عمارة المدن

آية الله محسن الأراكي: من الضروري تدوين الفقه الخاص بعمارة المدن

الاجتهاد: خلال المؤتمر الذي عقد بمدينة قم المقدسة تحت عنوان “تاريخ العمارة وتشييد المدن”، أكد آية الله الشيخ الاراكي على أنه تم اجراءات عديدة اتخاذها بخصوص تدوين الفقه الخاص بعمارة المدن، و لكن لابد من تطوير هذه التوجهات و توسيع دائرتها ، لأن الفقة تجسيد للهوية الاسلامية للمدينة ، على الرغم من أن فقه عمران المدن لا دخل له بالموضوعات الخاصة بالبناء و الانشاء .

قال عضو الهيئة العليا للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) آية الله محسن الاراكي: الحضارة الغربية تسعى الى مصادرة الهوية، وفي هذا الصدد تحاول الاستعانة بوسائل متعددة، غير أن الحضارة الاسلامية تسعى في الحقيقة لإثراء الثقافات الأخرى وتكاملها .

في كلمة لسماحته خلال المؤتمر الذي عقد بمدينة قم المقدسة تحت عنوان ” تاريخ العمارة و تشييد المدن ” ، لفت آية الله الشيخ الاراكي الى ان المجتمع العاري من الهوية مجتمع يفتقد للثقافة ، موضحاً : الثقافة هي مظهر وتجسيد لهوية المجتمع، و هوية المجتمع تتطلع الى ترجمة ارادته، و لهذا بوسعنا ترسيخ الهوية من خلال دعم و تكريس الارادات .

و اعتبر آية الله الاراكي أن تحقيق اهداف المجتمع يتطلب تقوية وتوثيق الارادة، مضيفاً: أن امتلاك الارادة الواحدة، والانسجام الاجتماعي والملائمات التي تتناغم مع الهوية، تمضي بالمجتمع نحو الاهداف، ذلك أن بعض الحكومات الصالحية على مرّ التاريخ لم تتكمن من تحقيق الاهداف التي تتطلع اليها بمعزل عن هذه المقومات والعناصر.

وأشار أمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية الى دور عمارة المدن في تشكيل و بلورة هوية المجتمع قائلاً: المدينة باعتبارها موجوداً حياً يتأثر بالملبس والمأكل ونمط المعيشة، ذلك ان تغيير النموذج والقدوة يتجلى في السلوكيات الاجتماعية مما ينعكس على تحول المجتمع و تغييره.

و اكد سماحته على ضرورة تدوين الفقه الخاص بعمارة المدن، موضحاً: لاشك أن ثمة اجراءات عديدة تم اتخاذها بهذا الخصوص، ولكن لابد من تطوير هذه التوجهات وتوسيع دائرتها، لأن الفقة تجسيد للهوية الاسلامية للمدينة، على الرغم من أن فقه عمران المدن لا دخل له بالموضوعات الخاصة بالبناء و الانشاء .

ولفت آية الله الاراكي الى أن التنوع في التغذية يفضي بالمجتمع الى صراع الهوية، مشيراً: اذا ما تم القبول بالهوية الاسلامية، ينبغي الاهتمام بالملائمات التي تنسجم وتتناغم مع هذه الهوية، وفي هذا الصدد ينبغي أن يكون المأكل والملبس – باعتبارهما مقومات الانسجام الاجتماعي – متناسباً و منسجماً مع الهوية الاجتماعية .

و أضاف سماحته: لقد زرت بلدان كثيرة وشاهدت عن كثب كيف ان الشعوب المختلفة تهتم بالاطعمة الايرانية، لأن هذه الاطعمة مستقاة من هوية محددة ، وأن هذه الهوية تحظى باستقبال و ترحيب المجتمعات الانسانية .

و رأى آية الله الاراكي انتشار الاضطراب والقلق في اوساط ابناء المجتمع، إنما هو وليد التأثيرات السلبية لتغيير الهوية، مشدداً: ينبغي للمسلم أن لا يستخدم ما اعتاد عليه عدوه من ملبس ومأكل، لأن هذه الامور تعد من جملة الموضوعات التي تشكل عاملاً في تشكيل الهوية، و مدعاة لإستبدال الهوية و تغييرها .

وشدد الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية على اهمية صيانة الهوية الاصيلة للمجتمع الاسلامي، لافتاً : كي لا يبتلى المجتمع بمشكلة تعدد الهوية، لابد لنا من الحرص على ترجمة وتجسيد الاسوة و القدوة للهوية الواحدة .

و أشار آية الله الاراكي ، الى ضرورة الحفاظ على التراث الثقافي و أهمية التصدي لهجمات الاعداء التي تستهدف هوية المجتمع ، موضحاً : الحضارة الغربية تسعى الى مصادرة الهوية ، و في هذا الصدد تحاول الاسعتانة بوسائل متعددة ، ، غير أن الحضارة الاسلامية تسعى في الحقيقة لإثراء الثقافات الأخرى و تكاملها ، و في هذا المجال ثمة اهتمام خاص بالتنقية و التهذيب .

و في جانب آخر من كلمته ، أشار آية الله الاراكي الى الفقه المعني بالتراث الثقافي في تعاليم الاسلام الدينية ، مضيفاً : لابد من العمل على تعريف هوية مدينة قم ، و لفت انظار شعوب الدول الاخرى الى التراث الثقافي لهذه المدينة الذي هو تجسيد لمعالم الهوية الاسلامية ، و لهذا ينبغي الاعتناء بالمظاهر الثقافية لهذه المدينة كما تستحق و بما يليق بتاريخها .

المصدر: وكالة أبنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky