الاجتهاد موقع فقهي
الاجتهاد: يشتمل كتاب تقريرات في علم الأصول على دروس ألقاها آية الله العظمى السيد علي السيستاني “حفظه الله” في بحوث تعارض الأدلة الشرعية واختلاف الأحاديث وهي ما يصطلح عليها في علم الأصول بالتعادل والتراجيح، وقد حضرت دروسه إلى عام ۱۳۹۹هـ وكتبت تقريراته في تعارض الأدلة وغيرها، وانتهيت من كتابة دروسه في تعارض الأدلة (ليلة ۲۸ جمادى الأُولى عام ۱۳۹۸ هجرية) في النجف الأشرف. بقلم: فضيلة السيد هاشم الهاشمي
مقدمة المركز: نقدم لطلاب العلوم الدينية تقرير العلامة المحقق السيد هاشم الهاشمي لدروس المرجع الأعلى السيد علي السيستاني “حفظه الله” في التعارض والتراجيح وأسباب اختلاف الحديث، ويمتاز هذا الكتاب بكونه الحلقة الممثلة لآخر ما وصلت إليه أنظار العقل الشيعي الإمامي في كثير من البحوث الأصولية والفقهية والرجالية والدرائية بل واللغوية والفلسفية والقانونية، وهو بحث کما قال المقرر: ثروة علميّة في مختلف المجالات.
وإنّ من حسنات هذا الكتاب بحث أسباب اختلاف الحديث و تاریخ الحديث ومراحل تدوینه وأسباب وجود ظاهرة التعارض واختلاف النسخ وكيفية علاج ذلك وفق المرتكزات العقلائية الممضاة شرعًا، وتحديدات الشارع المقدّس، ويعتبر المرجع الكبير “حفظه الله” من السباقين إلى بحث أسباب اختلاف الحديث وصاحب المساهمات الكبيرة والبارزة في ذلك، ونتاجه دام ظله مائدة الباحثين المتأخرين عنه،
ولا مبالغة إن قلنا بأنه أبدع من شبه لا شيء وأعجز من جاء بعده في ذلك.
ولله درّ المقرر الذي بذل غاية ما يمكن أن يبذله أصحاب الهمم العالية في ضبط دقة المضمون والعبارة، فجاء كتابه سلساً، واضح المطالب، دانية ثماره، وظاهرة غوامضه وأسراره، وإن القدرة الفائقة على تذليل المطالب الدقيقة بعبارات واضحة جليّة لا توجد إلا عند العباقرة المتمكنين من مادة العلم، فتكون أحاطتهم التامة سبباً للقدرة على بيانها بأساليب جلية لا غموض فيها ولا تعقيد،
فشكر الله سعيه وأجزل مثوبته وجعل خدمته للعلم والحوزة وطلابها مضاعفة الأجر، ونفع طلاب العلم وأهل التحقيق والتدقيق بكتابه النفيس الذي يتشرف مركز الإمام الحجة”عج” لخدمة الطالب بتقديمه بإخراج أنيق لطيف، بإذن المقرر دامت أيام بركاته، ويمتاز هذا الكتاب عن سابقه بأنه نسخة مصححة ومزيدة، والله ولي التوفيق.
كلمة المقرر
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا الكتاب يشتمل على دروس ألقاها آية الله العظمى السيد علي السيستاني “حفظه الله” في بحوث تعارض الأدلة الشرعية واختلاف الأحاديث وهي ما يصطلح عليها في علم الأصول بالتعادل والترجيح، وقد حضرت دروسه إلى عام ۱۳۹۹هـ وكتبت تقريراته في تعارض الأدلة وغيرها، وانتهيت من كتابة دروسه في تعارض الأدلة (ليلة ۲۸ جمادى الأُولى عام ۱۳۹۸ هجرية) في النجف الأشرف،
وكانت هذه الكتابة مسوّدة، وحينها انتقلت إلى قم المقدّسة أخذت بكتابة المبيّضة وانتهيت من كتابتها في (۲۳ شهر رمضان المبارك عام 1404 هجرية) مع العلم أنّي بذلت وقتاً وجهداً كبيراً في كتابتها، مع الحفاظ بكل دقّة وأمانة على دروس السيد الأُستاذ في تقسيمات البحوث والمصطلحات والتوضیحات وغيرها، وإن حاولت بعض التنقيح والتوضيح والترتيب لتكون أكثر فائدة ووضوحاً.
ولكن بعد ذلك رأيت من الجدير کتابتها من جديد لمعالجة بعض السلبيات في الكتابة السابقة، وتوضيحاً لبعض مطالبها أو حذفاً لما فيها من استطراد وتبويباً ومنهجيةً لبعض بحوثها وغيرها،
وخاصة بعد أن وصلت إلىّ دورته الجديدة التي ألقى فيها السيد الأستاذ دروسه حول تعارض الأدلة فحاولت المقارنة بين الدورة السابقة التي حضرتها والدورة الجديدة التي لم أحضرها واستفدت الكثير من هذه المقارنة في تهذيب بعض المطالب ومنهجيتها مع التأكيد على أنّ الدورة السابقة التي حضرتها أكثر توسّعاً وتوضيحاً وتعرّضاً لبحوث و مطالب كثيرة بينها الدورة الجديدة أكثر تلخيصاً وتركيزاً لذلك فقد استفدت من الدورتين في تسليط الأضواء على هذه البحوث وآراء السيد الأستاذ وتوضيحها، لذلك فإنّ الكتابة الجديدة تعبّر
وقد انتهيت من الكتابة الجديدة (يوم الأربعاء 14 ذي الحجة 1414هجرية) ولكن خلال هذه السنوات كنت أحاول تنقيح هذه الكتابة وتوضيحها حيث كنت أراجعها باستمرار، كما حاولت تدریس بعض فصولها وقد بذلت جهداً كبيراً في استخراج مصادر الروايات والأقوال لكثرتها، وسيرى القارئ أنّ بحوثه في هذا الكتاب تشتمل على مسائل مهمّة لم يتعرّض لها الأعلام في بحوث التعارض والترجيح أو تعرّضوا لها بصورة مقتضبة،
وحاول السيّد الأستاذ تطويرها، حيث رأى تأثيرها الفاعل في البحث الفقهي والأصولي وفي الاجتهاد لذلك فإنّ هذا الكتاب ثروة علمية في مختلف المجالات في الفقه والأصول والرجال والدراية والكثير من القضايا العلمية والثقافية الإسلامية حيث تسلّط الأضواء المفيدة عليها، وأعتذر من القارئ الكريم عن النقص والقصور في هذه البحوث وأرجو من الفضلاء الكرام أن يمدّوا المقرر بملاحظاتهم لينتفع بها في الطبعات اللاحقة ولهم جزيل الشكر .
💐
