الاجتهاد: أحيا العراق أمس السبت “الأول من رجب – يوم الشهيد العراقي” والذكرى الـ21 لجريمة اغتيال السيد محمد باقر الحكيم بعد أدائه لصلاة الجمعة في مرقد أمير المؤمنين “عليه السلام” في النجف الأشرف في العام 2003.
وقال رئيس جمهورية العراق، عبد اللطيف جمال رشيد، خلال الحفل التأبيني بمناسبة ذكرى استشهاد السيد الحكيم: إنَّ “شهادة السيد محمد باقر الحكيم، ختمت تاريخاً مشرّفاً من العمل الجهادي والنضالي” .
وأضاف، “لقد أُتيح لي أن ألتقي سماحة السيد الحكيم كثيراً في فترة الصراع ضد الدكتاتورية أو في ما بعد سقوط الدكتاتور. وكان يجمعنا العمل المشترك من أجل حرية العراق والديمقراطية، حيث تعددت اللقاءات سواء في كردستان أو في الخارج، ثم في العاصمة بغداد وفي جميع تلك اللقاءات كان سماحته يبدي حرصاً شديداً على الوحدة الوطنية العراقية، وعلى أهمية بناء عراق ديمقراطي اتحادي عادل، حر ومستقل” .
وأشار، إلى أنه “لا يمكن نسيان دوره المشرّف ما بعد سقوط الدكتاتورية وحرص سماحته على شراكة الجميع في البناء. فكانت خسارته بوقت مبكر مؤثّرة؛ إلا أنَّ الأسرة الكريمة، أسرة آل حكيم، ملأت الفراغ الكبير الذي خلّفه الشهيد” .
وأكد رئيس الجمهورية، أنَّ “العملية السياسية تحتاج إلى جهود الجميع للارتقاء بعملية البناء ورسم الأفق الستراتيجي”، مشيراً إلى أنَّ “العراق نجح بتطوير علاقاته مع البلدان المجاورة ودول المنطقة والعالم”، وأكد أنَّ “العراق يعتمد سياسة خارجية قائمة على مراعاة مبادئ السيادة والاستقرار وعدم التدخل بالشؤون الداخلية” .
من جانبه، وصف رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، جريمة استهداف السيد الحكيم بـ”الانعطافة المهمة في المواجهة بين الإرهاب والشعب العراقي”، مستذكراً السيد الشهيد “وما يمثله من مدرسة حيّة لمفاهيم الأمّة، وكفاحه وسيرة جهاده ضد الدكتاتورية، ووريثها الإرهاب” .
وأضاف في كلمته بالمناسبة، “مضينا في تجسيد الغاية التي بذل من أجلها المجاهدون أنفسهم، وهي الإنسان العراقي وعقدنا العزم على السير في درب الإعمار والإصلاح والارتقاء بالمستوى المعاشي والخدمي للمواطنين في جميع أنحاء العراق” .
وتابع: “كانت دماء شهداء الوطن تُبذل بلا تفرقة من أجل العراق بأكمله، نرفع عالياً ذكرى الشهداء، عبر الحفاظ على ما تحقق من أمن واستقرار، ما كان ممكناً لولا تضحياتهم وتلك التضحيات تستلزم منا العمل المسؤول لتجاوز المرحلة المعقَّدة والظروف العصيبة التي تمرّ بها المنطقة” .
ولفت السوداني، “علمتنا تجربة المجاهدين والشهداء أهمية التكاتف إزاء القضايا المصيرية، والحكومة انطلقت في تنفيذ ببرنامجها الذي ينطوي على رؤية لمستقبل العراق الموحَّد القوي المستقل المستقر
المزدهر” .
وأكد، “أننا انتهجنا درب الإصلاحات الجذرية، التي تلامس الاحتياجات على المدى الطويل واستهدفنا مواجهةَ هدرِ المال العام، ووضعنا نصب أعيننا البنى التحتية، في الاقتصاد والخدمات والبُنية المالية والمصرفية، للانطلاق نحو التطوير وخلق الفرص للأجيال الحالية والقادمة” .
واتم رئيس الوزراء كلمته بالقول: “نستذكرُ شهداءَ الشعب الفلسطيني المجاهد وهو يواجه آلة القتل الوحشية على يدِ سلطاتِ الاحتلالِ التي تمارسُ، يومياً، أبشع الجرائمِ بحقِّ المدنيين العزل” .
إلى ذلك، عزى رئيس مجلس النواب بالنيابة محسن المندلاوي، الشعب العراقي، وأسرة آل الحكيم، بذكرى استشهاد سماحة السيد محمد باقر الحكيم، ومعه المئات من الشهداء والجرحى المصلين جوار مرقد أمير المؤمنين “عليه السلام” في النجف الأشرف.
وقال المندلاوي في بيان بمناسبة يوم الشهيد العراقي: إنَّ “السيد الحكيم مارس دوراً كبيراً واستثنائياً في الدفاع عن العراقيين كافة في جميع المحافل وعبر عقود من الزمن، وأنَّ جريمة اغتياله كانت تهدف لإنهاء فكر الشهيد ومنهاجه، والقضاء على صوت الاعتدال والوسطية، لكنها فشلت لأنَّ مواقفه المشرِّفة ستبقى حاضرة في وجدان العراقيين” .
وأكد، أنَّ “استذكار هذه المناسبة هو استذكار لجميع الشهداء العراقيين، ولروح التفاني والإخلاص والتضحية من أجل عراق قوي ومزدهر وأمن، سائلاً المولى عز وجل أن يرحم شهداء العراق كافة ويسكنهم فسيح الجنات” .
في الأثناء، جدّد رئيس مجلس القضاء الأعلى، القاضي فائق زيدان، دعوته إلى تكريم عائلات شهداء العراق.
وقال القاضي زيدان، خلال حضوره وقائع الحفل التأبيني بمناسبة ذكرى استشهاد السيد محمد باقر الحكيم: “نلتقي لنحتفي بيوم الشهيد العراقي، ونستحضر الذكرى الحادية والعشرين لاستشهاد السيد محمد باقر الحكيم، والتي قدر لها أن تتزامن هذا العام مع ذكرى استشهاد قادة النصر الشهيدين الخالدين أبو مهدي المهندس وقاسم سليماني، والشهداء الآخرين من المقاومة في الأشهر الأخيرة” .
ولفت، إلى أنَّ “هذا الاستحضار والتزامن يؤكدان حقيقة مفادها أنَّ الأمة التي علماؤها وقادتها شهداؤها هي أمة لا يمكن أن ينال منها الأعداء مهما تكالبوا، وأنها على الدوام قادرة على صنع القادة المضحِّين” .
وتابع: “لقد حمل الشهداء القادة وأخوتهم شهداء العراق من جميع الأصناف، الوطن في نصب أعينهم وقلوبهم لتظل أرضه عزيزة وشعبه كريماً”، مجدداً الدعوة إلى “الاهتمام بقيمة الشهادة والشهداء ورعاية عائلاتهم والاحتفاء بالشهداء وتخليد ذكراهم دوماً، وهو أقل واجب منا تجاههم” .
رئيس تيار الحكمة الوطني، السيد عمار الحكيم، قال خلال الحفل التأبيني: “ندعو إلى استنساخ تجـربة ائتلاف إدارة الدولة في تشكيل الحكومة الاتحادیة وتفعيلها فـي تشكیل الحكومات المحلیة بآلیات تنسجم مع طبیعة تلك المحافظات” .
وأضاف، أنَّ “الاستقرار السـیاسي وإدارة الـتنمیة وتـطویـر الـبنیة الاقـتصادیـة لا یـمكن اجـتزاؤها أو اقـتصارهما عـلى الـمركـز دون المحافظات والمدن العراقية جميعها، فالحكومة الاتحادیـة والـحكومـات المحلیة كالجسـد الواحد حـینما یـتعرض جـزء منـها إلى ضرر أو تقصیر فإن ذلك سیؤثر في الأجزاء الأخرى حتماً” .