؤلفات كثيرة ذکر بعض مترجميه أنها تجاوزت الثلاثمائة كتاب ورسالة، باللغتين العربية والأردوية في المواضيع الدينية، والأدبية، وغير ذلك.

وقد أدرج السيّد المؤلف في سيرته الذائية عدداً من مؤلفاته التي كتب بعضها في الهند، وأخرى في النجف الأشرف.

فمن القسم الأول:

1- أوراق الذهب في استدراك ما فات وهب عن صاحب (أوراق الذهب) عربي، في ترجمة العلامة الوحيد السيد العلماء السيد حسين.

۲- تذكرة السلف: في ترجمة جده الأكبر العلامة المؤسس السيد دلدار علي “ره”، نشر كثيراً منها في بعض صحف الهند.

٣- تواريخ الأعلام: مجموعة لطيفة في تواریخ ولادات أو وفيات العلماء الأعلام والأفاضل الكرام.

4- رسالة البيت المعمور في عمارة القبور: رداً على الوهابيين، طُبع في الهند سنة 1345هـ

5- رسالة في حكم انتقاض التيمّم بدلا عن الغسل بالحدث الأصغر

6- روح الأدب في شرح لامية العرب اردو، طبع في الهند سنة (1344هـ)

و…

 

 

المصدر: كتاب” تراجم مشاهير علماء الهند، تأليف العلامة السيد علي نقي النقوي

 

تحميل الكتاب

تراجم مشاهير علماء الهند

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky