خرید فالوور اینستاگرام خرید لایک اینستاگرام قالب صحیفه
الرئيسية / موقع الاجتهاد و جميع المواضيع / فقه الحياة (جميع المواضيع) / فقه الثقافة والتقنية / العلوم الإنسانية في التراث العربي الإسلامي، بين دعوى الغياب واعتراف الحضور
العلوم الإنسانية

العلوم الإنسانية في التراث العربي الإسلامي، بين دعوى الغياب واعتراف الحضور

الاجتهاد: البحث هذا هو تساؤلٌ عن مدى حضور العلوم الإنسانية في التراث الإسلامي، ممارسةً وكتابةً وتنظيراً، مع العلم أن العلوم، بغضّ النظر عن نوعها وجنسها، عادةً ما تتطوَّر تَبَعاً للمسار والسياق التاريخي الذي تقطعه أغلب العلوم، بجميع أقسامها وأنواعها ومساراتها. / الكاتب: د. محمد بنعمر

والعلوم الإنسانية لا تخرج عن هذه القاعدة المعرفية والقناعة الإبستمولوجية العامة، التي تقطعها أغلب العلوم في تطوُّرها أو في انتقالها وتفاعلها مع باقي ومختلف العلوم الأخرى؛ إذ إن أيّ علمٍ من العلوم يمرّ بعددٍ من المراحل، ويقطع مجموعةً من الأشواط، إلى أن يستقلّ بموضوعه الخاصّ به، ويتميَّز بمناهجه، وينفرد بلغته المفاهيمية.

إن أكبر الدلائل الدالّة والشاهدة والكاشفة على مدى اهتمام علماء الإسلام بالدراسات النفسية والتربوية والاجتماعية هو حضور التصنيف والتأليف في هذا النوع من التخصُّص المتعلِّق بالتراث التربوي الإسلاميّ بشكلٍ كبير، والذي كان موضع اشتغال علماء الإسلام.

فهذه الكتب اعترافٌ جليّ بين الباحثين والدارسين بحضور البحث في القضايا الإنسانيّة، فالعرب والمسلمون قدَّموا إسهاماتٍ جليلةً ومشاركاتٍ رائدةً وكتباً متميِّزة في مجال العلوم الإنسانية، وإنْ كانت هذه المشاركات تعبِّر عن أحوال العصر، وعن الثقافة العامة التي سادَتْ في زمنهم وعصرهم، وهذا شأنٌ عامّ ومشتركٌ، يعمّ جميع أصناف المعرفة الإنسانية والعلوم في نشأتها، وفي تطوُّرها، وفي المسار الذي تمرّ به وتقطعه.

ولا تتأسَّس العلوم الإنسانية من فراغٍ، ولا تتأسَّس اعتباطاً، وإنما تنشأ وتتأسَّس نتيجةً لسياقاتٍ تتحدَّد في الحاجة إلى ذلك العلم، تفرض مجموعةً من المعطيات، كما أن خطاب الريادة والأسبقية، ونحن الأسبق والسبّاقون، لا يساهم ولا يفضي إلى تأسيس خطاباتٍ علمية، إنسانية أو غيرها من العلوم باختلاف أجناسها، التي بإمكانها أن تجيب وتستجيب للمشاكل التي يعيشها الإنسان في حاضره ومستقبله.

والخلاصة من هذه الورقة البحثية حول العلوم الإنسانيّة وحضورها في التراث العربي الإسلامي أن الاعتراف أو الإنكار لحضور البحث في العلوم الإنسانية لا أهمِّية له، إذا نحن أدركنا المحدودية للقيمة العلمية والمعرفية لهذه البحوث التربوية والنفسية والاجتماعية المنجزة في التراث، ولا سيَّما ما تعلَّق بقدرات هذا المنتوج العلمي التراثي على المستوى المعرفي والعلمي.

 

المصدر: العدد (60 – 59) من مجلة الاجتهاد والتجديد

 

تحميل العدد (60 – 59) من مجلة الاجتهاد والتجديد

الاجتهاد والتجديد

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign