خرید فالوور اینستاگرام خرید لایک اینستاگرام قالب صحیفه
الرئيسية / موقع الاجتهاد و جميع المواضيع / جميع الأبحاث والأحداث / منشورات ومؤلفات / تعريف بكتاب / قراءة في كتاب “الحسين (ع) وبطلة كربلاء” للشيخ محمد جواد مغنية
الحسين (ع) وبطلة كربلاء

قراءة في كتاب “الحسين (ع) وبطلة كربلاء” للشيخ محمد جواد مغنية

الاجتهاد: الحسين وبطلة كربلاء أحد الكتب الحسينيّة للشيخ محمّد جواد مغنية الذي تميّز بكثرة مقالاته ومؤلّفاته، خاصّة فيما يرتبط بالذبّ عن مذهب أهل البيت(عليهم السلام) (المذهب الشيعي). / من معالم الكتاب الموضوعية التي تعامل بها الشيخ مغنية مع الشبهات والتساؤلات الموجّهة للمذهب الإمامي بشكل عام، وللقضية الحسينيّة بشكل خاص.

ابتدأت الكاتبة {م. م. هبة الأسدي – ماجستير في الشريعة والعلوم الإسلامية، كلية الفقه/جامعة الكوفة} مقالها بمقدّمة أشارت فيها إلى كثرة الدراسات التي كُتبت في الإمام الحسين(عليه السلام) ونهضته المباركة؛ لما لذلك من أهمّية بالغة لبيان حقيقة تلك النهضة، وأنّ هناك جانباً يستحقّ الاهتمام، وهو دراسة الكتب والمؤلِّفات ذاتها؛ لبيان منهجيّاتها والأهداف التي كُتبت من أجلها.

وقد وقع اختيار الباحثة على كتاب (الحسين (ع) وبطلة كربلاء)، لمؤلِّفه الشيخ محمّد جواد مغنية، وهو أحد أشهر العلماء والمفكِّرين في القرن الماضي، وقد ضمّ هذا الكتاب في الواقع كتابين للشيخ مغنية تحت هذا العنوان، وهما: (المجالس الحسينية)، وكتاب (مع بطلة كربلاء)، فصدر الاثنان معاً تحت عنوان واحد هو (الحسين(عليه السلام) وبطلة كربلاء).

المقدِّمة

ممّا لا يخفى أنّ المؤلِّفات والدراسات التي كُتبت في الإمام الحسين(عليه السلام) وثورته المباركة هي كثيرة ومتنوّعة؛ لما لهذا الجانب من أهمّية بالغة في بيان حقيقة الثورة، وما كان قبلها وبعدها من أحداث ومؤشّرات، ولكنّ هناك جانباً مهماً آخر غير التأليف، ألا وهو البحث والتحقيق والدراسة في ذات الكتب والمؤلِّفات نفسها؛ لبيان المنهجيّات والأهداف التي كُتبت من أجلها، سواء الدراسات والقراءات التحليلية، أو الدراسات النقدية، أو الوصفية لمنهجيات تلك الكتب والمؤلِّفات، ومن هنا جاءت أهمّية مثل هذا النوع من الدراسات للتراث الحسيني، وما سأبحثه في قراءتي هذه ما هو إلّا مثال لذلك.

كتاب (الحسين وبطلة كربلاء) يعدّ أحد تلك الكتب الحسينية، لمؤلّفه محمّد جواد مغنية، وهو أحد أشهر العلماء والمفكّرين في القرن الماضي، ويعدّ الشيخ من الذين أبدعوا في شتّى الميادين والمجالات الإسلامية والاجتماعية، فله كثير من المقالات والمنشورات؛ إذ كان كثير الذبّ عن مذهب التشيّع بلسانه وقلمه ضدّ التجنّي والافتراءات[1]،

ويذكر في مقدّمته لهذا الكتاب أهمّية اختياره له والهدف من تأليفه، بما نصّه: «وأيّ شيء أفضل من الحديث عن العترة الطاهرة ومناقبهم؟! وأيّ علمٍ أجدى وأنفع من علومهم ومواعظهم؟! إنّها تَذكُر اللهَ، وتبعث على طاعته، والبعد عن معصيته، إنّها كالغيث تُحيي النفوس بعد موتها، وتجعلها مع الخالدين والأنبياء والصالحين، وبمقدار ما يبلغ الإنسان من علوم أهل البيت يبلغ حدّه من العظمة والخلود»[2].

المبحث الأوّل: المؤلِّف ومكانته العلمية

ولادته

ولد الشيخ مغنية عام (1904م) في قرية (طير دبا) في قضاء صور بلبنان، واختار له أبوه اسم محمّد جواد، وكان محمّد جواد واحداً ممّن حرمتهم يد المنون حنان أُمّه العلوية، وهو دون سنّ الرابعة من عمره، فأضحى والده العالم سنده وأمله في الحياة، وفي سنّ العاشرة فجعه الدهر للمرّة الثانية برحيل ذلك الوالد[3].

نشأته العلمية

لم تثنِ المشاق والصعوبات التي واجهها محمّد جواد عزمه الراسخ، وإرادته الصلبة، فبدأ مشواره في تحصيل العلم بلبنان، حيث درس كتاب (الأُجرومية)، وشطراً من كتاب (قطر الندى)، ثمّ عزم على الرحيل إلى النجف الأشرف، ليستأنف مشواره في طلب العلم في جوار قبّة أمير المؤمنين(عليه السلام) ومولى المتقين علي بن أبي طالب(عليه السلام)،

وبعد دخوله العراق استقرّ الشيخ في النجف، واشتغل بتحصيل العلوم الدينية في حوزة النجف العريقة بتراثها الديني والعلمي، فاشتغل بدراسة الصرف والنحو والمنطق وغيرها من الدروس، وأتمّ دراسة كتاب (قطر الندى) على يد أخيه، كما أعاد دراسة كتاب (الأُجرومية) للمرّة الثانية على يد السيّد محمّد سعيد فضل الله، وفي هذا المضمار أفاد كثيراً من علماء جبل عامل المقيمين في النجف، وبعد إكماله المقدّمات حضر عند كلّ من المراجع العظام: السيّد حسين الحمّامي، والسيّد الخوئي، وآية الله محمّد حسين الكربلائي[4].

بقي محمّد جواد مدّة أحد عشر عاماً مكبّاً على طلب العلم، متحمِّلاً جميع المشاق والصعوبات التي كان عموم طلّاب العلم يواجهونها آنذاك، حتّى تناهى إليه خبر وفاة أخيه الأكبر الذي كان يؤدّي مهمّة الدعوة والإرشاد في قرية (معركة)، فاضطرّ إلى أن يغادر النجف باتجاه وطنه لبنان،

وبعدها هاجر الشيخ إلى قرية (طير حرفا) في عام (1358هـ) بعد مدّة قضاها في قرية (معركة) استمرّت قرابة ثلاث سنوات، وكان يقصد فيها منطقة تُدعى (وادي السروة) في جنوبي (طير حرفا)، فقد وجد مغنية في هذا المكان أفضل مكان للقراءة والتحقيق، ولذا أسماه (غرفة القراءة)، وفي هذا المقطع من عمره قرأ مغنية لـ(نيتشه) و(شوبنهاور) و(تولستوي) و(العقّاد) و(طه حسين) و(توفيق الحكيم)،

وإلى جانب مطالعاته شرع في الكتابة والتأليف، فكتب خلال ارتياده هذا المكان عدّة كتب، هي: (الكميت ودعبل، الوضع الحاضر في جبل عامل، والتضحية)، قضى محمّد جواد مغنيّة حوالي عشـر سنوات من عمره في تلك المنطقة، حتّى رحل عنها إلى بيروت عام (1367هـ)[5].

أساتذة الشيخ مغنية

من جملة أساتذة الشيخ محمد جواد مغنية الذين تتلمذ على أيديهم:

1ـ الشّيخ عبد الكريم مغنية.

2ـ السيّد محمّد سعيد فضل الله.

3ـ السيّد أبو القاسم الموسوي الخوئي.

4ـ الشيخ محمّد حسين الكربلائي.

5ـ السيّد حسين بن علي بن هاشم الحمّامي، المعروف بالسيّد حسين الحمّامي[6].

مؤلّفاته وآثاره

تميّز الشيخ مغنية كثيراً في مجال الكتابة والتأليف، ويرجع ذلك إلى مطالعاته المعمّقة والواسعة، فقد كان دائم القراءة، يذكر ذلك في كتابه (تجارب الشيخ محمّد جواد مغنية) بقلمه، حيث يقول:

«قضيت في حياة التأليف والكتابة أمداً غير قصير، وتطوّر أُسلوبي، واتّسعت أفكاري يوماً بعد يوم…»[7]، وكان يرى في المطالعة والكتابة شغله الأساسي، ومن المميزات البارزة الّتي اتّسمت بها كتبه أنّ الكثير منها جاءت في قطع جيبي، وبشكل موجز، وكان هدفه سهولة حملها في الجيب، وقراءتها في أيّ وقت[8].

إنّ الكثير من تأليفات الشيخ مغنية تدور حول عقائد الشيعة، وحياة أهل البيت(عليهم السلام)، وتفسير القرآن، كما كان له مساهمة في إكمال موسوعة (دائرة المعارف) للبستاني، والكثير من تأليفاته قد تّمت ترجمتها إلى اللغة الفارسية[9].

وقد طبعت كتب الشيخ أيضاً في موسوعتين: (عقليّات إسلامية)، و(فلسفات إسلامية)، وإلى جانب هذا التراث من الكتب كانت له مقالات عديدة في قضايا شتّى، نُشرت في الصحف والمجلّات[10].

وبلغت مؤلّفاته حوالي سبعة وخمسين مؤلّفاً، كان من أبرزها:

1ـ الإسلام مع الحياة.

2ـ الشيعة والحاكمون.

3ـ بين الله والإنسان.

4ـ إمامة علي والعقل.

5ـ الإمام الحسين(عليه السلام) والقرآن.

6ـ مع بطلة كربلاء.

7ـ المجالس الحسينية.

8ـ عليٌّ والقرآن.

9ـ معالم الفلسفة الإسلامية.

10ـ إسرائيليات.

وفـاتـه ومدفنه

بعد عمر قضاه الشيخ مغنية في سبيل إعلاء كلمة الإسلام العزيز، وجهود خيّرة في سبيل التقريب بين المذاهب الإسلامية، وفي الساعة العاشرة من ليلة التاسع عشر من محرّم الحرام لعام (1400هـ)، وعن عمر ناهز السادسة والسبعين، انتقلت روح هذا الرجل العظيم إلى الرفيق الأعلى إثر مرض قلبي لازمه عامين، ثمّ نُقل جثمانه الطاهر إلى مدينة النجف الأشرف، فشُيّع تشييعاً يليق بمقامه،

وقد صلّى على جنازته السيّد أبو القاسم الموسوي الخوئي(قدس سره)، ثمّ دفُن في إحدى حجرات الحرم العلوي المطهّر، وأُعلن ذلك اليوم يوم عطلة رسميّة لمدينة النجف وحوزتها وأسواقها، وقد خلّف الشيخ ولداً واحداً اسمه (عبد الحسين)[11].

المبحث الثاني: الخصائص العلمية والفنّية للكتاب

تسمية الكتاب

بعد ما صدر للمؤلِّف الشيخ مغنية كتاب (المجالس الحسينية) الذي تصدّى فيه لبيان الأسباب والعوامل التي ساهمت في تكوين حادثة عاشوراء، وفلسفة البكاء، وعقائد الشيعة في خصوص عاشوراء والإمام الحسين(عليه السلام)،

وقد طُبع هذا الكتاب تحت عنوان (التضحية) أيضاً، وقام الأُستاذ فيروز حريرجي بترجمته إلى الفارسية تحت عنوان: (شيعة وعاشوراء)؛ صدر بعد ذلك للمؤلّف كتابه الآخر بعنوان: (مع بطلة كربلاء)، وإلى جانب صدور هذا الكتاب الأخير بصورة مستقلّة صدر مع كتاب (التضحية) أو (المجالس الحسينية) في مجلد واحد تحت عنوان: (الحسين وبطلة كربلاء)، فصار في كتاب واحد قد اشتمل على ثلاثة أقسام رئيسة، كلّ قسم منها عبارة عن كتاب مستقل.

أبرز مميّزات الكتاب ونواقصه

1ـ غياب منهج التسلسل العلمي لمحتوى الكتاب من حيث تقسيمه إلى فصول ومباحث ومطالب؛ وذلك يرجع إلى أنّ هذا الكتاب مؤلّف من ثلاثة أقسام، كلّ قسم منها عبارة عن كتاب كامل، وكما ذكرت فقد تمّ دمج هذه الكتب الثلاثة في كتاب واحد؛ ممّا أفقده التقسيم العلمي لمحتواه.

2ـ تعامل الشيخ مغنية مع الشبهات والموضوعات الهامة التي طرحها في كتابه بشكل موضوعي ودقيق، بعيداً عن التطرّف والتعصّب، وقد كانت أغلب هذه الموضوعات المطروحة تخصّ المذهب الإمامي بشكل عام، والقضية الحسينية على وجه الخصوص.

3ـ بروز الطابع التوثيقي للمصادر والمراجع في كلّ مفاصل الكتاب، حيث نجد أنّه يرجع بالمعلومة إلى مصادرها الأوّلية وبدقّة متناهية، حيث كثرت الحواشي والإرجاعات في كتابه إلى مختلف المصادر الأوّلية، سواء العقائدية منها، أو الفقهية، أو التاريخية، أو الرجالية، أو الأخلاقية، وغيرها من المصنّفات.

المبحث الثالث: منهجية المؤلِّف في الكتاب

اشتمل كتاب الشيخ مغنية على ثلاثة أقسام رئيسة، وكلّ قسم منها كان عبارة عن كتاب مستقل، كما بينّا ذلك في موضوع تسمية الكتاب، وهذه الأقسام كالتالي:

القسم الأوّل: المجالس الحسينيّة

إنّ كتابه هذا «(المجالس الحسينية) هو من نوع جديد بين الكتب الخاصّة بهذا الموضوع، فهو يجيب بأجوبة واضحة ومقنعة عن كلّ ما يجول بأذهان الشباب وغير الشباب، ويتساءلون عنه حول إقامة الشيعة عزاء الإمام الحسين(عليه السلام) طوال أيّام السنة، وحول البكاء، وصحبة سيّد الشهداء(عليه السلام) النساء والأطفال إلى موقع المعركة، وما إلى ذلك من التساؤلات التي يمكن أن تخطر وتمر بالبال.

وأيضاً في كلّ مجلس من مجالس الكتاب ثورة عاصفة على الظلم وأعداء الحرّية، ومن أجل هذا وغيره أقبل على قراءة الكتاب الشبابُ المتعلِّم، ولم يجد فيه المتحذلق منفذاً للطعن والغمز، ونفدت جميع نسخ الطبعة الأُولى بوقت قصير، ثمّ نسخ الطبعة الثانية، وما زال الطلب قائماً وملحّاً»[12].

موضوعات الكتاب

تناول الكتاب موضوعات عدّة، منها:

1ـ الشيعة ويوم عاشوراء

أجاب في هذا الموضوع عن التساؤل الموجّه للشيعة الإمامية حول إحيائهم لذكرى عاشوراء، واهتمامهم البالغ بهذه المناسبة، ونص ذلك كالتالي: «لماذا يهتمّ الشيعة هذا الاهتمام البالغ بذكرى الحسين، ويُعلنون الحداد عليه، ويُقيمون له عشرة أيّام متوالية من كلّ عام؟ هل الحسين أعظم وأكرم على الله من جدّه محمّد وأبيه علي؟!»[13].

وقد أجاب الشيخ مغنية عن هذا التساؤل بكلّ موضوعية وشفافية، مستنداً إلى مصادر أوّلية كثيرة، سواء منها ما كان تابعاً للمذهب الإمامي أم للمذاهب الأُخرى، وكان ممّا ذكر في:

«الجواب: أنّ الشيعة لا يفضّلون أحداً على الرسول الأعظم(صلى الله عليه واله)، إنّه أشرف الخلق دون استثناء، ويفضّلون عليّاً على الناس باستثناء الرسول… إنّ الشّيعة الإمامية يعتقدون أنّ محمّداً لا يوازيه عند الله ملك مقرّب، ولا نبيّ مرسل، وأنّ عليّاً خليفته من بعده، وخير أهله وصحبه، وإقامة عزاء الحسين مظهر لهذه العقيدة، وعملٌ مجسِّم لها…»[14].

2ـ مودّة أهل البيت(عليهم السلام)

تطرّق المؤلِّف هنا إلى الرأي القائل: «ولقد تقوّلت فئة من الناس الأقاويل في عقيدة التشيّع، وافتروا عليهم بما يغضب الله والرسول، ولكنّ للشيعة تاريخاً طويلاً وحافلاً بالحوادث والثورات، والعلوم والآداب، وكلّها تُنبئ عن حقيقة التشيّع، فيستطيع طالب الحقّ أن يعرفه بنظرة واحدة إلى آثار علمائهم أو أُدبائهم…»[15].

فكان من جوابه وتوضيحه لذلك قوله: «فعقيدة التشيّع إذن ترتكز على أمرين: حسن الاعتقاد، وصفو الودّ لأهل البيت، وحسن الاعتقاد هو الإيمان بالله وكتابه، وبالنبيّ وسنته، وقد أوجب القرآن والحديث مودّة أهل البيت، وإنّ إنكار مودّتهم وولائهم إنكار كتاب الله وسنة الرسول.

ولسائل أن يسأل: هل من دليل يلزم الناس بمودّتهم غير شهادة كتاب الله والحديث؟ هل من سبيل يقنع من لا يؤمن بالله ولا بالرسول، يقنعه بدليل معقول مقبول أنّ مودّة أهل البيت يفرضها الوجدان… أجل، إنّ مَن يوالي الحقّ والعدل يوالي أهل البيت، ومَن يعادي الحقّ يعادي أهل البيت؛ لأنّ أهل البيت هم الحقّ، والحقّ هو أهل البيت…»[16].

3ـ رضا الله رضانا أهل البيت

ذكر المؤلِّف هنا مقاطع من كلام سيّد الشهداء الإمام الحسين(عليه السلام) من دعائه يوم عرفة؛ لبيان كيفية معرفة أهل البيت بالله سبحانه، وكيف أنّهم(عليهم السلام) «عرفوه حتّى كأنّهم يرونه وجهاً لوجه، وحتّى كأنّهم يسمعون أوامره ونواهيه رأساً وبلا واسطة، ولقد فتح الله لهم أبواب العلوم بربوبيته وعظمته… وشرّفهم بالفضائل على جميع خلقه»[17]،

وبيّن أيضاً أنّه «لا يُقاس المؤمن المخلص بالاعتقادات والعبادات، وإنّما يقاس إيمانه وإخلاصه بالتسليم لأمر الله»[18]، وذكر أمثلة لذلك، كجزاء ابن زياد لابن سعد قاتل الحسين(عليه السلام) طمعاً في ملك الري، فحرمه من الملك، ثمّ سلّط الله عليه المختار، فذبحه على فراشه، ومثال أصحاب الحسين(عليه السلام) الذين لبّوا نداءه، ورحلوا معه، وبذلوا مهجهم دونه؛ طلباً لمرضاة الله تعالى[19].

4ـ روح النبيّ والوصيّ

تطرّق الشيخ مغنية إلى روايات ومشاهد لمن حضـروا واقعة الطف، حول شجاعة الإمام الحسين(عليه السلام)، ومضي عزمه، وصبره، وإيمانه، وغير ذلك من مشاهد تعجّب الرواة منها، قائلاً: «هنا تبرز خصائص الإمامة والعصمة، ونجد السرّ الذي يميّز أهل البيت عن غيرهم من النّاس الذين يصعب عليهم كلّ شيء إلّا معصية الله، فإنّها أهون عندهم من التنفس وشرب الماء، إنّ الحسين بشـر يأكل الطعام، ويمشـي في الأسواق، ولكنّه يحمل صفة تجعله فوق النّاس أجمعين»[20].

ثمّ يتساءل قائلاً: «هنا يقف العقل حائراً ومتسائلاً: هل في الكون أعظم وأكبر منزلة عند الله من الحسين؟ هل ضحّى أحد في سبيل الله والحقّ كما ضحّى الحسين؟ وهل وجد مَن هو في عمقه ورحابته؟! ولو ابتُلي أحد بما ابتُلي به الحسين لوجدنا وجهاً للموازنة والمقاربة… أمّا كلّ هذه مجتمعة فلم تكن لأحد غير الحسين، ولن تكون أبداً! وبالتالي، فإننا نتساءل: هل في الكون أعظم من الحسين؟ ونحن نؤمن بأنّه الصورة الكاملة لعظمة جدّه محمّد، وأبيه علي»[21].

5ـ خروج الإمام(عليه السلام) بأهله

ذكر الشيخ مغنية تحت هذا العنوان دور المرأة في واقعة الطف، و«ما كان لها من أبعد الأثر في الكشف عن مخازي الأُمويين، وانهيار حكمهم… فمن النساء مَن دفعت بابنها أو زوجها إلى القتال بين يدي الحسين؛ تقرّباً إلى الله والرسول(صلى الله عليه واله)… ومنهنّ مَن تظاهرن ضدّ حكّام الجور الذين قتلوا ابن بنت رسول الله(صلى الله عليه واله)…

وبذلك نجد الجواب عن السؤال: لماذا صحب الحسين معه النساء والأطفال إلى كربلاء؟! وما كان أغناه عن تعرّضهم للسبي والتنكيل؟!… لقد رأى الناس في السبايا من الفجيعة أكثر مّما رأوا في قتل الحسين، وهذا بعينه ما أراده الحسين من الخروج بالنساء والصبيان، ولو لم يخرج بهنّ لما حصل السبي والتنكيل،

وبالتالي لم يتحقّق الهدف الذي آراه[22] الحسين من نهضته، وهو انهيار دولة الظلم والطغيان… هذه هي المصلحة في خروج الحسين بنسائه وأطفاله إلى كربلاء، وما كان لأحد أن يدركها في بدء الأمر إلّا الحسين وأُخته زينب، عهدٌ إلى الحسين من أبيه علي، عن جدّه محمّد، عن جبريل، عن ربّ العالمين، سرٌّ لا يعلمه إلّا الله، ومن ارتضاه لعلمه ورسالته»[23].

6ـ يوم الطفّ يوم الفصل

بيّن الشيخ مغنية هنا أنّ يوم الطفّ يشبه يوم القيامة من جهات:

منها: ما ذكر في القرآن الكريم من أنّه «وعد الشيطان أتباعه بالفوز والنجاة، وحذّرهم الله منه، فعصوا الرّحمن، واتبعوا الشيطان، ولمّا جاء يوم الفصل أنكرهم، وتبرّأ منهم… ووعد عبيد الله بن زياد عمر بن سعد ولاية الريّ إذا قاتل الحسين، وكان يتطلّع إليها، ويطمع فيها، فقبل وقاد الجيوش، وحذّره سيّد الشهداء من العاقبة… وأخلف ابن زياد بوعده لابن سعد، كما أخلف الشيطان مع أتباعه، وصدق الحسين، فلم تمضِ الأيّام حتّى قُتِل عمر وابنه حفص على يد المختار…»[24].

ومن تلك الجهات قوله تعالى: « (وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ)[25]، وانقسم الناس في كربلاء فريقين: فريقاً مع الحسين، وفريقاً مع ابن سعد، وبرز كلّ إنسان على حقيقته، وأخذ المكان الذي يستحقّه، فلم يختلط الطالح مع الصالحين، ولا الصالح مع المجرمين، تماماً كما هو الشأن في يوم القيامة، حيث لا رياء ولا نفاق ومساومات… ومَن تتبّع سيرة أصحاب الحسين لا يجد لإخلاصهم وعزمهم نظيراً بين الشهداء، وأتباع الأنبياء، كما لا يجد شبهاً لتضحيات الحسين في التأريخ كلّه»[26].

7ـ بدرٌ والطف

ذكر المؤلِّف هنا وجه الشبه بين معركة بدر ومعركة الطف، فبيّن أنّه «كان أصحاب الرسول(صلى الله عليه واله) في بدر ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً، وكان المشركون ألف رجل، وكان أصحاب الحسين(عليه السلام) في كربلاء ثلاثة وسبعين، وجيش العدو ثلاثين ألفاً أو يزيدون، وقال النبيّ(صلى الله عليه واله) لقريش يوم بدر: خلّوني والعرب، فإنّ أكُ صادقاً كنتم أعلى بي عيناً، وإن أكُ كاذباً كفتكم ذؤبان العرب أمري، فارجعوا.

فأبوا عليه إلّا القتال، وقال الحسين(عليه السلام) لجيش ابن زياد: كتبتم إليّ أن قد أينعت الثمار واخضرّ الجناب، وإنّما تقدم على جنود مجنّدة، فأقبل. فإن كنتم كرهتموني فدعوني أنصرف عنكم إلى مأمني من الأرض. فأبوا عليه كما أبى المشـركون على جدّه من قبل… وكان أصحاب الرسول يوم بدر يتسابقون إلى الموت؛ ليصلوا إلى أماكنهم في الجنة…

وهكذا كان الرجل من أصحاب الحسين يستقبل الرماح والسيوف بصدره ووجهه؛ ليصل إلى مكانه في الجنة… وانتشر الإسلام بعد غزوة بدر، وتحرّر الضعفاء من سيطرة الأقوياء، وولد بكربلاء مبدأ جديد، هو الإيمان بأنّ الموت في سبيل الحقّ خير من الحياة مع المبطلين، وقضى هذا المبدأ على الأُمويين وسلطانهم الجائر»[27].

8ـ السيّدة زينب رمزٌ لشيء عميق الدلالة

ذكر المؤلِّف هنا موضوع احتفال أهل مصر بمولد السيّدة زينب(عليها السلام)، وكيف يحتشد الناس من الرجال والنساء، ورغم صعوبة الطقس والبرد الشديد فلا يمنعهم ذلك من الحضور والاحتفال بمولد السيّدة(عليها السلام)، وممّا ذكر في ذلك: «يحتفل المصريون في كلّ عام بمولد السيّدة زينب، وتجتمع الحشود لهذه الغاية في مسجدها بالأُلوف.

وكتب محرّر مجلّة (الغد) مقالاً خاصّاً بهذه المناسبة عن السيّدة، قال: طوال ثلاثة أسابيع في الشهر الماضي، وكانت حشود من الرجال والنساء والأطفال تتّجه إلى حيّ السيّدة، وتظلّ تلك الحشود الكبيرة ساهرة رغم البرد الشديد حتّى الفجر، وسط الأنوار الزاهية، أُلوف من الناس تستمتع فعلاً بالمولد الكبير لبطلة كربلاء… زينب أُخت شهيد الإسلام الخالد الحسين بن علي[28]…

ومرّة أُخرى نقول مع محرّر المجلّة: إنّ السيّدة زينب رمزٌ لشيء عميق الدلالة، إنّها لكلمة بالغة، ما أنطق بها الكاتب إلّا الحقّ، وإلّا عظمة السيّدة، إنّها لكلمة تحمل من المعاني ما تضيق عنها المجلّدات، وكلّ مآثر أهل البيت الطاهر لا تتّسع لها الكتب والأسفار»[29].

القسم الثاني: مع بطلة كربلاء

يذكر الشيخ مغنية سبب تأليفه لكتاب (مع بطلة كربلاء) بما نصه: «فقد رغبت إليّ إحدى دور النشـر والتوزيع أن أضع لها كتاباً في السيّدة زينب بنت أمير المؤمنين (عليها وعلى آبائها أفضل الصلاة والسلام)، فقلت لصاحب الدار: إنّ الذين ألّفوا في هذا الموضوع لم يقصّروا، ولم يتجافوا عن الغاية المنشودة من التأليف، بل بعض هؤلاء قد اجتذب إليه القرّاء، واستقبلوا كتابه أحسن استقبال، فقال:

إنّك كتبت في فضائل أبيها أمير المؤمنين، مع أنّ غيرك كتب، واجتذب إليه القرّاء، فتوكّلت على الله(عز وجل)، وكتبت هذه الصفحات، وحاولت ـ ما أستطيع ـ أن أُضيف إلى ما كتبوا أشياء لها أهمّيتها، على أن لا أُضايق القارئ بذكر مطوّلات منقولة من هنا وهناك، وإذا كتب البعض تملّقاً للجمهور، أو رغبة في شيء يطلبه، فإنّ هدفي الأوّل والأخير أن أُوحي إلى القارئ الشعور بعظمة السيّدة وآل بيت الرّسول(صلى الله عليه واله)…

هذا مع العلم بأنّ كلّ مَن كتب في فضائل أهل البيت ومناقبهم ـ منذ البداية حتّى اليوم ـ لم يتجاوز المرحلة الأُولى، ولن يتجاوزها مهما أطنب وأطال، ولا أعرف أحداً عرض هذا الموضوع عرضاً وافياً، حتّى العلّامة المجلسي في بحاره وأنواره، والسرّ هو طبيعة الموضوع، فإنّه أسمى وأعظم من أن تصل العقول إلى كنهه وحقيقته،

وقد سبق أن كُتب خمسة كتب في أهل البيت وفضائلهم ما عدا هذا الكتاب، وهي في مجموعها تعبّر عن عظمتهم تعبيراً جزئيّاً، أو قل: إنّها ليست تصويراً لتلك العظمة، وإنّما هي مجرّد إقرار واعتراف بمنزلتهم ومكانتهم، وكذلك هذه الصفحات، إن هي إلّا إقرار واعتراف بعظمة بنت الوحي والنبوّة»[30].

وقد طرح في هذا الكتاب أو الجزء الموضوعات التالية:

1ـ نسب السيّدة زينب(عليها السلام)

ذكر الشيخ مغنية هنا نسب السيّدة زينب(عليها السلام)، فذكر اسم الأب والأجداد والأُمّ والإخوة والأخوات والأعمام، ثمّ تطرّق لذكر نسب أبيها علي(عليه السلام) بشيء من التفصيل، حيث ذكر قضية إسلام أبي طالب، فأجاب عن مواضع الخلاف بين الطائفتين فيما يخصّ إسلام أبي طالب،

ثمّ عرّج على ذكر نسب السيّدة فاطمة بنت أسد، ثمّ ذكر موضوع الانتساب إلى النبيّ(صلى الله عليه واله)، وشرف ذلك الانتساب إلى أن ختم بقوله: «وبالتالي؛ فإنّ الانتساب إلى النبيّ بالاسم واللفظ يصحّ لمجرّد الولادة، أمّا الانتساب إليه بالروح، فيبحث ـ أوّلاً وقبل كلّ شيء ـ عن دلائله في النوايا والأعمال التي ترضي الله سبحانه، لا في سلسلة الآباء والأجداد»[31].

ثمّ ذكر حياة السيّدة زينب(عليها السلام) في بيت أُمّها فاطمة(عليها السلام)، ثمّ خصّ جعفراً الطيّار بموضوع تطرّق فيه لبيت أبي طالب وإسلامه، وأخلاقه، ومنزلته عند الله ورسوله(صلى الله عليه واله)، ثمّ تطرّق لموضوع الهجرة إلى الحبشة، واستشهاده، ثمّ انتقل إلى بيان شيء من حياة عبد الله بن جعفر[32].

2ـ زواج السيّدة زينب(عليها السلام)

تطرّق الشيخ مغنية لموضوع زواج السيّدة الحوراء(عليها السلام)، وقد شبّه قضية زواجها بزواج أُمّها الزهراء(عليها السلام) حيث قال: «حين بلغت الزهراء مبلغ الزواج كثر طلّابها، فرفضهم النبيّ جميعاً؛ لعدم الكفاءة، وزوّجها عليّاً؛ لأنّها منه، وهو منها، وهما من النبيّ في الصميم، ونفس الشيء حصل لابنتها الحوراء، طلبها كثيرون، فردّهم الإمام، وزوجها ابن أخيه عبد الله، ومن أوْلى بها منه، وهو ابن عمّها للأب والأُم، وسبق أبوه جعفر الطيّار إلى الإسلام، وهاجر وجاهد واستُشهد في سبيله»[33].

ثمّ ذكر المؤلِّف موضوعات متعلّقة بهذا الجانب، منها شرف المصاهرة، حيث يقول: «وإذا لم يكن النبيّ جدّاً لأولاد جعفر، فإنّه لهم بمنزلة الأب والجد، وهو وليهم في الدنيا والآخرة، ولا شيء أحبّ إلى الجدّ من اقتران أحفاده بعضهم ببعض، لأنّ في ذلك تأكيداً لنسله، وامتداداً لنوع من وجوده»[34].

ثمّ عرّج المؤلِّف على ذكر حياتها الزوجيّة ببعض التفاصيل، وذكر أولادها وعددهم واستشهادهم[35]، وأجاب أيضاً عن عدّة تساؤلات فيما يخصّ زوجها عبد الله، وعدم خروجه لكربلاء، حيث قال في ذلك: «والذي نعتقده أنّ عبد الله بن جعفر كان مطيعاً للإمامين الحسن والحسين بعد عمّه، وأنّه لم يخالف لهما أمراً… ولكن الحسين(عليه السلام) لم يلزمه بالخروج، ولم يوجب عليه ذلك، بل ترك له الخيار… ولو أنّ الحسين أوجب عليه الخروج لأسرع إلى الإجابة…»[36].

3ـ المصائب والأحزان

ذكر المؤلِّف في هذا القسم المصائب التي جرت على السيّدة الحوراء(عليها السلام)، وذكر أنّه «شاءت الأقدار أن تلقي بالسيدة الحوراء(عليها السلام) في أحضان المصائب والأحزان منذ الطفولة إلى آخر يوم في حياتها، فمَن يقف على سيرتها يجد سلسلة من حلقات متّصلة من الآلام منذ البداية حتّى النهاية…

شاهدت زينب وفاة جدّها الرسول، وما تركه من آثار، وشاهدت محنة أُمّها الزهراء، وندبها لأبيها في بيت الأحزان… وشاهدت قتل أبيها أمير المؤمنين(عليه السلام)، وأثر الضربة في رأسه، وسريان السمّ في جسده الشريف… وشاهدت أخاها الحسن أصفر اللّون، يجود بنفسه، ويلفظ كبده قطعاً من أثر السم…

أمّا ما شاهدته في كربلاء، وحين مسراها إلى الكوفة والشام مع العليل(عليه السلام) والنساء والأطفال، فيفوق الوصف، وقد وضعت فيه كتب مستقلّة، هكذا كانت حياة السيّدة… حياة مشبعة بالأحزان، متخمة بالآلام، لا تجد منها مفرّاً ولا لها مخرجاً… وبعد، فإنّ الأحداث التي مرّت بالسيّدة زينب لفتت إليها الأنظار، فتحدّث عنها المؤرّخون وأصحاب السير في موسوعاتهم، ومنهم من وضع في سيرتها كتباً مستقلّة، وأشاد الخطباء بفضلها وعظمتها من على المنابر، ونظم الشعراء القصائد في أحزانها وأشجانها وصبرها وثباتها»[37].

وتطرّق المؤلِّف ـ هنا أيضاً ـ إلى موضوعات أُخرى، منها: نوايا يزيد، الحسين ومعاوية، فوران الحقد، الخروج بالنساء، في الكوفة والشام، الدعوة لأهل البيت، صور من كربلاء، ابتسام الحسين، المرتزقة، لحظات في نور أُم هاشم، شأن أهل البيت، أدب الشيعة[38].

4 ـ قبر السيّدة

تطرّق الشيخ هنا إلى تاريخ وفاة السيّدة زينب(عليها السلام)، ومكان قبرها، فقال: «انتقلت السيّدة إلى جوار ربّها في (15 رجب سنة 65هـ)، فعاشت بعد أخيها الحسين (4 سنوات و6 أشهر و5 أيام)، وقيل: إنّها أوّل مَن لحق به من أهل بيته(عليهم السلام).

واختلفوا في قبرها على عدّة أقوال، منها: إنّها دُفنت في مدينة جدّها رسول الله(صلى الله عليه واله)… القول الثاني: إنّها دُفنت في قرية بضواحي دمشق… القول الثالث: إنّها دُفنت في مصر»[39].

ولم يرجّح الشيخ مغنية أحد الآراء في مكان دفنها، واكتفى بالقول: «ويلاحظ أنّ علماءنا الذين عليهم الاعتماد، كالكليني والصدوق والمفيد والطوسي والحلّي، لم يتعرّضوا لمكان قبرها، حتّى نرجِّح بقولهم ـ كلاً أو بعضاً ـ أحد الأقوال الثلاثة، فلم يبقَ إلّا الشهرة بين الناس، ولكن الشهرة عند أهل الشام تعارضها الشهرة عند أهل مصر، وهكذا لا يمكن الجزم بشيء…»[40].

القسم الثالث: مقالات في أهل البيت(عليهم السلام)

في هذا القسم من الكتاب ذكر المؤلِّف عدداً من المقالات التي تخصّ أهل البيت(عليهم السلام) لعدّة كتّاب ومفكرين، وأهمّ ما جاء في هذه المقالات من موضوعات ما يلي:

1ـ الحسين(عليه السلام) ومعنى الاستشهاد

ذكر الشيخ مغنية هذه المسرحية التي كتبت بقلم كمال النّجمي، قائلاً: «في طباعة كويتية أنيقة، صدرت هذه المسـرحية الشعرية، ذات الفصول الخمسة، والمناظر العشـرين، طباعتها كويتية؛ لأنّ مؤلّفها الشاعر المصـري الشاب محمّد العفيفي مقيم في الكويت… عنوان المسرحية الجديدة: (هكذا تكلّم الحسين)… الحقيقة أنّ العفيفي كان يسعه أن يسمّي مسرحيته: (هكذا فعل الحسين)، لولا أنّ الحسين حين قال فعل، فكلامه كان دعوة إلى عمل، وبداية عمل، ودفاعاً عن عمل، وفي النهاية مشى إلى الحرب ليصبح كلامه حياةً وموتاً، مقاومةً واستشهاداً!

أراد الشّاعر أن يبيّن بالفعل أو بالدراما أنّ الكلمة حين تنبعث مخلصة صادقة، لا تنطفئ في العواصف، بل تتضوأ عملاً ونجاحاً، أو تشتعل مقاومة واستشهاداً، وإذا فاتها الصدق والإخلاص، فما أفدح الكارثة، وما أرخص الكلام!…

والإمام الحسين بن علي ـ بطل المسرحية ـ شخصية تأريخية لا يجهلها أحد، وما زال التأريخ مهجراً خصباً للشعر المسرحي في العالم كلّه قديماً وحديثاً… ومسـرحيّة (هكذا تكلّم الحسين) تعود بنا سياسياً وفكرياً إلى القرن الأوّل الهجري، ولكنّها تقف على خشبة عصرنا بمضمون لم يستنفذ أغراضه، فضلاً عن أنّها بغير هذا المضمون الإنساني الشامل قادرة على مخاطبة جمهور ديني خاصّ، هو جمهور الشيعة، ومأساة الحسين جرح في قلب هذا الجمهور لا يندمل.

تدور المسرحية حول الصراع بين الإمام الحسين بن علي وبين الخليفة يزيد بن معاوية… كان الحسين مناضلاً بالقول والعمل على طريقة المسلمين الأوّلين… الحسين خرج يتكلّم، ويرشد الناس، ويردع المفسدين ويجادلهم… ثمّ مشى إلى الحرب، ليصبح كلامه حياةً وموتاً، مقاومةً واستشهاداً»[41].

2ـ السيّدة زينب(عليها السلام)

هذا المقال بهذا العنوان لكاتبه محمود يوسف كان خاصاً بالسيّدة زينب(عليها السلام)، ذكر فيه مولدها وحياتها مع عائلتها المطهّرة، وملخّص ما جاء في هذا المقال: «السيّدة زينب (رضي الله عنها) من هذه الذرّية الطاهرة الصالحة المؤمنة، أُمّها فاطمة الزهراء بنت الرسول (عليه الصلاة والسلام)، وأبوها علي بن أبي طالب (كرّم الله وجهه)، ولدت في شعبان من السـنة الخامسة للهجرة، فحملتها أُمّها وجاءت بها إلى أبيها، وقالت: سمِّ هذه المولودة. فقال لها(عليه السلام): ما كنت لأسبق رسول الله(صلى الله عليه واله).

وكان في سفرٍ له، ولـمّا جاء النبيّ وسأله عن اسمها، قال: ما كنت لأسبق ربّي. فهبط جبريل يقرأ على النبيّ السّلام من الله الجليل، وقال له: اسم هذه المولودة زينب، فقد اختار الله لها هذا الاسم…

وللسيّدة زينب في طفولتها مواقف تريح النفس، وتطمئن الحسّ، وتبشر بمستقبل لها عظيم… وقدّر للسيّدة زينب أن تفقد جدّها (صلى الله عليه واله) وهي في الخامسة من العمر، وفقدت أُمّها الزهراء بعد ذلك بشهور قلائل، فحزنت ـ وهي الصبية الصغيرة ـ عليها حزناً شديداً، وعندما بلغت سنّ الزواج طلبها شباب هاشم وقريش، واختار لها والدها عبد الله بن جعفر.

وكُتِب على السيّدة زينب الجهاد مع الحسين(عليه السلام)، وتتابعت قتلى بني هاشم… وتحرّك موكب الأسرى والسبايا من آل البيت النبوي الشريف… وذهبت السيّدة زينب إلى المدينة، وكان وجودها فيها كافياً لأن تلهب المشاعر، وتؤلِّب الناس على الطغاة، فأُخرجت من المدينة بعد أن اختارت مصر داراً لإقامتها»[42].

3ـ ثأر الله

ذكر الشيخ مغنية هذا المقال للكاتب أمير إسكندر، يتكلّم فيه عن خروج الإمام الحسين(عليه السلام) إلى العراق، وسبب ذلك الخروج، وما واجهه من عذاب ومعاناة في تلك الرحلة، وكيف آلت الأُمور إلى مقتله(عليه السلام)،

وملخّص ما جاء في المقال: «منذ ثلاثة عشر قرناً خرج الحسين من أرض الحجاز متوجِّهاً صوب العراق، ملبّياً نداء أهلها؛ كي يُعلي كلمة الله الحقيقية، كلمة الحقّ والعدل والحرية… رحلة عذاب طويلة ومجيدة، ما كان يقوى عليها سوى أصحاب الرسالات وحدهم، ناضل فيها الحسين بالكلمة والسيف معاً… قُتل الحسين… ولكنّه أمسى في عصره وفي كلّ العصور نداء يصرخ في المؤمنين والمناضلين، من البسطاء والفقراء…

أيمكن أن نعثر في تراثنا على قصّة خروج الحسين واستشهاده، لنستلهم منها العبرة والمثل والقدرة على الفداء؟ هل يمكن للفنّان الذي يعيش بفكره ووجدانه هذه القصّة، أن يقاوم في نفسه الرغبة العميقة والمخلصة في تجسيد أحداثها بوسيلته الخاصّة، أيّاً كانت: شعراً، أو لوناً، أو نغماً، أو حركةً، أو هذه كلّها معاً؟…

هكذا صنع شاعر كبير هو عبد الرحمن الشرقاوي، وهكذا صنع مخرج مسرحي كبير هو كرم مطاوع، لقد كتب الشرقاوي مأساة الحسين أو ملحمته في مسرحية شعرية هي بالتأكيد آخر نقطة بلغها في رحلته الفكرية والفنية… وتناولها كرم مطاوع من بعده، فركّز فصولها، وكثّف مشاهدها، حتّى يمكنه تجسيدها على خشبة المسرح…

وأنا لا أكتب في هذا السطور نقداً للنصّ المسرحي المنشور في كتاب، أو للعرض المسـرحي… أُريد أن أشير إلى رحلة هذه المسرحية الطويلة خلف كواليس المسرح، وهي رحلة حافلة بأشدّ ألوان العذاب للفكر والضمير… فمسرحية الحسين تتعرّض الآن مثلما تعرّض الحسين نفسه في الماضي للتنكّر والإنكار! وهي توشك أن تلقى مصيره الدامي، مختنقة وسط حصاد قوى غريبة، تسلك سلوكاً غير مبرّر وغير مفهوم»[43].

4ـ معنى الاحتفال بمولد السيّدة: المثال لعظمة الفداء، وسيادة الحبّ، والداعية إلى وحدة الصفوف

جاء هذا المقال عن احتفال أهل مصـر بمولد السيّدة زينب(عليها السلام)، وحفيدة النبيّ(صلى الله عليه واله) من ابنته فاطمة الزّهراء(عليها السلام)، فذكر الشيخ مغنية: «أنّ مئات الأُلوف من الناس يفدون إلى الحي الزينبي؛ للمشاركة في هذا الاحتفال، يقودهم إليه حبّ النبيّ(صلى الله عليه واله) وعترته، فالسيّدة زينب(عليها السلام) بضعة منه، وعطر من سيرته، وقبس من نوره…

وكان حظّ السيّدة زينب أن تكون المكرّسة لمواساة أخيها الإمام الحسين، وأن تمضي معه على طريق مأساته إلى آخرها… ولمّا أوت إلى المدينة لم تنثنِ عن ذكره حتّى ضجروا بها، وضجرت بهم، وطلبوا إليها أن تختار غير المدينة منزلاً، وجاءها نساء من بني هاشم وعلى رأسهنّ ابنة عمّها (زينب بنت عقيل) التي قالت لها مشفقة عليها: يا ابنة عمّي، قد صدقنا الله وعده، وأورثنا الأرض نتبوّأ منها حيث نشاء، وسيجزي الله الشاكرين… ارحلي إلى بلد آمن»[44].

وتطرّق الشيخ مغنية في هذا القسم إلى مقالات أُخرى كانت تحت عناوين متعدّدة، منها: (يسأل ابنته في العيد)، و(أهل البيت)، و(أصغر البنات)، و(الإمام علي)، و(الحسن)، و(الحسين)، و(أُمّ العواجز)، و(لحظات في نور أُم هاشم)، و(كتاب للإمام جعفر الصادق)، و(خلافة النبيّ(صلى الله عليه واله) لمن بات على فراشه)، و(الشعب المصري وآل البيت)، و(حقّ الجماعة يغلب حقّ النفس)، و(نظرة والنبيّ)[45].

خلاصة البحث

1ـ الحسين وبطلة كربلاء أحد الكتب الحسينيّة للشيخ محمّد جواد مغنية الذي تميّز بكثرة مقالاته ومؤلّفاته، خاصّة فيما يرتبط بالذبّ عن مذهب أهل البيت(عليهم السلام) (المذهب الشيعي).

2ـ أصل هذا الكتاب هو ضمّ أكثر من كتاب للشيخ مغنية تحت هذا العنوان، وتلك الكتب هي: (المجالس الحسينيّة) الذي طبع بعنوان (التضحية)، والذي ترجم للفارسية تحت عنوان (شيعة وعاشوراء)، والكتاب الآخر هو (مع بطلة كربلاء)، فصدر فيما بعد الاثنان معاً تحت عنوان (الحسين وبطلة كربلاء).

3ـ يشتمل الكتاب على ثلاثة أقسام رئيسة، كلّ قسم منها عبارة عن كتاب مستقل، وهذه الأقسام هي: المجالس الحسينية، مع بطلة كربلاء، مقالات في أهل البيت.

4ـ من معالم الكتاب الموضوعية التي تعامل بها الشيخ مغنية مع الشبهات والتساؤلات الموجّهة للمذهب الإمامي بشكل عام، وللقضية الحسينيّة بشكل خاص.

5ـ ومن معالم الكتاب أيضاً إرجاع المعلومات والأدلّة التي استدلّ بها الشيخ مغنية في ردوده إلى مصادرها الأوّلية، سواء العقائدية منها، أو الفقهية، أو التاريخية، وغير ذلك، وبمنتهى الدقّة.

6ـ كان القسم الأوّل من الكتاب الذي هو بعنوان (المجالس الحسينية) خاصّاً بالإجابة عمّا يجول في أذهان الشباب وغيرهم، وما يتساءلون عنه فيما يرتبط بإقامة الشيعة لعزاء الحسين(عليه السلام)، والبكاء، واصطحاب سيّد الشهداء(عليه السلام) للنساء والأطفال إلى أرض المعركة، وغير ذلك من التساؤلات.

7ـ وفي القسم الثاني الذي عنوانه (مع بطلة كربلاء) ذكر المؤلِّف سبب تأليفه لهذا الكتاب، وأنّه كان بسبب طلب إحدى دور النشر والتوزيع تأليف كتاب حول السيّدة زينب بنت أمير المؤمنين(عليهما السلام)، فقام بتأليفه وجعله خاصّاً بها، وبكلّ ما يتعلّق بحياتها(عليها السلام).

8 ـ والقسم الثالث من الكتاب تحت عنوان (مقالات في أهل البيت)، ذكر فيه الشيخ مغنية عدداً من المقالات لمختلف الكتّاب والمفكّرين، ترتبط بأهل البيت(عليهم السلام) بشكل عام.

المصادر والمراجع

* القرآن الكريم.

أبو الشهداء الحسين بن علي، عبّاس محمود العقاد، دار النهضة للطباعة، مصر.
الاختصاص، أبو عبد الله محمّد بن النعمان العكبري البغدادي، الملقّب بالشيخ المفيد (ت413هـ)، تحقيق: علي أكبر الغفاري، السيّد محمود الزرندي، جماعة المدرسين في الحوزة العلمية، قم المقدّسة ـ إيران، الطبعة الثانية، 1414هـ/1993م.
الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان العكبري البغدادي، المعروف بالشيخ المفيد (ت413هـ)، تحقيق: مؤسّسة آل البيت(عليهم السلام)، دار المفيد للطباعة والنشـر، الطبعة الثانية، 1414هـ/1993م.
الإصابة في تمييز الصحابة، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود، وعلي محمّد معوض، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأُولى، 1415هـ.
بلاغات النساء وطرائف كلامهنّ وملح نوادرهنّ وأخبار ذوات الرأي منهنّ وأشعارهنّ في الجاهلية وصدر الإسلام، مطبعة مدرسة والدة عباس الأوّل، القاهرة، 1326هـ/1908م.
تاريخ الأُمم والملوك، أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري (ت310هـ)، تحقيق: محمّد أبو الفضل إبراهيم، دار المعارف ـ مصر، الطبعة الثانية.
تاريخ اليعقوبي، أحمد بن أبي يعقوب المعروف باليعقوبي (ت292هـ)، طبع: مدينة ليدن ـ مطبعة بريل(1883م).
تجارب محمّد جواد مغنية بقلمه وأقلام الآخرين، محمّد جواد مغنية، إعداد: عبد الحسين مغنية، أنوار الهدى، الطبعة الأُولى، 1425هـ.
جمل من أنساب الأشراف، أحمد بن يحيى بن جابر بن داود البلاذري (ت279هـ)، تحقيق: سهيل زكار، ورياض الزركلي، دار الفكر، بيروت، الطبعة الأُولى 1417هـ/1996م.
الحسين(عليه السلام) وبطلة كربلاء، الشيخ محمّد جواد مغنية، تحقيق: سامي الغريري الغراوي، مؤسّسة دار الكتاب الإسلامي، الطبعة الأُولى، 1426هـ/2005م.
الخصال، أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي (ت381هـ)، تحقيق: علي أكبر الغفاري، 1403 هـ.
السيرة النبوية، محمّد بن إسحاق بن يسار المطلبي المدني (ت151هـ)، تحقيق: أحمد فريد المزيدي، دار الكتب العلمية، بيروت ـ لبنان، الطبعة الأُولى، 1424هـ/2004م.
شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار، أبو حنيفة النعمان بن محمّد التميمي المغربي (ت363هـ)، مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين ـ قم المقدّسة.
الكامل في التاريخ، علي بن أبي الكرم محمّد بن محمّد المعروف بابن الأثير (ت630هـ)، تحقيق: أبو الفداء عبد الله القاضي، دار الكتب العلمية، بيروت ـ لبنان، الطبعة الأُولى 1407هـ/1987م.
المجالس الحسينية، محمّد جواد مغنية، دار الكتاب الجديد ودار الجود، بيروت ـ لبنان، الطبعة الثانية 1424هـ/2003م.
مجموعة وفيّات الأئمة(عليهم السلام) ويليه وفاة السيدة زينب(عليها السلام)، مراجع من العلماء الأعلام، دار البلاغة ـ لبنان، الطبعة الأُولى، 1412هـ/1991م.
محمّد جواد مغنية فقيه مجدّد، مهدي أحمدي، تعريب: عبد الحسن نجفي بهبهاني، تحقيق: محمّد جاسم الساعدي، المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، المعاونة الثقافية، طهران ـ إيران، الطبعة الأُولى 1428هـ/2007م.
المعجم الكبير، أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني (ت360هـ)، تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي، مكتبة ابن تيمية، القاهرة.
مقتل الحسين(عليه السلام)، أبو المؤيد الموفق أحمد المكّي أخطب خوارزم (ت٥٦٨هـ)، تحقيق: محمد السماوي، دار أنوار الهدى، قم ـ إيران، الطبعة الأُولى، ١٤١٨هـ.
مناقب آل أبي طالب، شير الدين أبو عبد الله محمّد بن علي بن شهر آشوب (ت588هـ)، المطبعة الحيدرية، النجف، 1375هـ/1956م.
ناسخ التواريخ (حياة الإمام سيّد الشهداء الحسين(عليه السلام))، تحقيق: سيّد علي جمال أشرف.

المجلات

مجلّة الغد المصرية: العدد1و 2، فبراير 1959م مقال: (مولد السيّدة وأعياد الأُمّة العربية).

المواقع الإلكترونية

زينب الكبرى(عليها السلام)، جعفر النقدي، نسخة الكترونية على موقع (مساحة حرّة): www.masaha.org/book/3360.
محمد جواد مغنية.. الكفاح في رحلة العلم والعطاء، محمد طاهر الصفار، على الموقع:

https://imamhussain.org/literature/26948.

 

الهوامش

[1] اُنظر: الصفار، محمد طاهر، )محمد جواد مغنية.. الكفاح في رحلة العلم والعطاء) على الموقع:

https://imamhussain.org/literature/26948.

[2] مغنية، الحسين(عليه السلام) وبطلة كربلاء: ص16.

[3] اُنظر: أحمدي، مهدي، الشيخ محمّد جواد مغنية فقيه مجدِّد: ص14ـ15.

[4] اُنظر: المصدر السابق: ص23ـ27.

[5] اُنظر: المصدر السابق: ص27ـ33.

[6] المصدر السابق: ص33ـ34.

[7] مغنية، محمد جواد، تجارب الشيخ محمّد جواد مغنية، (إعداد: عبد الحسين مغنية): ص146.

[8] اُنظر: أحمدي، مهدي، محمّد جواد مغنية فقيه مجدد: ص85.

[9] اُنظر: المصدر السابق: ص85 ـ 86.

[10] اُنظر: المصدر السابق: ص86 ـ 109.

[11] اُنظر: المصدر السابق: ص151ـ153.

[12] مغنية، محمد جواد، المجالس الحسينية: ص5.

[13] مغنية، محمد جواد، الحسين(عليه السلام) وبطلة كربلاء: ص19.

[14] المصدر السابق: ص19ـ20.

[15] المصدر السابق: ص27.

[16] المصدر السابق: ص27ـ 28. ومن الملاحظ عند متابعة المصادر التي اعتمدها المؤلِّف في المقام، وبعد مراجعة جملة منها تتضح دقّته العالية في النقل؛ مما ينبئ عن تثبّته وأمانته العلمية.

[17] المصدر السابق: ص43.

[18] المصدر السابق: ص44.

[19] اُنظر: المصدر السابق: ص45. من جملة المصادر المعتمدة من قبل المؤلِّف: تاريخ الطبري: ج5، ص443، ومقتل الحسين(عليه السلام) للخوارزمي: ج2، ص24. وبعد مراجعة هذه المصادر تبيّن أنّ المؤلِّف قد اعتمد على نسخ غير ما بأيدينا، بسبب اختلاف الطبعات لهذه المصادر وتعددها.

[20] المصدر السابق: ص48. استدل هنا المؤلِّف بما ذكره العقاد في كتابه (أبو الشهداء) من بيان لذكر فضائل الإمام الحسين(عليه السلام).

[21] المصدر السابق: ص51.

[22] هكذا وردت هذه الكلمة في المصدر المنقول عنه، ولعل تصحيفاً وقع فيها، وأنّ الأصل فيها هو: أراده.

[23] مغنية، الحسين(عليه السلام) وبطلة كربلاء: ص53ـ 56. اعتمد المؤلِّف على مصادر عدّة، منها: تاريخ الطبري: ج5، ومقتل الحسين(عليه السلام) للخوارزمي: ج2.

[24] المصدر السابق: ص 109ـ110.

[25] الشورى: آية7.

[26] مغنية، الحسين(عليه السلام) وبطلة كربلاء: ص111ـ112. واعتمد المؤلِّف هنا على مصادر، منها: مناقب آل أبي طالب: ج3، وتاريخ الطبري: ج5، وتاريخ ابن الأثير: ج3.

[27] المصدر السابق: ص123ـ127. اعتمد المؤلِّف هنا على مصادر تاريخية كثيرة، منها: تاريخ ابن الأثير: ج2، تاريخ الطبري: ج4، السيرة النبوية لابن هشام: ج2، تاريخ اليعقوبي: ج2.

[28] مجلّة الغد، العدد2، فبراير 1959م: ص9، تحت عنوان: (مولد السيّدة وأعيان الأُمّة العربية)، وقد تمّت مراجعة المصدر، ووجدنا أنّ المؤلِّف قد نقل النصّ دون أي اختلاف عن الأصل.

[29] مغنية، الحسين(عليه السلام) وبطلة كربلاء: ص177ـ190.

[30] المصدر السابق: ص259ـ260.

[31] المصدر السابق: ص284.

[32] اُنظر: المصدر السابق: ص284ـ307. اعتمد الشيخ مغنية في هذا الموضوع على مصادر عدّة، منها: أنساب الأشراف، تاريخ اليعقوبي، سيرة ابن إسحاق، وقد تمّت مراجعتها، وقد لوحظ أنّ هناك اختلاف في طبعات المصادر المعتمدة من قبله.

[33] المصدر السابق: ص309.

[34] المصدر السابق: ص309 ـ310.

[35] اعتمد المؤلِّف في هذا الموضع على عدّة مصادر، منها: زينب الكبرى للنقدي، ناسخ التواريخ لمحمّد تقي سبهر، شرح الأخبار للقاضي النعمان المغربي.

[36] مغنية، الحسين(عليه السلام) وبطلة كربلاء: ص309ـ315.

[37] المصدر السابق: ص321ـ328، اعتمد المؤلِّف في هذا الموضوع على عدّة مصادر أوّلية، وقد تمّ الرجوع إليها، وهي كالتالي: مناقب آل أبي طالب: ج1، ص233، الخصال للشيخ الصدوق: ص371، الاختصاص للشيخ المفيد: ص170. ولم أجد المطابقة من حيث ذكر أرقام الأجزاء وأرقام الصفحات؛ ولعل ذلك لاختلاف النسخ وتعدّد الطبعات.

[38] اُنظر: المصدر السابق: ص321ـ389.

[39] المصدر السابق: 395ـ396.

[40] المصدر السابق: ص397. اعتمد المؤلِّف هنا على مصادر أوّلية عدّة، وقد تمّت مراجعتها، فكان بعضها موافقاً لما بأيدينا من تلك المصادر، وذلك مثل: أنساب الأشراف: ج2، ص189، والبعض الآخر لم يكن موافقاً لاختلاف النسخ والطبعات، ككتاب: الكامل في التاريخ: ج3، ص397، تاريخ اليعقوبي: ج2، ص213، وغيرهما ممّا تمّ مراجعته.

[41] المصدر السابق: ص401ـ404. ولم يشر المؤلِّف في ذكر هذه المسرحية إلى أيّ مصدر.

[42] المصدر السابق: ص405ـ409. وقد اعتمد المؤلِّف هنا على عدّة مصادر أوّلية فيما يخصّ تسميتها’، وكلامها مع والدها علي(عليه السلام)، وكذلك كلامها في يوم عاشوراء، ومقاطع من خطبها’. ومن المصادر التي أشار إليها المؤلِّف: مناقب آل أبي طالب: ج3، 261، وبعد مراجعته وجدناه مطابقاً لما نُقل، وبلاغات النساء: ص28، وبعد مراجعته أيضاً كان الاختلاف برقم الصفحة، ولعلّ ذلك لاختلاف الطبعات، وأيضاً ما نقله بخصوص كلامها يوم عاشوراء، وعند سقوط أخيها الحسين(عليه السلام)، فكان عن الكامل في التاريخ: ج4، ص 36، وبعد مراجعته تبيّن أنّه في: ج3، ص434، وبالتأكيد هذا يعود لاختلاف الطبعة المعتمدة لديه عمّا في أيدينا.

[43] المصدر السابق: ص411ـ413. لم يشر المؤلِّف في هذا المقال إلى أيّ مصدر.

[44] المصدر السابق: 439ـ443. نقلاً عن وفيات الأئمّة: ص468. وقد تمّت مراجعة هذا المصدر، وتبيّن أنّه قد تمّ نقل النص من قبـل المؤلِّف كما هو في المصدر المنقول منه.

[45] اُنظر: المصدر السابق: ص417ـ461.

 

المصدر: مجلة الإصلاح الحسيني – السنة الثامنة 1442هـــ _ 2020 م – العدد الحادي والثلاثون

 

رابط تحميل الكتاب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign