هدم الأضرحة

هدم الأضرحة والقبابِ في كلام المؤرخين

الاجتهاد: ننقلُ نبذةً للمؤرخِ محمود فهمي المهندس (المتوفي سنة 1311 هـ) ذكر فيه خبرَ استيلاءِ أهلِ الدعوةِ على الطائفِ وما قاموا به من هدمٍ لـ الأضرحة والقبابِِ؛ يقولُ:”وهدم جميعَ القبورِ الطاهرةِ وكان من ضمن هذه القبورِ قبرُ العباسِ عم النبي صلى اللهُ عليه وسلم-هكذا قال والصحيحُ أنه عبدُ اللهِ بنُ عباسِ رضي الله عنهما- أشهر وأفخر محلٍ يزارُ في أنحاءِ بلادِ العربِ في جمالهِ ونظامهِ وطهارتهِ “[البحرُ الزاخرُ في تاريخِ العالمِ وأخبارِ الأوائلِ والأواخرِ(1/175).

وقال بعد ذكرِ دخولهم مكة سنة 1218 هـ: “وأمر في الوقتِ بهدمِ ما ينوف عن ثمانين قبةٍ فاخرةِ البناءِ كانت على قبورِ ذراري الرسولِ صلى اللهُ عليه وسلم وعليها مدارُ رونقِ مكة وبهجتها وسواها جميعاً بالأرضِ حتى القبة التي على قبرِ خديجةَ رضي اللهُ عنها ” [ المصدر السابق (1/176) ] .

وبعد هزيمة الدولةِ السعودية الأولى أعيد البناءِ على القبورِ من جديدٍ ؛ فأقاموا الناس الأضرحة وبنوا القبابَ .

واستمر الوضعُ على ذلك حيناً من الدهرِ حتى تولى الشريفُ عون (المتوفي سنة 1323 هـ) فكلمهُ الشيخُ أحمدُ بنُ عيسى ( المتوفي سنة 1329 هـ ) وأشار على الشريفِ بأن يهدم جميعَ القبابِ ، فهدمها وأزال ما كان في القبورِ من تشييد وغلوٍ في جميعِ الحجازِ وما حولها إلا ما كان من قبرِ حواء وخديجة وابن عباس في الطائفِ فإنه تركه مخافةً من تشويشِ السلطانِ عبد الحميدِ الثاني [ روضة الناظرين عن مآثرِ علماءِ نجدٍ وحوادث السنين (1/75) .

ويذكرُ البتنوني سبباً طريفاً لمنعِ هدمِ قبرِ حواء هو اعتراضُ القناصلِ الأجانبِ في جدة على ذلك بحجةِ أن حواء أم لجميعِ الناسِ وليست أماً للمسلمين فقط ، وكما قيل شر البليةِ ما يضحكُ . الرحلةُ الحجازيةُ ( ص 15 ) ] .

ثم أعاد القبوريون ! أكثر تلك القبابِ حتى فُتحت مكةُ المكرمةُ عام 1343 هـ على يدِّ عبدِ العزيز وجيشهِ من الإخوانِ فأزالوها نهائياً، وكبر على العوامِ هدم ضريحِ السيدةِ خديجة وبيتِ السيدةِ فاطمةَ والمولد النبوي لاحتفاءِ الأتراكِ بها زمن دولتهم [ تذكرةُ أولي النهى والعرفان بأيامِ الواحدِ الديانِ وذكر حوادث الزمان (3/91) ] .

من صفحة : عبد الله بن محمد زُقيل على النت بتصرف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky