الاجتهاد: قال تعالى ( الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157) [الأعراف : 157 ، 158]
لقد جاءت الشريعة الاسلامية بمراعاة المصالح كل المصالح وحراستها ودرء المفاسد كل المفاسد وإبعادها، وإن من أعظم المخاطر القاتلة للبشر اليوم والحارقة لأموالهم وأكبادهم هي مادة التبغ وكل أنواع السجائر، لهذا غلبت مفسدتها على مصلحتها ، وهذا ليس بتقريرنا وإنما بتقرير العارفين بالطب المتخصصين فيه، وبتقرير كل المنظمات الطبية العاملة في هذا المجال بما فيه أكبر منظمة صحية على وجه المعمورة وهي منظمة الصحة العالمية .
وتحت عنوان ( التبغ سبب رئيسي للوفاة والاعتلال والفقر) أوردت هذه المنظمة آخر تقرير لها عن التبغ حيث جاء فيه ” إن تعاطي التبغ من أكبر الأخطار الصحية العمومية التي شهدها العالم على مر التاريخ. فهو يودي، كل عام، بحياة ستة ملايين نسمة تقريباً، منهم أكثر من خمسة ملايين ممّن يتعاطونه أو سبق لهم تعاطيه وأكثر من 600000 من غير المدخنين المعرّضين لدخانه غير المباشر. ويقضي شخص واحد نحبه كل ست ثوان تقريباً من جرّاء التبغ، ممّا يمثّل عُشر وفيات البالغين. والجدير بالذكر أنّ نحو نصف من يتعاطون التبغ حالياً سيهلكون، في آخر المطاف، بسبب مرض له علاقة بالتبغ “.
كما ورد في نفس التقرير التأكيد على الآتي :” ويحتوي دخان التبغ على أكثر من 000 4 مادة كيميائية، منها 250 مادة على الأقل معروف عنها أن ضارة و50 أخرى معروف عنها أنها تسبب السرطان “.
فهل هنالك من يجادل بعد هذه التقارير العلمية والطبية الصحيحة في جواز أو حرمة التبغ إنه حرام أشد الحرمة سواء في استعماله أو في انتاجه أو في بيعه فمن يبيعه في الدكاكين فهو ينشر الفساد والموت بين الناس وقال تعالى (وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (85) [الأعراف : 85 ، 86] .وقال تعالى ( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22) [محمد : 22]، ووصف الله تعالى بأشد وأشنع صفة وهي الفساد في الأرض فقال تعالى (وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (64) [المائدة : 64]ز
وقد أفتى المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الاسلامي في مكة المكرمة منذ الثمانينيات أي ما ينيف على بضع وثلاثين عاماـ في قرارات الدورة الرابعة المنقعدة في يوم 7-17 شهر بيع الآخر سنة 1401هـ في القرار الرابع منه بحرمة التدخين وسماه أم الخبائث,
حيث ورد في القرار النص على:
” إن المجمع الفقهي الإسلامي قد اطلع على البحث القيم الذي قدمه إليه عضو مجلس المجمع الفقهي الإسلامي، معالي اللواء الركن محمود شيت خطاب بعنوان (انتشار أم الخبائث في البلاد العربية- الداء والدواء) فوجده بحثًا مستقصيًا، أحاط بمفاسد الخبائث الثلاثة الخطيرة: الخمور، والمخدرات، والتبغ. وإن الصورة المروعة التي يعطيها هذا البحث النفيس، لما تضمنه من معلومات خطرة موثقة، وإحصاءات صحية واجتماعية واقتصادية، والتي تنذر بأسوأ مصير في جيل المستقبل من الشباب- لهي صورة كافية لأن تنبه المسؤولين في الأمة، في مختلف ميادين المسئولية إلى واجبهم ا لعظيم والخطير في هذا الشأن، للحيلولة دون أوخم مصير ينتظر جيل المستقبل؛ بسبب تفشي هذه الخبائث الثلاث التي سماها (أم الخبائث) في أوساط الناشئة ذكورًا وإناثًا.
وقد حصر كاتب البحث-وفقه الله- ببصيرته النافذة مصادر الداء، وطرق تفشي أم الخبائث في ثلاثة، هي: البيت الذي يرى فيه الناشئون أهليهم المربين يعاقرون هذه الخبائث، ثم مؤسسات التعليم التي يؤثر فيها التلميذ والطالب الجامعي في رفقائه، ويستجرُّهم إلى إحدى هذه الخبائث أو كلها، ثم وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، التي تبث هذه السموم في الناشئة عن طريق الصور والإعلانات الترغيبية والأفلام وما إليها،
وقد بين الباحث- بعد بيان مصادر الداء- أن الدواء الوحيد الذي يستطيع القضاء على هذه الخبائث وإقصاءها عن طريق حياة الأمة، ووقاية شبابها منها إلى أبعد حد ممكن، إنما هو التربية الإسلامية الحقة، التي يراد لها بجد واهتمام أن تدخل أعماق نفوس الشباب، وتسيطر على مشاعرهم وسلوكهم، وقد أوضح الباحث وأثبت أن كل الوسائل المختلفة التي لجأ إليها المعالجون في ظل حياة مادية تعيشها اليوم دول الغرب وعلماؤها، ويقلدهم المسؤولون المتغربون في البلاد العربية الإسلامية، قد خابت، وأدت إلى عكس النتائج المنشودة، فزادت في انتشار أم الخبائث زيادة متصاعدة مرعبة، لأن العلاج الصحيح الوحيد لا يكون إلا بالتربية الإسلامية الجدية الحقة.
وقد أوضح من مخاطر التدخين الفظيعة، إلى جانب المسكرات والمخدرات، ما يوجب على كل مسؤول في البيت والمدرسة وأجهزة الإعلام، وجهاز الحكم التفكير العميق، والتنبه إلى المسئولية الخطيرة في هذا الشأن. والمجمع الفقهي يشكر الباحث على هذا البحث النفيس وما تضمنه من معلومات وآراء في غاية الأهمية، ويقرر طبع هذا البحث ونشره وترجمته وتعميمه على أوسع نطاق، ويسترعي إليه انتباه المسؤولين من آباء وأمهات ومعلمين وأساتذة وأجهزة إعلام وأجهزة حكم، ويناشدهم أن يتقوا الله في أجيال هذه الأمة، فلا يُدفَع بها إلى الهاوية التي تقود إليها هذه الخبائث، وأن يعملوا جاهدين على تحصين هذه الأجيال بالتربية الإسلامية الجدية الحقة، وينبههم إلى وجوب التحذير من جميع هذه الخبائث، والحيلولة دون تفشيها. والله هو الهادي إلى سواء السبيل.
كما أفتى المجلس الأوروبي للافتاء والبحوث بحرمة التدخين وذلك عن سؤال ورده عن ما حكم التدخين؟ وما حكم المتاجرة بالتبغ؟
فأجاب المجلس بالآتي :” ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن التدخين سبب لأمراض متعددة قاتلة، وقد اتجهت فيه كل المنظمات الصحية في العالم إلى التحذير من أضراره، وتابعتها في ذلك أغلب دول العالم للحد منه والتضييق على تعاطيه والمتاجرة بمادته، كما ثبت أيضاً أن ضرره متعد إلى الغير بما يسمى بـ(التدخين القسري)، فهو من باب الخبائث، والله تعالى يقول في وصف نبيه صلى الله عليه وسلم: ]ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث[ [الأعراف: 157]، وللاتفاق على أن تناول الإنسان ما يضره محرم شرعاً. كذلك هو ضرب من إضاعة المال بما لا ينفع الإنسان في دنياه ولا أخراه، وهو منهي عنه، كما أن فيه ضرراً نفسياً مؤكداً بما يصير إليه من استعباد إرادة متعاطيه. والذي يقرره المجلس بناء على اعتبار مقاصد الشرع وأصوله هو تحريم تعاطيه والمتاجرة به، وذلك لقاعدة: “لا ضرر ولا ضرر”، وقاعدة: “الضرر يزال”. “
كما أيدت هذه الفتاوى فتوى مجمع الفقه الاسلامي السوداني حيث أصدر فتواه التي حَرَّم بموجها استعمال التبغ بكل أنواعه لثبوت ضرره على الإنسان ومن حوله باتفاق أهل المعرفة، وجاءت الفتوى بناءً على مطالبة أعضاء المجلس التشريعي لولاية الخرطوم للمجمع باستصدار فتوى شرعية حول التبغ ومشروع قانون مكافحته الذي أجازه المجلس في دورته السابقة ورهن التوقيع عليه باستصدار فتوى شرعية بشأنه، وأشارت الفتوى التي تسلمها المجلس إلى أن مشروع القانون يكافح التبغ ويحد من استعماله وآثاره الضارة، وقال إنه موافق للشريعة الإسلامية ومقصودها لأن القانون يعمل على تقليل مفاسد التبغ ومضاره، وقالت الفتوى إن المجمع بعد أن درس مشروع القانون أكد على حرمة التبغ بكل أنواعه وطرق استعماله لثبوت ضرره على الإنسان ومن حوله باتفاق أهل المعرفة ولقوله تعالى (ويحرم عليهم الخبائث) «الأعراف 157»، وقوله صلى الله عليه وسلم (لا ضرر ولا ضرار) وللقاعدة الفقهية المتفق عليها (الضرر يزال)، دعا المجمع الجهات المعنية كافة للعمل على منعه وحظره استعمالاً واستيراداً وتصنيعاً وزراعة.
وكتأكيد للمخاطر القاتلة للتدخين و مشتقات التبغ نورد هنا تقرير منظمة الصحة العالمية بالتفصيل لمزيد من التأكيد والاستدلال والبرهان :
( تقرير: منظمة الصحة العالمية http://www.who.int/mediacentre ، التبغ – صحيفة وقائع رقم 339 – أيار/مايو 2014 )
التبغ يقتل نصف من يتعاطونه تقريباً.
يودي التبغ، كل عام، بحياة ستة ملايين نسمة تقريباً، منهم أكثر من خمسة ملايين ممّن يتعاطونه أو سبق لهم تعاطيه وأكثر من 600000 من غير المدخنين المعرّضين لدخانه. ومن الممكن، إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة، أن يزيد عبء الوفيات ليبلغ أكثر من ثمانية ملايين حالة وفاة بحلول عام 2030.
يعيش نحو 80%من المدخنين البالغ عددهم مليار شخص على الصعيد العالمي في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل.
التبغ سبب رئيسي للوفاة والاعتلال والفقر
إن تعاطي التبغ من أكبر الأخطار الصحية العمومية التي شهدها العالم على مر التاريخ. فهو يودي، كل عام، بحياة ستة ملايين نسمة تقريباً، منهم أكثر من خمسة ملايين ممّن يتعاطونه أو سبق لهم تعاطيه وأكثر من 600000 من غير المدخنين المعرّضين لدخانه غير المباشر. ويقضي شخص واحد نحبه كل ست ثوان تقريباً من جرّاء التبغ، ممّا يمثّل عُشر وفيات البالغين. والجدير بالذكر أنّ نحو نصف من يتعاطون التبغ حالياً سيهلكون، في آخر المطاف، بسبب مرض له علاقة بالتبغ.
ويعيش أكثر من 80% من المدخنين البالغ عددهم مليار شخص على الصعيد العالمي في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل، حيث يبلغ عبء الاعتلالات الناجمة عن التبغ ذروته.
إن الوفاة المبكرة لمن يتعاطون التبغ تحرم أسرهم من الدخل وتزيد تكاليف الرعاية الصحية وتعوق التنمية الاقتصادية.
في بعض البلدان يتم على نحو متكرر تشغيل الأطفال المنتمين لأسر فقيرة في زراعة التبغ كي يدروا الدخل على أسرهم. وهؤلاء الأطفال معرضون بوجه خاص للإصابة “بداء التبغ الأخضر” الذي يتسبب فيه النيكوتين الذي يمتصه الجسم عن طريق الجلد أثناء مناولة أوراق التبغ الرطبة.
التبغ قاتل متدرج
نظراً للسنوات العديدة التي تفصل بين بدء الناس في تعاطي التبغ وبين بدء معاناتهم الصحية منه، فإنّ العالم بدأ يشهد زيادة الأمراض والوفيات ذات الصلة بالتبغ.
التبغ تسبب في 100 مليون وفاة في القرن العشرين. وإذا استمرت الاتجاهات السائدة حالياً فسيتسبب في نحو مليار وفاة في القرن الحادي والعشرين.
إذا لم تتم مكافحة الوفيات ذات الصلة بالتبغ ستزيد إلى أكثر من ثمانية ملايين وفاة بحلول عام 2030. وسيحدث أكثر من 80% من تلك الوفيات في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل.
الترصد هو مفتاح الحل
يمكّن الرصد الجيّد من تتبّع حجم الوباء وخصائصه، وتحديد أفضل طريقة لتصميم السياسات. وقد قام واحد من كل 4 بلدان يمثلون مايزيد عن ثلث سكان العالم تقريباً، بتعزيز أنشطتها في مجال الرصد لإدراج بيانات حديثة أو بيانات ذات دلالة فيما يخص كلا من البالغين والشباب، وذلك بجمع تلك البيانات مرّة كل خمس سنوات على الأقلّ.
التدخين اللاإرادي قاتل
دخان التبغ غير المباشر هو الدخان الذي يملأ المطاعم أو المكاتب أو غيرها من الأماكن المغلقة عندما يحرق الناس منتجات التبغ، من قبيل السجائر ومنتجات البيدي والأراجيل. ويحتوي دخان التبغ على أكثر من 000 4 مادة كيميائية، منها 250 مادة على الأقل معروف عنها أن ضارة و50 أخرى معروف عنها أنها تسبب السرطان.
ولا يوجد أي مستوى مأمون من دخان التبغ غير المباشر.
يتسبّب دخان التبغ غير المباشر في إصابة البالغين بأمراض قلبية وعائية وتنفسية خطيرة، بما في ذلك مرض القلب التاجي وسرطان الرئة. ويتسبب في إصابة الرضّع بالموت المفاجئ. أما فيما يتعلق بالحوامل فيتسبب في نقص وزن المواليد.
نصف عدد الأطفال تقريباً يتنفسون بانتظام هواءً ملوثاً بدخان التبغ في الاماكن العامة.
أكثر من 40% من الأطفال يدخن أحد والديه على الأقل.
يتسبّب دخان التبغ غير المباشر في حدوث أكثر من 000 600 وفاة مبكرة سنوياً.
في عام 2004، شكل الأطفال 28% من الوفيات الناجمة عن دخان التبغ غير المباشر.
ينبغي أن يكون كل شخص قادراً على أن يتنفس هواء خالياً من دخان التبغ غير المباشر. والقوانين الخاصة بالأماكن الخالية من دخان التبغ هي قوانين شائعة تحمي صحة غير المدخنين ولا تلحق الضرر بالأعمال التجارية وتشجّع المدخنين على الإقلاع عن التدخين.
يتمتع أكثر من مليار شخص أو نسبة 16٪ من سكان العالم بحماية القوانين الوطنية الشاملة الخاصة بالأماكن الخالية من دخان التبغ.
متعاطو التبغ في حاجة إلى المساعدة كي يقلعوا عن تعاطيه.
تبين الدراسات أن عدداً قليلاً من الناس هو الذي يفهم المخاطر الصحية المحددة المترتبة على تعاطي التبغ. فعلى سبيل المثال كشف مسح أُجري في الصين في عام 2009 أن 38% فقط من المدخنين يعرفون أن التدخين يتسبب في الإصابة بمرض القلب التاجي، و27% فقط يعرفون أنه يتسبب في الإصابة بالسكتة الدماغية.
ومعظم المدخنين الذين يدركون أخطار التبغ يريد الإقلاع عن التدخين ومن شأن الاستشارة والأدوية أن تزيد فرصة نجاح محاولة المدخن الإقلاع عن التدخين أكثر من الضعف.
ثمة خدمات وطنية شاملة للإقلاع عن التبغ بتغطية تكاليف كلية أو جزئية متاحة لمساعدة متعاطي التبغ على الإقلاع عن تعاطيه في 21 بلداً لا غير، وهو ما يمثل 15٪ من سكان العالم.
لا يوجد أي نوع من خدمات المساعدة على الإقلاع عن تعاطي التبغ في ربع البلدان المنخفضة الدخل.
التحذيرات المصورة تحقق هدفها
إن الإعلانات الصارمة المضادة للتبغ والتحذيرات البيانية على العلب، وخصوصاً التي تحتوي على صور، تقلل عدد الأطفال الذين يشرعون في التدخين وتزيد عدد المدخنين الذين يقلعون عن التدخين.
يمكن للتحذيرات المصورة ان تقنع المدخنين بضرورة حماية غير المدخنين عن طريق التقليل من التدخين داخل البيت او تلافي التدخين بالقرب من الأطفال. وتبين باستمرار الدراسات المجراة تطبيق التحذيرات المصورة على الأغلفة في كل من البرازيل وكندا وسنغافورة وتايلند أن التحذيرات المصورة تزيد كثيراً وعي الناس بأضرار تعاطي التبغ.
لا يطبق سوى 30 بلداً، أي ما يمثّل 14% من سكان العالم، الممارسة الفضلى المتمثّلة في وضع تحذيرات مصورة، بما في ذلك تحذيرات مكتوبة بلغة البلد المحلية وتغطي نصف واجهة وظهر علب السجائر على الأقل. اغلب هذه البلدان هي من البلدان المتوسطة او المنخفضة الدخل.
يمكن لحملات وسائل الإعلام ايضاً ان تقلل من استهلاك التبغ وذلك عن طريق التأثير على الناس لحماية غير المدخنين وإقناع الشباب بالإقلاع عن استخدام التبغ.
يعيش نصف سكان العالم في 37 بلدا نفذت حملة واحدة على الأقل من الحملات الإعلامية القوية المناهضة للتبغ خلال العامين الماضيين.
حظر الإعلان يعني خفض الاستهلاك
إن حظر الإعلان عن التبغ والترويج له ورعايته يمكن أن يحد من استهلاكه.
يمكن، بفرض حظر شامل على جميع أشكال الإعلان عن التبغ والترويج له ورعايته، خفض معدل تعاطيه بنسبة 7% في المتوسط، علماً بأنّ نسبة الانخفاض قد تصل إلى 16% في بعض البلدان.
لم يبلغ أعلى مستوى من حظر الإعلان عن التبغ والترويج له ورعايته سوى 24 بلداً، وهو ما يمثل نسبة 10% من سكان العالم.
يوجد بلد واحد تقريباً من أصل ثلاثة بلدان يفرض حداً أدنى من القيود أو لا يفرضها إطلاقاً على الإعلان عن التبغ والترويج له ورعايته.
الضرائب تثني عن تعاطي التبغ
إن ضرائب التبغ هي أفعل الوسائل الكفيلة بالحد من تعاطيه، وخصوصاً بين الشباب والفقراء. وزيادة ضرائب التبغ بنسبة 10% تقلل استهلاكه بنسبة 4% تقريباً في البلدان المرتفعة الدخل و 5% في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط.
ومع ذلك فإن ضرائب التبغ المرتفعة هي وسيلة نادراً ما تستخدم. هناك 23 بلداً فقط، أي ما يمثّل أقل من 8% من سكان العالم، تتجاوز فيها نسبة الضرائب المفروضة على التبغ 75% من سعر البيع بالتجزئة. في البلدان التي تتوافر فيها المعلومات تفوق إيرادات ضرائب التبغ، بنحو 175 مرّة، قيمة الإنفاق على مكافحة التبغ.
استجابة منظمة الصحة العالمية
منظمة الصحة العالمية ملتزمة بمكافحة تعاطي التبغ على الصعيد العالمي. وقد بدأ نفاذ اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ في شباط/ فبراير 2005. ومنذ ذلك التاريخ أصبحت الاتفاقية إحدى أكثر المعاهدات التي حظيت بالقبول في تاريخ الأمم المتحدة، حيث يبلغ عدد الأطراف فيها أكثر من 178 طرفاً، ممّا يشمل 89% من سكان العالم. وتُعد اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية أهم أدوات مكافحة التبغ لدى المنظمة، كما تشكل معلماً بارزاً في مجال تعزيز الصحة العمومية. وهي معاهدة مسندة بالبيّنات تؤكد مجدداً على حق الشعوب في التمتع بأعلى مستوى من الصحة يمكن بلوغه، وتوفر الأبعاد القانونية للتعاون الصحي الدولي وتضع معايير عالية للامتثال.
وفي عام 2008 استحدثت منظمة الصحة العالمية وسيلة عملية وفعالة من حيث التكلفة لتوسيع نطاق تنفيذ أحكام اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ. برنامج السياسات الست. ويعكس كل من التدابير حكماً واحداً على الأقل من أحكام الاتفاقية الإطارية.
وفيما يلي بيان التدابير الستة التي يشملها هذا البرنامج:
رصد تعاطي التبغ وسياسات الوقاية
حماية الناس من دخان التبغ
عرض المساعدة على الإقلاع عن تعاطي التبغ
التحذير من أخطار التبغ
إنفاذ الحظر على الإعلان عن التبغ والترويج له ورعايته
زيادة الضرائب على التبغ.
لمزيد من المعلومات عن التقدم المحرز لمكافحة التبغ على المستوى العالمي والإقليمي والقطري، يرجى الرجوع إلى سلسلة تقارير منظمة الصحة العاليمة عن وباء التبغ العالمي
ويتسائل الباحث هل بعد هذا البيان بيان.
إن على المتصدين للفتوى أن يُقدموا المصالح على المفاسد ،وأن لايتسرعوا لاصدار الفتوى ذلك لأن الفتوى توقيع عن رب العالمين، و على الفقيه قبل أن يصدر فتواه في الأمور الطبية وهو ليس طبيبا أن يسأل أهل الطب حتى يستبصر ، والعصر اليوم عصر التخصص ، ونظرا لتشعب القضايا وخطورتها فلايكفي فيه فتوى شخصية أو فتوى فردية وإنما نحتاج إلى فتوى جماعية.
واعتبار الفقيه اليوم نفسه أنه ( العالم في كل فَن ،المُؤلف في كل فن ) اعتبار غريب لأن هذا الزمن زمن قد انتهى وولى إلى غير رجعة ،والزمن اليوم هو للفقيه الباحث ، الفقيه الذي يُحسن التعامل مع عصره فالفقيه فقيه عصره وزمانه، بكل مشاكل وقضايا ذلك الزمان ، إن الالتزام بالتخصص والبحث العلمي هما الصفتان الأساسيتان للفقيه العصري الذي نريده والذي يستطيع بكل أريحية أن يحل مشاكل عصره ، وأن يتعايش مع مشاكل الأمة ومشاكل الشباب مُتصفا بالزهد والورع والتقوى مُتسلحا بالعلم العصري وباستخدام التكنولوجيا.
وفق الله الجميع لمايحبه ويرضاه
الكاتب: الدكتور محمد الأمين ولد عالي خبير في الاقتصاد الاسلامي