الاجتهاد موقع فقهي
الاجتهاد: صدر حديثاً عن دار الصادقين كتاب: الإجتهاد والتقليد، دراسة في الأسس ومعالجة للإشكاليات لمؤلفه السيد محمد معن الرضوي.
عالج المؤلف واحدة من أمهات المسائل العقدية والتي يُعاد اليوم تكرير نفس الاشكالات القديمة التي اجاب عنها علماؤنا الاعلام ولم يكتفوا بإجابةٍ واحدة ومن جهة واحدة بل من عدة جهات
في الكتاب عدة مميزات:
١. ستجد إنَّ المؤلف قدم مقدمات جملية وواضحة وبين مفهوم الاجتهاد وايضا التقليد واقسامهما وحرر محل النزاع في بيان المصطلح المذموم في مدرسة اهل البيت (عليهم السلام) من المحمود والمطلوب وكلٌ اقام عليه الدليل الواضح .
٢. ذكر تسلسلا زمانيا مهما تصاعديا لسسلسة الفقهاء في الغيبة الكبرى ابتدأه من الشيخ محمد بن احمد بن الجنيد المعروف بالاسكافي المتوفي سنة ٣٨١ هجري، وهو معاصر للشيخ الكليني صاحب كتاب الكافي ، الى ان انتهى به الامر بالسيد الخوئي قدس والسيد محمد باقر الصدر قدس ، واراد بذلك ان يصل مع القارئ الى ان الفقه واستخراج العلوم الشرعية والاهتمام بها كان من اولويات الفقهاء على طول الفترة ، وليس الامر كما يشيعه المشككون والمرجفون من انهم يذمون هذا المعنى من الاجتهاد او التقليد ويستشهدون بكلماتهم .
٣. في الكتاب تسلسل فني جميل بحيث انه يتدرج مع القارئ من المقدمات الى ان يصل به الى النتائج بشكل مبرهن عليه بوضوح وليس عبارة عن نتائج جاهزة لا يعرف القارئ كيف وصل اليها الكاتب.
فمثلا ستجد في فكرة التسلسل الزمني المذكوره في الميزة الثانية رد عملي على فكرة ذم العلماء للإجتهاد ، ثم حينما يدخل ليبرهن في الفصل الثاني على جواز التقليد فهو يبدأ من الادلة الوجدانية التي تثير الوجدان وهو وجوب دفع الضرر المحتمل ومن ثم ينتقل الى العقلية كلزوم شكر المنعم ووجوب مقدمة الواجب ، ومن ثم بعد ذلك يذكر الايات الكريمة الصالحة للإستدلال على الفكرة وبعدها يذكر الروايات الشريفة التي فيها حث على العمل بهذا اللون من التقليد ويناقشها تفصيلا ثم بعدها يذكر دليلا رابعا وهو سيرة المتشرعة . وهكذا الى ان يقف على عدة وقفات مهمة واشكالات وتوضحيات ترد الاشكالات المطروحة اليوم .
٤. هدف الكاتب صنع انسان يعرف كيف يتمكن من الادوات الصحيحة لرد مثل هذه الاشكالات ولهذا هو لم يبتدأ اولا بطرح الاشكالات وردها وانما جعلها للفصل الاخير بعنوان _ وقفات _ بل تدرج في كيفية تفكيك المشكلة الى ان وصل الى حلها بالطرق المنطقية الصحيحة. هذه اربع مميزات نذكرها للقارئ العزيز ليكون على بينة من امره.
