دلالة الألفاظ عند العلامة الحلي..

دلالة الألفاظ عند العلامة الحلي.. قراءة أصولية في النص القرآني/ الدكتور جبار كاظم الملا

الاجتهاد: بحث علمي يبحث في دلالة الألفاظ عند العلامة الحلي القطب البارز في مدرسة الحلة الفقهية في النص القرآني على وفق المنهج الأصولي في اكتشاف المعنى الدال على الحكم من اللفظ القرآني ومعرفة السبل التي تتولى بيانها إن كانت الألفاظ غير واضحة ، ونعني بها المجملة والمؤولة التي تندرج تحت المتشابه. / بقلم: الأستاذ الدكتور جبار كاظم الملا

يُركّز هذا البحث على بيان دلالة الألفاظ عند العلامة الحلي (ت/ 726هـ) في حدود الآيات الكاشفة عن الحكم الشرعي (آيات الأحكام) التي هي مستند الفقيه في استنباط الحكم موضحا تقسيماته لها، سواء قسمة ثنائية كانت أم قسمة رباعية في إطارها النظري تارة، وفي إطارها التطبيقي تارة أخرى، منتهياً إلى أنَّ النص الشرعي (القرآني) وحدة بيانية واضحة الدلالة، إما بالأصالة، وإما بما يُصَيِّرُها كذلك، أي: أنَّ النص الشرعي ذو حَرَكيَّة، بمعنی: له قابلية التحرّك والسَّرَيان من دائرة (غير الوضوح) الدلالي إلى دائرة (الوضوح الدلالي)،

وبعبارة أخرى: إنه يتحرك من دائرة (المحكم) إلى دائرة (المتشابه)، ومن دائرة (المجمل) إلى دائرة (المبيَّن) بمتقضى مرجعيات تتولى ذلك البيان.

والمرجعيات هي القرآن نفسه، والبيانات الواردة عن أهل البيت”عليهم السلام”مع الاستعانة بالعقل في فهم دور تلك المرجعيات، وتطبيقها بإرجاع المتشابه لها لتشخيص دلالة المتشابه عن طريقها.

فالعلامة الحلي ناظر – في نطريته البيانية – إلى النص القرآني (التشريعي = فقه القرآن) عبارة عن دائرة بيانية، في بادئ الأمر نصفها (محکم = واضح الدلالة)، ويشمل (النص، والظاهر) ونصفها الآخر (متشابه = غیر واضح الدلالة)، ويشمل (المؤول، والمجمل) إلا أنه سرعان ما يتحول هذا النصف من الدائرة إلى محكم؛ لأنَّ المؤول بورود البيان عليه من القرآن نفسه أو من البيان الصادر عن أهل البيت “عليهم السلام” بتوسط العقل يصبح محكما أي: واضح الدلالة،

وبعبارة أخرى: يصبح مبیَّنا بغيره، وبقيام الدليل على حمل اللفظ على المعنى المؤول، وترك المعنى الظاهر؛ لعدم إمكان حمل اللفظ على المعنى الظاهر؛ لتعارضه مع العقل من جهة؛ ولتعارضه مع المحكم القرآني من جهة أخرى، يصبح المؤول واضحَ الدلالةِ، وبهذا يكون قد اكتمل النصف الثاني من دائرة البيان، إذ صارت الدائرة كلها بيانًا، أي: واضحة الدلالة على المعنى، وبمعرفة المعنى يتضح الحكم.

صدر حديثا كتاب: التأصيل والتجديد في مدرسة الحلة الفقهية + تحميلpdf

المقدمة:

قد عنيَ العلامة الحلي في كتبه الأصولية عناية فائقةً بدلالة الألفاظ، ولا سيما في دائرة (النص التشريعي = آيات الأحكام)؛ لأنّها مدار البحث الأصولي في إثبات حجيتها، ومدار بحث الفقيه في الاستناد إليها في استنباط الحكم وبنائه عليها بناءً عقليًا، وقد اخترتُ هذا الموضوع لأسباب منها:

أنّ عرض دلالات الألفاظ عند العلامة الحلي ينبئ عن نظرية بيانية بحاجة إلى إظهار، وكشف النقاب عن معطياتها، و أن تقسيماته ما زالت متداولة عند المتأخرين والمعاصرين.

والبحث يهدف إلى أمور عدة منها:

أن الفقيه لا يغادر الدليل الاجتهادي الأول (الكتاب) إلا بعد حصول اليأس عند الفحص عن تحصيل الدليلى القرآني على الواقعة التي تتطلب حُكماً، وهو أمرٌ لا يتمُّ إلا إذا كان الفقيه الباحث على درايةٍ تامةٍ بدلالةِ اللفظِ القرآني، وبحكم دلالة كل لفظ، وحجية كل دلالة من تلك الدلالات.

وقد جاء البحث لبيان أن النص القرآني في دائرة الأحكام (آيات الأحكام) في نهاية المطاف على بساط البحث الفقهي هو دائرة بيانية، أي: واضحة الدلالة، وإن كان بعضها متشابها أو مجملا.

وقام البحثُ على مقدمة ومبحثين، ثم الخاتمة، ونتائج البحث، وثبت المصادر والمراجع.

أما المبحث الأول، فهو بعنوان تقسيم العلامة لدلالة الألفاظ،

وقد تضمن مطلبين،

أما المطلب الأول: فقد كان بعنوان: التقسيم الرباعي الدلالة الألفاظ،

وتضمن أربعة فروع هي:

الفرع الأول: دلالة النص، والفرع الثاني: دلالة الظاهر، والفرع الثالث: دلالة المؤول، والفرع الرابع: دلالة المجمل،

وأما المطلب الثاني ، فقد كان بعنوان: التقسيم الثنائي لدلالة الألفاظ،

وتضمن فرعين:

الفرع الأول: دلالة المحكم، والفرع الثاني دلالة المتشابه،

وأما المبحث الثاني فقد كان بعنوان: نظرية البيان عند العلامة الحلي،

وتضمن مطلبين:

أما المطلب الأول فهو: الجانب النظري لنظرية البيان،

وتضمن فرعين:

الأول: المرحلة الأولى لنظرية البيان، والثاني: المرحلة الثانية لنظرية البيان،

وأما المطلب الثاني، فهو الجانب التطبيقي لنظرية البيان وتضمن أربعة فروع:

الأول: نموذج النص، والثاني: نموذج الظاهر، والثالث: نموذج المؤول، والرابع: نموذج المجمل.

وإنَّ البحث قام على المنهج الاستقرائي لتلك الدلالات عند العلامة وعند المتأخرين والمعاصرين من الأصوليين؛ لإثبات أنها ما زالت قيد الدرس على وفق ما ذكرت عند العلامة الحلي مع مراعاة المنهج المقارن في الجانب التطبيقي من البحث.

وانطلق البحث من فرضية كبرى مفادها أن النصَّ القرآني ولا سيما نصوص الحكم، وحدةٌ بيانيةٌ واضحةُ الدلالة، إما بالأصالة، وإما بمرجعيات تتولّی بیان ما لم يكن واضح الدلالة.

والبحث حدوده دلالات الألفاظ عند العلامة الحلي في الجانب النظري مع الاستئناس بسواهِ من الآراء في الجانب التطبيقي، ولا سيما في دلالة المجمل، ويمكنُ الافادة من هذا البحث في مجالات عدَّةٍ منها:

أصول الفقه، التفسير، الفقه، مدارس فقهية ، علوم القرآن، التفسير الفقهي، القواعد، الدلالة القرآنية، مباحث الألفاظ، ومباحث التعادل والترجيح بين الأدلة، الصلة بين علوم الشريعة، البحث القرآني بعامة، والبحث الفقهي القائم على الأصل القرآني بخاصة، والدراسات القرآنية.

ولم أجد في حدود تتبعي بحثا تناول (دلالات الألفاظ عند العلامة الحلي) بدراسة مستقلة، على الرغم من كثرة الدراسات التي تناولت العلامة الحلي من حيثيات متعددة عقائدية، فقهية، أصولية، لذا هي دراسة بكرٌ في هذا الباب لم يسبقنا إليها أحد، وإن تناول الباحثون مباحث الألفاظ في دراساتهم الأصولية عن العلامة الحلي(1).

وقام البحث على مصادر عدة، أولها مصنفات العلامة الحلي ذات الطابع الأصولي، وذات الطابع العقائدي: لأنها نظَّرت لدلالة المؤول من الجانب العقلي، والمصادر الأصولية الأخرى لمن سواه لتأييد النماذج على وفق تلك الدلالات، وقد توصل البحث إلى نتائج مهمة لخَّصها الباحث في الخاتمة.

تحميل البحث

دلالة الألفاظ عند العلامة الحلي

 

 

المصدر: مجلة المحقق – المجلد الأول- العدد الثاني- 1438هـ 2017م

 

البحث الدلالي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky