الاجتهاد: وجه المرجع الديني الكبير آية الله الشيخ لطف الله صافي الكلبايكاني، رسالة إلى مؤتمر تكريم العلامة السيد المرتضى، وفيما قدم شكره للقائمين على المؤتمر، أكد إن هذه المبادرة ليست لتعظيم وتكريم شخصية فذة وعرض آثارها فقط، بل هي عرض للرفعة المعرفية والقيم الفكرية وإحياء للثقافة الدينية ومعارف أهل البيت عليهم السلام.
وفيما يلي نص بيان المرجع صافي الكلبايكاني دام ظله :
بسم الله الرحمن الرحیم
قال مولانا و إمامنا أبو الحسن الهادي عليه الصلوة و السلام: «لَولا مَن يَبقی بَعد غيبةِ قائِمنا عَليه السلام مِن العُلَماء الدَّاعينَ إليهِ وَالدَّالِّين عَليه وَالذَّابِّين عَن دِينه …. لَما بَقِي أحدٌ إلّا ارتدّ عَن دينِ الله».
بعد التحية والاحترام للعلماء الأعلام وأصحاب الفضيلة والنخب المشاركين في المؤتمر، سلامي وتحيّتي للروح الطاهرة للفقيه الكبير المرحوم العلّامة السيد المرتضی علم الهدى رضوان الله تعالى عليه الذي كان من رجال الفضيلة ونوابغ العلم والعمل.
أثمن إقامة مؤتمر تكريم لشخصية سامية من مفاخر ومشاهير رُواة الأحاديث وحملة علوم القرآن والعترة عليهم السلام، وأهنئ الفضلاء العاملين القائمين على المؤتمر لقيامهم بهذا الإنجاز العلمي الديني تلألؤ أنوار هداية أهل البيت عليهم السلام.
إن إقامة هذا المؤتمر ليس تعظيما وتكريما لشخصية فذة وعرضا لآثار شخصية فقط بل هو عرض للرفعة المعرفية والقيم الفكرية وإحياء للثقافة الدينية ومعارف أهل البيت عليهم السلام.
على الأمة أجمع وأتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام أن يفتخروا بأمثال السيد المرتضى من الرجال الأفذاذ وعليهم أن يحيون ذكرهم وسيرتهم ويسيرون على نهجهم.
السيد الأجل، مفخر عالم الإسلام السيد المرتضی أعلى الله مقامه يعد من كبار الفقهاء و الرواة وقد بهرت شخصيته وعظمته العلمية والأخلاقية الأوساط العلمية والحكومية في زمانه.
إن تأليفاته الشريفة والممتازة في مختلف الفروع العلمية القرآنية والأحاديث والاعتقادات والفقه والأصول والكلام والشعر العربي، أمثال: «غرر الفوائد ودرر القلائد» و«الشّافي في الإمامة وإبطال حجج العامة» وكتاب «تنزيه الأنبياء والأئمة عليهم السلام» وعشرات الكتب والرسائل العلمية، التي تدلل بأجمعها على إحاطته العلمية الواسعة وتبحره في مذهب أهل البيت عليهم السلام.
كما كان أبرز أقرانه في بساطة العيش ومواساة الناس وفي التحلي بالأخلاق الفاضلة.
ما عساني أن أقول فيمن وصفه عظام علماء المذهب أمثال العلامة الحلّي رضوان الله تعالى عليه بأنه «رمن الطائفة» وقال فيه: «متوحّد في علوم كثيرة، مجمع على فضله، مقدّم في العلوم… ومن كتبه استفادت الإمامية منذ زمنه رحمه الله إلى زماننا هذا وهو ركنهم ومعلّمهم».
وقال أحد كبار علماء أهل السنة ابن حجر العسقلاني في وصفه: «هو أول من جعل داره دار العلم وقدرها للمناظرة ويقال أنّه أمر ولم يبلغ العشرين وكان قد حصل على رئاسة الدنيا مع العلم الكثير في اليسير والمواظبة على تلاوة القرآن وقيام الليل وإفادة العلم، وكان لا يؤثر على العلم شيئاً مع البلاغة وفصاحة اللهجة»، وغيرهم من السلاطين والأدباء والشعراء الذين أثنوا عليه؟!
على الحوزات العلمية، والعلماء والفضلاء، والمحققين والجامعيين الكرام أن يعرفوا قدر هؤلاء العظام والرجال الأفذاذ من شيوخ المذهب ودراسة سيرتهم الدينية والعلمية ونشرها خدمة للدين والمذهب ليمهدوا بذلك لبسط معارف القرآن و أهل البيت عليهم السلام إن شاء الله.
في الختام أجدد شكري للقائمين على المؤتمر والعلماء الأعلام وحجج الإسلام والكتّاب الكرام لمشاركتهم في نشر تراث السيد المرتضی علم الهدى قدّس سره.
وفق الله تعالى الجميع وسددهم تحت ظلّ عنايات ولي العصر عجّل الله تعالى فرجه الشريف.
يذكر إن مؤتمر ألفية السيد مرتضى سيقام في أيام ميلاد الإمام علي عليه السلام في شهر رجب بالعاصمة الإيرانية طهران، وسيشهد المؤتمر إزاحة الستار عن جملة من مؤلفات السيد المرتضى بحلة جديدة.
كما بدأت منذ 11 ديسمبر الحالي، سلسة جلسات تمهيدية للمؤتمر، ستستمر على مدى ثلاثة أشهر تضم أكثر من 40 موضوعًا علميًا في التفسير والتاريخ والأدب والفقه والأصول والكلام”.
شفقنا