الهيكل الحالي لأصول الفقه غیر قادر على بناء فقه النظام

الهيكل الحالي لأصول الفقه غیر قادر على بناء فقه النظام

خاص الاجتهاد: نتحدث في هذا المجال مع سماحة الشیخ الدكتور بیروزمند نائب رئيس أكاديمية العلوم الاسلامیة فی قم حول ملاءمة الهيكل الحالي لأصول الفقه مع انشاء فقه النظام في مختلف المجالات من السياسة و القانون و الاقتصاد. و نرید الاجابة على هذا السؤال هل الهيكل الحالي يمكن أن يؤدي إلى بناء نظام فقهي ام لا؟

خلال هذه الایام، المقال عن کفاءة الهيكل الحالي لأصول الفقه تبدَّلَ بنقاش یومی بین العلماء فی الحوزة العلمیة، یعتبر بعض الهیکل الحالی اکثر كفاءة من بین البنایات و بعضهم یعتقدون تغییره، الآن حديثنا یدور مع سماحة الشیخ الدكتور بیروزمند نائب رئيس أكاديمية العلوم الاسلامیة فی قم حول ملاءمة الهيكل الحالي لأصول الفقه مع انشاء فقه النظام في مختلف المجالات من السياسة و القانون و الاقتصاد. و نرید الاجابة على هذا السؤال هل الهيكل الحالي يمكن أن يؤدي إلى بناء نظام فقهي ام لا؟

• أیُّ مسالة او مسائل تعتبر برأی سماحتکم من نقاط الضعف في البنية الحالية لأصول الفقه؟

بيروزمند: يعتبر الفقه و الاصول من أغنى و اجود تراث علماء السلف، وفی ظل جهودهم المستحسنة تبدّل الیوم هذا التراث بحصن حصین ضد الانحرافات الدينية و بشکل مرتب كقاعدة عامة یحمی عن تعالیم الاسلام. و لذلك یجب ان لا یتزعم احد بما اقوله  لهذا التراث الغني الذي هو الیوم فی متناول الحوزات العلمية.

و اما الاجابة عن السؤال الذي طرحتم حول ضعف الهیکل الحالی، ینبغی قبل کل شیء التنبه بمقدمة هی مؤثرة للاجابة على أسئلة اخری ایضا. و المقدمة انه یمکن لنا القضاء و الحكم حول قدرات و نقاط القوة و کذلك حول نقاط ضعف اصول الفقه الحالی عند ما نمتلک من النتیجة المتوقعة من هذا الاصول صورة بیّنة و واضحة. و بعبارة أخرى تخطّط اصول الفقه الحالی لتحصیل وظيفة معينة، و الی زمن بقیت تلک الوظیفة لسنا بقادرین ان نوجّه نقیصة الی علم الاصول و لا حاجة للبحث والنقاش حول هذا السؤال. نعم من حيث التطورات الصوریة فی مجال اصول الفقه یمکن لکل من الفقهاء الاقتراح بتصنيفه بطريقة مختلفة، وللطلاب ایضا یسهل فهمه.

لذلك ينبغي البدایة على السؤال من هنا، ما هوالفقه الذی أننا نريد النیل به و استنتاجه بوسیلة علم الاصول و ما هو مستوى القابلیة لدی الاصول الموجود لاستنتاج الفقه؟ و بشكل طبيعي بعد هذا التعرُّف، تفتح النافذة امام عقلنا و نحن قادرون على إلقاء نظرة استطلاعیة و التعَرُّف بمساویء الوضع الحالی لاصول الفقه.

واحدة من الأشياء التي ینبغی ان تُذکر هی قبول الغرض بحیث المحور فی علم الاصول، وهذا يعني أنه لابد أولا، ان نلاحظ بشکل دقیق أيّ نوع من الحکم نرید استنتاجه بواسطة هذه القواعد؛ و ثانیا هل نشعر عند انفسنا بالترابط بین الاحکام و بیان نظام الاحکام لزوما ؟

الغرض بمعنی ان الفقه غایة للاصول. واما نحن نرید فی مجال الفقه، الوصول الی نظام الاحکام و النیل بالاحکام الناظرة علی تغییر الوضع و نطلب الفقه المُشرِف علی قضایا الاجتماعیة و الحکومیة. هذه غایات ينبغي أن تُتّبَع فی ساحة الفقه.

و بطبيعة الحال و بشكل غير مباشر، سوف يكون لتلک الغایات تأثير على الاصول ایضا. و يبدو أن الفقه الذی تأسست الاصول الحالی له، ليست هذه الاصول لبناء فقه النظام و ما تشیّدَت لانتاج فقه یستطیع باستقرار النظام بین العناوین و الاحکام او یستنتج منها فقه للقضایا الاجتماعیة التی مرکبة او هي متغیرة و ذات ابعاد. بل هذه الاصول تبنت لفقه له العنایة بعناوین منتزعة و مستقلة عن الأخری؛ ویقوم بتعریف الادلة مباشرة و ذات الصلة بکل من هذه العناوین.

وبطبيعة الحال ینبغی کوننا منصفين بان الاصول الموجودة یعطی لنا قوة تجمیعٍ بین الادلة جیدا و هی اسباب دراسیة هامة للفقیه لاجل الحصول علی عنوان فقهی او فرع فقهی. و کلما یوافق شخص بتغییر المقترح، یصل الدور حینئذ بالتفتیش و الادراک عن هذه القواعد، أهی متمکنة بالاجابة للمتطلبات ام لا؟ ويبدو لي أن العامل الرئيسي الذي سيؤثر على هيكل الاصول الحالية، هذا الامرالذی ذکرت لکم الآن.

• هل الاصول یلعب دور المنطق للفقه، إذا لم یکن الفقه منهجیا یؤثر باصول الفقه؟ هل قصدُ سعادتكم للبدایة هو کتابة فقه جدید و منهجی حتی اسفر عن اصول منهجی؟

بيروزمند: الامر هکذا، انّی قصدت ان اقول الضرورة أو عدم ضرورة التطور للاصول يعتمد على ضرورة أو عدم ضرورة تطوير الفقه. لأن علم الاصول یعتبر من علوم المعدات و لذلك هو نفسه غیر قابل لاصدار الحکم بأن نقول فیه سیوجد ضعف او قوة. ولنرى ما نرید فَکَّه بهذه الأداة. وای معادلة نريد حلها او ای تعاليم نرید تقدیمها؟ وفی مجال الفقه مهما حقّقنا بتفسير أكمل، فمن الطبيعي نحن بحاجة الی أداة أكثر شمولا لتحقيق ذلك المقصد.

• إذا كنا نرید امتلاک اصول منهجی، وفقا لفقه منهجی ما هي المواضيع التی يجب أن نقدّمها فی الاصول؟

بيروزمند: ما زال يبدو لي ان الاهتمام بهذا الامر لم یتم من جانب حوزات اللعلمیة، و انا بنفسی واقف علی ضرورة المسألة ولکن حتی الآن لیس لدیَّ صورة واضحة للقواعد التی تکون قادرة على توفير الغرض، و لكن فقط يمكن لی من بیان شروط للوصول بتلک القواعد. و من جملتها یجب المراجعة و اعادة النظر فی مبادئ علم الاصول و هذا لیس بمعنی ابطاله بل بمعنا تعزیز مبادیه الماضیه و حصول المعرفة بأنه ما هی رکیزة الحجیة و القطع فی علم اصول الحالی ؟

وهل یمکن تعزیز قاعدة الحجیة و القطع؟ حتی یمکن لنا من طریق تعزيز هذه الرکیزة ارتقاء الكمية و الکیفیة لقواعد الاستدلال. وبعبارة أخرى، لکی نكون قادرة على تحقيق قواعد مثالية، ينبغي لنا التردد بین المبادئ و المقاصد. أعني من المقاصد، الإنجازات الفقهیة التي نرید النیل بها بشکل تام. واما تسمیته بفقه الحضارة او المجتمع او الحكومة او فقه الاجتماعي، أو أي كلمات أخرى أو تستخدم له بمجموعة هذه المسمیات لیس بمهم.

في الإجابة عن هذا السؤال، ینبغی اتباع الإجابة الأولية له فی ساحة قضايا الحجیة و القطع. اصحاب الاصول مع لباقة او فطنة المستحسنة لهم اخذوا بالعمل من قضايا القطع ثم حاولوا ان یظهر كيف یرجع اعتبار قواعد الاصولیة الی القطع. و لذلك ینبغی ان یسئل ماهی دور القواعد العرفية و العقلائية و العقلیة في تعزيز علم الاصول؟ و ما هی رکیزة القواعد العرفية و العقلیة، و بعد ذلك سنرى أ يمكن أن یتواجد أساس متين لهذه القواعد أم لا؟

و من ملاحظة النسبة بين هذین، يمكننا التزاید تدریجا بقدرة تفكيرنا لمعرفة القواعد التی نتمکّن من استنتاجها. على سبيل المثال، موضوع العام والخاص او المطلق والمقيد من موضوعات اهتم العلماء بها منذ زمن قديم وعلی اساسها قاموا باستنتاجات کثیرة. هذه المرایا و المناظر التی ذکرت اذا یقع موقع القبول للفقهاء فبشكل طبيعي سوف يخلق بانوراما لنا لمعرفة نوع من القواعد التی مطلوبة لنا.

• نظرا لمنهج تعذیری و تنجیزی في اصول الفقه الموجود و لحل العديد من المشاكل القائمة و الجديدة بوسیلة اصول العملیة هل من الممكن ان یعتبر الهيكل الحالي لأصول الفقه قابلا لبناء النظام؟

بيروزمند: هذه هي واحدة من المناقشات التی لها تأثير في فلسفة الفقه؛ وفقا لنظرة وظيفية تُفسَّر الحجیة بالمنجزیة و المعذریة، و بهذه الرویة ينبغي أن تتم الحجة و هذا یعنی أن یتوفّر للشخص بدایة فی قبال المشرع المقدس تنجیز و تعذیر حتي يحصل له العلم بانه قام بواجباته.

هذا المبدأ هو الأساس و يحدد مسرحا فکریا للفقه و بالتالي للاصول، و هذا امر ضروري و لایمکن بأي حال من الأحوال إنكار أهمية التنجیز و التعذیر. و لكن إذا قلنا بأن رسالة الفقه لم یتحدد بالتنجیز و التعذیر فقط بل هو اداة لتنمية الفرد و المجتمع، و بعبارة أخرى اذا قلنا نحن نتوقع استنتاج برنامج التطوير و التنمیة من خلال الفقه للفرد والمجتمع و من هذا المنظور ربما تتسع رؤيتنا من مستوی التنجیز و التعذیر الذی یعتبر نظرة حد الأدنى، و نحن الآن ننظر إلى الأفق البعيد و الاعلی من قبل.

إذا كانت قاعدة حكم الشريعة و اساس فلسفة الفقه بهذه النوعية التي طلبت أن تتغير ربما یتوسع نطاق الحجیة و کذلك بتبعه یسبب احیانا مزید من التنوع بمعايير التی نستخدم لاحراز الحجیة. على ما يبدو ان الفقه و کذلك اصول الحالی تأسس على نهج التنجیز و التعذیر و لذلك قادر علی الاجابة فی هذا المستوی و خلق اساس متین للتنجیز و التعذیر فقط.

ولكن يجب أن نرى أ یمکن لدینا ترسیم افق اعلی من قبل بهذه النوعية التی اقترحتها ام لا؟ هل النظرة المقترحة تحاسب افقا اعلی من قبل ام هی ایضا نوع من التنجیز و التعذیر حسب مقیاس آخر؟ هذه هي المحادثات التی تطلب مناقشات أكثر تخصصا.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky