الاجتهاد: اكد القيادي في تيار العمل الاسلامي البحريني الشيخ عبدالله صالح، ان التطبيع محاولة لتقديم إنجاز سياسي لترامب عقب فشل نقل السفارة الى القدس.
قال الشيخ عبدالله صالح القيادي في تيار العمل الاسلامي البحريني، في تصريح لوكالة تسنيم الدولية للانباء، ان تطبيع البحرين وتطبيع دول الخليج (الفارسي) لا تزيد من الأمر شيئاً لان علاقاتهم مع هذا الحلف الامريكي الذي لديه نفس التوجه الاسرائيلي،
لان الهدف الامريكي الان وخصوصاً مع ادارة ترامب هو حماية المصالح الصهيونية في الدرجة الاولى الى درجة ان دفاع وزارة الخارجية الامريكية عن مصالح الصهاينة اكثر مما هو عليه في دفاعها عن مصالح الولايات المتحدة الامريكية
ولو اننا ألقينا نظرة فاحصة خلال رئاسة ترامب فلن نرى اي تقدم او انجاز في السياسة الخارجية الامريكية غير نقل السفارة الامريكية الى القدس، والمصالحات مع هذه الدول، فهذه هي النقطة الاولى فهؤلاء هم حلف واحد سواء أعلنوا التطبيع بشكل رسمي ام لا فهم في المحصلة حلف واتجاه واحد.
واضاف، اما الأمر الآخر فخطوة البحرين متوقعة فعند توقيع الامارات كانت جيمع الدلائل تشير الى ان آل خليفة سيكونون رقم اثنان والسبب ان آل خليفة بتوقيعهم لاتفاق التطبيع اذا حدث فهم سيعززون موقف الامارات وسيخففون الهجمة الاعلامية ضدها سواء من قبل الفلسطينيين او من باقي الشرفاء في الامة العربية او الاسلامية.
وتابع، الامر الثالث ان هذا الامر يعد تمهيداً للسعودية للقيام بنفس الشيئ فالسعودية قد وافقت على مرور الطائرات الاسرائيلية المتجهة الى الامارات فوق أجوائها وقد اتبعتها البحرين في ذات السياق، لكن السعودية الان محرجة أكثر في الاعلان عن الموافقة على التطبيع، فتأتي البحرين اولاً وتدعم الامارات وتمهد الى خضوع وموافقة السعودية، والسعودية ليست ببعيدة عن هذه الخطوة ابداً،
والهدف الرئيسي من جميع هذه الاعمال وكل ما ذكر هو انجاح ترامب في الانتخابات الرئاسية القادمة لان المشروع الذي يراهنون عليه دول الخليج(الفارسي) وقضية حمايتهم فهم يراهنون على ترامب اكثر من الديمقراطيين مع انه لا يوجد اختلاف كبير بين الاثنين الا ان الديمقراطيون لا يعتبرون ان عملهم الرئيسي هو حماية الطغاة كما يفعل ترامب هذه الفترة،
لذلك فهم متوجسون من قضية عدم نجاح ترامب ويريدون ابقائه في السلطة بأي وسيلة كانت بما في ذلك السرعة في الاعلان الرسمي لاقامة علاقات مع الكيان الصهيوني وكذلك حضور مؤتمر التطبيع وتوقيع اتفاقية التطبيع بين الامارات والكيان الصهيوني.
ونوه القيادي في تيار العمل الاسلامي البحريني الى ان شعب البحرين منذ ايام النكبة الاولى والى الان مايزال مع الشعب الفلسطيني ومع حقوق الشعب الفلسطيني ولم يتاثر ابدا بالخطوات السلطوية، قائلا:
في البحرين هناك سلطة آل خليفة وهي تابعة للبريطانيين ومحمية من قبلهم وتتبع سياساتهم منذ القرن الثامن عشر حتى الان وشعب البحرين ليس مع هذه السياسة والتحالف مع البريطانيين او ما شابه، لكن ال خليفة لا يخرجون عن النهج البريطاني اما الشعب البحريني من أبناء الطائفتين الشيعيةً والسنية ايضا يصرون على موقفهم الثابت تجاه قضايا الامة العربية والاسلامية والقضية الفلسطينية، لكن المجنسين من قبل الحكومة والدولة التي تحاول تسريع وتيرة التجنيس من اجل كسب أناس مؤيدين لها وان يكونوا ضد تطلعات ابناء الشعب، الا انها يائسة تماما خصوصاً فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وقبول الصهاينة او الاحتلال الصهيوني على فلسطين فضلاً عن العلاقات.
وحول الهدف من كشف العلاقات الان والتي كانت موجودة فعلياً منذ سنوات وفقاً للخبراء والمحللين السياسيين، قال القيادي في تيار العمل الاسلامي البحريني، يوجد سببان للكشف عن العلاقات في الوقت الحالي الأول هو انه منذ قرابة الأربع سنوات والربيع العربي ما عاد الصهاينة يقبلون العلاقات السرية وكانوا منذ ذلك الوقت يشترطون اقامة علاقات علنية حتى في الصفقات الصغيرة او اللقاءات او ما شابه لذلك بدأت الامر بلقاءات متعددة مع اطراف خليجية سواء من البحرين او السعودية او الامارات او عمان او غيرها من الاطراف الخليجية والعربية وهذا هو السبب الاول ان الصهاينة يراهنون على قضية عدم قبولهم للعلاقات السرية فقد انتهى زمن العلاقات هذه لان هؤلاء هم حلف واحد وانتهى وقت العلاقات المخفية.
واضاف، اما السبب الثاني كما ذكرت آنفاً هو قضية ترامب فقد بقي هناك أقل من شهرين على الانتخابات وترامب الان يواجه وضعاً صعباً جداً وهو الان يحاول بشتى الوسائل ان يبرز نفسه الى الناخبين والمناصرين له انه في وضع جيد لكن جميع الاحصاءات والاستقصاءات التي تجري تظهر ان هناك فرق شاسع بين بايدن وترامب مع ان المؤسسات هي الحاكمة في نهاية المطاف
لكن الديمقراطيون يحاولون تقديم أي انجاز وكما ذكرت سابقاً ان الخارجية الامريكية لم تقم باي انجاز على مستوى السياسية الخارجية بل على العكس فقد أزمت علاقاتها مع ايران والصين وكوريا الشمالية وروسيا وحتى مع الاوربيين، لذلك حاول ترامب من خلال هذه المسائل ان يقدم اي انجاز على السياسة الخارجية من خلال قضية تطبيع علاقات الكيان الصهيوني مع بعض الحكومات العربية، كذلك قضية القدس فهو لا يملك شيئاً سوى نقل السفارة الى القدس والضغط على الاخرين من اجل نقل سفاراتهم الى القدس.
وتابع، والفضيحة التي ترددت الى أسماعنا منذ عدة ايام ان رئيس دولة افريقية او امريكية جنوبية قد فوجئ بالتوقيع على اتفاق نقل السفارة الى القدس دون علم مسبق بهذه الورقة، وهذا يبين ضعف الادارة الامريكية فهم مستميتون لاقامة علاقات طبيعية بين حكام الامارات واسرائيل، ولكن هذه الاعمال لا تغير من الواقع شيئاً بان علاقاتهم مع الدول ضعيفة.
واردف قائلا، السؤال هو ما الذي ستضيفه الامارات الى ترامب مثلاً! هذا الى جانب ان الصهاينة غير قادرين على حماية أنفسهم في مكان اقامتهم، فهل سيأتون الى الخليج (الفارسي) لحماية الامارات وغيرها!! هذه كلها لعبة من اجل انجاح ترامب واظهار هذا الامر اعلامياً لناخبيه على انه انجاز، وخصوصاً انه في الداخل الامريكي لا يهتم احد في السياسة الخارجية، لكن الامارات لن تستفيد من هذا الامر بشيئ على عكس الصهاينة الذين سوف يستفيدون من الموقع الذي تشغله الامارات وفي اقناع مؤيدي نتنياهو في تأخير محاكته.