الاجتهاد: اكد قائد الثورة الإسلامية آية الله السيد علي الخامنئي ان الولايات المتحدة ترى مصلحتها في زعزعة أمن المنطقة، مضيفا أنه من حق الجمهورية الإسلامية خلق حالة ردعية لصد هجمات الأعداء، وواجبنا الدفاع عن بلادنا.
أشاد قائد الثورة الإسلامية قائد الثورة الإسلامية، الإمام الخامنئي، في خطاب متلفز ومباشر اليوم الجمعة في ذكرى انتفاضة أهالي قم التاريخية في 9/1/1978 ضدّ نظام (الشاه) القمعي، بـ«الحضور الملحميّ والعفويّ للشعب (الإيراني) تكريماً للشهيد الحاج قاسم سليماني والشهيد أبو مهدي ورفاقهما»، قائلاً إن هذا الحضور سببه «المشاعر والبصيرة والدوافع العظيمة للشعب، وقد بثّ حياة جديدة في جسد الوطن والشعب».
وأشار الإمام الخامنئي إلى «التجمّع الكبير والمذهل للشعب العراقي في ذكرى هؤلاء الشهداء»، قائلاً: «أشكر بإخلاص جميع الإخوة والأخوات الذين اجتمعوا في بغداد والمدن العراقية الأخرى لتكريم وإحياء ذكرى الشهيد أبو مهدي، القائد العراقي البارز، والشهيد سليماني، الضيف العزيز على الشعب العراقي».
في الكلمة نفسها، تحدّث سماحته عن حضور الجمهورية الإسلامية الإيرانية «الباعث على الاستقرار في المنطقة»، منتقداً في المقابل المشروع الأمريكي «الرامي إلى زعزعة الاستقرار». وقال: «ترى أمريكا مصلحتها في غياب الاستقرار. ولأنها لم تسيطر على المنطقة بالكامل، (تسعى إلى) زعزعة استقرارها. هم يقولون هذا بأنفسهم ويعبّرون عنه صراحة». كما استدلّ بقولٍ لخبير مشهور في مؤسسة أمريكية شهيرة، «إنتربرايز»، قال فيه ذلك الخبير: «لا نريد الاستقرار لإيران والعراق وسوريا ولبنان. ليس إيران فقط (بل) العراق وسوريا ولبنان!».
من هنا، رأى الإمام الخامنئي أن القضية الأساسية ليست زعزعة الاستقرار في هذه البلدان أو العكس، لأن زعزعته «من المسلّمات (الأمريكية)، لكن كيفية ذلك هي القضية… تارةً ما وفي مكان ما عبر داعش، وتارةً عبر فتنة 2009 (في إيران). يفعلون أشياء مثل هذه، ومثل التي ترونها في المنطقة، ثم يأتي مثرثر أمريكي ويقول إن إيران تتسبّب في ضعضعة الاستقرار في المنطقة! كلا! بل نحن نتسبب في الاستقرار، ووقفنا ضد (ما تفعله) أمريكا».
رداً على ذلك، أكّد سماحته أن «حضورنا باعث على الاستقرار»، واستدرك: «ثبت أن حضور الجمهورية الإسلامية يزيل ما يسبب فقدان الاستقرار. في قضية داعش في العراق وقضايا مختلفة في سوريا وما شابه يظهر هذا الحضور الباعث إلى الاستقرار»، مضيفاً: «نظام الجمهورية الإسلامية ملزم أيضاً بالتصرف بطريقة تعزّز أصدقاءه وحلفاءه في المنطقة. هذا الحضور في المنطقة محسوم، ويجب أن يكون موجوداً، وسيبقى».
في جزء آخر من خطابه، رأى الإمام الخامنئي أن القدرة الدفاعية والقوّة الصاروخية لإيران هي كقضايا أخرى «متكرّرة في التحدّي بين الجمهورية الإسلامية وجبهة الاستكبار»، قائلاً: «لا يحقّ في نظام الجمهورية الإسلامية أن يكون الوضع الدفاعي للبلاد (يصل إلى حدّ) يتمكن فيه شخص عديم القيمة كصدام حسين من قصف مدينة طهران بالصواريخ، وأن يحلّق بطائراته ميغ 25 فوقها ولا نفعل شيئاً! حدث هذا (خلال الحرب المفروضة) ولم تكن لدينا الإمكانات».
وشرح قائد الثورة الإسلامية: «اليوم قوتنا الدفاعية كبيرة لدرجة أن أعداءنا يجب أن يأخذوا بالحسبان قدرات إيران. عندما يتمكن صاروخ الجمهورية الإسلامية من إسقاط الطائرة المعتدية الأمريكية التي دخلت الأجواء الإيرانية، أو عندما تتمكن الصواريخ الإيرانية من تدمير قاعدة عين الأسد بهذه الطريقة، يجب على العدو أن يأخذ هذه القدرة والقوة للبلاد ضمن حساباته لقراراته العسكرية».
وفي قضية الاتفاق النووي والشروع في التخصيب بنسبة 20%، قال الإمام الخامنئي: «يثيرون مسألة هل على أمريكا أن تعود إلى الاتفاق أم لا؟ الجمهورية الإسلامية ليس لديها إصرار ولا هي مستعجلةٌ عودة أمريكا، لكن مطلبنا المنطقي هو رفع الحظر وعودة حقوق الشعب المغتصبة، وهذا واجب على أمريكا والأوروبيين التابعين لها». وأضاف: «إن رُفع الحظر، تصير عودة أمريكا إلى الاتفاق ذات معنى… موضوع الخسائر، وهو أحد مطالبنا، ستجري متابعته في المراحل المقبلة، لكن بلا رفعٍ للحظر، تكون عودة أمريكا مضرّة بالبلد».
أيضاً في هذا السياق، رأى سماحته أن قرار «مجلس الشورى» ومبادرة الحكومة إلى تقليص جزء آخر من التزامات الاتفاق «صحيح تماماً وعقلاني»، لأنه «لا معنى أن تفي الجمهورية الإسلامية بجميع التزاماتها عندما لا يفي الطرف الآخر بجميع التزاماته». واستطرد سماحته قائلاً: «إذا عادوا إلى التزاماتهم، سنعود… كما قلت منذ بداية الاتفاق: يجب أن تكون الإجراءات متقابلة وعملهم والتزامهم مقابل عملنا والتزامنا. هذا لم يحدث في البداية، لكن يجب أن يكون الآن».
الإمام الخامنئي شدّد على «تنظيم اقتصادنا والتّخطيط له كي نتمكّن من إدارة البلاد جيداً رغم الحظر»، وقال: «كرّرت هذا مراتٍ وسأكرره الآن. لنفترض أن الحظر لن يُرفع… طبعاً صار الحظر غير فعّال تدريجياً لكن لنفترض أنه سيبقى. يجب أن نخطّط لاقتصاد البلد بطريقة لا يواجه فيها مشكلات مع مجيء الحظر وذهابه، ومع ألاعيب العدو».
وفي مناسبة الخطاب، أكد قائد الثورة الإسلامية «أهمية انتفاضة التاسع عشر من دي»، لأنه «يمكن أن نرى هذه الانتفاضة… الضربة الأولى للفأس الإبراهيمي على الصنم الكبير. كانت ضربة الفأس الأولى التي وُجهّت إلى صنم أمريكا الكبير على يد أهالي قم، واستمرت بعد ذلك».
ثمّ في الجزء الأخير من خطابه، تحدّث سماحته عن لقاح كورونا، قائلاً إن اللّقاح الإيراني «مصدر فخر واعتزاز للبلاد»، مستدركاً: «إنهم يسيرون نحو صناعة اللّقاح بطرق مختلفة، وقد وصل إلى مرحلة الاختبار على البشر وكان ناجحاً. أشكر جميع العاملين في وزارة الصحة وغيرهم ممن شاركوا في إنتاجه». لكنه أعلن أن «اللّقاحات الأمريكية والبريطانية غير مسموح لها بدخول البلاد»، مضيفاً: «كما قلت للمسؤولين، لا أزال أقول هذا للعموم: لا ثقة بهم ولا اطمئنان إليهم. ربما يريدون تجربة اللّقاح على دول أخرى ليروا أنه يعمل أم لا. لست متفائلاً بشأن فرنسا أيضاً. السبب أن لديهم سوابق استعمل فيها دم ملوّث».