السيد حسن الموسوي التبريزي

النظرية السياسية في فكر الإمام الرضا عليه السلام.. السيد حسن الموسوي التبريزي

الإمام الرضا عليه السلام ركز على وضع القوانين الاسلامية التي اشار اليها القرآن الكريم والنبي الاكرم صلي الله عليه وآله وسلم في العالم الاسلامي بنجاح تام ما حقق نقلة نوعية ومفصلية في السياسات الموجودة والمزعومة أنذاك.

خاص الاجتهاد: قال الباحث الاسلامي السيد حسن الموسوي التبريزي ان الآفاق والابعاد والمحددات السياسية للامام الرضا عليه السلام عززت من الاسلام السياسي بعد رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم.

واضاف الموسوي كان ضيفاً في برنامج “ثامن الحجج” الذي كان تبثه قناة الكوثر من الحرم الرضوي الطاهر، أن الامام الرضا عليه السلام ركز على وضع القوانين الإسلامية التي أشار اليها القرآن الكريم والنبي الاكرم صلي الله عليه وآله وسلم في العالم الاسلامي بنجاح تام ما حقق نقلة نوعية ومفصلية في السياسات الموجودة والمزعومة أنذاك.

واشار الموسوي إلى عهد الإمام علي بن ابي طالب عليه السلام مؤكدا أنه في تلك الحقبة الزمنية شهد العالم الاسلامي نظاما تاسيسيا وطابعا خاصا ينسجم مع معايير القرآن الكريم ومقاييس النبي الاكرم النبي الاكرم صلي الله عليه وآله وسلم.

و اليكم نص الحوار

هناک الکثیر من الكتاب الذين ذكروا العلاقة السياسية بين الإمام الرضا عليه السلام وبين الدولة العباسية.
أنا اعتقد أنه منذ بداية تأسيس المدينة ومدينة النبي والحكومة، التي شكلها النبي “صلى الله عليه وآله” بعنوان بدايات لتأسيس دولة، لأن النبي صلى الله عليه وآله أخذ يدعوا بهذه الإتجاهات. وبعد ذلك، لما تشكلت الخلافة بعد وفات النبي، ونحن نعلم أنه هناك نظريات في هذه المسئلة،( والحديث يطول فيه ولا نريد أن نتعرض اليها) ولكن هناك أصبحت آفاق وأبعاد ومحددات سياسية (بعد حياة رسول الله صلى الله عليه وآله)، كان المفروض وكان يُتمنّی أن تكون أبعاد واحدة بإعتبار أن الله سبحان وتعالى قال: هذه امتكم امة واحدة وقال: واعتصموا بحبل الله جمیعاً ولاتفرقوا. لكن حدث ما حدث و لانرید أن نناقش هذه المسئلة الآن.
هنا، بدأت الحالة النوعية والمفصلية والتباينة في السياسات الموجودة والمزعومة آنذاك. فلما وصلت الى الامام علي عليه السلام كانت هي العنصر الفارق والملاحظ بين كل تلك العناصرالسياسية أوالعناصر الخلافة بشكل عام (إن صح التعبیر). فالامام علي عليه السلام، أعطی للخلافة وللدولة نظاماً تأسیسياً وتابعاً خاصاً ينسجم مع مقاييس القرآن ومقاييس النبي (ص) ومطابق له جدا. و لذلك ترى، كانت حكومة أميرالمؤمنين هي مفصلاً ايضاً للتباين والتغاير في ما انتمى إلى هذه الحكومة ايضاً.

لذلك تجد انه هناك خرج المارقون والناكثون والقاسطون. هذه قي الواقع تصفية. أنا ومن خلال دراساتي لهذه المسألة وصلت إلى أن هناک غربلة، وهناك يتبين الخيط الابيض من الخيط الاسود. يتبين من الذي حول النبي (ص) كان مرد علی النفاق، الله يعلمهم، وتبين هذه المسئلة ! و من الذي كان حقیقة مع رسول الله الذي انزل الله السكينة عليه وعلی المؤمنين و أيدهم بنصره.
کانت حکومة الإمام علی علیه السلام هی مفصل. فی هذ الخضم الهائل وفی الموج الهائلة والتکالب بین القریش بعد وفات النبی ص، وفی المدینة الأوس و الخزرج والذي أن زهراء علیها السلام عبرت انه وقالت: ویحهم أنّی زحزحوها! عن رواسي الرسالة وقواعد النبوة والدلالة). فالتعبیر صارخ وقوی جدا. یعنی أنه ماذا فعلتم انتم؟! فَعلا خطیراً جدا هذه.

إذن، لولا حکومة الامام علیه السلام، لان الامام أسس لهذه القضیة. أين أسسها؟ فی الشوری وبعد الخلیفة الثالث. لمّا جعل الخلیفة الثالث، الشوری بین الستة الخلافة بعده، و کان بینهم عبدالرحمن بن العوف وطلحة وزبیر وسعد بن ابی وقاص وعثمان بن عفان والإمام علی علیه السلام، هؤلاء الستة کانوا ویجتمع ثلاثة ایام.
المهم لما سائت المسالة إلى المناصفة بینهما، یعنی عبدالرحمن بن عوف وسعدبن ابی وقاص وعثمان بن عفان کل بایعوا عثمان، و طلحة و زبیر بایعا الإمام علی علیه السلام، وعلی أن یسیر الإمام علي ” علیه السلام” (هذه النکتة أساسیة) علی ماذا؟ علی کتاب الله وسنة الرسول “صلى الله عليه وآله وسلم” و سیرة الشيخين. الإمام علی علیه السلام هنا رفض وقال: واجتهاد رأیه.

هذا ماذا یکشف هنا؟ یکشف حقیقة جدا هائلة ومهمة. یعنی سیرة الشيخين كانت إجتهادات وإجتهادات شخصية. ماكانت مطابقة مئة بالمئة على سنة النبي “صلى الله عليه وآله وسلم”. وإذا كانت مطابقة، كان قبلها الإمام علي عليه السلام. لماذا قال إجتهاد الرأي!؟
من خلال هذه المسألة، هنا تكمن قضية ولاية العهد الإمام الرضا عليه السلام وهذا العمل السیاسی الضخم الذی قام به الإمام علی بن موسی الرضا علیه السلام، لکشف ملابسات ما قامت به الدولة الأموية والدولة العباسية.

سؤال: لكثرة الأقوال على مسألة الإسلام السياسي كما عبروها بهذا المصطلح حالياَ، أن الأئمة إثنى عشر عليهم السلام الذي وصى بهم رسول الله من بعده، ولو يفترض بهم أن استلموا هذه الولاء، لكانت الدنيا إلى غير ما نحن موجودين في حالة من القاعدة وداعش وتكفير ومذاهب مختلفة، و كما نص عليه القرآن: كنتم أمة واحدة، ولو بقت أمة واحدة. ولكن سبحان الله، عبثت النفوس الضعيفة، الا أن تفارق كتاب الله وعترة اهل البيت، فحصل ما حصل.

النتيجه هنالك ثلاثة مارسوا العمل السياسي. نحن استشهدنا بأميرالمؤمنين، لأنه الفترة وكتب التاريخ تشهد بأن الخلفاء جميعا أحتاجوا إلى بصيرة امير المؤمنين، علم امير المؤمنين، تفسير أميرالمؤمنين، قربه من رسول الله وقربه من الله في اثبات الدين رغم خلافتهم. والأقوال و التاريخ موجود ولانريد أن نطيل في هذه المسألة. والإمام الحسن أيضاَ دعته الضرورة إلى صلح الخليفة الأموي؛ معاوية لإبقاء الإسلام.
و الإمام الرضا عليه السلام ايضاً كانت ولاية عهده أيضا لضرورة يحتاجها الدين. إذن فممارستهم السياسية ضرورة يحتاجه الدين، ليس طمعاً بكرسي أوسياسة معينة.

الجواب: ما تتفضل به هو ما أشرنا إليه الذي هو تأسيس. الإمام علي عليه السلام عنده دور وهدف في النتيجة. القضية إذا كانت في المقدمة و في المؤخرة فهو المقدم على كل حال. يعني الإمام “سلام الله عليه” لا يعني هذا التقدم والتأخر. بقدر ما يعنيه، هو كيف يؤدي وظيفته أمام الله سبحانه و تعالي، وما اختار الله له هذه الوظيفة وهذا التكليف.

لذلك ما قام به الإمام سلام الله عليه كان له دور جداً مهم، وهو الذي شق أو أعطى معالم الطريق إلی الرسالة الصحيحة مئة بالمئة ومعالم الطريق إلى الإسلام المحمدي الأصيل. لولا الإمام سلام الله عليه أخذه للخلافة واستلام الخلافة، ماكانت تبينت لنا في الواقع معالم الطريق بشكل واضح.
لكن هو بإبداعه، بعلمه، بفروسيته، بشجاعته، بكل ما أوتي من العظمة الإلهیة (والعلم الإلهي) في ما أعطاه الله سبحان وتعالى، جعل المسيرة على السكة الصحيحة. والإمام الحسن سلام الله عليه، هذا الذي كان يتعلق بالإمام علي السلام، هذه، عبرت عنها الآية: بسم الله الرحمن الرحيم: وما محمد إلاّ رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل أنقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضرالله شيئا.
لماذا یقول لن يضرالله شيئا؟ طبعا لن يضرالله. لكن على مستوى المجتمع لن يضر الله شيئا. لماذا؟ لأنه سيجزي الله الشاكرين
من الشاكرين؟ الإمام سلام الله عليه. الذي جعل الولاية وجعل الخط الرسالی علی السكة. هذا ما تنبّه اليه المسلمون هناك.
العثرة الثانية؛ هي العثرة المعاوية وليست قليلة. فمن الذي قام بها؟ و تصدى لها؟ الإمام حسن سلام الله عليه. من خلال ماذا؟
من خلال الصلح، الذي كشف القناع عن المعاوية تماماً وعلی أن هذه الدولة المدعية للإسلام، ليس إسلامهم حقيقي، وبین زيفهم تماماً.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky