السيد محمد رضا الجلالي

السيد محمد رضا الحسيني الجلالي علمٌ في التأليفِ والتحقيقِ والتدريس .. حوار

الاجتهاد: السيد محمد رضا الحسيني الجلالي: اول من اجازني هو الشيخ الثبت العلامة اغا بزرك الطهراني وانا عمري تسعة عشر عاما في النجف الاشرف. / رويتُ عن بعض أعلام الزيديّة أيّدهم الله، كـعلامة اليمن السيّد مجد الدين المؤيّديّ الحسنيّ الصَعْديّ./ المعلوم ان الاسماعيلية ظهرت بعد استشهاد الامام الصادق عليه السلام .

لقاء مجلة الأحرار التابعة للعتبة الحسینیة المقدسة مع سماحة آیة الله المحقق السید محمد رضا الحسیني الجلالي

للتاريخ شهادة بحق اولئك الذين مداد قلمهم المؤلفات العديدة والتحقيقات السديدة والتي أصبحت منهلا لمن يروم العلم والبحث، اؤلئك الذين اثبتوا انهم احياء بمؤلفاتهم حري بنا ان لا نبخسَ حقهم في الكتابة عنهم كلما تتاح لنا الفرصة وها هي جاءت احدى الفرص بلقائنا احد هؤلاء الاعلام الذين لهم باع طويل في التاليف والتحقيق انه سماحة السيد محمد رضا الحسيني الجلالي حيث التقيناه في مقر اقامته في قم المقدسة وتناولنا الحديث عن بعض محطات حياته

وكان لابد له من ان يعرفنا على بداية مسيرته العلمية واستقراره في قم حيث انه كربلائي المولد فبدا حديثه قائلا:

انا السيد محمد رضا ابن الحجّة السيّد محسن الجلاليّ الحائريّ (1330ـ1396) ابن المقدّس السيد عليّ الجلالي الكشميري (1290ـ1367) ينتهي نسبنا الى الحسين الأصغر(90ـ157) ابن الإمام زين العابدين علي السجّاد عليه السلام .

ولدتُ في كربلاء المقدسة, في السابع من جمادى الاُولى عام(1365هجري).

دخلت الحوزة العلمية وحصلت علوم الأدب ومقدمات الفقه والاصول على مشايخها،ومنهم سماحة السيّد الوالد (1330ـ1396هجري) ومدرس الجيل في علوم الأدب الشيخ جعفر الرشتي (1302ـ1396هجري) والشيخ مهدي الحائري الشهير الكابليّ(1325ـ1395هجري) وغيرهم.

وسافرت إلى النجف عام(1384هجري) وبدأت السطوح العالية عند أساتذتها، كالسيّد الشهيد أسد الله المدنيّ التبريزي(1323ـ1401هجري) في المكاسب المحرّمة، والرسائل وشرح التجريد، والشيخ مسلم الملكوتي دام ظله , في الخيارات، والفقيد السيّد مرتضى الخلخالي الموسويّ(1324ـ فقد في سجون العراق 1411هجري) في الأوّل من الكفاية وشرحها للمشكيني، و عند الشيخ صدرا البادكوبي(1319ـ1392هجري) في الثاني من الكفاية.

وحضرت الدراسات العُليا في الفقه والاُصول عام(1389هجري) ففي الاصول لدى الحجة السيّد محمد الحسيني القميّ وكذلك في الخيارات من المعاملات. وفي العبادات لدى الأستاذ الاكبر زعيم الحوزة في النجف السيّد أبو القاسم الخوئي(1315ـ1411) من أواسط الصلاة حتى الزكاة. وحضرتُ لفترة سنتين في فقه الصلاة لدى السيّد الخمينيّ قدس الله روحه(1320ـ1409هجري)

ومارست التدريس منذ بدايات الطلب في كربلاء والنجف وقم، فدرّست شرح السيوطي على الألفية، والمغني، وغيرها من الكتب.

 السید-محمد-رضا-الحسیني-الجلالي

اغلب الفقهاء والعلماء يحرصون على ثقافة اجازة الرواية فهل لك ان تعرفنا عن من اجازك واستجتزته ؟

بداية اود الاشارة الى اهمية الاجازة فقد اعتبروها في العداد ثالثتها-بعد السماع والقراءة- وبما أنّ هذين أقواها على الإطلاق فمن ذلك يظهر أهميّة الإجازة عندهم بكلّ اطمئنان، كما وان سند الحديث هو الاهم في الحديث لانه يكتسب قوته وضعفه من سنده، ولقد كان لأعلام الإماميّة-أيّد الله جمعهم- القدمُ السابقة في هذا المجال، فقد ألّفوا العشرات من الفهارس والمشيخات والأثبات وتعاطوا المئات من الإجازات. وهذه العمليّة بينهم مشهورة من قديم الأيام والأزمان، منشورة إلى هذه الأيام وهذا الأوان.

واما من اجازني واجزته فهم كثر ومن مختلف المذاهب واول من اجازني هو الشيخ الثبت العلامة اغا بزرك الطهراني وانا عمري تسعة عشر عاما في النجف الاشرف ـ سماحة العلامة المحقّق الاديب القاضي السيّد محمد صادق بحر العلوم الحسنيّ(1315ـ1399) ـ سماحة الحجة المتتبع العلاّمة الشيخ نجم الدين العسكريّ الطهرانيّ(1313ـ1395هجري)ـ سماحة آية الله السيّد شهاب الدين المرعشيّ النجفيّ(1315ـ1411هجري).

وقد رويتُ عن بعض أعلام الزيديّة أيّدهم الله، وهم:

ـ علامة اليمن السيّد مجد الدين المؤيّديّ الحسنيّ الصَعْديّ ـ السيّد محمّد بن الحسين الجَلال الحسني الصنعاني دام ظله.

ورويتُ كتب علماء العامة، وأثباتهم عن جمع ممن اتّصل بهم من علمائنا الأعلام ومشايخنا الكرام، وأخصّ بالذكر، من كان سابقاً منهم، وهو:

ـ العالم المتتبع المثابر المجاهد في سبيل الحقّ الشيخ محمد مرعيّ الأمين الأنطاكيّ الحلبيّ السوريّ(1314ـ1388)، وقد هداه الله إلى اعتناق التشيّع، وزار كربلاء عام(1388هجري) للمرّة الثالثة فاستجزته.

بمناسبة ذكرك للشيخ اغا بزرك فقد قرأت لك انتقادات للذريعة ماهي الاسباب؟

اغا بزرك علامة ومجتهد واديب ولا ينافسه احد بموسوعتيه الذريعة واعلام الشيعة ولكن انتقاداتي ليست له بل لولده الذي عبث ببعض اجزاء الذريعة وحرف الكلم عن مواضعه وقد اثبتنا ذلك مع عدم مطابقة بعض ما ذكر في الجزء التاسع مع المخطوطة الموجودة لدى السيد عبد العزيز الطباطبائي قدس سره وهي بخط اغا بزرك الطهراني فقد تلاعب ولده محمد نقي المنزوي الذي توفي مؤخرا ببعض التصنيفات ورجالاتها .

وبالنسبة للحديث وحديثك عن السند فهل يمكن تنقيح الاحاديث والروايات ؟

مثل هذا الامر ممكن ولكن بضوابط والاهم فيها ان الضعيف او الذي ليس له سند قوي لا نستطيع تركه لانه في المستقبل قد تظهر مستجدات خلاف ما لدينا الآن وعليه لا يجوز ترك ما ظهر لنا بالبحث ضعيفاً.

ماذا تعني لك الكتابة ؟

الكتابة هي اما وسيلة واما غاية والصحيح هي ان تكون وسيلة وليست غاية حتى نستطيع من خلال الكتابة نشر المعلومة وهناك البعض ممن يتخذها غاية لانه يفكر مجرد ذكر اسمه على الكتاب ولكن مضمون الكتاب لا يلتفت اليه من حيث القوة والضعف والفائدة وعدمها.

اعتقد لكم مشاركة في مسابقة الكتابة عن الامام السجاد عليه السلام ؟

نعم وقد اقيمت في بيروت سنة 1417 للهجرة وشارك فيها مجموعة كبيرة من المؤلفين الكبار وحاز كتابي (جهاد الامام السجاد عليه السلام) على المرتبة الاولى وانا اعتز بذلك وقد طبع اكثر من مرة وهو الآن بصدد طباعته من قبل العتبة الحسينية المقدسة.

بخصوص هذه المسابقة ذكر لي الشيخ احمد الحائري ان الاستاذ سليمان كتاني اشترك في المسابقة وقد استغرب لعدم فوزه فقيل له ان الذي فاز فارس جاءنا من الحوزة في قم .

اهتماماتك الاخيرة لاحظتها بالطائفة الزيدية والاسماعيلية؟

نعم تربطنا علاقة طيبة باعلام الزيدية في اليمن السعيدة وانا بصدد البحث عن ما يتعلق بهاتين الطائفتين واشكرك على الكتاب الذي اهديته لنا ( اربع كتب اسماعيلية ) حيث انه جدير بالدراسة لانه كما ذكر على الغلاف مخطوطة سنة 75 للهجرة والمعلوم ان الاسماعيلية ظهرت بعد استشهاد الامام الصادق عليه السلام .

كيف ترى الامة الاسلامية اليوم ؟

ارى كثرة المؤامرات عليها واهم اسلحة الاعداء هي الطائفية فالمسؤولية تقع على عقلاء الامة الاسلامية بنبذ الطائفية والعمل على التقارب وعدم تجاوز أحدهم على الآخر حتى اني في كتابي «ثبت الاسانيد العوالي» ذكرت خمسةً وسبعين علماً من أعلام الاُمّة الإسلاميّة المجيدة، ومن مختلف المذاهب وإنّما جمعتهم تحقيقاً لهدف إلفة الامة والتركيز في رصّ بُنيان الصفّ الإسلاميّ فإني أعتبر هذا العمل خطوةً في إعلان المداراة في سبيل الله، لتحقيق إرادته في وجود الاُمّة الواحدة، ونهيه عن التنازع المؤدّي إلى الفشل والضعف، وصدّاً لدعاة التفرقة من أدعياء الدين من المفتين بالزور بالتفسيق والتكفير للمسلمين، والناشرين للخلاف الحزبيّ والفئوي والطائفي والعنصريّ وغير ذلك.

السید-محمد-رضا-الحسیني-الجلالي

يذكر أن للعلامة المحقق السيد محمد رضا الحسيني الجلالي العديد من المؤلفات المطبوعة والتي تصل إلى (16) مؤلفاً، ومنها مؤلفه الأول (حول نهضة الحسين عليه السلام) ، وكتاب (وليد الكعبة) وكتاب (مسك الختام في ولادة الإمام) وكتاب (ديوان الإجازات المنظومة).

أما بالنسبة لمؤلفاته المخطوطة والبالغة (27) مؤلفاً، ومنها (الأجوبة الجلالية على الأسئلة الدينية، إجازة الحديث، الأربعون حديثاً، تقريرات في الفقه وأصوله لأساتذته وخلق القرآن).

أما تحقيقاته المطبوعة فتبلغ (51) تحقيقاً، مع (21) تحقيقاً مخطوطاً.

كما أن للسيد الجلالي مقالات تراثية ودينية منشورة في المجلات البحثية، إضافة إلى قرضه عدداً من المؤلفات منها الصحيفة السجادية وتقريض طبقات الفقهاء.

المشاريع العلمية

مركز التراث الموثوق، رابطة المحققين للتراث الإسلامي، الأعمال الكاملة للسيد الجلالي، دار الكتب الجلالية، دار الإمام السجاد (عليه السلام)، المجمع العالمي للدراسات الإسلامية.

ولم يكن بمنأى عن التطور الحاصل في تكنولوجيا العصر ـ ونقصد به الانترنت حيث كان من السباقين في الاستفادة منه فقد وضع جميع أعماله المطبوعة بتفصيل إلى ذلك الحين على الموقع (al-jalali.net) ليستفيد منه المراجعون.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky