الاجتهاد: في مناظرة بعنوان: “هل الاسلام دين حرب ام دين سلام؟” والتي دارت قبل سنيتن بين الكاتبة الدكتورة وفاء السلطان والداعية المصري الشيخ طارق يوسف، على قناة العربية، هاجمت وفاء السلطان، الإسلام والنبي الأكرم والقرآن الكريم، سعيا منها تشوية الحقيقة. و للشيخ أسامة العتابي تعليقات بخصوص ما طرحته وفاء السلطان حول المرأة في الإسلام و زواج النبي (ص) من زينب زوجة زيد بن حارثة.
أولاً : أن ما تدّعيه المرأة من أن الإسلام لم يأتي بنظام أُُسري يؤمن بأخلاقية المرأة،وأن المرأة في الإسلام هي لإجل الشهوة والنكاح والاجر، وأن النبي الأكرم (صلوات الله عليه) لم يستطع أن يكون مثالاً للأسرة، فهذا كله خرطٌ قتاد؛ وبسبب قراءتها لتُراث أولئك فإنها تؤمن ببعض تلك الإدّعاءات،وهذا غير صحيح من الناحية العلمية والمنهجية فإن الأولى أن تطالع جيّداً تُراث مدرسة أهل البيّت عليهم السّلام ونقدهم لذلك التُراث السيء الذي أظهر لنا داعش وأفكارهم غير الإخلاقية وغير الإنسانية ،
بينما للمرأة كرامتها الإنسانية في القرآن , و قد جعلها الله في مستوى الرجل في الحظوة الإنسانية الرفيعة, حينما كانت في كلّ الأوساط المتحضّرة و الجاهلة مُهانةً وَضيْعَةَ القدر,لا شأن لها في الحياة سوى كونها لُعبة الرجل و بُلغته في الحياة.
فجاء الإسلام و أخذ بيدها و صعد بها إلى حيث مستواها الرفيع الموازي لمستوى الرجل في المجال الإنساني الكريم ﴿ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ ﴾ ﴿ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ﴾ هذا في أصل خلقتها لتكون للرجل زوجاً من نفسه أي نظيره في الجنس , فيتكافلان ويتعاونان معاً في الحياة الزوجية على سواء . فلها مثل الذي عليها من الحقّ المشترك,و هذا هو التماثل بالمعروف أي التساوي فيما يعترف به العقل و لا يستنكره .
إنّ الأسرة هي المؤسَّسة الأولى في الحياة الإنسانية التي اعتمد عليها الإسلام, و هي نقطة البدء التي تؤثّر في كلّ مراحل الطريق , و التي تزاول إنشاء و تنشئة العنصر الإنساني, و هو أكرم عناصر هذا الكون في التصوّر الإسلامي. و إذا كانت المؤسّسات ـ التي هي أقلّ شأناً و أرخص سعراً كالمؤسّسات المالية و الصناعية و التجارية و ما إليها ـ لا توكل أمرها عادةً إلاّ للأكفاء من استعدادات طبيعية للإدارة و القوامة , فالأولى أن تتَّبّع الإسلام في مؤسّسة الأسرة التي تُنشِئ أثمن عناصر الكون , ذلك هو العنصر الإنساني .. وسأشير إلى بعض المصادر التي تتكلم عن ذلك في نهاية التعليق .
ثانياً : أن قصة زواج النبي من زينب بنت جحش لها رؤية أخرى في تفاسير الشيعة الإمامية، وعلى الناقد المُنصف أن يقرأ تلك التفاسير قبل نقده. حيث ورد أن زيد بن حارثة كان عبداً لخديجة فوهبته لرسول الله (ص) فحرَّره وربَّاه، وكان الناس في الجاهلية يتبنون من أحبَّوا من مماليكهم وغير مماليكهم، وعلى هذا الأساس تكون علاقتهما ببعض مثل علاقة سائر الآباء بالأبناء من حُرمة زواج الأب من زوجة ابنه، ولمّا لم يكن للنبي (ص) أبناء فقد اعتقد بعض الناس أنه تبّنى زيد بن حارثة. وفي المدينة كانت هناك مشكلتان تتعلق بزيد بن حارثة:
الأولى: علاقته غير الجيدة مع زوجته زينب بنت جحش.
الثانية: اعتقاد الكثير من الناس ببنوة زيد لرسول الله (ص)، وحرمة زواج النبي من زوجة ابنه بالتبني زيد، وكان يُسمى زيد بن محمد.
وهاتان المشكلتان حلَّهما الوحيد يتمثل في طلاق زيد لزينب وزواج النبي منها بعد أن حاول النبي إصلاح العلاقة الزوجية بينهما فلم ينفع ذلك.
ثالثاً : لقد كان (ص) في ذهنه أن يتزوج زينب إن طلقها زيد، لأنها ابنة عمته ومهاجرة غريبة في المدينة، وإنه (ص) هو الذي زوّجها من زيد الذي لا تريده الآن. فقد كان زواجه (ص) منها نهاية للإشاعة الجاهلية المنتشرة بين الناس والمتمثلة في بنوة زيد لرسول الله (ص). فحصل ذلك الأمر بطلاق زيد لزينب ثم زواج النبي (ص) منها.
وعندها تكلَّم المنافقون الفضوليون في هذه القضية للانتقام من النبي محمد (ص). وزاد الأمويون في أيام ملوكيتهم في القضية لتكون موضوعاً جيَداً لكل معارض من محاربي الإسلام.
فصنعوا روايات معادية لرسول الله (ص) على خطى روايات اليهود ضد النبي داود وسائر الأنبياء. ومن ضمن موضوعاتهم زيارة النبي (ص) بيت زيد ورؤيته زينب دون حجاب وتعلق قلبه بها! ولا نعلم كيف اطلعوا على قلب النبي (ص) في تلك اللحظة وهم يروون أنه كان وحده! وكيف شاهدوا زينب بلا حجاب وغير ذلك من الافتراءات. ومن الإفتراءات أيضاً أن النبي كان مطلعاً على مفاتن زينب الباكر قبل زواجها فلم يرغب في الزواج منها، وزوّجها من زيد وغيرها من الأساطير .
رابعاً : الأقرب في رواياتنا المعتبرة والأنسب للعقل أن زينب هي التي كانت تبغض زيداً، وترغب في الزواج من ابن خالها محمد (ص). فعطف عليها النبي (ص) وضمها إلى نسائه إضافة إلى المصلحة الأكيدة في الزواج منها والمتمثلة في نفي أبوته لزيد
خامساً : أن اليهود الذين بهتوا النبي داود (ع) في علاقته بزوجة تلميذه أوريا لهم اليد الطولى في نشر افترائهم في قضية زواج النبي (ص) من زينب. ووصموا النبي (ص) وموسى (ع) بالتعري اعتداءا على الساحة النبوية .
سادساً : من غير المنطقي توجه رسول الله (ص) وعمره قريب من الستين على زواج غرامي مع ابنة عمته التي لم يرغب بها سابقا. وقد نزل في الحادثة قوله تعالى:
(وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا) فالنبي يريد الإصلاح بينهما دون جدوى، واضعاً في نفسه زواجه منها أن طلقت. وكان رجال الجاهلية لا يتزوجون نساء أبنائهم بالتبني، في حين هن حلال عليهم. فسنها القرآن واضحة المعالم بينة. ولولا هذا الزواج لنسبو زيد إلى النبي (ص).
سابعاً : أن قوله تعالى ﴿وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ﴾
المراد من نعمة الله تعالى هي نعمة الهداية والإيمان التي منحها لزيد بن حارثة، ومن نعمة النبي (ص) أنه كان قد أعتقه وكان يعامله كولده الحبيب العزيز. ويستفاد من هذه الآية أن شجاراً قد وقع بين زيد وزينب، وقد استمر هذا الشجار حتّى بلغ أعتاب الطلاق، وبملاحظة جملة (تقول) حيث إن فعلها مضارع، يستفاد أن النبي كان ينصحه دائماً ويمنعه من الطلاق.
ثم أن البعض يعلّل أن هذا الشجار كان نتيجة عدم تكافؤ الحالة الاجتماعية بين زينب وزيد، حيث كانت من قبيلة معروفة، وكان هو عبدا معتق، والبعض الآخر يقول: كان الخلاف ناتجاً عن بعض الخشونة في أخلاق زيد؟ والأصح لا هذا ولا ذاك، بل لعدم وجود انسجام روحي وأخلاقي بينهما، فإن من الممكن أن يكون شخصان جيدين، إلاّ إنهما يختلفان من ناحية السلوك والفكر والطباع بحيث لا يستطيعان أن يستمرا في حياة مشتركة .
ثامناً : بيان مفردات الآية :
قوله: ﴿وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ﴾ أي مظهره. ﴿وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ﴾ ذيل الآيات، أعني قوله: ﴿الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاَتِ اللهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلاَ يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلاَّ اللهَ﴾،دليلٌ على أن خشيته الناس لم تكن خشية في الله،فأخفى في نفسه ما أخفاه؛ استشعاراً منه أنّه لو أظهره عابه الناس،وطعن فيه بعض مَنْ في قلبه مرضٌ، فأثَّر ذلك أثراً سيّئاً في إيمان العامة. وهذا الخوف ـ كما ترى ـ ليس خوفاً مذموماً، أو خوفاً في الله،بل هو في الحقيقة خوفٌ من الله سبحانه.
فظاهر العتاب الذي يلوح من قوله: ﴿وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ﴾ مسوقٌ لانتصاره، وتأييد أمره، قبال طعن الطاعنين ممَّنْ في قلوبهم مرضٌ. ومن الدليل على أنّه انتصارٌ وتأييد في صورة العتاب قوله بعد: ﴿فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا﴾، حيث أخبر عن تزويجه إيّاها كأنّه أمرٌ خارج عن إرادة النبيّ| واختياره، ثم قوله: ﴿وَكَانَ أَمْرُ اللهِ مَفْعُولاً﴾.
وقوله: ﴿لِكَيْ لاَ يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً﴾ تعليلٌ للتزويج ومصلحة للحكم. وقوله:﴿وَكَانَ أَمْرُ اللهِ مَفْعُولاً﴾مشيرٌ إلى تحقيق الواقع وتأكيدٌ للحكم. ومن ذلك يظهر أنّ الذي كان النبيّ يخفيه في نفسه هو ما فرض الله أن يتزوّجها،لا هواها وحبّه الشديدلها، وهي بعد مزوَّجة، كما ذكره جمعٌ من المفسِّرين، واعتذروا عنه بأنّها حالةٌ جبلية، لا يكاد يسلم منها البشر حيث ذكر الطبري في تفسير قوله تعالى ﴿وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ﴾ يقول: وتخفي في نفسك محبة فراقه إيّاها؛ لتتزوجها إنْ هو فارقها، والله مبدٍ ما تخفي في نفسك من ذلك. يا للعجب لا يعرف المرء لأيّ جزء من هذا الكلام يحمله على محمل الخير!! فكلّه لا يقبل كلّ محامل الخير
ولستُ أدري هل يقبل هؤلاء أن يقال: إنّ إمام أحد المساجد يشبِّب بزوجات المؤمنين الذين يصلّون خلفه، ويرغب في أن يطلِّق الواحد منهم زوجته؛ لينكحها من بعده؟! ثم كيف يأمر الله نبيّه الأكرم (ص) أن يظهر للناس أنّه يهوى زوجة رجل مؤمن، وأنّه يرغب أنْ لو يطلِّقها؛ ليتزوَّجها من بعده.
انظروا إلى أيّ درجة من الانحطاط يصل الإنسان بابتعاده عن ينابيع العلم والمعرفة الحقّة، حتّى إنّه ليصوّر سيد الأنبياء وخاتم المرسلين، الذي يزكّيه الله تبارك وتعالى، ويقول في مدحه: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾، و﴿إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُسْتَقِيمٍ﴾ يصوِّره بأنّه ذو لسانين، يبطن شيئاً قبيحاً ويظهر خلافه؛ خشية من الناس .
تاسعاً: إن النبي (ص) كان قد قرّر أن يتخذ “زينب” زوجةً له إذا ما فشل الصلح بين الزوجين ووصل أمرهم إلى الطلاق لجبران هذه النكسة الروحية التي نزلت بابنة عمّته زينب من جرّاء طلاقها من عبده المعتق، إلا أنه كان قلقاً وخائفا من أن يعيبه الناس ويثير مخالفيه ضجة وضوضاء، من جهتين:
الأولى: أن زيدا كان ابن رسول الله (ص) بالتبني،كما قلّنا طبقا لسنة الجاهلية- يتمتع بكل أحكام الابن الحقيقي، ومن جملتها أنهم كانوا يعتقدون حرمة الزواج من زوجة الابن المتبنى المطلقة.
والأخرى: هي كيف يمكن للنبي (ص) أن يتزوج مطلقة عبده المعتق وهو في تلك المنزلة الرفيعة والمكانة السامية؟
ويظهر من بعض الروايات أن النبي (ص) قد صمّم على أن يقدم على هذا الأمر بأمر الله سبحانه رغم كل الملابسات والظروف، وفي الجزء التالي من الآية قرينة على هذا المعنى.
بناء على هذا، فإن هذه المسألة كانت مسألة أخلاقية وإنسانية، وكذلك كانت وسيلة مؤثرة لكسر سنتين جاهليتين خاطئتين، وهما: الاقتران بمطلقة الابن المتبنى، والزواج من مطلقة عبدٍ مطلق.
عاشراً : من المسلّم أن النبي (ص) لا ينبغي أن يخاف الناس في مثل هذه المسائل، ولا يدع للضعف والتزلزل والخشية من تأليب الأعداء وشائعاتهم إلى نفسه سبيلاً، إلا أن من الطبيعي أن يبتلى الإنسان بالخوف والتردد في مثل هذه المواقف، خاصة وأن أساس هذه المسائل كان اختيار الزوجة، وأنّه كان من الممكن أن تؤثر هذه الأقاويل والضجيج على انتشار أهدافه المقدّسة وتوسع الإسلام، وبالتالي ستؤثر على ضعفاء الإيمان، وتغرس في قلوبهم الشك والتردد.
ولهذا يقول سبحانه في متابعة المسألة: إن زيد لمّا أنهى حاجته منها وطلّقها زوجناها لك: ﴿فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا﴾ وكان لابد أن يتم هذا الأمر ﴿وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا﴾ .
ومما يستحق الانتباه إليه أن القرآن الكريم يبين بمنتهى الصراحة الهدف الأصلي من هذا الزواج، وهو إلغاء سنة جاهلية كانت تقضي بمنع الزواج من مُطلّقات الأدعياء، وهذا بنفسه إشارة إلى مسألة كلية، وهي أن تعدّد زواج النبي (ص) لم يكن أمراً عادياً بسيطاً، بل كان يرمي إلى أهداف كان لها أثرها في مصير دينه .كما إن زينب كانت متفهمة لنية الرسول ( ص) و لما حباها الله تعالى من الشرف العظيم إذ جعل لها دوراً في إزالة عادتين خرافيتين و نالت شرف الزواج من الرسول ( ص ) فورد أنها كانت تفتخر على سائر نساء النبي و تقول : زوَجَكن أهلُوكن و زوجني الله من السماء .
يمكن تلخيص أهداف زواج الرسول ( صلَّى الله عليه و آله ) من زينب كالتالي :
1. تعديل ما حصل لابنة عمته و تضررها بالطلاق و قد رضيت بالزواج من زيد بأمر من الله و رسوله ، فأراد الرسول ( ص) أن يكرمها و يعوًَضها عن ما حصل لها .
2. كسر العادات و التقاليد الخاطئة التي تمنع الزواج من زوجة الابن من التبنّي ، رغم كونه أبنا اعتباريا لا غير .ثم انه لا يخفى أن من مهام الأنبياء هو إزالة العادات الخاطئة و السنن الظالمة و هذا ما فعله النبي ( ص) كما كان يفعل ذلك جميع الأنبياء من قبل في قضايا مشابه مع ما في مكافحة الخرافات من تخوف جدي و إحراج شديد ، حيث أن ذلك يعد محاربة للتقاليد و السنن و الاعتقادات الراسخة و المتجذرة في نفوسهم ،
لكن مهمة الأنبياء لا تقبل التعلل و الخوف و المجاملة ، فهم يحملون على عواتقهم رسالة سماوية حمّلهم إياها رب العالمين ، و إلى هذه الحقيقة تشير الآية الكريمة : ﴿ مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا﴾ .
و للأسف فان هناك أساطير و قصص مختلَقة افتعلها أعداء الدين الإسلامي في هذا الصعيد ، حيث انهم حَوَّروا موضوع زواج النبي (ص) من زينب ـ مطلقة زيد بن حارثة ـ و ذكروها كقصة غرامية ، و كذبوا على نبينا العظيم بغية الحط من قدسيته و مكانته السامية ، و قد عرفت بطلانها من خلال معرفة حقيقة الأمر من الآيات القرآنية الصريحة .
ملاحظة : إلى الدكتورة وفاء سلطان وأمثالها أتمنى أن تطالعي ما يَكتبه علماء مدرسة أهل البيت حول المرأة في الإسلام ، إليكِ بعض المصادر إن كُنتِ للحقيقة مُنصفة .
– أوضاع المرأة المسلمة، ودورها الإجتماعي من منظور إسلامي الشيخ حسن الجواهري .
– رسالة المرأة المؤمنة محمد علي الطباطبائي الحسيني .
– المرأة في القرآن، الفاضلة أم عباس .
– جمال المرأة وجلالها ، الشيخ عبدالله الجوادي الآملي .
– نظام حقوق المرأة في الإسلام ، الشهيد مرتضى مطهري .
– المرأة في المجتمع الإسلامي السيد محمد تقي المدرسي .
– المرأة في المجتمع المعاصر السيد محمد الحسيني الشيرازي.