الاجتهاد: إنّ الکثیر من مسائل التعامل الاجتماعي بین أتباع المذاهب المختلفة ومنهم الإمامية وغیر الشیعة من المسلمین کانت تسیر في القرن الأول بصورة طبیعية ثم أخذت تسیر تدریجیاً نحو التمایز الاجتماعي في نهایات الأول وبدایات الثاني حتى زمان بحثنا الذی تبلور فيه التمایز بشکل ملحوظ، وأخیراً فإننا نجد بأن تعاليم الإمام الصادق “علیه السلام” فیما یرتبط بالتعامل الاجتماعي لم تطبق جمیعها وعند جمیع شيعته ولو طبقت لکانت الأمور تختلف عما جرت آنذاک..
جرت يوم السبت (28 / 08 / 2021م) في كلية الدراسات الشيعية بجامعة الأديان والمذاهب -قم المقدسة، جلسة مناقشة أطروحة الدكتوراه بعنوان ” الاتجاه التقريبي للإمام الصادق”ع” في التعامل الاجتماعي بين الإمامية وغير الشيعة من المسلمين في الكوفه (دراسة تحليلية) ” للطالب أحمد هاتف المفرجي في فرع التشيع الإثنى عشري.
وتألفت لجنة المناقشة من كل من السادة الأساتذة:
1- حجة الإسلام الدكتور شريعتمداري، والدكتور جاودان والدكتور رمضان محمدي: مناقش
2- حجة الإسلام الدكتور نعمت الله صفري فروشاني والدكتور علي آقا نوري: المشرف
3- حجة الإسلام الدكتور محسن ألويري: الأستاذ المشاور.
ملخص البحث
هذا البحث یرکز على فهم الواقع التاریخي المرتبط بتعامل الشیعة الإمامية مع غير الشیعة من المسلمین طوال مدة إمامة الإمام الصادق علیه السلام أي منذ (114 -148 هـ) في الکوفة مع الترکيز على الموقف التقريبي للإمام الصادق “علیه السلام” ، والتعامل الإجتماعی هذا له عدة أبعاد یدور البحث هنا عن بعده على المستوى العاطفي وإبرازه والذی نقصد فیه ما یدور فی القلب والذهن تجاه المخالفین في المذهب وما یترتب على ذلک من تفاصیل، کما یدور بعده الآخر حول التعامل على مستوى العادات الإجتماعیة فیما یتعلق بالمسائل النَّسبیة والسببیّة، کما یدور بعده الأخیر حول التعامل على مستوى الإشتراک في المراسیم والمناسک الدینية والتي لها وجه اجتماعي وجماعي.
وبما أن هذا البحث یعد وسطیاً بین علوم مختلفة فإن المنهج المتبع هنا سیکون وسطیاً بین ما نستفید منه من العلوم المختلفة ولکن الترکیز فیه یکون بالإستناد على المنهج التاریخي وبمستواه التحلیلي فیما یحتمل التحليل فیه والوصف في المواطن التي لا تحتمل ذلک، کما یستفاد هنا من منهج التاریخ الإجتماعي بصوره خاصه أکثر من غیره، وأما تدوین البحث بشکل عملي فقد ذُکرت في منهج البحث.
وأما عن نتائج البحث فإن أبرزها تأثر التعامل الاجتماعي بعدة جوانب وهي التعالیم الإسلامية وخصوصیات الحیاة العربیة القبلیة قبل الإسلام واحتکاکهم مع الأمم الأخرى، ویمکن القول بأن موقف الإمام الصادق “علیه السلام” تجاه التعامل المقصود کان تقریبیاً ولو على مستوى التقریب الاجتماعی، کما أن بعض مواقف الإمام الصادق “علیه السلام” تجاه مسائل التعامل تلک تعدّ ردود أفعال أی بعد بروز المشکلة أو الظاهرة الخاصة بالتعامل الاجتماعی وبعضها یکون سابقاً وتحذیریاً،
کما أنّ الکثیر من مسائل التعامل الاجتماعي بین أتباع المذاهب المختلفة ومنهم الإمامية وغیر الشیعة من المسلمین کانت تسیر في القرن الأول بصورة طبیعية ثم أخذت تسیر تدریجیاً نحو التمایز الاجتماعي في نهایات الأول وبدایات الثاني حتى زمان بحثنا الذی تبلور فيه التمایز بشکل ملحوظ، وأخیراً فإننا نجد بأن تعاليمه فیما یرتبط بالتعامل الاجتماعي لم تطبق جمیعها وعند جمیع شيعته ولو طبقت لکانت الأمور تختلف عما جرت آنذاک.
يذكر أن الطالب العراقي أحمد هاتف المفرجي جاء إلى إيران قبل أربع سنوات ودخل جامعة المصطفى العالمية لقضاء مرحلة الماجستير وعلى الرغم من أنشطته العلمية والإجتماعية في ايران والعراق استطاع أن يكمل الدورتين الماجستير والدكتوراه في أربع سنوات بنجاح فائق وأن يتعلم اللغة الفارسية في هذه المدة القصيرة.
هذا ونظراً للجهود العلمية المبذولة ودفاع الطالب واسلوب بحثة وماتوصل اليه من نتائج وتوصيات اوصت اللجنة بقبول الأطروحة لنيل شهادة الدكتوراه للطالب أحمد هاتف المفرجي وبدرجة ممتازة.