المذهب الفقهي الزيدي

المذهب الفقهي الزيدي / بقلم: الدکتور حسن أنصاري

الاجتهاد: من أهم الکتب الفقهية في المذهب الفقهي الزيدي في اليمن والذي يعتبر من أهم کتبهم في الفقه علی الإطلاق وحتی هذه الأيام وتدرّس في الجامعات العلمية في اليمن هو کتاب البحر الزخّار للإمام المرتضی المهدی لدين الله أحمد بن يحيی (عالم من القرنين الثامن والتاسع الهجريين في اليمن).

المذهب الفقهي الزيدي اليوم في اليمن ينطلق علی أساس ثلاث مدارس فقهية متميزة التي کانت تتداول في القرون الماضية في ايران والعراق واليمن:

المدرسة الفقهية القديمة الزيدية في الکوفة (العراق)

أولها هي المدرسة الفقهية القديمة الزيدية في الکوفة (العراق) التي تنطلق أکثر من المذاهب الفقهية العراقية والمتأثرة من المدرستين الفقهيتين المتمايزتين، هما: المدرسة الفقهية الشيعية القديمة في الکوفة وثانيهما المدرسة الحنفية التابعة لفقه أبي حنيفة.

هذه المدرسة الزيدية تطول مدتها حتی نهايات القرن السادس الهجري القمري. ونحن نعرف أن الزيدية في ايران واليمن طوال هذه القرون وبعدها کانوا متأثرين شيئاً ما بتراث هذه المدرسة القديمة.

المدرسة الفقهية الناصرية

لکنها في نفس الوقت بدأت الزيدية في ايران في ايران وانطلاقاً من اواخر القرن الثالث الهجري ومع قيادة الإمام الناصر الکبير الأطروش (المتوفی سنة ۳۰۴ ق) بتقديم مدرسة جديدة في الفقه تعرف فيما بعد بالمدرسة الفقهية الناصرية (انتساباً إلی الناصر الکبير) وكانت لها خلافات مع المدرسة الفقهية القديمة الزيدية في الکوفي لکنها في نفس الوقت متأثرة بها.

وطوال القرون التالية وحتی القرن العاشر القمري في ايران و بالضبط في خراسان و الري وطبرستان (مازندران) کانت المدرسة السائدة عند کثير من الزيدية هي کانت المدرسة الناصرية ومن هذا المنطلق بدأوا بتأليف کتب فقهية کبيرة مثل کتاب الإبانة لأبي جعفر الهوسمي وشروح مختلفة له وکتب أخرى مثل کتاب المغني في رؤوس الخلاف.

المدرسة الهادوية

أما المدرسة الثالثة للزيدية وهي الأهم هي المدرسة الهادوية التي تنطلق اساساً علی اساس المدرسة الفقهية للامام القاسم بن ابراهيم الرسي وبعدها تتحول علی يد حفيده الإمام الهادي الی الحق يحيی بن الحسين.

ومن المعروف أن الهادوية هي المدرسة الأصلية للفقه الزيدي طوال کل هذه القرون في ايران واليمن وتتحول خصوصاً علی يد الفقهاء الزيديون في ايران.

وفي ايران وخلال القرون ما بين الرابع وحتی القرن السابع ألّفت عشرات الکتب الفقهية في تبيين وتشريح الأسس الفقهية علی اساس المدرسة الزيدية الهادوية.

ومن الجدير بالذكر أن الفقهاء کانوا في نفس الوقت متأثرين بأصول الفقه المعتزلي / الحنفي من جهة وبالفقه الزيدي الناصري من جهة أخری.

ومن بين أهم الکتب الذي کتب في ايران خلال هذه المدة وفي الفقه الزيدي الهادوي بالذات لا بدّ أن نذکر کتاب التحرير في الفقه للإمام أبي طالب الهاروني و کتاب شرح التجريد للإمام أبي الحسين الهاروني وشروح أخری في الفقه الزيدي لکل من القاضي زيد بن محمد الکَلاري وأبي مضر الشُرَيحي.

وفي اليمن مع نقل التراث الزيدي الإيراني الی المدارس العلمية فيها، تأثر الفقهاء الهادوية في اليمن بکتب الفقه الهادوي الزيدي الإيراني وتطور الفقه الزيدي في اليمن انطلاقاً من هذا التراث.

ومن أهم الکتب الفقهية للزيدية في اليمن والذي يعتبر من أهم کتبهم في الفقه علی الإطلاق وحتی هذه الأيام وتدرّس في الجامعات العلمية في اليمن هو کتاب البحر الزخّار للإمام المرتضی المهدی لدين الله أحمد بن يحيی (عالم من القرنين الثامن والتاسع الهجريين في اليمن).

ومن هذا المنطلق نؤكد أن دراسة الفقه الزيدي في ايران والبحث عن مصادره و تياراته وترابطها مع کلّ من المدارس الفقهية الزيدية الثلاثة التي کنّا نذکرها هي مفيدة جداً في البحث عن المنظومة الفقهية للزيدية في اليمن اليوم.

 

 

تاريخ الفقه

الدكتور حسن أنصاري

باحث أقدم متخصص في علم الكلام والفلسفة الإسلامية في جامعة برلين المفتوحة (معهد الدراسات الإسلامية) ومدرّس اصول الفقه وتاريخ علم الكلام في هذه الجامعة. عضو ارتباط في المركز الوطني للبحوث العلمية في فرنسا (قسم دراسات أديان الكتاب)، وأيضاً عضو الجمعية الدولية لتاريخ العلوم والفلسفة العربية والإسلامية (في باريس).

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky