الاجتهاد: أصدر كبار مراجع الشيعة، برقيات تعزية بمناسبة وفاة مولانا الدكتور السيد کلب صادق نقوي الذي كان يعتبر من كبار رجال الدين الشيعة في الهند اشتهر بسبب خدماته الخيرية والتعليمية وجهوده في سبيل الوحدة بين الشيعة وبين السنة وكذلك التعايش السلمي بين سكان الهند.
فقد أصدر المرجع الديني الأعلى سماحة آية الله السيد علي السيستاني “دام ظله”، مساء يوم الخميس، برقية تعزية بهذه المناسبة، جاء فيها:
تلقينا بألم وأسى نبأ رحيل العالم الجليل والخطيب القدير الدكتور السيد کلب صادق نقوي (طاب ثراه).
إن الراحل بذل كل ما في وسعه على مدى عدة سنوات في سبيل نشر المعارف الإسلامية والنهوض بالمؤمنين في الهند فكريا وعلميا وقد تحمل الكثير من المتاعب في هذا السبيل. جزاه الله أحسن جزاء المحسنين.
وإذ نعزي أسرته الكريمة وكافة إخوتنا وأخواتنا في الإيمان بمدينة لكناو ومدن الهند بفقدان هذا العالم المثقف، نسأل الله له علو الدرجات وأن يمنّ على جميع ذويه بالصبر الجميل والأجر الجزيل. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وكان مولانا الدكتور کلب صادق نقوي ، توفي مساء يوم الثلاثاء عن عمر ناهز الـ 83 عاما في مدينة لكناو الهندية، عرف عنه تسامحه الديني وخدماته التعليمية للمسلمين الهند.
تولى منصب نائب رئيس مجلس قانون الأحوال الشخصية للمسلمين في الهند، وتمتع بهوية مميزة ليس فقط في لكناو بل في جميع أنحاء العالم كرجل دين شيعي قضى حياته كلها في السعي من أجل تعزيز التعليم والتعايش السلمي.
ولد مولانا صادق عام 1939 في لكناو في أسرة عالمة. والده مولانا كلب حسين وشقيقه مولانا كلب عابد، وكلاهما كان لهما مكانة قوية في المجتمع الشيعي الهندي، وبجانب دراسته الحوزوية في مدارس الهند، حصل على درجتي الماجستير والدكتوراه باللغة العربية من جامعة عليكرة الإسلامية.
وبصرف النظر عن كونه مدرسًا دينيًا مسلمًا، كان مولانا صادق أيضًا مصلحًا اجتماعيًا جادًا جدًا بشأن التعليم وأنشأ العديد من المؤسسات التعليمية والخيرية في لكناو، وقاد الكثير من المبادرات في مجال التعليم والوحدة بين الشيعة والسنة، وكان يقنع ويقود الطائفتين الشيعية والسنية للصلاة معًا، كما كان ينادي بالوحدة الهندوسية الإسلامية.
وبالإضافة إلى الدراسات الدينية، درس اللغة الإنجليزية وأتقنها مما جعله مسموعًا في جميع أنحاء العالم، وربما كان أول رجل دين من الهند يلقي الخطب في ذكرى عاشوراء الإمام الحسين، عبر العالم خاصة باللغة الإنجليزية.
جنازة حاشدة وتعزيات علمائية ورسمية واسعة
طبقا لوصية الراحل، صلى الجنازة عليه ممثل آية الله الخامنئي بالهند وسط حضور رسمي وجماهيري كبير، حيث وارى جسده الثرى في مقبرة مدينة لكناو، يوم الأربعاء.
وإلى جانب التعزيات الرسمية من كبار قادة الهند ومنهم الرئيس الهندي رام ناث كافاند، ورئيس الوزراء مودي، ووزير الدفاع، أصد كبار مراجع الشيعة تعزيات بوفاته.
فقد عزى المرجع الديني آية الله بشير النجفي برحيل مولانا كلب صادق نقوي، وقال إن: “وفاته خسارة كبيرة، فهو كان مهتما بقضايا الأمة خاصة في الجانب المعرفي، وكنت على اتصال معه من خلال الرسائل الشفوية والمكتوبة، أدعوا الله تعالى أن يتقبل خدماته وأن يمكّن المؤمنين في الهند من مواصلة خدماته العلمية والاجتماعية في ظل الوحدة والانسجام”.
المرجع الديني صافي الكلبايكاني، قال في بيان تعزيته، إن الراحل كان عالما كبيرا مروجا لتعاليم القرآن وأهل بيت النبوة، وله كبير الفضل للمجتمع الشيعي، جمعتني معه علاقة قريبة فرأيته إنسانا متواضعا وزاهدا ومجاهدا كان يوجه عموم الناس إلى الصراط المستقيم بحسن أخلاقه.
كذلك أصدر المرجع الديني آية الله مكارم الشيرازي بيان تعزية قال فيه إنه تلقى نبأ وفاة زعيم شيعة الهند الدكتور كلب صادق نقوي بأسف كبير، فالراحل قاد شيعة الهند بأفضل شكل وخدم مدرسة أهل البيت بإخلاص، فأحبوه شيعة الهند وكانوا يفتحون صدورهم لكلماته وبياناته.
كما عزّى المرجع الديني آية الله السيد محمد علي علوي الجرجاني بوفاة الراحل الدكتور كلب صادق نقوي وقال سماحته أن المرحوم نقوي كان قد لعب طوال حياته دورًا مهماً في نشر المعرفة الدينية وتقوية ثقافة أهل البيت (ع) ، وتوسيع الخدمات الاجتماعية والطبية.
من جانبه أكد المرجع الديني آية الله نوري الهمداني إن العالم الراحل كلب صادق نقوي أفنى سنوات حياته بإخلاص وتفاني في سبيل ترويج ثقافة أهل البيت فكان مصدرا للخير، معزيا شيعة الهند بوفاته.
المصدر: شفقنا + الاجتهاد