الاجتهاد: من بين العلماء الكبار الذين تعرف عليهم آية الله الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي “ره” في السنوات الأولى من دراسته في قم، هو آية الله الشيخ محمد تقي بهجت (ره).
كان منزل آية الله بهجت يقع بجوار مدرسة الحجتية، وعادة ما كان يقابله في الأزقة في الطريق، خاصة في الصباح عند عودته من الحرم. بعد فترة، سمع آية الله مصباح من أصدقائه أن آية الله بهجت من العلماء البارزين، وفي السنوات السابقة، كان من تلامذة السيد البروجردي المتميزين، وكذلك من تلامذة المرحوم السيد علي آقا قاضي في النجف الأشرف.
هذه الصفات في آية الله بهجت “ره” شجّعت العلامة محمد تقي مصباح اليزدي، الذي كان متعطّشًا دائمًا لكسب الفضيلة والروحانية، على الاستفادة من هذه الشخصية؛ لكن بما أن آية الله بهجت لم يقبل أحدًا بسهولة، فقد قرروا مع بعض الأصدقاء أن يطلبوا من سماحته أن يدرّس لهم الفقه تعزيزاً لقوتهم الفقهية، والاستفادة من سجاياه الأخلاقية.
فقبل آية الله بهجت وشرع لهم دورة فقه ممتازة لا مثيل لها. يصف آية الله مصباح اليزدي نهج سماحة آية الله الشيخ بهجت في التّدريس الذي حضر مجلس درسه لمدة 15 عاماً هكذا: فقد كان يحفّز الطّالب على تحريك ذهنه أكثر والتّفكير في المسألة بنفسه ممّا يجعل المستمع يفكّر بالمسألة، وهذا ممّا يذعن به من حضر درس سماحته من العلماء، ولهذا فإنّ درسه كان مفيداً للمجتهدين وليس لمن شرع لتوّه في البحث الخارج.
سیرة الراحل العلامة مصباح اليزدي: https://bit.ly/3826sAT