الاجتهاد: أصبحت شعائر الحج إلى مدينة مكة، وزيارة قبر النبي الأكرم (ص) في المدينة المنورة، ورقة ضغط سياسية تلوّح بها السعودية في وجه خصومها بشكل مستمر، مستغلةً العاطفة الدينية لدى شعوب هذه الدول تجاه الأراضي المقدسة للضغط عليها.
ومنعت السعودية آلاف الحجاج، من أداء مناسك الحج، بدعوى انتمائهم لجهات تعارض السياسات السعودية في المنطقة، بالإضافة الى سوء الإدارة لأمور الحج وفشل القائمين عليها وعدم قدرتهم على تنظيم مناسك فريضة الحج الإلهية، الأمر الذي دفع الجمهورية الإسلامية في إيران، بالتلويح الى اللجوء إلى الأمم المتحدة وطلب تدويل الحرم المكي لأكثر من مرة.
وهذه المرة، أطلقت حزمة توجيهات للتضييق على الحجاج، خاصة في ما يخص مظاهر الرفض الإسلامي لانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي والعدوان على غزة، حيث أصدرت توجهات تضمنت منع رفع الصور والهتافات والشعارات السياسية والتقاط الصور للرموز والشخصيات السياسية والدينية.
وعلى هذا الأساس، حذرت هيئة الحج والعمرة العراقية، المواطنين من الذهاب الى الديار المقدسة دون الحصول على تأشيرة الحج لعام 2024.
ولفتت الهيئة الى، أن “السلطات السعودية حددت غرامات مالية لكل شخص يحج بلا تصريح أو يساهم بنقله إضافة الى المنع من دخول المملكة فيما فرضت عقوبة السجن ومصادرة وسيلة النقل لكل من يساهم بنقل الحاج بلا تصريح”.
وشددت على المتعهدين “بضرورة إرشاد الحجاج بالابتعاد عن رفع الصور والهتافات والشعارات السياسية والتقاط الصور للرموز والشخصيات السياسية والدينية”، مؤكدة على “منع أي شخص خارج بعثة الحج العراقية من المكوث في مخيمات الحجاج في عرفة ومنى”.
المسعودي يطبّق سلوك التضييق
رئيس الهيئة العليا للحج والعمرة سامي المسعودي، ذكر في كلمة له، خلال انعقاد المؤتمر السنوي للمتعهدين وسائقي الحافلات لقوافل الحجاج، اليوم، أن “المتعهد هو قائد قافلة الحاج وتقع عليه مسؤوليات كبيرة خلال موسم الحج”، داعياً “متعهدي قوافل البر الالتزام بجدول التفويج، حيث أكملت الهيئة استعداداتها مع الجهات المعنية لإنجاح عملية تفويج ضيوف الرحمن”.
وأضاف، أن “السلطات السعودية حددت غرامات مالية لكل شخص يحج بلا تصريح أو يساهم بنقله، إضافة الى المنع من دخول المملكة، فيما فرضت عقوبة السجن ومصادرة وسيلة النقل لكل من يساهم بنقل الحاج بلا تصريح”.
وشدد رئيس الهيئة، على المتعهدين “ضرورة إرشاد الحجاج وتوعيتهم وتثقيفهم بالابتعاد عن كل شيء يعكر صفو الحج، ومن بينها رفع الصور والهتافات والشعارات السياسية والتقاط الصور للرموز والشخصيات السياسية والدينية، وأن يكون الحج لله سبحانه وتعالى وطلب المغفرة”، مؤكدا على “منع أي شخص خارج بعثة الحج العراقية من المكوث في مخيمات الحجاج في عرفة ومنى”.
ووجه المسعودي، سائقي الحافلات بضرورة الالتزام باللباس الرسمي وعدم اصطحاب السجائر ومعسل الأراكيل والأدوية المحظورة، والتعاون مع القوات الأمنية العراقية والسعودية التي ستساهم بتفويج الحجاج”، منوها الى أن “الهيئة لأول مرة في تاريخها وضعت هذا العام نظام GPS في الحافلات يسهّل عملية التفويج وتتبُّع الحافلات”.
منع الحج بالفيزا المتعددة
كما أشار رئيس هيئة الحج والعمرة، الى أن “الفيزا المتعددة مخالفة للقانون والسعودية فرضت غرامات وسجن لمن يؤشرها”.
يشار الى أن الفيزا المتعددة للمملكة السعودية، تمكّن حاملها من الدخول الى السعودية بشكل متعدد على مدار وقت معلوم ومحدد، وتصل مدتها الى 90 يوما سواء مرة واحدة أو على فترات.
ومصرَّح لحامل الفيزا المتعددة، بأداء مناسك العمرة في كل وقت خلال السنة، كما أنها تُغني عن الإقامة السنوية.
الإمام الخامنئي يدعو لـ حج البراء
وأمام هذا التضييق الذي وضعته سلطات المملكة السعودية هذا العام على الحجاج، أكد قائد الثورة الإسلامية، الإمام علي الخامنئي، أن البراءة في موسم الحاج هذا العام أكثر بروزاً من أيّ زمن مضى، مشيراً إلى أنّ الحجّ هذا العام هو حجّ البراءة.
كما لفت السيد الخامنئي، الاثنين، إلى أنّ “الكيان الصّهيوني لم يكن ليجرؤ على معاملة المسلمين بهذه الوحشيّة في غزّة لولا مساعدة أمريكا له. وأكّد سماحته أنّ الجمهوريّة الإسلاميّة لم ولن تنتظر مساندة أحد لفلسطين، إلا أنّ مؤازرة السواعد القويّة للشعوب والحكومات الإسلاميّة ستترك تأثيراً كبيراً وتُنهي حالة الشعب الفلسطيني المأساويّة”.
وخلال لقائه القيّمين على شؤون الحج في الجمهورية الإسلامية في إيران، تحدّث قائد الثورة الإسلامية، في بداية اللقاء حول فريضة الحج، لافتاً إلى أنّها فريضة متعددة الأبعاد في الجوانب المادية والمعنوية. وأضاف: “في البعد الداخلي والباطني، النقطة البارزة في كل مراحل ومواقف الحج هي ذِكر الله باعتباره المنشأ الحقيقي للحياة والعزيمة والإرادة والقرارات الفردية والاجتماعية والوطنية”.
كما عدّ الإمام الخامنئي النقطة البارزة في البعد الاجتماعي للحج هي وحدة المسلمين وتواصلهم مع بعضهم بعضاً، وقال: “فلسفة الدعوة الإلهية لجميع الناس للحضور في مكان محدد وفي أيام محددة هي من أجل تعرّف المسلمين إلى بعضهم بعضاً والتفكير معاً واتخاذ قرارات مشتركة، حتى تعود نتائج الحج المباركة والعينية على العالم الإسلامي والإنسانية جمعاء، إذْ يعاني العالم الإسلامي الآن من فجوة كبيرة في مجال اتخاذ القرارات المشتركة”.
منهج البراءة من المشركين
والبراءة من المشركين، شعار ديني وسياسي، يُقام كل عام في الحج، ويؤكد قادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية دائمًا على أداء هذه البراءة، بحيث يتم الحفاظ أيضًا على الجانب السياسي للحج.
وتهدف هذه المراسيم إلى إعلان البراءة من سياسات الكفار والمشركين ودول الاستكبار العالمي، والدعوة إلى وحدة المسلمين ضدهم.
وورد موضوع البراءة من المشركين في بعض الآيات القرآنية، وأول مرة تمت فيها البراءة من المشركين بعد فتح مكة، حيث جعل الله تعالى على عاتق النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إعلان البراءة من المشركين مع نزول آيات البراءة، وقد أعلن الإمام علي (عليه السلام) هذه الآيات خلال مراسيم الحج في السنة التاسعة للهجرة.