قنديل البحر ظهر خلال الفترة الماضية بكثافة عالية على شؤاطى البحار في مصر، الأمر الذى دفع البعض للحديث والبحث حول مدى شرعية أكل قناديل البحار، خاصة بعد تأكيد عدد من الخبراء بأن قناديل البحار ذات قيمة اقتصادية وغذائية.
الاجتهاد: الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، أكد أن أكل قنديل البحر يخضع لقاعدتين فى الفقه الإسلامى وهى أن الأصل فى الشرع ومقاصد الدين الحنيف، أن كل الكائنات البحرية يجوز أكلها حيا او ميتا، كما أن المولى عز وجل أنعم على العباد باستخراج اللحوم من البحار.
أما القاعدة الثانية التى ترتبط بأكل قنديل البحر، تدور حول عدم الإضرار بالإنسان ، بمعنى أن الأصل فى أكل قنديل البحر مباح شرعا ، ولكن يراعى فيه رأى أهل العلم من المختصين فى مجال الطب البيطرى والصحة والغذاء حول مدى سلامة أكل قنديل البحر من الناحية الصحية .
وتابع : ” أن أكل قنديل البحر مباح وليس محرم ، مع الأخذ فى الاعتبار رأى المختصين “.
الدكتورة سعاد صالح
من جهتها قالت الدكتورة سعاد صالح ، أستاذ الفقه بكلية الدراسات الاسلامية والعربية بنات بجامعة الأزهر ، أن أى شى يسبب أذى أو مرض للإنسان أو ضرر ما فالشرع نهى عنه .
وأضافت سعاد صالح ، أن الشرع الحنيف أحل أكل الكائنات البحرية حتى الميته منها ، ولكن إذا كان قنديل البحر يضر بصحة الإنسان فلا يجوز أكله
الدكتور خالد فهمي، وزير البيئة: لا ننصح بتناول قناديل البحر
أكد الدكتور خالد فهمي،وزير البيئة،أنه لا ينصح المواطنين بتناول قناديل البحر، لأنه يجب إجراء أبحاث ودراسات عليها واستشارة أخصائيين تغذية.
وأوضح فهمي، أن الأنواع التي تم رصدها بالسواحل المصرية، هى من الأنواع اللاسعة التي تسبب لسعات للإنسان، ولكنها غير سامة.
سامح عبدالحميد
وقال الداعية سامح عبدالحميد، إن أكل قناديل البحر حلال، وأضاف: «بمناسبة اجتياح أعداد ضخمة من القناديل لشواطئ الإسكندرية والساحل الشمالى نوضح أن أكلها حلال». مستشهداً بآيات من القرآن وحديث نبوى قائلاً: الله تعالى يقول (أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ)، وقال النبى صلى الله عليه وسلم فى البحر: (هو الطهور ماؤه، الحل ميتته).
مؤكداً أن الأدلة تبيح بعمومها أكل كل حيوان بحرى، فأكل القنديل جائز مثل الأخطبوط والسبيط ونحوه.
الدكتور محمد الشحات الجندى
وقال الدكتور محمد الشحات الجندى، عضو مجمع البحوث الإسلامية: «لا شك أن أكل القناديل من المباحات ما لم يثبت له ضرر على الصحة العامة، وعموم نصوص الوحى من القرآن والسنة أن حيوانات البحر كلها حلال، والأصل فى كل شىء الجواز والإباحة حتى يثبت ما يحرمه».
وأضاف «لم يرد فى التراث حكم لأكل القناديل البحرية وذلك نظراً لأنها لم تكن أمراً معلوماً خلال قرون سابقة، ولم يفكر أحد فى حكم أكلها أو استخدامها، إلا أن استهلاك البعض لها فتح باب السؤال عن حكمها».
الدكتورة فتحية الحنفي
وعن معرفة الحكم الشرعي، قالت الدكتورة فتحية الحنفي، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، إن من نعمة الله علينا أن جعل ديننًا يسرًا ولم يشدد علينا ولم يحملنا ما لا طاقة لنا به، فقد أباح لنا كثيرًا مما حُرم في الشرائع السابقة، فقال تعالى: «رِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ» (سورة البقرة: 185).
وأكدت أستاذ الفقه، أن كل ما يخرج من البحر يحل أكله، أيا كان نوعه، إلا البر مائي فلا يجوز أكله كالضفدع، منوهة بأن هناك أصنافًا من الحيوانات البحرية البعض يستسيغها، والبعض الآخر يرفض أكلها، ولكن من الناحية الشرعية الكل يحل أكله، مستشهدة بقول الله تعالى: «أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا» (سورة المائدة:96).
أمّا بالنسبة إلى ما يحلّ أكله من هذه الأسماك، فيكاد ينفرد فقه مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) عن بقية المذاهب الإسلامية الأخرى في مسألة حلّية أكل لحوم الأسماك التي لها فلس (أي قشور)، دون غيرها من بقية أسماك البحار والأنهار.
كما أنه لا يجوز تناول الأسماك التي تتغذى على الجيف وعلى قذارات الإنسان، بالإضافة إلى عدم جواز أكل الأسماك الطافية، كونها ميتة.
ففقه أهل البيت (عليهم السلام) يحرّم أكل الأسماك التي ليس لديها قشور، وإذا شك الشخص بوجود القشور أو عدمها، فيجب ألا يتناولها، ويبني على كونها عديمة القشور، كما يحرم عليه تناول الأسماك الطافية فوق سطح الماء باعتبارها ميتة.
أما الجلال فهي الأسماك التي صادفت أن أكلت من فضلات الإنسان، فهذه يحرم أكلها حتى يزول الجلل منها، ولكل حيوان يُحلّ أكله ـ بما فيها الأسماك ـ فترة محدودة يزول الجلل، قد تستغرق أربعين يوماً أو أكثر حسب نوع الحيوان، ثم يجوز أكله بعد ذلك.
المصدر: وكالات