الاجتهاد: يرى صحفي وباحث إسلامي تركي أن إثارة قضية غزة وفلسطين خلال مناسك الحج سيزعج بشكل كبير نظام الاحتلال الإسرائيلي وحلفائه، لكن السعودية لا تسمح بحدوث ذلك.
وأفادت وكالة مهر للانباء، انه قال الصحفي والباحث التركي، رمضان بورسا في مقابلة مع مراسل وكالة مهر، إن موسم الحج يمثل فرصة لدعم فلسطين، مضيفا: “إن الإجراءات التي اتخذها كل من الناس والطلاب في أوروبا وأمريكا مهمة للغاية”.
وتابع الباحث التركي: “قد ساعدت القضية الفلسطينية والمقاومة في غزة على إيقاظ الناس في الدول الغربية، وعلاوة على ذلك، فإن الناس من جميع الأديان المختلفة، وجميع اللغات بغض النظر عن الدين أو العرق أو التمييز، تقف إلى جانب أهل غزة وضد المؤامرات الصهيونية والفظائع التي يرتكبها نظام الاحتلال الإسرائيلي، وهذا مهم للغاية..
وقال بورسا: “إن الحج هو رمز مهم للغاية للإيمان والعبادة في دين الاسلام، وهو في الواقع رمز للوحدة والتضامن”، مبينا: “المسلمون الذين تتاح لهم فرصة أداء فريضة الحج يذهبون إلى مكة المقدسة تنفيذا لأمر الله ويجتمعون في عرفة. إن عرفة تمثل في الواقع وحدة المسلمين وتضامنهم، لذا فهي بطريقة ما عبادة سياسية”.
وأضاف: “ليس هناك شيء أكثر طبيعية من مناقشة مشاكل المسلمين هناك. في الواقع، يجب على المسلمين أن يعالجوا المشاكل التي تهم المسلمين، يجب أن يتحدثوا في عرفة، يجب أن يتحدثوا في الكعبة، يجب أن يتحدثوا في حضور النبي صلى الله عليه وسلم عن القضايا التهي تهم المسلمين”.
وأشار بورسا إلى أن دعم غزة وإثارة قضية غزة في الحج ليس شعارا سياسيا بل واجب ديني، وأضاف: “إذا كان الحج أعظم عبادة المسلمين فإن نصرة قضية فلسطين ومقاومة المسلمين فريضة. لدى قمة الحكومة السعودية مخاوفها الداخلية. تجري مظاهرات في العالم وفي بعض الدول الإسلامية والدول الآسيوية وخاصة أوروبا وأمريكا منذ ثمانية أشهر، لكن هل هناك احتجاجات في منطقة الخليج الفارسي، وخاصة في المملكة العربية السعودية، لدعم فلسطين؟ لا ما هو سبب هذا؟ ألا يشعر أهلها بألم فلسطين في قلوبهم؟
ألا يؤيد المسلمون هناك قضية فلسطين؟ لا، بالطبع المسلمون الذين يعيشون هناك وفي بلدان أخرى يشعرون بألم غزة في قلوبهم ويدعمون قضية فلسطين، لكنهم لا يستطيعون التحرك بسبب الأجواء القمعية التي تخلقها الحكومات.
لأن السعودية لا توافق على التظاهرات الشعبية دعما للقضية الفلسطينية. لأنهم يعتقدون أنه إذا نزل الناس إلى الشوارع واحتجوا، فقد ينزلون إلى الشوارع مرة أخرى ضدهم”.
واعتبر هذا الباحث التركي الحج فريضة دينية وأضاف: “أليس دعم غزة والقضية الفلسطينية مسألة إيمانية؟ هل هذه مجرد مسألة سياسية؟ ألا ندعم قضية فلسطين ليكون للفلسطينيين وطن؟
أليس تحرير القدس والمسجد الأقصى مسألة عقائدية؟ أليس القتال ضد الصهيونية مسألة عقائدية؟ أليس هذا الجهاد عبادة؟ فلماذا تمنعها السعودية؟ لأنهم يعتقدون أنه إذا أثيرت قضية فلسطين وغزة أمام الملايين من الناس أثناء الحج، فسيحدث تآزر كبير في الجغرافيا الإسلامية”.
وتابع هذا الصحفي: “طرح قضية غزة في الحج سيكون خطوة تاريخية. وهذه القضية سوف تزعج بشكل كبير نظام الاحتلال الإسرائيلي وحلفائه، بما في ذلك الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى.
السبب وراء عدم رغبة السعودية في إثارة قضية غزة في مناسك الحج وعدم موافقتها على الهتاف لصالح غزة وفلسطين هو تجنب إزعاج النظام الصهيوني وأمريكا والدول الغربية”.
وأوضح: “فلماذا لا يستطيع 3 ملايين شخص القيام بذلك؟ أولاً، تتخذ المملكة العربية السعودية بعض الإجراءات، على سبيل المثال، من المحتمل أن يتم القبض على من يفعل ذلك. على سبيل المثال، تم سجن صديق لي في المملكة العربية السعودية بتهمة ما.
ثانياً، السعودية تفرض محظورات، وبعدها لم يعد بإمكانك الذهاب إلى الحج أو العمرة أو التمتع. ولا يمكن لأي مسلم أن يتحمل البعد عن أرض الوحي، لأنه يحب زيارة الكعبة ومسقط رأس النبي صلى الله عليه وسلم. ولذلك، فإن الأساليب القانونية أو بالأحرى الأساليب الإجرامية، مثل استحالة الدخول مرة أخرى إلى المملكة العربية السعودية، تمنع الناس من التحرك أو التخطيط لدعم غزة هناك”.
وأضاف بورسا: “لقد عشت في الخارج لسنوات عديدة، ويمكن ذكر سبب آخر وهو أن الشخص لا يمكن أن يكون على دراية بجميع القضايا القانونية والثقافية والسياسية لبلد ما. ولذلك فهو يتصرف دائمًا بحذر ولديه شعور بأنه غريب. وبما أن هذه الرحلة تتم في فترة قصيرة لا تزيد عن شهر واحد، فإلى جانب الشعور بالتشرد، هناك شكوك تمنع الحركة الجماعية للأشخاص.
لذلك، هذا شيء يمكن للمسلمين القيام به بطريقة مخططة. إذا تم تنفيذ مثل هذا البرنامج، فمن المؤكد أن المسلمين الآخرين الذين يذهبون للحج سيدعمون فلسطين، لكن موقف السعوديين واضح والناس يتصرفون بحذر”.