الظاهرة البارزة والمشتركة في الدور الثاني لأدوار الثلاثة لفقه أهل البيت “عليهمالسلام” هو انتقال فقه أهل البيت عليهمالسلام من كونه مجرد روايات مسجّلة ومن دون تبويب الى عرضه كمتون فقهية لا تتجاوز حدود ما هو الموجود فى الروايات كمّا ولايتعدّى الفاظها، كما نرى هذا واضحا فى شرايع على بن بابويه التى هى رسالته إلى ولده محمد والتى قيل عنها أنّ الاصحاب كانوا متى ما اعوزتهم النصوص اخذوا بشرايع على بن بابويه.
الاجتهاد: النقطة المهمة في بحث مستندات حقّانيّة مدرسة أهل البيت عليهمالسلام ملاحظة ما مرّ به فقه أهل البيت عليهمالسلام من أدوار ويمكن أن نعدّها ثلاثة ، ملاحظين فى تقسيمنا لذلك الظواهر البارزة لما مرّ به الفقه فى كلّ دور.
* الدور الأوّل :
وهو دور الرواة من صحابة الائمة عليهمالسلام ـ ويبتدأ من الايّام الاولى للتشريع الاسلامى وحتى بداية الغيبة الصغرى سنه ٢٦٠ هـ.
والظاهرة البارزة والمشتركة فى هذا الدور أنَّ الفقه كان يعيش حالة تدوين الروايات وبشكل متناثر لا اكثر، فالاصحاب كانوا يسمعون الأحاديث من المعصومين عليهمالسلام ويسجّلونها فى مدوّناتهم بشكل غير مبوّب، فكل ما يسمع يسجّل فى أوراق خاصة، فرب حديث يسمع فى باب الطهارة الى ثان فى باب النكاح الى ثالث فى باب الديات، والكل يسجّل فى مكان واحد من دون استيعاب للابواب الفقهية ولا تبويب لها بل هى اشبه بالمذكّرات الشخصية الخاصة.
ولعل اول مدوَّنة ـ بعد استثناء ما كتبه اميرالمؤمنين عليهالسلام المعروف بكتاب علي وما شاكله من الجفر والجامعة ومصحف فاطمة عليهاالسلام مما تقدّمت الاشارة له سابقا ـ هى مدوَّنة ابى رافع صاحب رسول اللّه صلىاللهعليهوآله واميرالمؤمنين عليهالسلام الذى دخل يوما على النبى صلىاللهعليهوآله وهو نائم او يوحى اليه، ورأى حية فى جانب البيت ، فكره ان يقتلها خوفا ان يستيقظ صلىاللهعليهوآله فنام بينه وبينها كى اذا كان منها سوء توجّه اليه دون النبى صلىاللهعليهوآله ، ان هذا الرجل على ما ذكر النجاشى له كتاب باسم كتاب السنن والاحكام والقضايا(١).
ولابنه المسمّى بعلى بن ابى رافع الكاتب لاميرالمؤمنين عليهالسلام كتاب فى فنون من الفقه كالوضوء والصلاة وسائر الابواب.
وتوالت المدوَّنات الفقهية وبلغت الذروة فى عهد الإمامين الباقر والصادق عليهماالسلام حيث سنحت لهما الفُرصة ـ بسبب ضعف السلطة الاموية اواخر ايامها وانتقالها الى السلطة العباسية ـ ببثِّ الكثير من علومهما وتدوين خيار الصحابة من الشيعة لها فى مذكّراتهم الشخصية.
وبلغت تلك المدوّنات حسب عمليّة الاحصاء التى قام بها الحر العاملى (٦٦٠٠) كتاب(2) الا أنّ الذى اشتهر من بين هذه الكتب (٤٠٠) كتاب وهى المعروفة بالأصول الأربعمائة التى نتجت منها بعد ذلك الكتب الأربعة للمحمَّدين الثلاثة(3).
يقول ابن حجر عن الإمام الصادق عليهالسلام : « ونقل الناس عنه من العلوم ما سارت به الركبان وانتشر صيته فى جميع البلدان. وروى عنه الائمة الاكابر كيحيى بن سعيد وابن جريح وما لك والسفيانين وابى حنيفة وشعبة وأيّوب السجستاني » (4).
وكان المركز العلمى لمدرسة أهل البيت عليهمالسلام تلك الفترة هى المدينة المنورة فهى العاصمة لعلومهم وروّادها.
وفى هذه الأثناء انتقل الامام الصادق عليهالسلام الى الكوفة ـ المركز العلمى الثانى لمدرسة أهل البيت عليهمالسلام ـ أيّام ابى العباس السفاح واستمر فيها فترة سنتين واشتغل عليهالسلام فى نشر علومه وافكار مدرسته لضعف السلطة آنذاك بسبب انتقالها من الاُمويين الى العباسيين. وكان منزله عليهالسلام فى الكوفة فى بنى عبد القيس(5).
ويحدث الحسن بن على الوشاء: « إنّى أدركت فى هذا المسجد ـ مسجد الكوفة ـ تسعمائة شيخ كلٌ يقول حدَّثنى جعفر بن محمد عليهالسلام » (6).
ويحدِّث محمد بن معروف: مضيت الى الحيرة الى جعفر بن محمد عليهالسلام فما كان لى فيه حيلة من كثرة الناس، فلما كان اليوم الرابع رآنى فادنانى وتفرّق الناس عنه ومضى يريد قبر امير المؤمنين عليهالسلام فتبعته وكنت اسمع كلامه وانا معه امشي.
وإلى هذه الفترة يشير الحديث الوارد عن الامام الصادق عليهالسلام « دخلت على ابى العباس بالحيرة، فقال: يا أبا عبداللّه، ما تقول فى الصيام اليوم؟ فقال: ذاك إلى الإمام، إن صُمتَ صُمنا وإن افطرتَ افطرنا … » (6).
وكان كبار اصحاب الإمام عليهالسلام من الكوفة كأبان بن تغلب الذى روى عنه (30.000) حديثا ومحمد بن مسلم الذى روى (40.000) حديثا.
وقد حاول الحافظ ابو العباس بن عقدة الهمدانى الكوفى جمع أسماء من روى عن الإمام الصادق عليهالسلام فى كتاب فكان عددهم (٤٠٠٠) رجل. وقد نقل من ذلك الكتاب الشيخ الطوسى والنجاشى فى فهرستهما الشيء الكثير.
وبعد هذا فليس من الغريب اذا ما سمعنا الذهبى يقول: « فهذا ـ التشيّع ـ كثر فى التابعين وتابعيهم مع الدين والورع والصدق، فلو ردّ حديث هؤلاء ـ أى الشيعة ـ لذهب جملة الآثار النبويّة » (7).
ونحن حينما ذكرنا أنّ الظاهرة البارزة والمشتركة لهذا الدور، تولد فقه أهل البيت عليهمالسلام على مستوى تدوين الأحاديث وبشكل متناثر وبدون استيعاب؛ فهذا لايعنى عدم اشتماله على فقهاء كبار يشكّل كلّ واحد منهم فى نفسه بحرا متلاطما كمحمّد بن مسلم وزرارة بن اعين وابى بصير الذين قال عنهم الإمام الصادق عليهالسلام: « بشّر المخبتين بالجنة: بريد بن معاوية العجلى وأبابصير ليث البُخترى المرادى ومحمد بن مسلم وزرارة أربعة نجباء أمناء اللّه على حلاله وحرامه لولا هؤلاء انقطعت آثار النبوّة واندرست » (8).
بل كانوا بمستويً يرى فيهم الإمام عليهالسلام الاجتهاد والقدرة على الاستنباط ولذا تارةً امرهم بممارسة ذلك فعلاً حيث قال عليهالسلام : « إنّما علينا أن نلقى اليكم الأصول وعليكم أن تفرّعوا » (9).
واُخرى يحصل منهم مراجع فى الأحكام كيونس بن عبد الرحمان حيث قيل للامام عليهالسلام إنّي : « لا اكاد اصل اليك اسألك عن كل ما احتاج اليه من معالم دينى أفيونس بن عبد الرحمان ثقة آخذ عنه ما احتاج اليه من معالم دينى فقال : نعم » (10).
وثالثة يأمرهم بالإفتاء كأبان بن تغلب حيث قال له الامام عليهالسلام : « اجلس فى مسجد المدينة وأفت الناس فإنّى اُحبّ ان يُرى فى شيعتى مثلك » (11).
ويدخل على الامام الصادق عليهالسلام مرّة فلمّا يبصر به يصافحه ويعانقه ويرحّب به ويأمر له بوسادة. وكان إذا قدم المدينة تتقوض له الخلق وتُخلى له سارية النبى صلىاللهعليهوآله (12).
اَوَ ليس من المناسب بعد هذا حينما يصل نعيه الى الامام عليهالسلام يقول : « واللّه لقد أوجع قلبى موت أبان » (13).
* الدور الثاني :
ويبدأ هذا الدور من بداية الغيبة الصغرى سنه ٢٦٠ هـ وحتى فترة زعامة الشيخ الطوسى المولود سنة ٣٨٥ هـ والمتوفّى سنة ٤٦٠ هـ.
والظاهرة البارزة والمشتركة فى هذا الدور انتقال فقه أهل البيت عليهمالسلام من كونه مجرد روايات مسجّلة ومن دون تبويب الى عرضه كمتون فقهية لا تتجاوز حدود ما هو الموجود فى الروايات كمّا ولايتعدّى الفاظها، كما نرى هذا واضحا فى شرايع على بن بابويه التى هى رسالته إلى ولده محمد والتى قيل عنها أنّ الاصحاب كانوا متى ما اعوزتهم النصوص اخذوا بشرايع على بن بابويه.
ومن أمثلة ذلك ايضا كتابا « المقنع » و« الهداية » للشيخ الصدوق محمد بن على بن بابويه ، وكتاب « النهاية » للشيخ الطوسي.
ولا نعدم فى هذه الفترة اعلاما اقتصروا فى عرض الفقه على تدوين الروايات فقط إلا أنَّ عرضهم كان مبوبا وشاملاً لجميع ابواب الفقه ، كما نرى ذلك واضحا فى الكافى للشيخ الكلينى ومن لا يحضره الفقيه للشيخ الصدوق.
هذا هو الطابع العام فى الدور المذكور ولكن هذا لا يعنى عدم وجود أعلام تجاوزوا نطاق النصوص وتعدّوا عنها محاولين بذلك التمسّك بالإستدلالات العقلية ايضا كما هو الحال بالنسبة الى العمّانى والاسكافي.
واذا اردنا التوضيح اكثر ، امكن أن نقول : ان هذا الدور ضَمَّ ثلاث مدارس بارزة :
أ ـ مدرسة « قم » و « الري » ؛ وكانت هذه المدرسة تحاول التمسك بالنصوص وعدم التعدى عنها إلى الإستدلالات العقلية. ومن جملة أعلام هذه المدرسة الصدوقان (الاب والابن) وابن قولويه. وكانت هذه المدرسة قوّية ومورد اعتماد الاصحاب حتى أنَّ سفير الناحية المقدسة الشيخ النوبختى الحسين بن روح يرسل كتاب التأديب الى قم ويكتب إلى جماعة الفقهاء بها : « انظروا ما فى هذا الكتاب وانظروا فيه شيء يخالفكم ». (14)
ب ـ مدرسة العمانى والاسكافي؛ وكانت هذه تحاول التمسك بالاستدلالات الاصولية العقلية حتى أنّه قد ينسب اليها العمل بالقياس والرأي. والعمانى هو الحسن بن على بن ابى عقيل الذى انتهت اليه الزعامة الدينية الشيعية بعد انتهاء فترة الغيبة الصغري.
وقيل: إنَّه أوّل من أدخل الإجتهاد بشكله المعروف الى الأبحاث العلمية واخذ بتحرير الفروع الفقهية وذكر الادلة لها والَّف كتابه المعروف بـ « المستمسك بحبل آل الرسول » الذى قال عنه النجاشي: « كتاب مشهور فى الطائفة. وقيل ما ورد الحاج من خراسان الا طلب واشترى منه نسخا ، وسمعت شيخنا أباعبدالله رحمهالله يكثر الثناء على هذا الرجل رحمهالله ». (15)
ومع الأسف لم يبق لهذا الكتاب يومنا هذا عين ولا اثر.
والإسكافى هو محمد بن احمد بن الجنيد الذى انتهت اليه شيخوخة المذهب بعد ابن ابى عقيل والفّ كتابين فقهيّين : احدهما باسم « تهذيب الشيعة لاحكام الشريعة » والاخر باسم « الأحمدى فى الفقه المحمدي ». ولا اثر لهذين الكتابين يومنا هذا ايضاً.
ج ـ مدرسة بغداد أو بالأحرى مدرسة الشيخ المفيد وتلاميذه التى حاولت أن تجمع بن الاتّجاهين: التمسك بالنصوص والإستدلالات العقلية. ولعل السبب فى ذلك يعود الى تتلمذ الشيخ المفيد على روّاد كلتا المدرستين السابقتين ، فهو من تلامذة ابن الجنيد صاحب المدرسة السابقة وجعفر بن محمد بن قولويه الذى هو من قم ومن روّاد مدرستها.
وللشيخ المفيد عدّة مؤلفات : منها « المقنعة » التى شرحها الشيخ الطوسى فى كتاب باسم « تهذيب الأحكام ».
* الدور الثالث :
ويبتدأ هذا الدور من فترة زعامة الشيخ الطوسى وإلى الفترة الحاضرة. والظاهرة البارزة فى هذا الدور تحول الفقه من تدوينه كمتون فقهية موافقة للنصوص فى الفاظها إلى التدوين بلا تقيّد بالفاظها ومع التعدى بذكر تفريعات جديدة لا وجود لها فيها، كل ذلك مع الإستدلال المتكامل بالنصوص والقواعد الأصولية العقلية.
واول ما وصل بايدينا من نتاج هذا الدور كتاب المبسوط للشيخ الطوسى قدسسره.
وهو فى مقدمة الكتاب قد اشار الى ذلك وأنَّ المخالفين لازالوا يستخفون بنا وينسبون لنا قلّة التفريعات والمسائل مدَّعين أنَّ من لايعمل بالقياس والاجتهاد ليس باستطاعته تكثير المسائل والتفريع على الأصول. ثم أضاف قائلاً : « وكنت من قديم الزمان متشوقا الى ذلك ولكن يعوقنى قلّة رغبة هذه الطائفة فيه وترك عنايتهم به ، لأنهم الّفوا الاخبار وما رووه من صريح الألفاظ حتى ان مسألة لو غيّر لفظها وعُبِّر عن معناها بغير اللفظ المعتاد لهم لعجبوا منها وقصر فهمهم عنها ». ثم قال : « وإنّى كنت قد الَّفت النهاية بالالفاظ المنقولة حتى لا يستوحشوا من ذلك »
انتهى ما افاده قدسسره.
وهو يدلّ بوضوح على النقلة العظيمة التى قام بها الشيخ من الدور الثانى الى الثالث.
وينبغى ان يكون واضحا انا حينما نعدُّ الفترة المذكورة دورا واحدا فهذا لا يعنى انعدام الظواهر المختلفة فيها ، كيف والشيخ بعد أن قام بإعباء هذا التحول وشيَّد اركان مدرسته المباركة فى النجف الأشرف الّتى ارتحل اليها بعد هروبه من بغداد اصاب نهضته العلمية هذا شيء من الركود بعد التحاقه بالرفيق الأعلى بحيث كل من جاء بعده انبهر بعظمته ولم يستطع الوقوف امامه ومناقشة آراءه العلمية، الفترة التى يصفها ابن ادريس بـ « فترة المقلدة » ولم يستطع القضاء عليها الا هو، حيث وقف مناقشا لآراء الشيخ العلمية وكسر نطاق الخوف إلا أنَّ هذا لا يعنى حصول تغيّر فى جوهر الدور الذى قام به الشيخ بل إنَّ الطريقة التى قام بها فى مبسوطه باقية إلى يومنا هذا وإن حصلت بعض التغيرات الجانبية.
ولا تفوتنا الإشارة الى ظاهرة الإجماع، فإنَّ الإجماع كدليل إلى جانب بقيَّة الأدّلة برز لدى غير الشيعة بعد وفاة النبى صلىاللهعليهوآله دعما لبعض المواقف التى حصلت فى تلك الفترة وبقى مختصا بهم إلى فترة الشيخ الطوسى واستاذه المرتضى حيث برز لدى الشيعة كدليل يتمسك به واخذوا يستدلّون على حجيته بطريقة اللطف او غيرها حتى انتهت النوبة إلى المحقق التستري، فألّف كتابا خاصا بذلك باسم كشف القناع عن وجوه حجية الإجماع.
وبقى الإجماع دليلاً يتمسّك به فيما بعد فى كلمات المحقق والعلاّمة والشهيدين ولم يكتف وحده بالبروز فى ميدان الإستدلال حتى انضمّت اليه الشهرة الفتوائية ، فكثيرا ما يستدلّ بالإجماع المنقول والشهرة المحققة. الا انه فى الآونة الأخيرة لم
تبق قيمة معتدٌّ بها لهذين الدليلين وعوّض عنهما بالإرتكاز وسيرة المتشرعة وسيرة العقلاء او ان المسألة ابتلائيَّة ، فلو كان فيها حكم اخر لاشتهر وذاع وما شاكل ذلك.
ولا يفوتنا ان نسجّل لمثل المحقق الحلى ما قام به من خدمة جليلة فى تأليف كتابه المشهور بـ « شرايع الاسلام » حيث قسم ابواب الفقه الى تقسيم رباعى معروف استمرّت روحه الى وقتنا الحاضر. كما وان المنهجة التى قام بها فى كتابه عند بحثه لكلّ باب والإشارة الى الاقسام بالأرقام وتشقيق كل قسم الى شقوق أخرى بارقام اخرى مضبوطة كل ذلك فضل لا يُنسي.
وهكذا ما قام به العلاّمة من ادخال الرياضيات فى علم الفقه او اجراء ابحاث فقهية مقارنة بين المذاهب جهود مشكورة وثمينة وليس من الانصاف تناسيها.
أجل الذى أراه ـ إن لم أكن مخطئا ـ إنَّ كثيرا من وجوه الإستدلال التى كان يتمسّك بها مثل الشيخ وصاحب السرائر والعلامة و … اصبحت يومنا هذا أشبه بالاستحسانات منها بالأدلة العلمية ونظرة سريعة على فقه القدماء توضّح بشكل جلى ما نقول.
ولا ننسى أن نشير ايضاً إلى أنَّ الابحاث السندية والتدقيق من الزاوية المذكورة ظلَّ مهملاً فى كلمات القدماء بل وإلى يومنا المعاصر تقريبا ، فهذا مكاسب الشيخ الأعظم مثلاً لا نجد مثل ذلك فيه.
والنتيجة التى يمكن ان ننتهى اليها ان روح الدور الثالث بقيت على ما هى عليها الى يومنا المعاصر. ولئن حصل هناك تطوّر ، فهو فى مسائل جانبية من قبيل :
أ ـ منهجة الأبحاث بشكل اكثر فنية.
ب ـ التعرّض الى فروع اكثر واوسع تبعا للمرحلة الزمنيّة.
ح ـ التعويض بأشكال من الإستدلال اكثر متانة وقوة.
د ـ محاولة ربط المسائل الفقهية بالمسائل الاصولية بدرجة اكبر.
هـ ـ محاولة الاهتمام بالأبحاث السندية بدرجة اقوي.
و ـ اهمال بعض التفريعات القديمة لفقدان الحاجة اليها والتعويض عنها بتفريعات جديدة ، تبعا للحاجة الزمنية.
الهوامش
١ ـ رجال النجاشي : ترجمة أبى رافع.
2 ـ وسائل الشيعة : آخر الفائدة الرابعة من الفوائد المذكورة فى الخاتمة.
3 ـ وهم: محمد بن يعقوب الكلينى صاحب كتاب الكافي ، ومحمد بن على بن الحسين الصدوق صاحب كتاب من لايحضره الفقيه، ومحمد بن الحسن الطوسى صاحب كتاب التهذيب والاستبصار رحمهم الله.
4 ـ الصواعق المحرقة : ١٩٩.
5ـ تاريخ الكوفة للبراقي : ٤٠٨.
6 ـ رجال النجاشي : ترجمه الوشاء.
7 ـ وسائل الشيعة : باب ٥٧ من ابواب ما يمسك عنه الصائم ، حديث ٥.
ولايخفى انّ الكبرى المذكورة فى الرواية وإن كانت جدية الاّ انّ التطبيق صادر تقيةً.
8ـ ميزان الاعتدال : ١ / ٥.
9 ـ رجال الكشّي : ترجمة أبي بصير ليث المرادي.
10 ـ وسائل الشيعة : باب ٦ من ابواب صفات القاضي ، حديث ٥١.
11 ـ وسائل الشيعة : باب ١١ من ابواب صفات القاضي ، حديث ٣٣.
12 ـ رجال النجاشي : ترجمة أبان.
13 ـ نفس المصدر.
14 ـ نفس المصدر.
15 ـ الغيبة للشيخ الطوسي : ٢٤٠.
16 ـ رجال النجاشي : ترجمة الحسن بن على بن ابى عقيل.
المصدر: كتاب”دروس تمهيديّة في الفقه الإستدلالي – ج ١ – المؤلف: الشيخ محمّد باقر الإيرواني – الناشر: المركز العالمي للدّراسات الإسلامية.