الاجتهاد موقع فقهي
الاِجتهاد: “الهجرة والاغتراب”كتاب لسماحة العلامة السيّد محمد حسين فضل الله(رض)، من إعداد عادل القاضي، صادر عن مؤسّسة العارف للمطبوعات العام 1999م، موزّع على ثمانية فصول، أسهب فيها سماحته بالكلام عن مشاكل الاغتراب والمغتربين وهمومهم وقضاياهم الوجودية والفقهيّة، وأضاء على كل مشاكلهم، وأجاب عن كل ما يتصل بحياتهم الخاصّة والعامّة في المهجر. / قراءة :محمد عبدالله فضل الله
بدايةً، أورد سماحته الآيات القرآنيّة الكثيرة التي تحضّ على الهجرة، التي تحفظ عزّة المؤمن وكرامته وحريته وأمانه ورزقه، وتدفعه إلى تكريس هذا الإيمان وتعزيزه. بعدها، يورد الروايات الكثيرة منطلقاً من خلالها إلى العرض التاريخي للهجرة ودوافعها، من الاضطهاد وإلى غير ذلك، وإلى آفاق الهجرة ومعانيها، كما جاء في العديد من الأحاديث عن الرّسول الأكرم(ص) وأهل البيت(ع).
فصول كتاب الهجرة والاغتراب:
الفصل الأوّل: المفهوم القرآني للهجرة
في الفصل الأوّل، يعرض سماحته للمفهوم القرآني للهجرة، بما يؤكّد حفظ الجانب العقيدي والقيمي للإنسان من الاهتزاز والسّقوط، نتيجة الإغراءات والضغوطات الأمنية والسياسية والأخلاقية، فالهجرة لا بدّ من أن يصاحبها التخطيط والوعي لحفظ الذّات، وما تحمل من إيمان وقيم، والنصوص القرآنيّة اعتبرت الهجرة فرصةً لحلّ مشاكل الإنسان المستعصية.
ويبرز سماحته النّظرة الإيجابيّة القرآنيّة للهجرة بقوله: “أمّا في الجانب الأوسع في فلسفة الهجرة والحديث الإيجابي عنها، فإنَّ الله يقول: {وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً}[النّساء: 100].
فهذه الفقرة من الآية، تبيّن أنَّ الإنسان الذي يضيق به بلده ورزقه، وفرص الدّعوة إلى الله، وفرص طاعته والعمل في سبيله، فإنَّ الهجرة بالنّسبة إليه قد تكون فرصةً للسّاحة الواسعة والأفق الواسع والفرص الكثيرة، كذلك فالهجرة مرغوبة في حال حفظت للإنسان حرّيته وكرامته وعزّته”.
بعدها، يشير إلى الخطوط السلبيّة للهجرة، المتمثّلة بضعف الإنسان الّذي لا يملك أن يحفظ فيها دينه وإنسانيّته. وهنا تكون الهجرة محرَّمة شرعاً، أمّا إذا كانت الهجرة لا تؤدّي إلى خسارة المرء لدينه وكرامته، بل على العكس، كانت فرصةً للدعوة إلى الله وتقوية الإسلام والمسلمين، فربما تصل إلى حدّ الوجوب أحياناً، فضلاً عن استحبابها في هذا المجال.
ويتابع سماحته عرضه للتّصنيف القرآني للهجرة؛ من هجرة إلى الله ورسوله بصفة خاصّة، إلى الهجرة بصفة عامّة، ويجري مقارنةً للهجرة بين القديم والحديث، ويلفت إلى معنى مفهوم التعرّب بعد الهجرة، مفصّلاً أبعاده ودلالاته. وباختصار، فإنّ مواقع التعرّب بعد الهجرة، هي المواقع الّتي لا يملك الإنسان معها الأجواء الإسلاميَّة الّتي يحافظ فيها على دينه وقيمه.
الفصل الثاني: التّأسيس الفقهي للهجرة
وفي الفصل الثاني: حديث حول التّأسيس الفقهي للهجرة، فيما يخصّ عناوين كثيرة ومهمّة، منها فقه الأقلّيات، والجنسيّة ومتعلّقاتها، والإقامة والخضوع لقوانين الحكومات غير الإسلاميّة، والعلاقات مع المؤسَّسات المسيحيّة، والانتماء إلى الأحزاب السياسيّة، وحدود العلاقة مع غير المسلم، وغيرها…كلّها قضايا شرحها سماحته، وأجاب عن تساؤلات متشعّبة حولها، وطرح النّظرة الإسلامية الأصيلة لها.
الفصل الثّالث: مشاكل المغتربين المتنوّعة
الفصل الثّالث: أتى على مشاكل المغتربين المتنوّعة؛ من الانغماس في مظاهر الحياة الماديّة وإغراءاتها، إلى الاهتزاز العقيدي، وغير ذلك من الظّواهر السلبيّة التي يتعرّض لها المغتربون في بلاد المهجر، وما يمكن للإسلام أن يقدّمه من حلول تعالج هذه المشاكل، وأكّد سماحته ضرورة توفير المساجد والمدارس والنّوادي الثقافيّة والاجتماعيّة للمسلمين هناك، لاستيعاب النّاشئة من المسلمين، ذكوراً وإناثاً.
في الفصل الرّابع: اغتنام الهجرة
في الفصل الرّابع: جرى الكلام حول مسألة اغتنام الهجرة، لجهة إنشاء المؤسَّسات التربويّة، والإبقاء على التَّواصل الحيّ والفاعل مع الوطن، إضافةً إلى أهميَّة لعب الدّور الحيويّ والمسؤول والواعي للمهاجرين على المستوى السياسي والإعلامي، عبر الاستفادة من كلِّ التّجارب الموجودة، مشيراً إلى ضرورة تأسيس لوبي إسلامي قوي ومؤثّر في العالم الغربي، لتأكيد الحقوق الإسلاميّة، وتوضيح أصالة الإسلام، وتفعيل حضوره السياسي والحضاري.
الفصل الخامس: شؤون التبليغ وهمومه وآفاقه
الفصل الخامس: فيه عرض لشؤون التبليغ وهمومه وآفاقه، وما على الدعاة في الغرب من مسؤوليات كبرى تجاه الإسلام والمسلمين، كما تناول أزمة المبلّغين، وخصوصيّة المبلّغ الأساسيّة، ووظيفته الحسّاسة في سعيها للتّأثير في مناحي الحياة للغرب، وتقديم الإسلام بالشّكل الحضاريّ والمعاصر، بما يتماشى مع حركة الزّمن ووتيرة الحياة.
الفصل السّادس: دراسات مهجريّة
الفصل السّادس: أتى تحت عنوان “دراسات مهجريّة”، تفرّع عنه مباحث كثيرة، تعلّقت بالنظرة الإسلاميّة التي قاربت ظاهرة الهجرة في واقع الإسلام المعاصر، كما نجد تعرّضه لمسألة انفتاح الخطاب الإسلامي، والعمل على تقوية مواقع الدّعوة، ومن أهمّ ذلك: تعزيز الوحدة الإسلاميّة وتقويتها على الصّعد كافّة. وكان تطرّقه إلى مسألة الأسرة المسلمة في المجتمع الغربي، ومشكلة الجيل النّاشئ، وقضيّة الشّباب والغرب بين الأصالة والمعاصرة، وما يواجهونه من تحدّيات، وما عليهم من مسؤوليّات وأدوار لحماية إسلامهم والنّهوض به، كذلك ما وجَّهه سماحته من خطاب توجيهي إلى الشّباب والعاملين للإسلام.
الفصل السابع: الإجابات على مسائل كثيرة ومتنوّعة
الفصل السابع: ذكر فيه الإجابات حول مسائل كثيرة ومتنوّعة، منها تأسيس مراكز إسلاميّة هناك، أضف إلى ذلك، جملة من التّوصيات من أجل تعزيز روابط الأخوّة الإيمانيّة وهجران العصبيّات والخلافات، والقيام بكلّ المسؤوليّات تجاه الرّسالة والدّعوة إلى الله، وحفظ واقع المسلمين ومصالحهم في كلّ المجالات والاتجاهات.
وأكَّد سماحته أهميّة تكامل الطاقات وتضافرها في سبيل النّهوض بمسيرة العمل الإسلامي في المهجر، وضرورة قيام المدارس الإسلاميّة الّتي تحفظ الأجيال وتزوِّدهم بمعين الثّقافة الإسلاميَّة، لافتاً إلى أهميَّة تطويق الخلافات والعمل على حلّها… واللافت في هذا الفصل، كلامه الّذي وجّهه إلى المهاجرين الشبّان في أستراليا والنّرويج والدّنمارك وهولّندا وسويسرا وغيرها، وما فيه من وصايا تؤكّد الاستقامة والوحدة والانفتاح، وإبراز هويّة الإسلام الحضاريّة والروحيّة.
الفصل الثّامن: إجابات فقهية
أمّا الفصل الثّامن، فيتعرّض بالإجابة حول تساؤلات المغتربين والمهاجرين الفقهيَّة التي تتناول مختلف شؤونهم الخاصّة والعامّة.
ثمانية فصول وزِّعت على مباحث كتاب “الهجرة والاغتراب” لسماحة العلامة المرجع السيِّد فضل الله(رض)، تطرَّقت إلى المفهوم القرآني للهجرة والتّأسيس الفقهي لها، إضافةً إلى عرض مشاكل المغتربين، ناهيك بفقه المهجر.
كتاب مميَّز ونوعيّ، لناحية تعرّضه لقضايا المغتربين الحيويّة، ولهمومهم وشجونهم وآمالهم، والتحدّيات التي يتعرّضون لها، ولناحية شموله وإحاطته بكلّ أوضاعهم، بأسلوب سهل وجامع للأفكار المنسجمة مع روح الإسلام وحضاريّته ورسالته الخالدة.
لتحيمل كتاب الهجرة والاغتراب انقر على الرابط التالي
