الاجتهاد: أبدع العلامة الحلي “ره” في دراسة الفقه المقارن وصنّف فيه انواعاً مختلفة وله ثلاث مصنفات كبيرة ذات منهج مقارن مثل “تذكرة الفقهاء” و”منتهى المطلب في تحرير المذهب” و”مختلف الشيعة في أحكام الشريعة،
وكان رأيه فيها ذكر المسألة الفقهية ثم ذكر الأقوال فيها ثم مناقشة كل قول ثم ترجيح ما يرجحه الدليل، “ولم يكتف العلامة بالدراسة المقارنة في الفقه بل تعداه الى أصول الفقه والعقائد وعلم الكلام والرجال والحديث، ولأهمية هذا البحث سوف ينصب على دراسته دراسة مقارنة في الفقه وفي كتبه الثلاثة. بقلم: الدكتور بلاسم عزيز شبيب
يُعد الفقة المقارن من الدراسات الاسلامية المهمّة, إذ يتم فيها دراسة جميع الآراء والأقوال في مسألة معيّنة, مع أدلتها ومناقشة الأدلة وترجيح ما يرجحه الدليل, والدراسة المقارنة تحتاج احاطة شاملة في الأقوال والآراء, وكذا تحتاج الى روح علمية متسامية, وقصد نبيل , وهدف عالٍ وهو الوصول الى الحقيقة المنشودة.
وأبرز دعائم نجاح الدراسة المقارنة: الاسلوب العلمي الدقيق, والالتزام بأدب الحوار المقارن، والموضوعية، والاعتماد على الادلة بعيدا عن التعصب. وقد برع العلامة الحلي بكل هذه المجالات, وكان نتاجه في هذا المجال ثلاثة أنواع من الفقه المقارن والمتمثلة بـ (منتهى المطلب) و(مختلف الشيعة) و(تذكرة الفقهاء).
تعد الدراسات المقارنة من الدراسات المهمة، سيما في الفقه الإسلامي، فقد اولاها المسلمون أهمية قصوى، حيث أفردوا لها بحوثاً و كتباً، وكان لفقهائنا نشاطات في ميدان المقارنة، ويعدّ الشيخ المفيد (413هـ) والسيد المرتضى (436 هـ) والشيخ الطوسي (460 هـ) من رواد هذا الفن، وكان يسمى عندهم بعلم الخلاف أو الخلافيات، ومن مصنفاتهم في هذا الفن : “الانتصار ” و”الناصريات” و “الخلاف” .
وكتب آخرون بنفس هذا الفن كـ أبن إدريس الحلي وأبن زهرة والمحقق الحلي حتى وصل الدور الى العلامة الحلي، فأبدع في دراسة الفقه المقارن وصنّف فيه انواعاً مختلفة وله ثلاث مصنفات كبيرة ذات منهج مقارن مثل “تذكرة الفقهاء” و”منتهى المطلب في تحرير المذهب” و”مختلف الشيعة في أحكام الشريعة، وكان رأيه فيها ذكر المسألة الفقهية ثم ذكر الأقوال فيها ثم مناقشة كل قول ثم ترجيح ما يرجحه الدليل، “ولم يكتف العلامة بالدراسة المقارنة في الفقه بل تعداه الى أصول الفقه والعقائد وعلم الكلام والرجال والحديث، ولأهمية هذا البحث سوف ينصب على دراسته دراسة مقارنة في الفقه وفي كتبه الثلاثة.
والعلامة الحلي: هو الحسن بن يوسف بن على بن المطهر ولد في مدينة الحلة سنة ( 648هـ) وتوفي سنة(۷۲6ه). وكان من اکابر علماء عصره، وقد أطري عليه كبار العلماء عليه، وقيل فيه : عالم اذا جاهد فاق، وشیخ الاسلام، وشيخ الطائفة وصاحب التحقيق والتدقيق… انتهت اليه رئاسة الإمامية في المعقول والمنقول ، وعالم الشيعة و إمامهم ومصنفهم، كان آية في الذكاء مشتهر الذكر حسن الأخلاق .
وقد صنف في مختلف العلوم والفنون حتى ازدادت مصنفاته على المائة وعشرين مصنفة وتتلمذ على يده عشرات العلماء وكان له شأن في الدين والدنيا.
وبعد هذه المقدمة الوجيزة يكون البحث على مبحثين:
الأول تعريف الفقه المقارن و بیان موضوعه و غايته،
وفي الثاني: جهد العلامة في الفقه المقارن في المدرسة الأمامية أو في مدارس المسلمين الفقهية.
المصدر: مجلة كلية الفقه العدد 17 (2013 )