بنات-المعصومين

تعريف بكتاب بنات المعصومين دراسة توثيقية .. بقلم السيد حسين الموسوي أبوسعيدة

خاص الاجتهاد: كتاب” بنات المعصومين دراسة توثيقية “بقلم السيد حسين الموسوي أبوسعيد الذي صدرت حديثاً الطبعة الثالثة منه يتضمنّ دراسة لقبور وأحوال بنات المعصومين(ع) والبقاع التي حظيت بها أجسادهن باسلوب رصين ومحكم.

اسمها فاطمة، وأشهر القابها «المعصومة». أبوها سابع أئمة أهل البيت الأطهار موسى بن جعفر صلوات الله عليه، وأمّها السيدة نجمة وهي أمّ الإمام الرضا صلوات الله عليه أيضاً. كانت ولادتها في المدينة المنوّرة في الأول من ذي القعدة سنة 173 للهجرة .
 
فقدت والدها وهي في سنّ الطفولة حيث استشهد صلوات الله عليه في سجن هارون العباسي لعنة الله عليه ببغداد، فأصبحت تحت رعاية أخيها علي بن موسى الرضا صلوات الله عليه. وفي سنة 200 للهجرة اُبعد الإمام الرضا صلوات الله عليه من المدينة إلى «مرو» بأمر المأمون العباسي لعنة الله عليه، ولم يرافقه أحد من عائلته إلى خراسان.وبعد مرور سنة على هجرة أخيها اشتاقت لرؤيته فتوجّهت نحو خراسان بصحبة جمع من إخوتها وأبناء إخوتها، وكان الناس يستقبلونها ويكرمونها أينما حلّت. وكانت في الطريق تبيّن للناس مظلومية أخيها وغربته، ومعارضته للحكم العباسي.
 
وصولها قم المقدسة
في كتاب «تاريخ قم» للحسن بن محمد القمّي قال: أخبرني مشايخ قم عن آبائهم أنه: لما أخرج المأمون الرضا صلوات الله عليه من المدينة إلى مرو لولاية العهد في سنة مائتين من الهجرة خرجت فاطمة أخته تقصده في سنة إحدى ومائتين، فلما وصلت إلى ساوة مرضت، فسألت كم بينها وبين قم قالوا عشرة فراسخ، فقالت: احملوني إليها، فحملوها إلى قم وأنزلوها في بيت موسى بن خزرج بن سعد الأشعري.
 
ويعتبر مشهدها اليوم من المشاهد المشهورة والكبيرة في بلاد المسلمين، وهو مبني على طراز الفن العمراني الإسلامي الرفيع، ويقصده محبّو وعاشقو أهل البيت ( عليهم السلام ) من مختلف بلاد العالم الإسلامي للزيارة والدعاء والبركة، ويعج بالحركة والزوار طوال العام دون انقطاع.وبإمكان كل امرأة معاصرة أن تقتدي بفاطمة المعصومة في عبادتها وعلمها وعملها وصلاحها، وأن تكون امرأة عالمة ومباركة إذا ما قامت بدور فيه منفعة للمجتمع وتقدمه، فبعض الشخصيات تلازمهم البركة والخير أينما حلوا وارتحلوا ﴿وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ(مريم: الآية 31.).
 
عن الكتاب
يقول مؤلف كتاب بنات المعصومين أن هناك ثمة ضبابية تحیط بالبقاع الشريفة التي حظيت بأجساد ( بنات المعصومين ) فقد ظهرت مدافن عدیدة لتلك الأجساد الطاهرة، وتعددت أحياناً دعاوى المدافن لجسد واحد في نقاط مختلفة من العالم الاسلامي! فهل يعود ذلك إلى شحة المصادر التي نعتمد عليها في تعريف تلك البقاع؟ أم أن التّعسف والظلم إبان الدولتين الأموية والعباسية هما السبب في تحريف الحقائق التاريخية وايجاد هذا اللبس.

عزيزي القاريء الكتاب الذي بين يديك فيه دراسة وبحث عن الأسلوب الأمثل لرفع الغموض عن تلك المدافن والمزارات، باسلوب علمي دقيق ورصين بعيداً عن التجاذبات العقائدية.

وينوه المؤلف في بداية الكتاب أن المباحث العلمية المطروحة في مؤلفاته، فيما يخص توثیق مدافن وقبور أبناء الأئمة المعصومين (عليهم السلام) وأحفادهم الصلبيين فقط، مبتنية على خمسة محاور في غاية الأهمية:

المحور الأول: المناقشة العلمية تقع في الإسم المنسوب لأي قبر بحروفه المعينة وبكونه هو المقصود بالذات لا غيره. أما أن يدّعي أي شخص آخر بكون هذا الإسم هو صفة أو لقباً وليس إسماً ، فهذا خارج عن محل المناقشة والكلام .

المحور الثاني: إن إسم القبر الذي تتم المناقشة العلمية حوله هو إسم يتصل بالمعصوم (عليه السلام) أو بإبن المعصوم بالمباشر وبدون واسطة لا غير. أما أن يدعي أي شخص آخر بكون هذا الإسم المشار له لا يتصل مباشرة بالمعصوم (عليه السلام) أو بإبنه، وإنما هو من ذريتهما ، فهذا خارج عن محل المناقشة والكلام ، وهو عين ما نصبوا إليه وندعو له.
علماً بأن مكتبنا زود الكثير من القبور بوثيقة ثبوتية كتب بها صفة خاصة أو لقباً عاماً لإسم القبر الذي سئلنا عنه وكونه من الذرية الطاهرة، ولا يتصل بالمعصوم (عليه السلام) مباشرة، هذا بعد ثبوت القبرية والتي لها طرق خاصة نتفحصها كلاً حسب موضوعه.

المحور الثالث: ان القطع عندنا بعدم صحة بعض أسماء القبور دليله هو ما تواتر ذكره وتسجيله في كتب الأنساب القديمة، والكثير من الروايات التاريخية الواردة عن بعض المحدثين و عظماء المؤرخين وهذا التكرار والتواتر في التنقل أوجد عندنا القطع بعدم صحة الأسم الجديد. وتؤكد مرة أخرى إن هذا ما يخص إبن و حفيد المعصوم الصلبي ، أما إذا تعدّى عن ذلك فلا ضير فيه إذا دل الدليل عليه.

وقد شاهدنا عدة طوامير لعدد من السادات الأشراف منتهية إلى إبن أو حفيد صلبي للمعصوم (عليه السلام) ولكنه غير مدون في الأصول، ووضعنا لذلك تخريجاً علمياً واتممنا العمود النسبي. راجع مقدمة كتابنا المشجر الوافي، القسم الأول، المجلد الأول تحت عنوان (مناقشة مسائل مهمة) لتقف على الأمثلة حول ذلك.

المحور الرابع: صحة الإسم واللقب علمياً ليس بدليل على صحة قبريته. فالتاريخ منذ بدء الخليقة إلى عصرنا هذا سجل لنا أسماء صحيحة تحكى شخصيات مهمة لها الدور الفعال في الحياة البشرية، إلا أننا لا نعلم ولا نعرف ولا حتى سمعنا أين هي دفنت، والأمثلة على ذلك لا حصر لها.

المحور الخامس: عندنا أن الإعتقاد بكرامات المعصومين ( عليهم السلام) و أبناءهم و ما له صلة بهم خط أحمر، فنحن نؤمن بكراماتهم و نلتزم بالتوسل إلى الله تعالى بحقهم بقضاء الحوائج. هذا هو مبنانا و به نعمل و نؤمن. فالكرامة الحقة هي للحي و للميت و هي خاصة لكل إنسان له صلة مع الله ( عز و جل)

ولكن موضوع الكرامة و وجودها لا علاقة له بالمحاور التي ذكرناها آنفاً. لأن وجود الكرامة لا يعني بالضرورة صحة الإسم أو كونه الإبن المباشر أو غير المباشر فقد يكون الإسم الموضوع غير صحيح و الكرامة صحيحة لإنها تعود لوجود شخص و مسمى آخر. وهذا لا ينافي وجود الآلاف من القبور والمزارات التي ثبتت عائدية أسمائها إليها من خلال التواتر والأدلة على مكان دفن هذه الأجساد الطاهرة.

ويقول المؤلف في المقدمة ايضاً أنه لما انتشر كتاب (المشجر الوافي) بأجزائه الاثني عشر وبطبعاته العديدة، وكتاب (المشاهد المشرفة) بأجزائه السبعة وبطبعات متعددة، في ربوع العالم الإسلامي، وتناولهما من قبل رجال الفكر من المسلمين و المستشرقين في العالم، برزت من خلال كثرة الاتصال، زاوية مهمة جداً من زوايا السيرة الذاتية للمعصومين عليهم السلام و رسول الله “ص” والأئمة من ولد الحسن والحسين عليهما السلام، قد غطّتها ضبابية، وأحاط بها الإبهام، حتى صارت محوراً لإثارة التداخلات الجدلية، كل هذا بسبب الاختلاف في الرأي الذي أساسه الاستنباط و عدم سماع الرأي الآخر بتمعّن وفهم.

وهذه الزاوية هي: ( بنات المعصومين ) عند أهل العصمة وأتباعهم، هذه النسوة اللواتي هن اللبنة الأساس التي حظيت بفكر أهل البيت عليهم السلام ، فنشأت وتغذّت منه، فتحولت إلى منار ينقاد له ملايين من الخلائق قديما وحديثاً.
فسعينا إلى هذه الدراسة التي تسلط الضوء على بنات المعصومين لكي يطلع المستفيد على الممكن من سيرتهن الذاتية.

ولعل أهم محور من محاور سیرتهن الذاتية الذي تحيطه الضبابية ويزداد فيه الإدعاء، هو تعيين البقعة التي حظيت بأجسادهن الشريفة، فظهر في هذا العصر في العالمين العربي والإسلامی وجود مدافن عديدة لواحدة منهن في بقاع عديدة كالعراق وإيران وسوريا ولبنان ومصر وبلاد المغرب العربي وشرق آسيا.

أو تعدّد دعوى المدفن لإنسان واحد في بقاع متعددة في بلد واحدِ. والباحثون في العالم من المسلمين وغيرهم على علم أن المادة العلمية التي تخص أهل بيت العصمة ذكوراً وإناثاً، هي قليلة جدا بل وشحيحة بسبب أمرين:

الأول: التعسف والظلم ونكران الحقوق التي تعرضوا له إبان حكومات الدولتين الأموية والعباسية.

والثاني: ولعله الأخطر وهو العبث بالسيرة النبوية المدونة وحذف تحريف كل ما لا يخدم مصالحهم وأهدافهم.
وهذا من أوضح الواضحات عند التمعن في سيرة ابن إسحاق ومقارنتها مع سيرة ابن هشام. والحديث في هذا المحور طويل جدا.
لهذا صار البحث في رفع الغموض عن هذه الزاوية التي أشرنا لها من الضروريات في عصرنا هذا.

فالدواعي التي ألزمتني بدراسة موضوع بنات المعصومين هي كثيرة؛ فالمهم منها:

1- الأسئلة العديدة التي وصلت لنا بالمباشر أو بواسطة الشبكة الالكترونية، وهي تستفسر عن إشكاليات مهمة وخطرة علمياً وعقائدياً تخص بنات المعصومين.

۲- إحداث مزارات عديدة في العالم الإسلامي منسوبة بدون واسطة أو في عصر القرنين الثاني عشر والثالث عشر الهجري إلى بنات المعصومين مباشرة، وهذه المزارات لا يوجد لها أي دليل في التاريخ القديم؛ وذلك لأن العلماء القدماء لم يذكروها، فلو كان لها وجود فمن يمنعهم من ذكرها؟

فكان لزاما علينا معالجة أمرها، وإصدار التوجيه اللازم الكفيل بالمحافظة على تاريخ المعصومين من التشويش والتزوير، ومن دسائس المغرضين، ودوافع الطامعين الذين لا يخلو أي عصر من وجودهم.

وانتشار مزارات حديثة في مناطق عديدة في عصرنا هذا (ما أنزل الله بها من سلطان) قد اعتمد المروّج لها في تصدير ونشر دعواها على فحوى الأحلام المتنامية لبعض النساء كلٌ في موقعه، وهذه حالة أيضا خطرها جسيم على تاريخ المعصومين، ولا يمكن تغافلها والانصياع للعواطف العقائدية، هذا الوتر الحساس الذي يضرب عليه كل من يرغب في التلاعب بمشاعر الناس، والصعود على أكتافهم من القفا لاستثمار توجهاتهم واعتقاداتهم الصادقة، من أجل تحقيق المآرب وفي مقدمتها الطمع.

ولا يخفى على الباحثين الأكفّاء أن كتب التاريخ العام بكل ألوانها المتعددة فقيرة جداً للمادة العلمية التي تخص السيرة الذاتية لبنات المعصومين.

مضافا لأحجام وصمت أغلب الكتب النسبية القديمة عن البحث في خصوصیات بنات المعصومين، حتى أن بعضها والمهم منها لم يتطرق حتى لأسمائهن، فضلا عن بقية شؤون حياتهن.

وسبق أن عرفت السبب مما علمته من خلال الإطلاع على جواب السؤال المتقدم ذكره. ولكن مع كل هذه المعوقات تمكنا من طرح الحوار في هذا الاتجاه لعله يساعد ويساهم في سد الفراغ التاريخي ولو بالجملة.

 

فهرس محتويات الكتاب

 

غلاف الكتاب

الكتاب: بنات المعصومين دراسة توثيقية

تأليف: السيد حسين الموسوي أبوسعيد

إصدار: مؤسسة ومكتبة أبوسعيد الوثائقية العامة

المطبعة : عاشوراء

الطبعة: الثالثة للمؤلف والثانية للناشر 1439 / 2018م، الطبعة الاولى سنة 2012 م , مؤسسة البلاغ – بيروت -لبنان.

مراكز التوزيع

بنات المعصومين

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky