الاجتهاد: كشف رئيس الحركة الاسلامية في نيجيريا الشيخ إبراهيم الزكزاكي في حوار مع قناة العالم عن المتورطين في مجزرة “زاريا” في نيجيريا عام 2015، وكذلك عن خطط الحركة المستقبلية.
أجري مع الشيخ إبراهيم يعقوب الزكزاكي مقابلة، وذلك بعد أن أفرج عنه من السجن الذي دام ست سنوات والذي اعتقل من قبل السلطات النيجيرية بعد مجزرة “زاريا” عام 2015 والتي ارتكبها الجيش النيجيري ضد الشيخ واتباع آل البيت “عليهم السلام”، حيث يسلط هذا الحوار الضوء على معاناة الشيخ الزكزاكي والمواطنين النيجريين خلال تلك الفترة ويحاول معرفة رؤية سماحة الشيخ لمستقبل الحركة الإسلامية في خصوص هناك نقاش عن دور جديد للحركة في الساحة السياسية..
واليكم نصل المقابلة:
العالم: الحركة الإسلامية واجهة محن كثيرة على طول تاريخها، ما الذي ميز ما حدث في عام 2015 من غيره؟
الشيخ الزكزاكي: كما تعرفون جيدا أن حركة الدعوة الى الله والى رسوله، الحركة الإسلامية في أي مكان وقعت، لابد أن تعاني وتواجه مشاكل من الحكومات الحالية في أي بلد، كما أن هذه عادة الأنبياء والدعاة دائما، منذ بداية هذه الدعوة في أواخر السبعينيات عانت من قبل الحكومات، الهجمات، منذ أن كنّا في السبعينات كنّا طلاب في الجامعة، سلطات الجامعة أخذت قرارات في بعض الأحيان بنقد علني على بعض الطلاب،
ضغوط كثيرة وحتى بعضهم مبني على تكرار الإتهامات، لعدة سنوات مثلا لثلاث السنوات الكورس ثلاث سنوات يكون الأربع سنوات بعدها باقين، وفي الثمانينات كانت هناك هجمات علينا واعتقالات، في سنة 1981 الى 1984، لمدة 9 سنوات قضيت 7 سنوات منها في السجن، وفي التسعينات ايضا كان هناك هجمات، أطلقوا النيران علينا في أول مرة عام 1997، وسجنونا لمدة سنتين
وفي هذه المرة القمع وأنتم تعرفون أن الحكومة السابقة هجمت علينا في يوم القدس العالمي وقتلت اكثر من 30 شخصا ايضا، وهو ما يميز أزمة زاريا مع باقي الهجمات هي أنهم قرروا أن يقضوا علينا الى الأبد، إبادتنا الى الأبد، القضاء كليا على الحركة، إنهم قمعوا كل ما يمكنهم، لا أدري ماذا بقي أن يفعلوا، قتلوا وحرقوا الأحياء بالنيران ودفنوا الأحياء تحت الأرض ونبشوا القبور وانتهكوا حرمات شهداءنا، ودمروا البيوت السكنية ودمروا الأبنية التجارية، دمروا المراكز الدينية والمقابر والمدارس وكل شيء وأحرقوا الكتب وسرقوا ونهبوا وفعلوا وفعلوا، وفعلوا كل ما بوسعهم للقضاء علينا الى الأبد،
بعض رؤساء نيجيريا كان لهم نقاش بينهم، ليس علانية وأنما في بيت أحدهم، وأحدهم قال كل الحكومات الماضية كان هدفها القضاء على هذه الحركة وقتل الزكزاكي لكن كانوا يفعلونه بالحيلة، لكن هذه الحكومة جاءت وفعلتها بالعنف، وأنتم تعرفون في النهاية ماذا جرى، بعد كل الحدث فالحركة بقيت أقوى مما كانت.
العالم : هل هناك ضغوط خارجية او اجندة خارجية على الحكومة النيجرية لارتكاب هذه المجزة، أم انها سياسة داخلية لقمع والتضيق على اتباع آل البيت عليهم السلام وخصوصا بقيادتكم للحركة الاسلامية؟
الشيخ الزكزاكي: فيما أعتقد ليس هناك أي مصلحة للحكام في نيجيريا فيما فعلوه، ليس لصالحهم على الإطلاق وليس هناك أي شيء يبرر ما فعلوه، هم عندما كانوا يطلبون التصويت من السكان كانت لهم وعود بأنهم سوف يفعلون كذا وكذا وليس من ذلك أنهم سيقضون على الشيعة، او على أتباع أهل البيت أو على الحركة الإسلامية، ولم يكن أحدا منهم وعد بذلك، كانت وعودهم الإصلاحية للأمة وكذا وكذا وما أن جاءوا على رأس الحكومة بدأوا بالعكس.
العالم: هل كان هناك دور للسعودية في مجزرة زاريا؟ وهل لديكم وثائق تدل على تدخلها في هذه المجزرة؟
الشيخ الزكزاكي: هناك مقابلة بين ولي عهد السعودية ابن الملك مع نيويورك تايمز، قال إنه وكان من تهديداته أنه في افريقيا هجموا على حركة تشبه حزب الله ومنعوا زعيمها الزكزاكي من تشكيل حكومة اسلامية مثل الحكومة الإيرانية ، هكذا قال ونعتقد أن حكومة السعودية لم تكن هي أصل هذه الأزمة وأنما دفعت الثمن نيابة عن اميركيا وانكلترا، وان الاوامر جاءت من واشنطن ومن لندن ولكن الثمن لم يأت من هناك طلبوا من السعودية أن تدفع الثمن،
نحن سألنا هذه الحكومة مرارا وتكرارا، هذا الذي قال إنه وراء هذه الهجمات هل ما قاله صحيح ؟ لأنه كان في مقابلة مع نيويورك تايمز علانية، لم نر الجيش السعودي ولا واحد، رأينا الجيش النيجيري هو من قام بالمجزرة، هل هذا يعني أن الحكومة السعودية دفعت لكم ثمن هذه المجزرة، لحد الآن صمتوا ولم يقولوا شيئا.
العالم: بالنسبة لاحصائيات عدد الشهداء في مجزرة زاريا، الحركة تقول هناك اكثر من ألف شهيد ولكن الحكومة النيجيرية تقول بالمئات فقط، كم هو العدد الحقيقي؟
الشيخ الزكزاكي: الحكومة قالت أكاذيب مختلفة، في المرة الإولى قالوا لم يُقتل ولا شخص واحد، ثم قالو الجيش قتل 17 شخصا، لأنهم شعروا بالخطر على زعيمهم، في المحكمة التي تشكلت قالوا أنهم دفنوا 384، ونحن عندنا من سجلنا أسماءهم، اكثر من 800 شخص، نعتقد انهم قُتلوا أو انهم من المفقودين لأنهم أخذوا الجثث وبعضهم أحرقوهم بالنيران وايضا ليس فقط العدد الذي سجلنا،
هناك عدد كثير من السكان المدنيين الذين قُتلوا لا لأنهم من الشيعة بل عندما يقتلون الأشخاص قتلوا كل من في الطريق، مثلا بجنب الحسينية هناك بنك يسمى يونيتي بنك، العمال يلبسون الملابس السوداء، ليس كل من يلبس الأسود هو شيعي وقتلوا كل عمال(موظفي) ذاك البنك بجنب الحسينية، ايضا الكثير من طلاب الجامعة في كونغوهناك جامعة تسمى كونغو، وهي بجنب منزلي، قتلوا الكثيرمن الطلاب، لا نعدهم من جملة الشهداء ولكنهم من جملة القتلى، هم ايضا عددهم يفوق 200، او 2050،في الجملة أكثر من ألف شخص قُتلوا في هذه المجزرة.
العالم: يعني هناك أكثر من 800 شخص باسماء مسجلة قتلوا، 200 من المدنيين الذين يعيشون في جوار بيتكم؟
الشيخ الزكزاكي: نعم
العالم: سماحة السيد رفعتم دعوة الى محاكم الدولية الجنائية ضد منفذ مجزرة زاريا، ما هو مصير المتابعة القانوية بهذه الدعوة؟ وحتى الان مازلتم تصرون عليها وتتابعون؟
الشيخ الزكزاكي: مازلنا نتابع ونُصر عليها ودائما نُذكّرهم بها، جمعية حقوق المسلم في لندن هي تتابع نيابة عنا، دائما نُذكّرهم، لم يفعلوا شيئا لحد الآن ربما في وقت آخر إن شاء الله سوف يُحاكم هؤلاء المجرمين في المحكمة الدولية للجنايات.
العالم: المواقف الدولية المناهضة لمجزرة زاريا كانت دون المستوى المطلوب، مثل المنضمات التي تدعي الدفاع عن حقوق الانسان، اذن ما هو المطلوب الان لتوحيد الموقف الاسلامي ودعمه في جميع البلدان حتى يكون هناك موقف قوي اذا حصل حدث مشابه في كل مكان للمسلمين؟
الشيخ الزاكزاكي: لابد أن نميز بين موقف الحكومات وموقف الشعب، شعب المسلمين كان معنا، هناك تظاهرات في الكثير من البلدان الاسلامية خاصة الذين تعرضوا لمثل هذه المظلومية، في كشمير مثلا في الهند، في البحرين في اليمن وفي فلسطين وفي أنحاء العالم، من المسلمين لكن من الحكومات التي تكلمت حول هذا لكن الذين كانوا قبل هذه الحكومة وعندما هجموا علينا في يوم القدس العالمي وقتلوا أكثر من 30 شخصا كان هناك إدانة من قبل بعض الحكومات، وحتى بعض الحكومات الشيوعية مثلا في نيكاراغوا وجنوب أفريقيا وفي كثير من الدول أدانوا وربما هناك بعض الدول ادانوا ليس علانية بل سريا يعني كان لهم ضغوط على الحكومة حول ما جرى، اذا كان المسلمين معنا فالمهم هو المسلمين وليس الحكومات.
العالم: بصفتكم أحد الشخصيات البارزة ليس فقط في نيجيريا بل في العالم كله ما هو موقفكم من القضية الفلسطينية والتطبيع الحاصل بين بعض الدول العربية وكيان الاحتلال الاسرائيلي؟
الشيخ الزاكزاكي: أنتم تعرفون وكما ذكرتم في القول أن هناك تمييز بين الحكومات وبين الشعب، شعوب المسلمين مع فلسطين، كلهم ولكن الحكومات تتعرض لضغوطات من الولايات المتحدة والدول الأوروبية تخاف من هؤلاء لأنهم زعماءهم، أحد الحكومات بدأت إقامة علاقات مع الكيان الصهيوني مع الكيان الغاصب وهم يعرفون ذلك جيدا ولا يبالون بمظلومية الفلسطيني، يبالون فقط بالعلاقات مع الولايات المتحدة والدول الاوروبية فقط، أما الشعب هو مع القضية الفلسطينية،
أنتم تعرفون أننا هنا تظاهرات في يوم القدس العالمي وبالنسبة للعدد ربما هنا ثاني دولة بعد إيران، بالنسبة للعدد ربما النظام لكن العدد هنا أكثر وقد تعرضنا للهجمات في أيام القدس العالمية، وفي هذه السنة كان هناك هجمات في مدينتي زاريا وكدورة ووقبلها في داريا وكدورة في هذا العام، الشعب الحمد لله مع القضية الفلسطينية وإن شاء الله النصر مع المظلومين، سوف تُقام دولة فلسطين عن قريب إن شاء الله.
العالم: برأيكم ماهو سيناريو الدول الغربية وماهي الدول التي تقف خلف المضايقات عليكم وعلى الحركة الاسلامية؟
الشيخ الزاكزاكي: أنتم تعرفون الآن هناك دول العالم تفرقت الى قسمين، الغرب يرى أن العدو الأول هو الإسلام والمسلمين، أنتم تعرفون في أي شيء تكون هجماتهم على الإسلام والمسلمين، لو كان الأمر بيد هؤلاء الحكام في نيجيريا لما هجموا علينا لكنهم يتلقون الأوامر من الخارج، هم يرون لمصلحتهم هم لا لمصلحة هذه الدولة، لأنهم ينهبون ثرواتنا بدون مقابل ويرون أن هذه الحركة في المستقبل سوف تكون خطرا عليهم في نهب هذه الثروة لذلك يمارسون ضغوطا على الحكومة ليهجموا علينا، ربما هؤلاء لا يرون هذا ما يفعلونه، برأيهم أنه لصالحهم لكن لابد لهم أن يفعلوا لأنهم يخافون من أربابهم في الخارج.
العالم: انتم تابعتم المواقف المختلفة للجمهورية الاسلامية في ايران ازاء قضيتكم واولادكم الشهداء وبقية اعضاء الحركة كيف تقيمون هذه المواقف للجمهورية الاسلامية منذ مجزرة زاريا الى اليوم؟
الشيخ الزاكزاكي: الحمد لله في الجمهورية الإسلامية الإيرانية نرى أن الحكومة مع الشعب كلهم معنا، يفعلوا ما بوسعهم لنصرة مظلوميتنا،قاموا بالتظاهرات وقاموا بالمؤتمرات، المحاضرات، وسائل الإعلام، قناتكم القيّمة، قدّموا كل ما بوسعهم ونحن نشكرهم على ذلك ونشكر الحكومة التي هي فقط وقفت معنا ولازالت معنا.
العالم: برأيكم هل هناك الدول المستضغفة تستطيع تقليد حكومة الجمهورية الاسلامية الايرانية لكي تحمي نفسها وان تقوي نفسها مقابل مضايقات الدول الغربية؟
الشيخ الزاكزاكي: لأن الشعب رأوا النموذج الجمهورية الإسلامية في إيران، كنت دائما أقول أن بعض الدول ليست بإسلامية أخذت من إيران مثل نيكاراغوا أخذوا شيئا من إيران او ان القوة مع الشعب، دفعوا العملاء الى الخارج وفي هائيتي أيضا طردوا لوداليا وفي فلبين ايضا طردوا ماركوس كل هذا من نتائج الثورة الإسلامية في إيران لأنها كشفت شيئا القوة ليس عند الحكومة، القوة عند الشعب، هذه الدول ليست مسلمة مع ذلك أخذوا شيئا من الثورة الإسلامية،
وايضا نشر مدرسة أهل البيت الذي كان غير معروف قبل هذه الثورة لكن بعد انتصار الثورة اننا نقاس بالملايين الآن ، هذا من نتائج هذه الثورة، أن المسلمين يرون نموذجا في إيران، بعض العمال في السجن عندما كنت في السجن، لا أعرف انهم يعرفون الشيعة كثيرا ولكن بعد استشهاد الجنرال قاسم سليماني كنا نتكلم معهم، العالم الآن إنقسم الى قسمين، القسم الاول يرى الولايات المتحدة كالأم والقسم الثاني يرون إيران كالأم، انا تعجبت من عامل من عمال السجن، ان المسلمين يرون نموذجا وهي رسالة الثورة الى باقي المسلمين وكل المستضعفين في العالم.
العالم: ما هي رسالتكم من منبر قناة العالم للدول العربية والاسلامية حول توحيد صفوف المسلمين وحمايتهم في جميع انحاء العالم؟
كما قلت سابقا أن الغرب يرى أن العدو اللدود وهو العدو الاول له هو الإسلام والمسلمين ولم يخفوا هذا ويقولونه علانية، هم يقولون علانية ويتكلمون علانية بدون اي مجاملة هم أعداء الإسلام والمسلمين، على المسلمين ان يكونوا صفا واحدا كما أن أعداءهم هكذا، أرى أن الأعداء هم صفا واحدا في مواجهة المسلمين، إنها فتنتهم وفساد كبير، يعني لنكن صفا واحدا إن لم تكونوا صفا واحدا ستكون هناك فتنة كبيرة وفسادا كبيرا، لابد لنا من توحيد الصفوف ومواجهة ما يقابلنا،
لا نبالي بهؤلاء الذين يثيرون الفتن بيننا والتفرقة، والتفرقة المذهبية والطائفية وما الى ذلك، الإسلام يوحدنا هو دين واحد وإلهنا واحد، ربنا واحد لا تبالي بمن يقول المسلمون ينقسمون الى اقسام، الاسلام لا ينقسم الى قسمين الاسلام هو قسم واحد، ولو كان المسلمين يختلفون، الذين اختلفوا وجعلوا المسلمين يعملون للأعداء، كل من يواجه المسلمين كالاعداء هو يعمل لاعداء الاسلام.
المصدر: موقع قناة العالم