ثورة العشرين

ثورة العشرين.. لم تشطبها تقلبات التاريخ بل ظلت حاضرة في ضمير الأمة

الاجتهاد: رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي: اليوم نقف لنستذكر كلَ الدروس والعِبر التي قدمتها ثورة العشرين وفي مقدمتِها الدورُ البارز للمؤسسة الدينية والمرجعيات الكريمة التي دعمت وأفتت وقدمت التوجيهات للثوار الذين ‏تحركوا في ذلك الوقت تحت عباءتها وجناحها الوارف، ولم يكن للاختلاف الفقهي ايُ حضورٍ في ذلك الوقت، حيث اتحدت كلُ المواقف الدينية تحت عنوان تحرير البلد وتحقيق سيادته وكرامته. / بقلم علي جاسم السواد.

أكثر من عشرة عقود مرت على ثورة العشرين، ولا تزال أصوات الأهازيج تعزف على أوتار الوطن ألحان القيم والشجاعة، ولا تزال قيمها تحاكي أحفاد تلك الثورة العظيمة، ثورة لم تشطبها تقلبات التأريخ، بل ظلت حاضرة في ضمير الأمة.

قرن من الزمن واسم شعلان ورفاقه تداعب العقول و(مكواره) الصامد بوجه سرف الدبابات وفوهات المدافع ،ظل عالقاً في ذاكرة الرجال والنساء، وأرض الرميثة لا تزال تتقد لهباً كلما مرّ حزيران ،وكأنها تنادي الضمير وتستحضر في قلوب العراقيين تأريخهم الوطني الرافض للغزاة في كل محافظة ومدينة عراقية.

لم تكن تلك الثورة لحظة عابرة عكست غضب الأمة على الاحتلال ،بل كانت حتمية القدر العراقي القابع منذ قرون تحت وطأة احتلالات متكررة، لتعكس الترابط الإنساني والروحي بين مرجعيات دينية تغذي الرفض وعشائر أصيلة على طول الوطن تلبي النداء وتستنهض قواها غير مبالية لفرق المقاييس العسكرية، لتسطر ثورة أنهكت الاحتلال وأجبرته على التراجع وإعلان الدولة العراقية المنشودة.

وظلت تلك الثورة محركاً لصوت الأمة عبر عقود من الزمن لتتجلى في الانتفاضة الشعبانية لأحفاد شعلان على النظام البعثي الصدامي المباد، الذي حاول عبثاً طمس تلك الثورة وحرف مسارها التأريخي بعد أن ظلت تشكل صداعاً يهزّ أركان حكمه، وبعد احتلال عصابات داعش الإرهابية للموصل والأنبار وصلاح الدين، ترابطت خيوط التاريخ مرة أخرى بعد أن لبى أبناء الوطن نداء المرجعية واستنهضت ثورة العشرين أحفادها الذين استجابوا لصرخة الوطن.

اليوم وفي الذكرى المئة عام وعام على ثورة العراق الكبرى تستذكر وكالة الأنباء العراقية (واع) تلك الملحمة التي خطت المسار التاريخي لنضال العراقيين ضد الطغاة وتسلط الضوء على رؤية الجيل المعاصر لتلك الثورة.

دروسٌ وعبرٌ

رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي قال: إن ” ثورةُ العشرين قدمت درساً بليغاً للأجيال في الوطنية والتكاتف من أجل تحقيق المقاصد الكبرى وفق الرؤية التي تحفظ لهذا البلد هيبتَه وسيادتَه من خلال مشروع مشترك بين جميع الاطياف والعمل الجاد من أجل تحقيقِه وترسيخِه والوصول به إلى أفضل النتائج”، لافتا الى أن ” ثورة العشرين هي ترجمة واعية لإرادة الوطن والأمة والشعب، من أجل تحرير ثرواتِه وارضِه ‏وإيجادِ صيغةٍ حضاريةٍ تؤسس للدولة التي يحترمها الجميع”.

واضاف: ” ليس أمامَنا اليوم سوى تغليبِ الخيارِ الوطني الذي يقرره ويرسمه الشعب العراقي وتستجيب له القوى السياسية، خياراً قائما على حفظ الحقوق وتوزيع الواجبات، ومن هنا وضمن هذا المعنى فإن ثورة العشرين هي مشروع قابل للتجدد بصيغة الآنية التي تحقق المصلحة الوطنية وتصلُ بنا الى ضفة السيادة الناجزة”، مشيرا الى أن ” الآباءُ المؤسسون قدموا نموذجا حياً في التضحية والفداء من اجل إنجاز المشروع الاستراتيجي لبناء الدولة المستقلة، التي يقطف اليوم الأحفادُ ثمرتَها وطناً حراً سيداً”.

ولفت الى انه “اليوم وبعد مرور اكثر من مئةِ عامٍ على هذه الثورة العظيمة فإن على الجميع ان يعملَ للحفاظ على منجزاتِها المتمثلة بالدولة الدستورية المستقلة ذات السيادة والقانون والمؤسسات ونظام التداول السلمي للسلطة واحترام رأي الشعب وإرادته، وفق مبدأ الشراكة والتشارك بين كل تنوعات الشعب العراقي وأطيافه الكريمة”، منوها عن ان ” العشائر العراقية قدمت وما زالت تقدم نموذجا واعيا في الفعل الجمعي، من خلال جمع الكلمة لدعم القانون واسناد وحماية الجهود التي تبذلها الحكومات في كل المشاريع التي تصب في خدمة الوطن تحت ظل القانون والدستور، وشاركت العشائر بشكلٍ فاعل وجوهري في معارك التحرير والوقوف بوجه الارهاب، حيث قدمت الالافَ من ابنائها كمشاريع استشهاد من اجل الوطن”.

وأوضح: “اليوم نقف لنستذكر كلَ الدروس والعِبر التي قدمتها ثورة العشرين وفي مقدمتِها الدورُ البارز للمؤسسة الدينية والمرجعيات الكريمة التي دعمت وأفتت وقدمت التوجيهات للثوار الذين ‏تحركوا في ذلك الوقت تحت عباءتها وجناحها الوارف، ولم يكن للاختلاف الفقهي ايُ حضورٍ في ذلك الوقت، حيث اتحدت كلُ المواقف الدينية تحت عنوان تحرير البلد وتحقيق سيادته وكرامته”

من جانبه استذكر رئيس تحالف قوى الدولة الوطنية السيد عمار الحكيم، ملحمة ثورة العشرين الكبرى.

وقال السيد الحكيم في بيان “في ذكراها الخالدة لا يسعنا إلا أن نستحضر تضحيات أبطال ورموز وعشائر ملحمة ثورة العشرين الكبرى الذين بذلوا الأرواح والمهج ليكون العراق عزيزا شامخا مستقلا وذا سيادة”.

واضاف، أن “تلك الوقفة الوطنية الوضاءة كانت ثورة عراقية أصيلة بعيدة عن أي أجندة خارجية بقيادة المرجعية الدينية لتحقق هدفا ساميا نرفل لليوم تحت فيئه بالعزة والافتخار”.

وتابع، “من عنفوان وشموخ أجدادنا نستلهم روح العزيمة لنعمل جاهدين من أجل أداء الأمانة الوطنية الملقاة على عاتقنا وتسليم الراية للأجيال القادمة برؤوس مرفوعة ونفوس أبية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky