الاجتهاد: قد يتحسس بعض أبناء جلدتنا عند ذكر القضية الفلسطينية متكئا في تحسسه على ما يمر به البلد من مخاضات عسيرة على مختلف الاصعدة
فلسان حال البعض علينا أن نهتم بقضايا بلدنا، وحل مشاكله قبل التفكير والتنظير لقضايا الآخرين، أو ليس بلدنا أولى بالاهتمام عمن سواه من البلاد الأخرى.
أقول هذا خلط للاوراق وزج للقضايا بعضها مع البعض الآخر
وهو يكشف عن حالة من الوعي المزعوم المتأرجح، والذي يظن صاحبه أنه وعي إلا أن الحقيقة خلاف ذلك، بل هو ضيق في الأفق والنظر، وسطحية في الفهم والفكر، بل يكشف عن فكر وفهم سقيم في الجملة
فالقضية ليست بمانعة الخلو كما يقول المناطقة إما وإما، بمعنى إما بلدي أو غيره
فهل ياترى أن الجمع ممنوع ؟
الجواب: كلا
يمكن للانسان أن يهتم بقضايا بلده المصيرية، وبنفس الوقت يهتم بالقضايا الكبرى في عالمنا الاسلامي، نعم لاشك ولاريب أن الاولوية للساحة التي نعيش فيها، إلا أن ذلك لايعني إهمال القضايا الأخرى وواحدة من قضاينا الكبرى هي القضية الفلسطينة.
فموقفنا من القضية الفلسطينية– كما عبر عن ذلك بعضهم – دين ندين به، وليس مجرد شعار سياسي نستهلكه اليوم لنتركه غداً”. ونؤكد أن فلسطين تختصر كل القرن الذي مضى، وتختصر كل آلام الأمة، وكل أحلام الأمة “لا حلم بدون فلسطين، وتسقط كل الأحلام عندما تسقط فلسطين… ليست معركة وليست مفاوضات، وليست تفاصيل، ففلسطين قصة أن تكون الأمة أو لا تكون”.