الاجتهاد: لقد طرح الإمام الخامنئي خلال حياته العملية مجموعة من المفاهيم لا نبالغ إن قلنا إن كلا منها هو مشروع فكري يكشف عن رؤية فكرية خاصة ولا يمكن أن تصدر بعض هذه الطروحات من رجل سياسة من حيث إنه رجل سياسة.
الصورة النمطية السائدة عن السيد علي الخامنئي هي صورة الرجل السياسي وقائد الدولة. وتأتي هذه المحاولة في كتاب “الاجتهاد الممانع؛ السياسة والثقافة والمجتمع في فكر الإمام الخامنئي” لمؤلفه الباحث إدريس هاني لتسليط الضوء على جانب آخر من شخصية الإمام.
ويقول الناشر “مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي، في مقدمة الكتاب :”نحن ندعي أن السيد الخامنئي هو رجل فكر وعلم قبل أن يكون سياسيا ورجل دولة. وقد ترك هذا الأمر أثره على طريقة إدارته للدولة وطريقة مقاربته للأمور الاجتماعية والثقافية التي يقاربها غالبا بعين المفكر الذي يكشف مكان العطب ولا يكتفي بالدعوة إلى إصلاحه؛ بل يقدم بعض الاقتراحات والحلول.
لقد طرح الإمام الخامنئي خلال حياته العملية مجموعة من المفاهيم لا نبالغ إن قلنا إن كلا منها هو مشروع فكري يكشف عن رؤية فكرية خاصة ولا يمكن أن تصدر بعض هذه الطروحات من رجل سياسة من حيث إنه رجل سياسة.
ومن هذه المفاهيم: الغزو الثقافي الذي تطور لاحقا إلى الاهتمام الجدي بما عرف بالحرب الناعمة، و”خطّ الإمام” وهو مفهوم كان للسيد الخامنئي دور بارز في التنظير له وبيان العناصر التي تكشف عن منهج الإمام الخميني في العمل الثوري والسياسي، وإصلاح الحوزة العلمية وهمّ أثير لم يفارق ذهنه وكان له فيه مداخلات جمّة سمحت لنا كثرتها وبكل اعتزاز ان نصدر كتابا يجمع ويحلل وجهات نظره في هذا المجال.
وفي السنوات الأخيرة أظهر الإمام الخامنئي اهتماما بموضوع يمكن تصنيفه في دائرة التفكير في التأسيس الحضاري وذلك من خلال دعوته إلى إعادة النظر في مناهج العلوم الإنسانية وقد طرح في هذا المجال كلاما يستحق النظر والتأمل في أكنافه وأطرافه.
لقد حاول الأستاذ إدريس هاني في هذا الكتاب تسليط الضوء على عدد من أبعاد الشخصية الفكرية للإمام الخامنئي، وفي تقديرنا أنه أحسن وأجاد في الكثير من المواقع، إذ كشف عن ما يستحق الكشف عنه وبسط القول في ما يستحق البسط. ويبقى الحكم في نهاية المطاف للقارش الحصيف والناقد المنصف”.
أصدر “مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي”، الكتاب الجديد من سلسلة “أعلام الفكر والإصلاح في العالم الإسلامي” الذي يحمل عنوان: “الاجتهاد المُمانع (السياسة والثقافة والمجتمع في فكر الإمام الخامنئي)”، للباحث المغربيّ إدريس هاني.
مقدمة المركز:
إنّ الصورة النمطيّة السائدة عن السيد علي الخامنئي، هي، صورة الرَّجل السياسي وقائد الدولة. وتأتي هذه المحاولة (أيّ هذا الكتاب)، لتسليط الضوء على جانب آخر من شخصية عَلَمِنا هذا أي (الإمام الخامنئي).
وهذه الدّراسة تنقسم إلى محورين أساسيّين هما: المحور الأوّل: وعنوانه: “ماذا تعني الثورة الدينيّة؟” وفيه، يتناول المؤلِّف، السِّياق والخطاب الذي أطَّر حدث الثورة الإسلاميّة في إيران، وموقع السيِّد القائد ضمن هذه التجربة، وما تُثيره هذه التّجربة، من إشكاليّاتٍ على مستوى المفاهيم والأفكار والمواقف. والمحور الثاني: تناول قضيّة الممانعة، ومشكلة الغزو الثقافيّ، في فكر السيِّد الخامنئي، وذلك من خلال التركيز على عيِّنة من الموضوعات ذات الصّلة، تتعلّق بقضايا التّربية والمرأة والفَنّ.
مقدمة المؤلِّف:
لقد بات من قبيل المهزلة أنّ الكثير من مُفْرزات الرجعية العربية يستهتر بمنجزات إيران العلميّة نفسها، بين من يراها أكاذيب، هذا في الوقت الذي، تعترف مراكز الاستطلاع العالمي، بما فيها المنحازة ضدّ إيران، بالرُّتب والمقامات المتقدِّمة لإيران، على صعيد الاكتشاف العِلْمي، وكذا سرعة وتيرة الابتكار… وقد دفع التَّحيُّز السياسي بالكثير من الباحثين، إلى افتقاد الموضوعيّة، ودراسة تطوُّر إيران، في ظلّ الثورة، بعيداً عن الحسابات السياسيّة، وأثر الإعلام المضلّل الذي احتوى عقول العامّة والنّخبة سواءٌ بسواء.
وحتى الآن لم نظفر بدراسات حقيقيّة عن إيران من خارج إيران، بعيداً عن الموقف والرؤية النمطية ضد إيران. وما يوجد في التصنيفات الخاطئة التي خضعت لها حتى الكثير من الشّرائح الإيرانية، هو أنّ السَّيِّد الخامنئي من المحافظين، بينما هو، منذ بداية الثورة، كان إصلاحيّاً تجديديّاً، وهو يملك رؤيةً للإصلاح والتَّجديدين الديني والسياسي، لا يمتلكها الكثير ممن يُحسب برسم النّعوت السياسويّة على قطاع الإصلاحيين.
عن المؤلف:
ولد المفكر إدريس هاني عام 1967 بمدينة “مولاى إدريس” المغربية. هو عضو منتدى الحكمة للمفكرين والباحثين بالمغرب، وشارك في ندوات ومؤتمرات محلية وإقليمية ودولية. له مساهمات مستمرة في صحف ودوريات وطنية وعربية. من مؤلّفاته: “لقد شيّعني الحسين (عليه السلام) – الانتقال الصعب في رحاب المعتقد والمذهب”، “الخلافة المغتصبة – أزمة تاريخ أم أزمة مؤرخ”، “هكذا عرفت الشيعة – توضيحات وردود”، “محنة التراث الآخر: النزعات العقلانية في الموروث الامامي”، الاجتهاد الممانع – السياسة والثقافة والمجتمع في فكر الإمام الخامنئي وغيرها.