خاص الاجتهاد: كتاب ( مصطلحات الفقه ) يكون المجلد الخامس والعشرون من مجموعة آثار آية الله الفقيد الشيخ علي المشكيني.
إن هذا التأليف أثر قويم ويعد من أحسن الآثار في مصطلحات الفقه الذي يمتازه عن غيره كما ذكر المحقق الجلفائي بعض وجوهه في تمهيد الكتاب ومن جملتها:
١. تبيين العناوين والمصطلحات في بدو البحث فرداً بفرد لمعانيها من حيث اللغة والاصطلاح عند الشرع أو المتشرعة، أو ما يراد منها في الفقه، على الترتيب المذكور غالباً.
۲. بيان موضوع العناوين الفقهية المرتبطة بها وأبعاد مسائلها و موارد استعمالها في الأبواب على نحو الإيجاز.
٣. ذكر أحكام المسائل، و إيضاح موارد الوفاق والخلاف حولها على الإجمال، وإشارة إلى بعض أدلتها أيضا.
4. و اشارة في بعض الموارد إلى اختلاف الفريقين أيضاً على الإجمال.
5. و إيضاح في كل من العناوين فروع الفقهية المرتبطة معها أيضا إلا ما شد و ندر.
و هكذا بيان رأيه الشخصي ذیل بعض المباحث أيضا على نحو الإيجاز.
في هذا الكتاب يتعرف أكثر من 190 عنوانا على ترتيب الحروف العربية.
أضاف المحقق (أحمدي الجفائي) “منهج التحقيق” في بداية الكتاب لأن يوضح تحقيقاته وتصحيحاته بالنسبة إلى أصل الكتاب الذي طبع في انتشارات الهادي بقم في سنة 1419هـ ق.
ذكر المصحح مراحل عمله في الكتاب بما تلي:
1. تقويم المتن وتصحيحه بمراجعتنا إلى سائر الكتب الفقهية والمصادر اللغوية.
۲. تخريج المنصوصات من الآيات و الروايات الواردة في المتن.
3. تخریج سائر ما نقله من الكتب اللغوية – عمدتهاء الصحاح، و المفردات للراغب، و المصباح المثير، و القاموس المحيط، و مجمع البحرين – و الآراء الفقهية و الأصولية و غيرها.
4. تنسيق المتن و الهوامش يجعل العلائم الموضوعة المتعارفة بين المحققين. .. تأليف مقدمة التصحيح كما تري.
5. تهيئة فهارس موضوعية و فنية مفيدة للمراجعين من المحققين و غيرهم.
يقول المؤلف في الأمر السادس من مقدمةالكتاب: الكتاب موضوع البیان حال مصطلحات الفقه وعناوین موضوعاته اللغوية و العرفية، وضعناه تسهيلا للأمر على من أراد الاطلاع على حالها، فقد ذكرنا تحت کل عنوان معناه اللغوي على نحو يتضح حاله، ثم المعنى الاصطلاحي لو كان له ذلك في الشرع أو عند المتشرعة أو في الفقه، ثم بينا موضع العنوان و موارد استعماله في مختلف أبواب الفقه، ثم ذكرنا الحكم أو الأحكام المترتبة عليه، و كونه مورد الخلاف و الوفاق بين أصحابنا.
و ربما أشرنا إلى حاله عند العامة أيضأ، ثم تعرضنا للفروع الهامة المتفرعة عليه لو كان ذا فروع و شعوب، و ربما تعرضنا لدليل المسألة أيضأ حسب اختلاف الموارد و اقتضاء الحال.
و بالجملة يهديك الكتاب في كل لفظ مستعمل في علم الفقه إلى معناه اللغوي و الاصطلاحي، و الحكم المترتب عليه في الشريعة، و البحث الواقع فيه عند الأصحاب و الفروع الهامة المتفرعة عليه في الفقه، و إلى دليله أحيانا.
ولعلك ترى إن تأمل بعين الإنصاف – كما أنت أهله – أن هذا المؤلف في الحقيقة فقه جامع کامل على ترتيب اللغة، حسن الترتيب، بديع البيان، واضح البرهان، مرصوص البنيان، شامل لجميع أبواب الفقه على نحو الإجمال غير المخل، و الإيضاح غير الممل، ولم أجد له نظيرة في كتب أصحابنا، و الحمد لله أولا وآخرة، و ظاهر و باطنة.
ترجمة موجزة للمؤلف:
ولد الراحل الميرزا علي أكبر فيض المعروف بالمشکیني في شهر «آذر» من الأشهر الشمسية من عام ۱۳۰۰ ش المصادف لشهر ربيع الثاني من عام ۱۳۶۰ هجري قمري. وكان مولده في قرية «الني» إحدى قرى مدينة «مشکین» الواقعة في محافظة اردبیل . و توفي في الشهر الخامس من عام ۱۳۸۹ ه. ش، المصادف للخامس عشر من شهر رجب عام ۱۹۲۸ ه.ق.
بدأ المراحل الأولى من دراسته في النجف الأشرف، حينما كان والده يدرس العلوم الدينية في تلك الحوزة المقدسة ، و بعد العودة إلى مسقط رأسه واصل دراسة العلوم الدينية على يد والده ، و بعد وفاة الوالد توجه إلى الحوزة العلمية في أردبيل لمواصلة دراسته، و استمر فيها لعدة أشهر، بيد أنه ما لبث أن قصد مدينة قم المقدسة لمواصلة الدراسة فيها ،
و حضر هناك دروس السيد محمد حجت کوه کمري ، و المحقق الداماد ، و السيد البروجردي ، و الإمام الخميني . و في هذه الفترة من حياته هاجر لمدة قصيرة إلى النجف الأشرف، و أقام هناك مدة تناهز سبعة أشهر، درس فيها على يد كبار الأساتذة ؛ ولكنه اضطر إلى العودة إلى بلده بسبب حرارة جو النجف،
و ضعف قواه البدنية كان أحد أبرز الأساتذة في الحوزة العلمية في قم المقدسة، و كانت دروسه في المقدمات و السطوح العليا، و دروسه كذلك في التفسير و الأخلاق، و درس الخارج في الفقه ، موضع اهتمام و إقبال كبير . و تربي على يده عدد كبير من الفضلاء و العلماء.
كانت حياته ذات جوانب متنوعة ، فهو من جهة كان من كبار المدرسين في الحوزات العلمية ، و من جهة أخرى كان محققة وكاتبة دؤوبة و صاحب تأليفات كثيرة ، و من جهة ثالثة كان يولي اهتماما خاصا بالنشاطات الاجتماعية و السياسية و الثقافية ؛ سواء قبل انتصار الثورة الإسلامية، أم بعدها.
و يمكن تلخيص الجهود الفكرية و العملية لآية الله المشکینیة في ما يلي:
أ. التراث: تراثه المكتوب طبع من تراثه المكتوب أيام حياته خمسة و عشرون كتابة ، في حين لم تنل يد الطباعة. و بعض الكتب التي طبعت عبارة عما يلي:
1. ترجمة القرآن الكريم إلى اللغة الفارسية، مجلد واحد. ٢. التفسير المبسوط (تفسير سورة آل عمران). ٣. مفتاح الجنان (کتاب دعاء استكمالا لكتاب المصباح المنير). 4. الهادي إلى موضوعات نهج البلاغة. 5. سلكنا في العقائد والأخلاق والعمل. 6. دروس في الأخلاق (دورة أخلاق باللغة العربية). 7. الزواج في الإسلام (باللغتين الفارسية و العربية). ۱۲. اصطلاحات الأصول و… .
ب. التدريس: لم يترك فقيدنا الراحل التدريس قط طيلة حياته العلمية ، و هو يعد من الأساتذة البارزين في الحوزات العلمية، و من أصحاب البيان الحسن ، و كان يدرس المقدمات و السطوح و الخارج. و مضافة إلى ذلك كله، كان يلقي دروسا أسبوعية في تفسير القرآن و في الأخلاق.
ج. نشاطاته الاجتماعية والسياسية لم تخف على أحد النشاطات السياسية التي مارسها الفقيد آية الله المشکینی قبل انتصار الثورة الإسلامية، و هكذا مواكبته لحركة الإمام الخميني بعد انتصار الثورة و تأسیس الجمهورية الإسلامية، بل كان من أبرز أنصار الإمام الخميني.
و من أهم المحاور في نشاطه السياسي ما يلي:
- توقيع الرسالة المعروفة بإعلان مرجعية الإمام الخميني
- هجرته الإجبارية إلى مدينة مشهد.
- إبعاده إلى مدينة كرمان.
- إبعاده إلى مدينة گلپایگان.
- إبعاده إلى مدينة كاشمر.
د. نشاطاته الثقافية: كان الفقيد الراحل يولي اهتماما خاصا بالعمل الثقافي أيضا إلى جانب نشاطاته الاجتماعية و السياسية، و من أبرز معالم هذا الاهتمام:
- تأسيس مؤسسة «الهادي» لطباعة و نشر الكتب الإسلامية المفيدة.
- إنشاء مدرسة «الهادي» العلمية لتربية طلبة العلوم الدينية.
- التصدي لبناء مستشفى «الهادي» لمعالجة المرضى من ذوي الدخل المحدود.
ه. مسؤولياته و المناصب التي تولاها في الجمهورية الإسلامية في إيران:
- عضو جماعة المدرسين في الحوزة العلمية في قم المقدسة، ثم رئيسه.
- عضو مجلس خبراء صيانة الدستور.
- مسؤول اختیار و تعيين القضاة، بحكم صادر من الإمام الخميني.
- امام جمعة قم المقدسة، وفقا للحكم الصادر من الإمام الخميني ، والسيد القائد الخامنئي حفظه الله.
- عضو لجنة مراجعة الدستور، ثم رئيسه، عضو مجلس خبراء القيادة، ثم رئیسه.
من فهرس الكتاب: