لقد مثّل الشيخ محمد علي التسخيريّ طوراً مهمّاً في تاريخ تطوّر حركة التقريب بين المذاهب الإسلاميّة في العصر الحديث، طوراً سيجد المؤرّخون والباحثون حاجة للتوقّف عنده، والنظر فيه، سعياً نحو الكشف عن ملامحه وأبعاده وعناصره ومكوّناته وسياقاته وأرضياته، إلى جانب ما يميّز هذا الطور عن باقي الأطوار الأخرى، وهو ما يستحقر التأريخ له في تاريخ تطوّر حركة التقريب في عصر الحديث. بقلم: الدكتور الشيخ زكي الميلاد (1)
خاص الاجتهاد: مثّل الشيخ محمد علي التسخيريّ طوراً مهمّاً في تاریخ تطوّر حرکة التقریب بین المذاهب الإسلاميّة في العصر الحديث، مستكملاً طريق من سبقه في هذا المضمار؛ أمثال: الشيخ محمد تقي القمّي، والشيخ محمد واعظ زاده الخراسانيّ.
وقد أدّى الشيخ التسخيريّ دوراً مهمّاً في بقاء فكرة التقريب في ساحة الأمّة واستمراريّتها، واتّسمت علاقته بها بعامل الحركة، فلم يكتفٍ في علاقته بفكرة التقريب من جهة البحث والنشر والتأليف، والاكتفاء بالجوانب والأبعاد الفكريّة والنظريّة، وإنما اتّخذ من عنصر الحركة نهجاً وسبيلاً، وبشكل جعل فكرة التقريب تتّسم بالحيويّة والديناميّة، وتتجاوز آفّة السكون والجمود.
وأسهم الشيخ التسخيريّ في نهضة المجمع العالميّ للتقريب وتقدمه، وفي إعطائه حيويّة وتوسّعاً وامتداداً، عكس فيه ما لديه من خبرات وتجارب، وما عنده من معارف وأفكاره، إلى جانب ما لديه من شبكة واسعة من العلاقات والتواصلات. ومن أبرز التطوّرات التي أنجزها على مستوى المجمع : هو الآتي:
العمل على صياغة استراتيجيّة للتقريب خاصة بالمجمع، والسعي نحو صياغة ميثاق للوحدة، وتكوين الجمعية العموميّة للمجمع ، والتوسّع في نشاطات المجمع على مستوى عقد الندوات والمؤتمرات خارج إيران ، إلى جانب بقاء عقد المؤتمر الدولي للمجمع واستمراريّته، بالإضافة إلى نشاطات وإنجازات أخرى؛ منها: كتاباته ومؤلفاته وحواراته المميّزة في هذا الشأن.
يُعدّ الشيخ التسخيري اليوم وبلا منازع، أحد أبرز رجالات التقريب في ساحة العالم الإسلاميّ، ولا أظنّ أنّ هناك أحداً يتقدّم عليه في هذا الشأن، كما لا أظنّ أنّ هناك أحداً يُقدّم نفسه عليه من هذه الجهة، لا أقلّ في المجال العربيّ الراهن.
وهذا ما يعرفه ويذكره العاملون والمهتّمون بقضية التقريب قبل غيرهم، وما تعرّف هؤلاء العاملون والمهتمّون على الشيخ التسخيري إلا على هذه الدرب، وكل من سار والتحق بهذا الدرب وجد الشيخ التسخيريّ أمامه اسماً لامعاً وحاضراً.
ومن شدّة اهتمام الشيخ التسخيري بقضية التقريب، فقد عرف بهذه القضية أكثر من أي قضية أخرى، وعدّت قضيته الأولى والرئيسة التي لا تتقدّم عليها ولا تزاحمها أية قضية أخرى، ومعظم الذين تحدّثوا عنه، وعرّفوا به، ميّزوه بهذه القضية، وذلك لشدّة وضوحها وظهورها في خطابه وحركته، وفي سيرته وشخصيته.
ونادراً ما نجد اليوم في العالمين العربي والإسلامي، وعلى امتداد خطّ طنجة في أقصى الغرب، إلى جاكرتا في أقصى الشرق، من اتخذ التقريب بين المذاهب قضية له، عُرف بها، ويُعرف بها، وتكون له وجهة وسبيلاً لعمله وحركته، يدافع عنها، ويتمسّك بها، ويستمرّ عليها، كما هو الحال عند الشيخ التسخيري.
أولاً. رجالات حركة التقريب بين المذاهب:
لا شك أن قضية التقريب بين المذاهب تستحقّ هذا المستوى العالي من الاهتمام، كالذي نراه عند الشيخ التسخيري وفي حركته، ومن ينظر إلى واقع الأمة وحاضرها، ليس فقط تتأكد عنده أهمّية هذه القضية، وإنما تدفعه –أيضاً- بإلحاح نحو التساؤل: لماذا لا تصبح هذه القضية فى منزلة الأولوية والاهتمام العالي عند شريحة كبيرة من المهتمين والعاملين في حقل الإصلاح الإسلاميّ..
ذلك الاهتمام الذي يجعلنا نرى فيه شخصية الشيخ التسخيريّ تُكرّر في الآخرين من هذه الجهة التقريبيّة، أو بشكل نرى فيه الآخرين يزاحمون الشيخ التسخيري في هذا المستوى العالي من الاهتمام بهذه القضية، أو لا أقل بشكل يجعلنا نقول إنّ الشيخ التسخيريّ ليس هو الوحيد المتفرّد بهذه القضيّة، وبهذا المستوى العالي من الاهتمام بها.
والذين سبقوا الشيخ التسخيري في هذا الدرب، وبهذا النمط العالي من الاهتمام، والتفرّد بهذه القضية من المعاصرین هم قلّة، وقلّة نادرة وقليلة، ولا نكاد نعرف منهم إلا اثنين مشهورين: هما الشيخ محمد تقي القمي (1289 – 1369 هـ/ 1910 – 1990 م)، والشيخ محمد واعظ زاده الخراسانيّ، وإذا كان من الوارد الجدل والاختلاف في أسماء آخرين، فليس من الوارد أو من الصعب الجدل والاختلاف في هذين الرجلين.
وبالنسبة للشيخ القمّي فلا أظنّ أنّ أحداً يختلف على ريادته وتفوّقه في هذا المجال. وتكفي في هذا الشأن شهادة الشيخ التسخيري نفسه، إذ يرى أنّ الشيخ القمّي هو المحرّك الأول لهذه الحركة التقريبيّة، وله الفضل السابق في تنظيمها وقولبتها، مستشهداً على ذلك بكلام للشيخ محمود شلتوت ( 1310- 1383هـ/ 1893 – 1963م)، يتحدّث فيه عن الشيخ القمي بقوله: «هو أول من دعا إلى هذه الدعوة، وهاجر من أجلها إلى هذا البلد بلد الأزهر الشريف، فعاش معها، وإلى جوارها منذ غرسها بذرة مرجوّة على بركة الله، وظلّ يتعهّدها بالسقي والرعاية بما أتاه الله من عبقرية وإخلاص، وعلم غزير، وشخصية قوية، وجد على الغير، وثبت على صرف الدهر.
وفي تعقيبه على هذا الكلام، لم يجد الشيخ التسخيري حسب قوله، ما هو أبلغ من هذا التعبير عن شخصية الشيخ القمّي وجهاده”.(2)
وأما الشيخ واعظ زاده فيكفي بحقه، ما قاله عنه الدكتور محمد علي آذر شب عند التعريف به، فقد “اشتهر باتّجاهه التقريبيّ منذ شبابه، حتى أصبح شيخ التقريب في إيران.(3).
وتأكّد ذلك حين تمّ اختياره أميناً عامّاً للمجمع العالميّ للتقريب عند تأسيسه في طهران سنة 1990م، واستمرّ في هذا المنصب ما يُقارب عشر سنوات.
واللافت في هذه الأسماء الثلاثة، أنّها تنتمي إلى بلد واحد هو إيران، وإلى وسط اجتماعيّ مشترك هو الوسط الدينيّ؛ ما يعزّز دور هذا البلد وتأثيره الفاعل والممتدّ في حركة التقريب في ساحة الأمة، تلك الحركة التي ترجع في جذورها الحديثة إلى السيد جمال الدين الأفغاني (1254-1314 هـ/ 1838 – 1897 م) القادم من إيران، أو بالتعبير المفضل عند الإخوة في إيران، السيد جمال الدين الحسينيّ الملقّب بالأفغانيّ، الذي تعرفه الأدبيّات العربيّة والإسلامية الحديثة والمعاصرة بباعث النهضة في الشرق، ورائد حركة الإصلاح الإسلاميّ، وصاحب نظريّة الجامعة الإسلاميّة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلاديّ.
والانتماء إلى وسط اجتماعي مشترك هو الوسط الديني، باعتبار أن هؤلاء الثلاثة ينتمون إلى طبقة رجال الدين، وما يُميّز هؤلاء الثلاثة من هذه الجهة، هو أنهم جمعوا في تكويناتهم العلميّة والفكرية، بين العلوم الدينية من جهة، والانفتاح على المعارف الحديثة من جهة أخرى، الأمر الذي يلفت النظر إلى طبيعة هذا الوسط الديني، وكونه الوسط الأكثر عناية واهتماماً بقضية التقريب، مقارنة بباقي الأوساط الاجتماعية والثقافية الأخرى.
ومن جانب آخر، بين هذه الأسماء الثلاثة هناك ما يُشبه التعاقب الزمنيّ في رفع راية التقريب، فالشيخ القمي: كما هو واضح، أسبق هؤلاء الثلاثة في رفع هذه الراية، وفي وقته إلى مطلع سبعينيّات القرن الماضي تقريباً، كان الأكثر شهرة ومعرفة بهذه القضية، وفي وقت لاحق عرف الشيخ واعظ زاده بهذه القضيّة، وتوسّعت هذه المعرفة في المجال العربيّ خاصّة، بعد تأسيس المجمع العالمي للتقريب واختياره أميناً عامّاً له، وهو الموقع الذي ورثه منه في ما بعد الشيخ التسخيري، وشكّل له قاعدة الانطلاق في النهوض بهذه القضية.
هذا التعاقب الزمنيّ بين هذه الأسماء الثلاثة، يصلح أن يكون كاشفاً عن ثلاثة أطوار كانت مؤثرة في مسارات تطوّر حركة التقريب، لكل طور منها ملامحه وسماته المميّزة له، وسياقاته وأرضيّاته المتفاعلة معه، ومساراته ومسلكيّاته المتصلة به، الأمر الذي يعني أن هؤلاء الثلاثة قد أسهموا في جعل حركة التقريب متصلة الحلقات والأطوار.
ومن جانب ثالث، إن هؤلاء الثلاثة لم يُعرّفوا أنفسهم من خلال جهد فرديّ منفصل أو مستقلّ عن الآخرين، وإنما عرّفوا أنفسهم من خلال جهد مؤسّساتيّ له طابع العمل الجماعيّ المستمرّ والمشترك، فالشيخ القمي عُرف بدوره بعد تأسيس دار التقريب في القاهرة في النصف الثاني من أربعينيات القرن الماضي، ولو لم ينهض الشيخ القمّي بتأسيس هذه الدار لما عُرف كما عُرف بعد تأسيسها، والشيخ واعظ زاده ما كان بالإمكان أن يعرف بدوره التقريبي خارج إيران، لولم يؤسّس المجمع العالمي للتقريب، ويكون أميناً عاماً له، وهكذا الحال مع الشيخ التسخيريّ.
ثانياً، دور الشيخ التسخيري وتأثيره في مجال حركة التقريب بين المذاهب:
إن هذا الطور المهم الذي مثله الشيخ التسخيري في تاريخ تطوّر حركة التقريب، يُمكن تحديده والكشف عن بعض ملامحه وعناصره ومكوّناته، فی النقاط الآتیة:
1 – لعب الشيخ التسخيريّ دوراً مهمّاً في بقاء فكرة التقريب في ساحة الأمّة واستمراريّتها، وهذا من أكثر ما كانت الأمّة بحاجة إليه، فلم تشهد هذه الفكرة توقفاً أو جموداً، ولم تواجه فراغاً أو انقطاعاً، وظلّت عصيّة على التلاشي والاندثار.
وقد حافظت هذه الفكرة على بقائها واستمراريّتها، بفضل رجال اعتصموا بحبل هذه الفكرة، وتعهدوا بالثبات عليها، والتمسك بها، والدفاع عنها، والإخلاص لها، رغم المحن والصعوبات والعقبات النفسية والاجتماعية والفكرية التي اعترضتهم، وظلّت تعترضهم في هذا الطريق.
وهذا يعني أنّ فكرة التقريب التي بقيت واستمرّت مع الشيخ القمّي، وبقيت واستمرّت مع الشيخ واعظ زاده الخراساني، فإنّها بقيت واستمرّت -أيضاً- مع الشيخ التسخيري، فكلّ واحد من هؤلاء الثلاثة حمل الراية في عهده وعصره، وسلّمها لمن بعده، في خطوة تكشف عن أنّ المعركة ما زالت قائمة ومستمرّة، دفاعاً عن فكرة التقريب في ساحة الأمّة.
2 – اتّسم الشيخ التسخيري في علاقته بفكرة التقريب بعامل الحركة، وتفوّق من هذه الجهة وبلا منازع على جميع السابقين عليه، وحتى المعاصرين له، ويشهد له بهذه السمة كل من عرفه، وكل من تابعه، و اقترب منه.
ونعني بهذا العامل، أنّ الشيخ التسخيري لم يكتفٍ في علاقته بفكرة التقريب من جهة البحث والنشر والتأليف، والاكتفاء بالجوانب والأبعاد الفكرية والنظرية، وإنما اتّخذ من عنصر الحركة نهجاً وسبيلاً، وبشكل جعل فكرة التقريب تتّسم بالحيويّة والديناميّة، وتتجاوز آفة السكون والجمود.
فقد عُرف عن الشيخ التسخيري أنه في حالة حركة مستمرّة، من سفر إلى سفر يجوب الأرض طولاً وعرضاً، وكأنه كل يوم هو في مكان، سعياً منه لتوصيل رسالة التقريب إلى مختلف أرجاء العالم، من أقرب نقطة منه إلى أبعد نقطة، لتكون هذه الرسالة التقريبيّة حيّة وحاضرة عند المسلمين كافّة أينما كانوا.
ولم تعرف حركة التقريب لا في الماضي ولا في الحاضر، رسولاً كالشيخ التسخيري في تبليغ رسالة التقريب، التي جعلها بفضل حركته الدؤوبة تصل إلى مساحة واسعة، على امتداد جغرافيا العالم الإسلامي، وبشكل لم يحصل من قبل على الإطلاق.
3 – ظلّ الشيخ التسخيري حاضراً، ويُسجّل حضوراً فاعلاً ومؤثراً في ساحة التقريب، نافياً عن نفسه صفة الغياب أو الانقطاع، فما من مناسبة لها علاقة بفكرة التقريب في أيّ مكان من العالم: قريباً أم بعيداً، ندوة كانت أم مؤتمراً أم حلقة، إلا وتسمع عن حضور الشيخ التسخيريّ فيها، حضوراً ليس عاديّاً ولا باهتا أو هامشيّاً، بل حضوراً فاعلاً ومؤثراً، وغالباً ما يستقطب الانتباه والاهتمام.
ويكفي النظر إلى قائمة الندوات والمؤتمرات الكثيرة التي حضرها الشيخ التسخيري وشارك فيها، لمعرفة مستوى الحضور الذي ظلّ يمثّله في ساحة التقريب. فصفة الحضور في شخصيّة الشيخ التسخيري وحركته، جعلت من غيابه عن أيّ مناسبة لها علاقة بفكرة التقريب، تترك فراغاً، وتُحدث نقصاً، وتثير تساؤلاً عند البعض، وذلك باعتبار أنّه بات يُمثّل ركناً للتقريب، وعمدة له، وحسب وصف الشيخ واعظ زاده أنّ الشيخ التسخيري في ميدان المؤتمرات كان فارسه الذي قلّ نظيره(4).
4 – تمكّن الشيخ التسخيري من بناء شبكة واسعة من العلاقات والتواصلات العربيّة والإسلاميّة والدوليّة، استفاد منها وبصورة مستمرّة في التعريف بشخصيّته التقريبيّة، وبنهجه وخطابه التقريبيّ، وأن يعرف عند الآخرين، وخاصّة في الأوساط العلميّة والفكريّة والدينيّة بهذه الشخصية، وبهذا النهج والخطاب التقريبيّ المميّز.
ومن هذه الجهة، يُعدّ الشيخ التسخيري أحد أكثر الشخصيّات التقريبيّة معرفة وشهرة في المجالين العربيّ والإسلاميّ، وما من أحد تعرّف عليه، وتواصل معه، إلا وتلمّس منه عن قرب هذا البعد التقريبيّ، الذي يتجلّى بصورة واضحة وشفّافة في شخصيّته ونهجه وخطابه. هذه الشبكة الواسعة من التواصلات، أتاحت للشيخ التسخيري أعظم فرصة لإعطاء فكرة التقريب بعدها الواسع، وأفقها الرحب، وجعلها حاضرة في المجال التداوليّ، لا تغيب عنه، ولا تنقطع أو تتوقف. وتعزّزت هذه الفرصة وتدعّمت، مع اتّساع عضويّة الشيخ التسخيريّ في كثير من المؤسّسات والهيئات والمنظّمات العربيّة والإسلاميّة والدوليّة، العلميّة والثقافيّة والفقهيّة.
5 – أسهم الشيخ التسخيري في نهضة المجمع العالمي للتقريب وتقدّمه، وفي إعطائه حيويّة وتوسّعاً وامتداداً، عكس فيه ما لديه من خبرات وتجارب، وما عنده من معارف وأفكاره، إلى جانب ما لديه من شبكة واسعة من العلاقات والتواصلات.
ولعلّ من أبرز التطوّرات التي أسهم الشيخ التسخيري، في إنجازها على مستوى المجمع: هو الآتي:
أ. العمل على صياغة استراتيجية للتقريب خاصّة بالمجمع وبلورتها، حيث عرفت باستراتيجيّة المجمع العالميّ للتقريب بين المذاهب الإسلاميّة، وأُقرّت سنة 2002م، وجاءت لإعطاء التقريب وحركة المجمع بُعداً وأفقاً استراتيجياً.
ب. السعي نحو صياغة ميثاق للوحدة وبلورته، حيث عُرف بميثاق الوحدة الإسلاميّة، وأُقرّ سنة 1428هـ، وكان موضوعاً لمؤتمر دوليّ عقده المجمع في طهران سنة 2008م.
ج : تكوين الجمعية العمومية للمجمع ، التي عقدت أول اجتماع لها سنة 1426ه/ 2005م، تلك الجمعيّة التي ربطت شريحة كبيرة من المهتمّين والمنخرطين في حركة التقريب، بالتواصل مع المجمع و نشاطاته.
د. التوسّع في نشاطات المجمع على مستوى عقد الندوات والمؤتمرات خارج إيران، التي ظلّت تنتقل من بلد إلى بلد، على امتداد العالمين العربيّ والإسلاميّ، وخارجهما أيضا. إلى جانب بقاء عقد المؤتمر الدوليّ للمجمع واستمراريّته، بالإضافة إلى نشاطات وإنجازات أخرى؛ منها: كتاباته ومؤلّفاته وحواراته المميّزة في هذا الشأن.
خاتمة:
لقد مثّل الشيخ محمد علي التسخيريّ طوراً مهمّاً في تاريخ تطوّر حركة التقريب بين المذاهب الإسلاميّة في العصر الحديث، طوراً سيجد المؤرّخون والباحثون حاجة للتوقّف عنده، والنظر فيه، سعياً نحو الكشف عن ملامحه وأبعاده وعناصره ومكوّناته وسياقاته وأرضياته، إلى جانب ما يميّز هذا الطور عن باقي الأطوار الأخرى، وهو ما يستحقر التأريخ له في تاريخ تطوّر حركة التقريب في عصر الحديث.
الهوامش:
1 – باحث في الفكر الإسلامي، ورئيس تحرير مجلة الكلمة، من السعودية.
2 – الشيخ محمد علي التسخيري، لمحات من فكر بعض الشخصيات التقريبية، إعداد وتقديم: محمد حسن تبرائيان، طهران؛ المجمع العالمي للتقريب، 2008م ، ص20 .
3 -محمد علي آذر شب، مسيرة التقريب..عرض لجوانب من معالم مسيرة التقريب بين المذاهب الإسلامية خلال السنوات الماتة الماضية، طهران: المجمع العالمي للتقريبا، 2010م، ج 1، ص 139.
4 – الشيخ محمد واعظ زاده الخراساني، شهادة صداقة ووفاء، مجلة الحياة الطيبة ،بيروت، فصلية تخصصية فكرية، السنة 6، العدد 19 ، شتاء – ربيع 2006م 1427هـ ، ص 118.
المصدر: مجلة الحياة الطيبة – السنة 19 – العدد32 – خريف 2015م – أبحاث و دراسات