خاص الاجتهاد: بكلمة المرجع الديني آية الله السيد محمد علي علوي الجرجاني وبحضور المتولي الشرعي لحرم السيدة المعصومة “سلام الله عليها” وإمام جمعة قم المقدسة حجة الإسلام السيد محمد سعيدي ومتزامناً مع عشرة الكرامة في ايران (من ولادة السيدة المعصومة “سلام الله عليها” حتى ولادة الإمام الرضا “عليه السلام”)، أقيم حفل إزاحة الستار عن كتاب “النهاية في مجرد الفقه والفتاوى”، من تأليفات شيخ الطائفة أبي جعفر الطوسي “رحمة الله عليه”، نشره مؤسسة الإمام هادي “عليه السلام” للأبحاث مع مصادر ومستندات جديدة وموسعة في خمسة مجلدات.
وفقاً للاجتهاد، يعتبر كتاب “النهاية في مجرد الفقه والفتاوى” أحد المؤلفات الفقهية المعتبرة للقدماء وأول أثر علمي وأكثر شهرة للشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي “رحمة الله عليهم”. وهو دورة فقهية فتوائية تناولت أبواب الفقه من “الطهارة” إلى “الديات”، والذي هو فقه منصوص استخرج نصها من النصوص والروايات ككتابي “المُقنِع” للشيخ الصدوق والمُقنِعة ” للشيخ المفيد” رحمة الله عليهما. ومنذ تأليفه حظي الكتاب باهتمام كبير لدى الفقهاء الكبار، وكتب عليه شروح و يُدرّس في الحوزات العلمية، إلى حين تأليف “شرايع الإسلام”، للمحقق الحلي “رحمة الله عليه”.
كما يعد كتاب “النهاية” أول أثر فقهي للشيخ الطوسي “رحمة الله عليه” الذي تم الإشارة والارجاع إليه في أكثر كتب الشيخ الطوسي مثل “الخلاف” و”الجمل والعقود” و”المبسوط” و” الإيجاز في الفرائض والمواريث” و “الاقتصاد”. وبالرغم من أن الكتاب مأخوذ من نص الروايات إلا أنه منظم حسب ترتيب الكتب الفقهية. وقد امتنع المؤلف فيه عن بيان الفروعات الفقهية وآراء فقهاء المذاهب الإسلامية الأخرى.
ويعرف الشيخ الطوسي “رحمه الله” «النهاية» في كتابه ” المبسوط”:
وكنت عملت على قديم الوقت كتاب النهاية، وذكرت جميع ما رواه أصحابنا في مصنفاتهم وأصولها من المسائل وفرّقوه في كتبهم، ورتبه ترتيب الفقه وجمعت من النظائر ورتبت فيه الكتب على ما رتبت للعلّة التي بيّنها هناك، ولم أتعرّض للتفريع على المسائل ولا لتعقيد الأبواب وترتيب المسائل وتعليقها والجمع بين نظائرها.
بل أوردت جميع ذلك أو أكثره بالفاظ المنقولة حتى لا يستوحشوا من ذلك وعملت بآخره مختصر جمل العقود في العبادات سلكت فيه طريق الإيجاز والاختصار وعقود الأبواب فيما يتعلّق بالعبادات ووعدت فيه أن أعمل كتابا في الفروع خاصّة يضاف إلى كتاب النهاية ويجتمع معه يكون كاملا كافيا جميع ما يحتاج إليه ثم رأيت أن ذلك يكون ميسورا يصعب فهمه على الناظر فيه لأنّ الفرع إنما يفهمه إذا ضبط الأصل معه.
والآن، ولأول مرة، تم تصحيح هذا العمل الرائع في خمسة مجلدات من قبل مؤسسة الإمام هادي “عليه السلام” للأبحاث في عملية استمرت 13 عامًا.
وقال مدير مؤسسة الإمام الهادي للأبحاث حجة الإسلام السيد هادي رفيعي بور في حفل إزاحة الستار عن كتاب “النهاية في مجرد الفقه والفتاوى”: هذا الكتاب أحد أعمال هذه المؤسسة الذي نتيجة أكثر من 13 عامًا من الجهود العلمية لباحثي المؤسسة. مضيفاً أن الشيعة يفتخر بأن نصوص الروايات تشكل اللبنة الأساسية لكتبه الفقهية الأولى ونحن لا نعرف مثل هذا في أي مذهب إسلامي آخر.
كما أشار رفيعي بورر إلا أنه تم تطبيق نص هذا الكتاب مع روايات أهل البيت عليهم السلام وجعل العمل سهلاً للفقهاء والباحثين ونأمل أن يستخدم بطرق مختلفة في المجامع الفقهية والحديثية.
هذا وخلال هذا الحفل تم بث رسالة المرجع الديني آية الله علوي الكركاني “حفظه الله” الذي أكد فيها على القوة العلمية لكتاب “النهاية” وأهميته في البحوث الفقهية والاجتهادية، وقال: إن الشيخ الطوسي قدّم عصارة فقهه في كتاب “النهاية”. كما أشاد سماحته بجهود القائمين على مؤسسة الإمام الهادي “عليه السلام” لدراسة هذا الكتاب القيم وتصحيحه وتقديمه للمجتمع العلمي.
الجدير بالذكر أن من الأعمال الرائعة الأخرى التي قام بها هذه المؤسسة، هو تصحيح كتاب “الاعتقادات للشيخ الصدوق” وتحقيقه الذي كشف النقاب عنه عام 2010 بحضور الإمام الخامنئي “دام ظله”.