السيد-محمد-كلانتر

جهود العلامة السيد محمد كلانتر في تحقيق كتاب المكاسب وشرحه

خاص الاجتهاد: يكون تحقيق وتعليق العلامة السيد محمد كلانتر “رحمه الله” على كتاب مكاسب المحرمة للشيخ الأعظم مرتضى الأنصاري (في 17 مجلداً) هو أحد الشروح العربية لكتاب المكاسب الذي لطالما يستفيد طلبة العلم والأساتذة منه. تم نشر الكتاب بأسلوب فصل النص عن التعليق والشرح.

يقول السيد كلانتر “رحمه الله” في مقدمة الجزء الأول من هذا الكتاب:

كنت عند إشتغالي بكتاب المكاسب ودراسته لدى أساتذتي المعروفين ألمس فيه أنه أكبر دعامة لبناء صرح الاجتهاد الحديث. ومعرضاً خصباً لدراسة اساليب الإستدلال الفقهي الحاضر.

فقد أنتج شيخنا (الأعظم الأنصاري ) طريقة بديعة عميقة في الاستدلال خاصة به، لا تشبه طريقة القدماء المشتملة على البساطة بأي حال من الأحوال، حيت عدل عن طريقة الإقتناع البدائي بفحوى الأدلة الاجتهادية إلى طريقة الاستدلال المتعمق، والأخذ بأطراف الأدلة المترامية، ودراسة متفرقاتها وجمعها، ليتخلص من التناقض الذي وقع فيه غيره ممن اكتفى بالظاهر المجرد، والأمر الذي قد حاز معه (قصب السبق) الأوفى في طريقة هذه البديعة بما أعجب معاصريه، كما أعجز من بعده من الإستزادة عليه حتى عاد الكثيرون منهم معترفين بنبوغه وتفوقه في هذا المضمار.

والخلاصة : أن كتابه هذا أصبح ولا يزال محط أنظار العلماء، كما أن البلوغ الى مطاوي مطالبة الدقيقة صار محكماً للمشتغلين يختبر به بلوغهم درجة الإجتهاد، ومن ثم فقد عكف رواد العلم والفضيلة على دراسته و استخراج درره ولئآليه ، متسابقين متباهین.

غير أن هذا الكتاب ولا يزال معقّداً التعبير في أكثر مواضعه نظراً للدقة في المعنى ، والعمق في مضامينه هنا وهناك فاستدعى مثل هذا الغموض التوضيح والبيان.

ولذلك دعت الضرورة إلى دراسة الكتاب، ومداولته مع أهل الفن والخبرة بغية تمكن الاستفادة منه بأفضل صورة، وأوضح طريقة .

نعم كانت أميني منذ بدء عهدي بالكتاب معالجة هذه الناحية الخطيرة من هذا السفر الثمين، وحل أكبر مشكلة كانت ولا يزال طلاب العلوم الدينية يواجهونها في حياتهم الدراسية الاجتهادية.

أجل : كانت هذه الأمنية في نفسي تؤلمني كلّما فكرت في طريقه توصلني إلى هذا الهدف النبيل الذي هو في نفس الوقت خطير جداً حتي سهّل الله عز وجل وله الشكر على ما أنعم أخيراً في بعض الأمور فعكفت على دراسة الكتاب دراسة عميقة ليست کسوابقها.

بل أعمق وأعمق بكثير مدوناً عصارة أفكاري و شواردها حول مواضع الكتاب بأرقام الهوامش، سواء التوضيحية منها ثم التحليلية حتى صارت بحمد الله تعالى بعد جهدنا ومجهودنا لمّة نفيسة جاهزة للإفادة والإستفادة و مهينة للعرض والإخراج لروّاد الكتاب من طلاب العلوم الشرعية الساعين للإختصاص في الدراسات الفقهية والأصولية .

هذا ! ! ولا اكتمك أيها القاريء العزيز إني تركت في سبيل هذه الخدمة الجليلة العظيمة جل أشغالي مع أهميتها القصوى بالنسبة لي، وسعيت بكل ما في وسعي من جهد وطاقة، وصرفتها بغية الكمال ، بالرغم من علمي باستحالته، اذ لا كمال لأيّ موجود يتصف بالإمكان، حيث إنه خاص بذات ذي الجلال الواجب الوجود المستجمع لجميع صفات الكمال .
بل الشوق دفعني في السعي .

وجرياً على القاعدة القائلة : (لا يترك الميسور بالمعسور ) على أن هذا لا يمنعني من أن أؤكد رجائي إلى إخواني الأعزاء، وزملائي الأجلاء في ارشادي إلى مواقع الاشتباه، وسأبقى شاكراً لهم هذا الفضل والإحسان طيلة الحياة.

ثم لا يخفى ما يتطلب هذا العمل من الجهد في سبيل تحقيق أصل الكتاب وتقويم نصه، ومقابلته مع عدة نسخ ، وتطبيق أحاديثه على المصادر ولا سيما والطباعات السابقة جلها أو كلها مشحونة بأغلاط وأخطاء هي كثيرا ما تغير وجه المراد منها، بل حتى في ألفاظ الروايات الواردة عن ( الأئمة المعصومين ) صلوات الله عليهم أجمعين.

وهذا أمر عسير مجهد عثرنا عليه بعد جهد جهيد، وتدقيق عميق يلاحظه كل من قرأ هذا الكتاب فقد وفقنا الله عز وجل عليه فصصححنا نسخة طبق الأصل تلكم الأخطاء حتى عاد الكتاب واضح العبارة، وافي البيان، مشروح المراد، بين المقصود .

ولست مبالغاً لو قلت: إن جملة واحدة من عبارات الكتاب ربما استدعت منّا صرف أيام وليالي متتالية بلغت ثلاثين يوماً لأجل التدقيق والتحقيق حولها، واستخراج فحواها: ثم تثبيت النتاج بصورة واضحة في الهامش الأمر الذي يجلب عناية القراء والمطالعين بدقة فيأخدونها بعين الإعتبار، ولا يستهينون ما بُذل بشأنها من تحقيق وتوضيح .

ويكفي اثباتا لهذه الدعوى مراجعة سائر النسخ المطبوعة جمعاء، ومقارنتها مع طبعتنا هذه، وإن كان ذلك لا يخفى على ذوي النهى والفضيلة.

وأراني مقصراً في تقديري مساعي سيدنا الوالد صاحب النفس الزكية حجة الاسلام والمسلمين ( السيد محمد صادق الصدر ) دامت برکاته وعمت أفاضاته، حيث أتعب نفسه الشريفة في مؤازرتي بهذا المضمار فجزاه الله خير الجزاء.

هذا !! ومن الناحية المنهجية فقد جزأنا الكتاب إلى اثني عشر أو أربعة عشر جزءً ، تسهيلاً لطلبة العلم ورواده في تناوله، وإستصحابه لمعاهد الدرس والتحضير، جاعلين الشرح في اسفل الصفحة مُعلِماً بأرقام مرتبة على أسلوب طبعتنا ( اللمعة الدمشقية ).

و أخيرة فإن رجائي إزاء هذا العمل الجليل، والخدمة الدينية الكبرى: هو القبول لدى شعلة – وكلهم شموعها – مذهب ( أهل البيت ) ( الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه وعلى آبائه وأبنائه الطاهرين المعصومين أفضل التحية والسلام .

السيد محمد كلانتر

الجمعة رجب 1391هـ

 

سيرة العلامة السيد محمد كلانتر “رحمه الله”

عميد جامعة النجف الأشرف الدينية
السيد محمد كلانتر الموسوي  (1335هـ – 1420هـ)

اسمه ونسبه:
هو السيد محمد بن سلطان بن مصطفى كلانتر الموسوي، يمتد نسبه إلى الإمام موسى بن جعفر عليه السلام .

ولادته:
وُلِد سماحته في يوم عيد الأضحى سنة 1335 للهجرة في مدينة النجف الأشرف .

نشأته ودراسته:
نشأ السيد عليه الرحمة وترعرع في بيت علم وفقه وتقوى وتربى تربية إسلامية قويمة في أجواء القداسة بجوار مولى الموحدين أمير المؤمنين سلام الله عليه . فوالدة السيد سلطان كان من اسرة عريقة فيها العلماء والعرفاء ، ووالدته العلوية كريمة السيد محمود المرعشي من احفاد السيد الشهيد نور الله المرعشي المعبر عنه بـ( الشهيد الثالث ) .
درس السيد عليه الرحمة المقدمات والسطوح العالية تتلمذ مدة من الزمان على يد كبار علماء النجف الأشرف كالشيخ صدر الدين البادكوبي وغيره من العلماء ، وقد حصل على عدة إجازات علمية في الاجتهاد فكان أولها في عام 1362هـ .
وفي سنة 1382هـ أسس السيد عليه الرحمة ” جامعة النجف الدينية ” والتي تعتبر أكبر مدارس النجف الأشرف على الإطلاق تحتوي على مكتبة كبيرة مكونة من طابقين ومسجداً كبيراً .

من أساتذته:
1- الشيخ صدرا البادكوبي .
2- السيد عبد الهادي الشيرازي .
3- السيد أبو القاسم الخوئي .

من مؤلفاته:
* كتاب البداء عند الشيعة الأمامية .
* كتاب دراسات في أصول الفقه ، وهو مكون من أربع أجزاء .
* كتاب التحقيق والتعليق على شرح اللمعة الدمشقية ، وهو مكون من عشرة أجزاء .
* التحقيق والتعليق على كتاب المكاسب للشيخ الأعظم الأنصاري .
* كتاب الإرث .
* كتاب الزكاة .
* تحقيق وتعليق كتاب جامع السعادات للمولى محمد مهدي النراقي .

أولاده

السيد علاء الدين
السيد عماد الدين
الشهيد السيد كمال الدين
السيد ضياء الدين
السيد حيدر
السيد سلطان
السيد حسين

وفاته:
وبعد مسيرة طويلة حافلة اجاب داعي ربه الكريم في ليلة الجمعة الثاني من شهر رمضان المبارك من عام 1420هـ وهو متوجه إلى صلاة الجماعة ودُفِن في المقبرة الخاصة في جامعة النجف الدينية والتي أعدها لنفسه في حياته .

الهوامش
راجع:
1-    مجلة النجف الأشرف ، العدد 37 ، تحقيق بعنوان ” جامعة النجف الدينية – مؤسسة علمية وجامعة اسلامية كبيرة ” ، للاستاذ/ كريم الطائي .
2-    كتيب عن حياته بقلم السيد محمد تقي الحجار

 

رابط تحميل جميع الأجزاء من مكتبة 

شبكة الفكر

 

السيد-محمد-كلانتر السيد-محمد-كلانتر السيد-محمد-كلانتر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky